تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات– آراء) اليوم 14 يونيو 2022.
أعلن الجيش الوطني اليمني أن ميليشيات الحوثي الانقلابية ارتكبت (185) خرقاً للهدنة الأممية خلال يومي السبت والأحد (11 12 يونيو) في جبهات الحديدة وتعز وحجة ومأرب والجوف والضالع. وتوزّعت الانتهاكات بين 51 خرقاً في محور حيس جنوب الحديدة، و37 خرقاً بجبهات محور تعز، و32 خرقاً في جبهات محافظة حجة، و27 خرقاً في محور البرح غرب تعز، و25 خرقاً جنوب وغرب وشمال مأرب، و12 خرقاً في جبهات محافظة الجوف، وخرق واحد في محور الضالع.
وتنوّعت الخروقات بين إطلاق النار على مواقع الجيش في كافة الجبهات بصواريخ الكاتيوشا وبالمدفعية والعيارات المختلفة وبالطائرات المسيّرة المفخخة وبالقنّاصة، ونتج عنها مقتل 5 من أفراد الجيش وإصابة 15 آخرين. كما رصد الجيش اليمني قيام ميليشيات الحوثي باستحداث خنادق وتحصينات وشق طرقات فرعية (بالشيولات) غرب وشمال غرب مأرب وشرق حزم الجوف، وكذا نشر طائرات مسيّرة استطلاعية في مختلف الجبهات.
يعقد مجلس الأمن الدولي، اليوم الثلاثاء، جلسة لمناقشة تطورات الأوضاع في اليمن، بالتزامن مع استمرار ميليشيات الحوثي في ارتكاب خروقها للهدنة الأممية وعدم تنفيذ التزاماتها برفع الحصار عن تعز. ومن المقرر أن تحظى قضية حصار تعز بمساحة واسعة في الجلسة، في ظل تعنت ميليشيات الحوثي ورفضها تنفيذ مقترح المبعوث الأممي هانس غروندبرغ والذي تضمن فتح 5 طرق في محافظة تعز بينها خط رئيسي واحد مؤدٍ إلى مركز المحافظة.
كما يتوقع أيضاً أن يقدم غروندبيرغ إحاطة شاملة للمجلس عن نتائج جولتي المشاورات الأولى والثانية التي احتضنتهما العاصمة الأردنية عمّان، وكذا زيارته إلى صنعاء ولقائه قيادات ميليشيات الحوثي، وعودته منها بشروط تعجيزية. وتبحث الجلسة تطورات الأوضاع العسكرية والإنسانية والاقتصادية، ومدى التزام الأطراف بالهدنة الإنسانية التي جرى تمديدها لشهرين إضافيين تستمر حتى مطلع أغسطس القادم.
يجيء ذلك في وقت، بدأ وفد أممي زيارة إلى مدينة تعز أمس الاثنين، واطّلع عن قرب على المعاناة الإنسانية لسكان المدينة المحاصرة من قبل ميليشيات الحوثي الانقلابية للعام الثامن على التوالي. وناقش الوفد الأممي برئاسة نائب منسق الشئون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن ديجو زوريلا، مع محافظ محافظة تعز نبيل شمسان مجمل الاحتياجات والتحديات التي تواجه سكان المدينة.
وقال المحافظ شمسان، خلال الاجتماع، إن زيارة الوفد الأممي يشكل أهمية كبيرة في الاطلاع عن قرب على معاناة أبناء تعز، خصوصاً المعاناة الناجمة عن الحصار المفروض من قبل ميليشيات الحوثي الانقلابية. وأوضح، أن أبناء محافظة تعز يعانون إغلاق الطرق وصعوبة التنقل والسفر وارتفاع كلفة السلع والبضائع بزيادة كبيرة عن كل المحافظات. وأضاف: «من هنا أطالب المنظمات الأممية برفع صوتها وممارسة دورها في الضغط لفتح الطرق والتي تمثل أهم القضايا الإنسانية التي نعانيها في تعز». كما تطرق شمسان، إلى احتياجات المحافظة من المياه ودعم القطاع الصحي والتعليمي وقطاع النازحين ونزع الألغام. وطلب من برنامج الغذاء وكل المنظمات مراعاة الكثافة السكانية للمحافظة وما يقابل ذلك من احتياجات يجب نقلها وإيصالها للشركاء الدوليين.
من جانبه، قال نائب منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة ديجو زوريلا «إن الوفد سيركِّز على المواضيع والقضايا الإنسانية من خلال مكاتبه في التربة والمخا وإب». وفقاً لما نقله المكتب الإعلامي لمحافظ تعز. كما كشف عن زيارة قادمة لممثل البنك الدولي خلال الأسبوعين المقبلين لدراسة أولويات ما تتطلبه اليمن.
على صعيد آخر، كشف مرصد حقوقي يمني مستقل، عن نشر ميليشيات الحوثي ألغاماً بحرية في محيط خزان صافر النفطي، الذي يحمل أكثر من مليون برميل من النفط الخام، مهددة بالتسرب بسبب عدم خضوعه للصيانة منذ سنوات، ما ينذر بحدوث أسوأ كارثة بيئية في تاريخ المنطقة. وحذر المرصد اليمني للألغام، في تغريدة على صفحته بموقع تويتر، من أن اصطدام أحد هذه الألغام بالخزان العائم المتهالك سيخلف كارثة كبيرة على اليمن والدول المطلة على البحر الأحمر.
وأضاف: «نشر الحوثيون ألغاماً بحرية عن طريق الإلقاء اليدوي وطرق أخرى، في مساحات واسعة بالبحر الأحمر بما في ذلك المنطقة المحيطة بخزان صافر النفطي». وأكد المرصد الحقوقي أن هناك مخاوف حقيقية من اصطدام أحد هذه الألغام بالخزان العائم المتهالك، حيث ستحل كارثة كبيرة على اليمن والدول المشاطئة.
قالت الأمم المتحدة إن كافة العوائق السياسية والأمنية واللوجيستية أمام عملية البدء في نقل النفط من الناقلة «صافر» الراسية قبالة سواحل الحديدة إلى سفينة جديدة زالت ولم يتبق سوى جمع 20 مليون دولار لتنفيذ العملية.
وأكد ديفيد غريسلي منسق الشؤون الإنسانية المقيم للأمم المتحدة في اليمن قطع شوط كبير في عملية تحييد الناقلة «صافر»، وأضاف: «قطعنا شوطاً طويلاً في عملية الشراء والإنقاذ لنقل النفط، نحن جاهزون ونحتاج 144 مليون دولار لتنفيذ العملية على مرحلتين».
وكشف غريسلي أن الأمم المتحدة استطاعت حشد نحو 60 مليون دولار حتى الآن للمرحلة الطارئة لإنقاذ الناقلة «صافر»، فيما توجد فجوة قدرها 20 مليون دولار تحول دون البدء في العملية التي ستجنب منطقة البحر الأحمر والدول المطلة كارثة بيئية وإنسانية كبرى.
وقال منسق الشؤون الإنسانية في اليمن خلال مؤتمر صحافي مرئي نظمه أمس «مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية»، «المعوق الرئيسي لم يعد سياسياً أو أمنياً أو مشتريات بل الموارد (...) حصلنا على 60 مليون دولار حالياً ونشكر المانحين، ومتفائلون لحشد التمويل اللازم في الوقت المناسب».
وحذر ديفيد غريسلي من أن الوقت ينفد في حال لم يتم التصرف بسرعة، وتابع: «سوف نطلق اليوم حملة لحشد التمويل لدينا فجوة 20 مليون دولار، ونحتاج حشده في أسرع وقت ممكن، بحلول أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر (تشرين الثاني) البيئة سوف تتغير وتتدهور بسبب الرياح والتيارات البحرية وفرصة انشطار السفينة كبيرة».
وفي رده على سؤال «الشرق الأوسط» حول مكان السفينة التي سينقل إليها النفط، أجاب غريسلي بقوله: «يعتمد على الخيارات إن كانت باخرة أخرى ستكون في الموقع نفسه، لكن هناك خيارات أخرى ننظر فيها سوف نبحثها مع السلطات المعنية، لن أتحدث فيها حتى نبحثها، الباخرة المؤقتة سوف ترسو بجوار الحالية من أجل الحفاظ على النفط في منطقة آمنة».
وحول بدء عملية النقل، أوضح منسق الشؤون الإنسانية أنه في حال «حصلنا على التمويل نحتاج 9 أسابيع من بدء العملية لنقل النفط إلى باخرة جديدة، أما عملية شراء الباخرة المؤقتة للاحتفاظ بالنفط لدينا مجموعة من الخيارات، وهذا ليس معوقاً، وبالنسبة للمرحلة الثانية في يوليو (تموز) سنحدد الخيارات طويلة الأجل».
وعبر غريسلي عن أمله في أن يتم حشد تمويل 5 ملايين دولار عبر الحملة التي ستنطلق اليوم عبر مواقع التواصل الاجتماعي من خلال مواقع الأمم المتحدة. فيما تجنب الحديث عن عائدات النفط الموجود على متن الناقلة «صافر»، مبيناً أن المسألة سياسية، وأن النفط لن يباع بل سيوضع في باخرة أخرى من أجل حمايته، وهذا يعطينا وقتاً أشهراً أو سنوات لمناقشة مسألة بيعه مستقبلاً.
كما استبعد غريسلي البدء في العملية قبل اكتمال التمويل المطلوب، مشيراً إلى أن نقل النفط مسألة معقدة فنياً، ولا نريد البدء في عملية لا تكتمل، لأن ذلك سيفقد الجميع الثقة، ولذلك نصر على حشد التمويل.
وحسب منسق الشؤون الإنسانية في اليمن، فإن شركات القطاع الخاص لم تساهم حتى الآن في عمليات التمويل القائمة، لافتاً إلى جهود في تشجيعهم على المساهمة.
أفادت مصادر محلية في صنعاء، لـ«الشرق الأوسط»، بأن الميليشيات الحوثية أطلقت هذا الأسبوع موجة جديدة من عمليات الاستقطاب والتعبئة والتحشيد وجمع التبرعات من خلال استهداف سكان أكثر من 94 حياً وإجبارهم على حضور أمسيات تبث فكر الجماعة الطائفي المشبع بالكراهية.
وأكدت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن الجماعة وبموجب توجيهات جديدة صادرة عن زعيمها عبد الملك الحوثي، شرعت عبر لجان موكل إليها مهام «التعبئة والتحشيد» وبإشراف من المجالس المحلية الانقلابية الخاضعة للجماعة بتنظيم أول أعمال التعبئة والحشد في مديرية التحرير تحت شعار: «جهاد وإحسان».
وتحدثت المصادر عن وسائل ترهيب وترغيب وتهديد بالحرمان من أبسط الحقوق والخدمات استخدمتها لجان الجماعة خلال تحشيدها السكان في 3 أحياء بمنطقة التحرير وهي «حي التحرير، وبير العزب، والقاع» لحضور الأمسية.
ورغم تشديد الجماعة وإجبارها السكان على حضور تلك الأمسيات، فإن المصادر ذاتها أوضحت لـ«الشرق الأوسط»، أن نسبة الاستجابة للحضور في أوساطهم خلال أول أمسية كانت ضعيفة جداً، نتيجة رفضهم الانصياع لرغبة الجماعة التي تحاول أن تخضعهم بالقوة لخطابها التعبوي وأفكارها المستمدة من «الملازم الإيرانية».
وبسبب إخفاق الانقلابيين بحشد مزيد من الشبان والأطفال إلى الجبهات عبر إقامتهم آلاف المعسكرات الصيفية بعموم مدن سيطرتهم، كشف مصدر مقرب من دائرة حكم الجماعة بصنعاء عن تكثيف الميليشيات بهذه الأثناء من تحركاتها لاستكمال مخططها الرامي في الأيام المقبلة لاستهداف سكان نحو 94 حياً تابعة لـ10 مديريات في العاصمة.
وبحسب المصادر، خصصت الميليشيات ملايين الريالات لإقامة ما يزيد على 100 أمسية طائفية في جميع أحياء العاصمة المحتلة، في حين اتهمت المصادر الجماعة باستغلال الهدنة الأممية، من أجل إعادة ترتيب صفوفها وحشد مزيد من المجندين إلى جبهاتها.
وتوقعت المصادر أن تطول تحركات الجماعة شريحة النساء بعموم أحياء العاصمة لإجبارهن على حضور الأمسيات.
وكان قادة الميليشيات أصدروا توجيهات لمشرفيهم وعقال الحارات الموالين لهم في العاصمة، شددوا خلالها على ضرورة الاستعداد لشن حملات استقطاب وتحشيد جديدة عبر بوابة الأمسيات الثقافية.
وفي سياق تلك التعليمات الحوثية، تحدث سكان بحي التحرير في صنعاء، لـ«الشرق الأوسط»، عن ممارسات وصفوها بـ«غير السوية» طالتهم بهدف إجبارهم على حضور أمسية ستقيمها الجماعة.
وأفاد مواطن يقطن الحي ذاته، طلب إخفاء معلوماته، لـ«الشرق الأوسط»، بأنه اعتذر لأتباع الجماعة وتحجج لهم باستعداده للسفر خارج العاصمة في مهمة عائلية لحظة مجيئهم إلى منزله ومطالبتهم له بحضور الأمسية مع باقي أفراد أسرته من الذكور.
وقال: «إن معظم سكان الحي وأحياء أخرى في صنعاء يعون اليوم جيداً المضامين التي تحويها جل الفعاليات والأمسيات التي تقيمها الجماعة، إما لغرض التعبئة الفكرية الخاطئة أو للتحشيد إلى الجبهات وتقديم الدعم المجتمعي لمواصلة عملياتها العسكرية».
وأضاف: «لهذه الأسباب وغيرها يرفض غالبية السكان في صنعاء الحضور أو المشاركة في الفعاليات، غير آبهين بتهديدات الميليشيات بوضع المتخلفين ضمن القوائم السوداء أو حرمانهم من الخدمات».
ويؤكد سكان صنعاء أن الميليشيات عادة ما تخصص جزءاً كبيراً من أوقات أمسياتها في بث فكرها المشبع بالعنف والكراهية، وتحض المشاركين من السكان أو الموظفين الحكوميين على التمسك بثقافتها الدخيلة عليهم، والانضمام للقتال بصفوفها مقابل منحهم مزايا عديدة.
وسبق للميليشيات أن أقامت سابقاً خصوصاً في ليالي شهر رمضان من كل عام، المئات من الأمسيات، حيث تجبر السكان والموظفين في صنعاء وبقية مدن سيطرتها على حضورها، والاستماع إلى محاضرات وتلقي دروس وبرامج حوثية طائفية.
وكثيراً ما يشدد مشرفو الجماعة خلال الأمسيات المقامة في الأحياء على ضرورة أن يخرج كل مربع سكني في صنعاء عقب اختتام أي أمسية بتسجيل ما لا يقل عن 5 مجندين جدد إلى صفوف الميليشيات.
ويرجح مراقبون أن إقدام الجماعة على إقامة مثل هذه اللقاءات الطائفية في سياق البحث عن مجندين جدد، يعكس حجم الاستنزاف الكبير الذي أصاب صفوف الجماعة في المعارك خلال السنوات الماضية.
وكانت تقارير محلية عدة أكدت، في أوقات سابقة، أن عمليات الاستقطاب الحوثية المتكررة للشبان والمراهقين وغيرهم في صنعاء تركزت طيلة السنوات الماضية في 10 مديريات تتبع العاصمة صنعاء، التي تحوي كل مديرية فيها عشرات المربعات السكنية.