يحي السنوار ظل ايران .. 5 سنوات من الفشل في قطاع غزة
الأربعاء 22/يونيو/2022 - 06:21 م
طباعة
علي رجب
في فبراير 2017 تم انتخاب يحيى السنوار، قائدا لحركة حماس في غزة، وهو الذي جدد مرة أخرى في مارس 2021 بعد منافسة شرسة من قبل القيادي في الحركة، نزار عوض الله، بعد 4 جولات من الانتخابات الداخلية، اقتنص السنوار الفوز في اللحظات الأخير، ولكن هذا الانتخاب لم ينعكس على القطاع وأبناء الشعب الفلسطيني بأي نتائج إيجابية.
يحي السنوار المعتقل السابق في السجون الاسرائيلية، حافظ على مصالح الحركة في القطاع وارتباطتها الخارجية خاصة مع ايران التي كاد لها المديح قائلا : "لإيران الفضل الأكبر بعد الله في بناء قوتنا وتعزيزها، ولولا الدعم الإيراني للمقاومة في غزة وفلسطين، لما وصلنا لما وصلنا إليه".
وأضاف قائد حماس "دعمتنا إيران بالمال، والسلاح، والخبرات"، على حد تعبيره، متجاهلاً الرفض الواسع في بعض العواصم العربية لنفوذ إيران فيها، مثل العراق ولبنان.
السنوار قائد كتائب القسام يعد أبرز المتحكمين في القطاع، والذي يشهد اوضاع معيشية صعبة وخلافات متصاعدة مع الفصائل الفلسطينية الأخرى، وفشل في تحقيق المصالحة مع حركة فتح.
قائد حماس سيبرهن علي مدي قوته وسيطرته علي القطاع من خلال الحضور القوي في كل الملفات، وهو ما يشير الي تغير في الخارطة الداخلية للقطاع مع العديدة من القضايا.
وتبقى علاقته مع تيار إيران داخل الحركة، الأمر الأكثر لفتا للنظر فهو على علاقة قوية مع محمود الزهار وروحي مشتهى وأحمد بحر وصلاح البردويل ومروان عيسى وياسر حرب وجواد ابو شمالة وفتحي حماد، وهم ابرز قادة حماس المقربين لدى ايران وحزب الله اللبناني.
ويري محللون ، نه طبقا لهذه الرؤية فإن انتخاب "السنوار" يعني عودة التعاون مع إيران لأسباب تتعلق بالدعم والتسليح، والتي ابتعدت عنها قيادة الحركة سابقا بهدف التقارب مع السعودية دون أن تحظي بأي ميزة من الرياض.. حسب تصور هؤلاء.
و"السنوار" الذي كان بمثابة مدير مخابرات حماس ويدرك دقائق العلاقات داخل الإقليم بازماته المختلفة، ربما سيجنح أكثر لتقارب مع من يستطيع أن يدعم دعما حقيقيا وليس دعما كلاميا.
السنورا في تصريحات يكسف عن قربه لمحور ايران على حساب تيار تركيا داخل حماس، فانتقاد قائد حماس في غزة لموقف تركيا من العدوان الإسرائيلي على القطاع وبعض دول الإقليم يؤكد أن للرجل وجهة نظر ربما تكون مغايرة بعض الشيء لما عليه قيادات الحركة التاريخيين.
السنوار الذي يبحث عن مكاسب له ولحركة حماس على حساب دماء الفلسطينيين، باعتباره مسؤول عن الصراع بين غزة واسرائيل، لا يتحدث عن معاناة أبناء القطاع واوضاعهم داخل غزة من تراجع المستوى المعيشي والاقتصادي ووصول الى مرحلة حرجة من توفير السلع الغذائية.
وبدلا من الحديث عن الاوضاع الاقتصادية واعادة الاعمار أصبح حماس بقيادة السنوار هي مصدر التحريض وتغذية النيران، والمواجهات في المسجد الأقصى ومراكز المدن والضفة الغربية"، وكأنه لا يوجد احتلال في الضفة الغربية ولم يسقط فيها عشرات الشهداء في الأشهر القليلة الماضية.
وفي نهاية يناير2022 أشار تقرير صادر عن المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان، إلى أن أكثر من ثلثي سكان قطاع غزة، البالغ عددهم مليونين و300 ألف نسمة، يعيشون في فقر، بسبب استمرار الحصار والقيود الإسرائيلية المفروضة على القطاع منذ عام 2006.
وفلشت حركة حماس في عملية ضبط الاسعار رغم بيانتها العديد وتصريحات المسؤولين بضبط الاسعار ووجود مخزون كبير من السلع الغذائية، وسجلت السلع مثل السكر والزيوت سجلت ارتفاعات كبيرا في الاسعار قبيل شهر رمضان الكريم، في ظل التحذيرات من أزمة غذائية عالمية.
ويعتمد القطاع في استيراد السلع والمواد الرئيسية بدرجة أساسية عبر معبر كرم أبو سالم المرتبطة بالأراضي المحتلة عام 1948، وبوابة صلاح الدين مع مصر، غير أن ارتباطه بجهتين حكوميتين مختلفتين يجعل استفادة السكان من فارق الأسعار محدود للغاية.
ويقول الكاتب الفلسطيني حسن عصفور افي مقاله له بعنوان" خطايا خطاب السنوار السياسية...!" أن قائد حماس قدم واحدا من أكثر البيانات مصائبية سياسية، بعيدا عن الشكل والأداء وطرق التفاعل التي سحبت كثيرا من الخطاب ذاته، بحركات لا تتناسب مع جوهر الأمر المتاح/ مكضيفا "ولعل الحركات الاستعراضية والتهديد بالرشقات الصاروخية، ليست سوى فعل استعراضي لتمرير "الأخطر سياسيا" الذي بدأت حماس تستعد له، عبر ترسيخ الانفصالية الوطنية، مع فتح أفق لدور الحركة الإسلاموية في الضفة الغربية لمشهد ما بعد "مرحلة عباس".
وأضاف ان قائد حماس منح الحرب الدينية بعدا موسعا، معيدا مكررا لها بأشكال مختلفة، ما بين لو حدث، أو أنها ستحدث، وهو كلام يمثل خروجا على جوهر حركة التحرر الوطني الفلسطيني، بأنها ثورة شعب للخلاص من غزاة محتلين بكل أشكال الاحتلال، اغتصابا وعنصرية وجرائم حرب متلاحقة، وأن البعد الديني لم يكن جزءا من تاريخ الثورة ولن يكون، فالبعد الطائفي في الصراع مع العدو كسر للعامود الفقري لجوهر الرؤية الوطنية وبرنامجها المشترك.
ولفت أن السنوار ارتكب العديد من الخطايا في خطابه أبزها "خطيئة مضافة" أن قطاع غزة هو الأصل والقاعدة، وهو من يقرر، فنقل مركز الثقل الوطني والمعركة الكبرى وقرارها الى قطاع غزة، وهي هدية مجانية مكملة للعدو، الذي يبحث تهويدا، وخطيئة التعالي في الحديث مع أهل الضفة والقدس، وكأنهم أدوات عليهم التحرك وفقا لنداء قادم عبر نفق غزي، بل مس جوهر روحهم الوطنية بتلك الصرخة الغيبة بمطالبتهم تلك، دون أن يتذكر ان حماس، والمفترض نظريا، أنها حركة موحدة لها حضور في الضفة والقدس، ولا تحتاج خطاب ومنادي للحراك، ولكنها لغة تعالي تعلن أننا "أسياد المرحلة".
شدد الكاتب الفلسطيني على أن خطاب السنوار وثيقة سياسية الحقت ضررا استراتيجيا بالنضال الوطني الفلسطيني، وقدمت مكاسب برؤوس نووية سياسية الى العدو الغازي المحتل.