الجهاد تصعد وحماس تشاهد..غزة على اعتاب حرب جديدة
في خطوة تكشف عن عدم قدرة حركة حماس على السيطرة على الجهاد الاسلامي في
غزة، مع عودة اطلاق الصواريخ وتهديد غزة بحرب جديدة وافشال الهدنة القائمة، حذر
مراقبون من تحول قطاع غزة لورقة في يد
الصراع القائم بين ايران واسرائيل في ظل نذر حرب تشهدها المنطقة.
وشنت اسرائيل غارات
داخل قطاع غزة ردًا على إطلاق صاروخ منه باتجاه منطقة عسقلان، والذي تم اعتراضه من قبل القبة الحديدية، استهدفت ورشات لإنتاج وسائل
قتالية داخل موقع عسكري تابع لحماس بالإضافة إلى ثلاث نقاط عسكرية أخرى تابعة للحركة
في قطاع غزة.
ياتي الاستهداف
الاسرائيلي مع 10 آليات وجرافات عسكرية تتبع لجيش الاحتلال، خارج السياج الفاصل، شمال
بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.
ويرى مراقبون أن
التصعيد العسكري من قبل الجهاد الاسلامي وفي ظل حماس مكتوفة الايدي امام تحركات
الجهاد، تشير إلى الأوضاع داخل القطاع تذهب الى حرب قادمة، وهي حرب لا تعبر عن
المصالح الوطنية للشعب الفلسطيني بقدرما تعبر عن المرحلة الحالية داخل الاقليم
بشكل عام والذي يشهد نذر حرب بين إيران واسرائيل في ظل تعثر مفاوضات الاتفاق
النووي.
وأوضح المراقبون
أنه لا يوجد أي مصلحة وطنية فلسطينية من التصعيد في الوقت الحالي مع استمرار
الاوضاع الاقتصادية الصعبة على أبناء قطاع غزة، وفشل حماس منذ انقلاب 2007 في تقديم حلول واقعية وتحسين الاوضاع المعيشية
التي تتحمل الجزء الأكبر من الوضع المتازم في القطاع مع الاجراءات التي تخذها
الحركة في البحث عن مصالحها الذاتية ومصالح قادتها .
وخلال الأشهر
الماضية أظهرت الأوضاع داخل قطاع غزة ان حركة الجهاد الاسلامي تشكل العبا الأكبر
على حماس في ظل تحركات الجهاد المنفردة في اطلاق الصواريخ تجاه اسرائيل وعدم قدرة
حماس على ضبط الاوضاع مع الجهاد ،مما يظهر التنافس الكبير بين الفصائل في قطاع غزة
على السيطرة القرار العسكري الغزاوي في مواجهة اسرائيل.
حركة الجهاد
أكدت استمرارها على نهج الصراع المسلح مع اسرائيل، بعيدا عن الحسابات والمصالح
الوطنية الفلسطينية، والاوضاع في المنطقة، والتغيرات الجيوسياسية التي يشهدها
الاقليم.
ونهج حماس والجهاد يدفع الشارع الفلسطيني الى تحمل هذه السياسة من أبنائه
وقوته واقتصاده ومكاسبه، فالفصائل التي
تشن عمليات فردية تجاه اسرائيل ، تنعكس بان يدفع الشعب الفلسطيني الثمن في هذه
المواجهات الغير محسوبة.
ورغم قدرة الشارع الفلسطيني على مواصلة الدفاع عن قضيته الوطنية، الا أن
الفصائل الفلسطينية ذات الولاءات الخارجية تجعل من هذه القدرة مسيسة لصالح هذه
القوة وأيضا تقفز على مكاسب قدرة الشعب الفلسطيني في أي مواجهة.
ومؤخرا دعا القيادي في حركة الجهاد الإسلامي
خضر عدنان، الشعب الفلسطيني الى حملة السلاح أن لا يُقتلوا دون أن يَقتلوا وأن يجعلوا
الحرب في عقر دار الاحتلال واضربوهم ولا تنتظروا أقداركم، هذ الدعوة تعبر بشكل
كبير عن سياسة الفصائل الفلسطينية في الوصول الى اهدفها واهداف الموالين والداعمين
لها دون النظر الى مصالح الشعب الفلسطيني.
ويقول مراقبون
أن ما يجري بين الصراع الخفي بين الحركتين لاي يهدأ، ومن وقت لأخر ووفقا للأوضاع الاحداث
داخل القطاع تحدث خلافات عسكرية بين التنظيمين، وبعد ذلك يتدخل كبار الحركتين من القادة
السياسيين وليس العسكريين ليحلوا الأمور بسرعة حتى لا يفقدون السيطرة بينهم.
وأوضح المحلل السياسي الفلسطيني طلال عوكل، أن حركة حماس هي المسؤولة
عن الأمن في قطاع غزة، وهي تريد أن تثبت أنها قادرة على ضبط المخالفين للقوانين وفرض
سلطتها على الفصائل في القطاع.
لكنه أضاف أن حماس
لم تنجح في أن تبني شركات وطنية لا في الإطار الوطني العام ولا في الإطار الجغرافي
الخاص بالقطاع ولا حتى أن تحافظ على علاقتها مع بعض الفصائل الشريكة.