هجمات تستهدف طاجيكستان وأوزباكستان.. داعش تفخخ علاقة طالبان بدول جوار أفغانستان
صعدت تنظيم داعش الإرهابي هجماته الإرهابية ضد دول الجوار انطلاقا من أفغانستان، في ظل الصراع بين التنظيم الإرهابي وحركة طالبان، بما يهدد بتحول أفغانستان إلى مركز لعمليات ولاية "داعش-خراسان" في وسط اسيا.
والأسبوع
الماضي استهدفت تنظيم داعش الإرهابي، دولة طاجيكستان، في ثاني هجوم ضد دول جوار أفغانستان،
بعد استهداف التنظيم الإرهابي أوزباكستان في منتصف أبريل/نيسان الماضي، ولكن حكومة
طقشند نفت وقوع الهجوم.
وأصدرت
داعش شريط فيديو لهجوم صاروخي على طاجيكستان من ولاية تخار الأفغانية، التي تقع على
الحدود من طاجيكستان، فقبل أيام ، أعلنت (داعش) على موقعها على الإنترنت أنها أطلقت
سبعة صواريخ من أفغانستان على "أهداف عسكرية" في طاجيكستان.
و
ذكرت وسائل الإعلام الطاجيكية أن أربعة صواريخ محمولة باليد من طراز بي إم -1 أطلقت
على طاجيكستان ، نقلاً عن مسؤولين أمنيين.
وممن
بين دول آسيا الوسطى الثلاث المتاخمة لأفغانستان ، تمتلك طاجيكستان أطول حدود مع أفغانستان
بحوالي 1400 كيلومتر.
كذلك
سلطت دعاية داعش خراسان الضوء أيضًا على الهجمات المتكررة في باكستان ، لا سيما في
منطقة باجور وفي مدينة بيشاور.
و
يبدو أن هجمات" داعش خراسان" في باكستان جزء من اتجاه أوسع بالإضافة إلى
هجمات داعش خراسان ، منذ استيلاء طالبان على السلطة ، كذلك أشادت دعاية داعش خراسان بالهجوم على رجال الدين الشيعة من قبل أفغاني في مشهد بإيران، رغم عدم اعلان مسؤوليتها
عن ذلك.
تقرير مركز مكافحة التطرف (CEP) (منظمة غير ربحية،
أوضح أن داعش يعلب على وتر الصراع العرقي في أفغانستان، وغضب عرقيات من استبعادها من
مناصب مهمة في حكومة حركة طالبان؛ لضم عناصر إليه في صراعه مع طالبان على النفوذ.
وأثمرت الدعاية النشطة لداعش على وسائل التواصل الاجتماعي
في تهييج غضب عرقيات الأوزبك والطاجيك والتركمان ضد طالبان التي تنتمي لعرقية البشتون
بالتزامن مع زيادة عمليات فرع داعش المسمى بـ"داعش- خراسان".
واعتبر
مراقبون أن محاولة الهجوم على الأراضي الأوزبكية والطاجيكية، تشير إلى تحول استراتيجي
محتمل لنشاط الجماعات الارهابية داخل أفغانستان ضد دول الجوار.
على
مدى العقدين الماضيين ، وبصرف النظر عن العنف المرتبط بتجارة المخدرات غير المشروعة
، فإن المناطق الواقعة شمال حدود أفغانستان مع آسيا الوسطى لم يتعرضوا لهجمات مباشرة من قبل الجماعات الإرهابية العاملة
من داخل أفغانستان.
وتقول
محللة الشؤون الاستراتيجية الهندية، أديتي بهادوري إن "هجوم داعش على دول الجوار
يدلل على التناقضات الداخلية لحركة طالبان، لقد أثبتت طالبان أنها غير قادرة على توفير
الأمن كما وعدت. إنهم غير قادرين على وقف هذه الهجمات حتى داخل أفغانستان".
وأضافت"
بهادوري" في تصريحات خاصة أن الأمن هو السبب الرئيسي وراء دعم روسيا ومعظم دول
آسيا الوسطى لطالبان، فإذا لم تنجح طالبان في هذا الملف إن دول الجوار وروسيا سيكون
لهم تحرك اخر.
وأوضحت
محللة الشؤون الاستراتيجية أن مع شن هجوم ربيعي
من قبل الجماعات المعارضة لطالبان، ومنح الطاجيك ملاذاً للجبهة الوطنية التي تضم قوات
بنجشير التابعة لأحمد مسعود ، فضلاً عن القوات العسكرية والبيروقراطية السابقة، ستكون طاجيكستان هدفا لعمليات ارهابية من داخل أفغانستان.
ولفتت
إلى أن دعم طاجكستان لمعارضي طالبان والذي قد عدعمه دول أخرى مثل روسيا وفرنسا قد سوف
يزيد من اعمال أعمال عنف على الحدود الطاجيكية الأفغانية.
وحول
إمكانية شن عمليات استباقية داخل أفغانستان هل توتر العلاقات مع طالبان، قالت
" بهادوري" عن دول الجوار قد لا يذهبوا إلى تنفيذ ضربات استباقية ضد الجماعات
الارهابية داخل أفغانستان، باستثناء طاجيكستان التي قد تقدم على هذه العمليات من أجل
الدفاع عن أمنها القومي.
ومؤخرا
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في اجتماع لمكافحة الإرهاب في مالاغا
أن التوسع المستمر لداعش والقاعدة في أفريقيا وعودة الإرهاب في أفغانستان يشكلان تهديدًا
متزايدًا للسلام والأمن العالميين.
وفي
أبريل الماضي قال قائد القيادة المركزية الأمريكية
الجنرال كينيث فرانك ماكينزي، إنه وفقًا للتقديرات الأمريكية ، "من المحتمل أن
يكون هناك حوالي 2000 مقاتل أو أكثر أو أقل من مقاتلي داعش في أفغانستان".
كما
قال الجنرال كينيث فرانك ماكينزي عن القاعدة إن مقاتلي القاعدة كانوا على الأرجح
"عدة مئات" منتشرين في أنحاء أفغانستان.
فيما
قال رئيس طاجيكستان، إمام علي رحمان، في يناير الماضي "نحن قلقون للغاية من أن
عناصر تنظيم داعش الارهابي، والجماعات التابعة لهم " موضحا أن هناك أكثر من
40 معسكرًا ومركز تدريب للإرهابيين على الحدود في المقاطعات الشمالية الشرقية من أفغانستان".
واوضح
رئيس طاجيكستان ان عدد الارهابيين في أفغانستان يصل إلى 6000 عنصر إرهابي، وهم يعززون
مواقعهم في أفغانستان، بما يشكلون تهديدا لدول الجوار