ضمن نهج ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا في قتل واعتقال وتشريد الإعلاميين، وفي محاولة لإسكات الأصوات الحرة وترهيب العاملين في حقل الاعلام، اغتيل في وقت متأخر من مساء الأربعاء 15 يونيو، صحفي يمني يعمل مراسلا مع قناة دولية، في العاصمة عدن، عبر تفجير سيارته قرب حاجز أمني.

وقالت مصادر محلية، أن انفجار هز مديرية المنصورة بالعاصمة عدن، نتج عنه اغتيال صابر نعمان الحيدري، والذي يعمل مراسل للقناة الصينية في اليمن.

واضافت المصادر، أنه تم وضع عبوة ناسفة لاصقة على سيارة الحيدري، مشيرة إلى أنه تم تفجير العبوة بالقرب من نقطة أمنية تابعه لقوات الحزام الامني، بمدخل شارع التسعين بمديريه المنصورة أمام محطه الكهرباء.

ولفتت المصادر، الى أن العملية الإرهابية، اسفرت عن مقتل صابر الحيدري، واثنين آخرين وإصابة شخص آخر في صفوف المدنيين، وسقوط ضحايا أمنيين.

ويأتي اغتيال الحيدري، بعد قرابة عشرة أشهر من اغتيال الصحفية "رشا الحرازي" وإصابة زوجها، في عبوة ناسفة زرعت في سيارتهما، وانفجرت في مديرية خور مكسر.

ووجّه رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد محمد العليمي، بالتحقيق العاجل في "التفجير الغادر" الذي استهدف سيارة الحيدري وزملائه في العاصمة المؤقتة عدن، وذلك خلال اتصاله، الخميس، بوزير الدولة محافظ عدن أحمد لملس، للاطلاع على الأوضاع في العاصمة المؤقتة عدن، وملابسات التفجير الإرهابي الجبان.

وأدان وزير الإعلام، معمر الإرياني، واستنكر جريمة اغتيال الصحفي صابر الحيدري ، ‏وأوضح الارياني ان هذه الجريمة تأتي بعد أشهر من استهداف مماثل للصحفي محمود العتمي وزوجته الصحفية رشا الحرازي، وتؤكد أن الصحفيين باتوا هدفا للميليشيا.

واشار الارياني الى أن استهداف ميليشيا الحوثي الممنهج للصحفيين ومراسلي وسائل الاعلام العربية والاجنبية يهدف لبث الرعب في نفوسهم ومنعهم من اداء رسالتهم من المناطق المحررة.. مطالباً بموقف دولي واضح إزاء هذه الجريمة النكراء وكل الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها ميليشيا الحوثي الارهابية بحق الصحفيين، من قتل واختطاف واخفاء قسري، ونفي وتهجير ونهب للاموال والممتلكات.

وأدانت نقابة الصحفيين اليمنيين في بيان لها "بشدة هذه الجريمة الآثمة"، ودعت الأجهزة الأمنية في محافظة عدن إلى "سرعة التحقيق وكشف ملابسات الجريمة، والإعلان عن نتائج التحقيقات وكشف خيوط الجريمة والجناة الذين خططوا ونفذوا هذه الجريمة الشنيعة بحق صحفي لا يملك غير الكلمة، وجلب الجناة إلى العدالة وتوقيع العقوبة العادلة بحقهم جراء ما ارتكبوه من جريمة مروعة".

وفي سياق متصل، أدان مرصد الحريات الإعلامية في اليمن جريمة استهداف الصحفي صابر الحيدري، وطالب المرصد السلطات الأمنية في عدن بسرعة التحقيق في الحادثة وكشف خيوط الجريمة ومعاقبة مرتكبيها، وكذلك الكشف عن مرتكبي كافة الجرائم السابقة التي حدثت للصحفيين.

من ناحية أخرى، كشفت مصادر سياسية يمنية بارزة، الخميس، عن الابعاد والأهداف، خلف اغتيال الصحفيين.

وقال المحلل السياسي مصطفى ناجي في تدوينة نشرها على حسابه الرسمي بموقع تويتر ان :" ‏استهداف الصحفيين في مدينة عدن جريمة جبانة الغرض منها النيل من هدف يمكن ان يجعل صورة المدينة غير آمنة وحتى وان كان المستهدف لا يمثل اية غاية عسكرية في اطار الصراع المسلح بين مختلف القوى".

واضاف ناجي أن :"ايقاع عمليات التفجير باستهداف عسكريين ومدنيين وتحديدا صحفيين هو تكريس لصورة عاصمة غير آمنة".

وفي سياق متصل، أكد السياسي اليمني محمود الطاهر، أن المناطق المحررة ستشهد المزيد من زعزعة الاستقرار والأمن خلال تمديد الهدنة الأممية.

وقال محمود الطاهر في تدوينة نشرها على حسابه الرسمي بموقع فيس بوك "توقعت قبل ذلك أن زعزعة استقرار المناطق المحررة في اليمن ستزداد مع تمديد الهدنة الأممية في اليمن".

واضاف طاهر :"طالما هناك هدنة.. والإصرار على أن تبقى اليمن "لا حرب.. لا سلم"، سنشاهد الكثير من العمليات الإرهابية ضد صحفيين وقيادات عسكرية وأمنية".

واكد في ختام التدوينة :" إنهاء ذلك هو بإنهاء الهدنة، وفرض السلام بالقوة العسكرية".

وعقب ساعات من اغتيال الحيدري، كشف الإعلامي عبدالسلام القيسي، عن هوية القيادي الحوثي المتورط الاول، في عمليات الاغتيال التي تطال الصحفيين في العاصمة عدن.

وعبر حسابه الشخصي بموقع تويتر، أكد القيسي ان محافظ الحديدة المعين من قبل الحوثيين محمد عياش قحيم هو من يقف خلف عمليات الاغتيال التي تطال الصحفيين المناهضين للجماعة المدعومة من ايران.

واضاف القيسي، أن القحيم في لقاء صحفي هدد باستهداف كل من يقف في وجه الحوثيين بالعبوات الناسفة والألغام.

وقال عبدالسلام القيسي، ان: "محافظ الحوثي للحديدة يهدد الجميع في عدن بالعبوات والألغام، وقال: عسكري ، صحفي، صاحب باص، مواطن، أنت مقتول في عدن!".

‏كما اضاف ان : "هذا التهديد بعد استهداف خلايا حوثية لصحفي تهامي يوم أمس بالعاصمة عدن، محمد عياش قحيم هو مدير خلايا التفجيرات التي تستهدف ابناء الحديدة في المناطق المحررة"

وينضم الصحفي صابر الحيدري لقائمة الصحفيين الذين قتلوا بعبوات ناسفة حيث يعتبر خامس صحفي يقتل بعبوات ناسفة خلال الثمانيه أشهر الأخير في مدينة عدن إلى جانب الصحفية رشاء الحرازي والصحفي احمد بوصالح وطارق مصطفى واحمد باراس .

حيث غادر الصحفي صابر نعمان الحيدري البالغ من العمر 40 عاما من العاصمة صنعاء منذ العام 2017 خوفا من بطش ميليشيا الحوثي ، كما عمل منسق لعدد من القنوات والوكالات التلفزيونيه العربية والاجنبية والتي كان اخرها مراسل وكالة الأنباء الصينية شينخوا في اليمن .