رجل خامنئي القوي في جهاز استخبارات الحرس الثوري.. ما علاقة روسيا واسرائيل والعراق بإقالة حسين طائب؟
اقالة رئيس جهاز استخبارات الحرس الثوري حسين طائب، الرجل
الحديدي في جهاز استخبارات الحرس الثوري وقائد الباسيج السابق وأحد أبرز القيادات
الدينية في المؤسسات الأمنية الايرانية، يكشف عن تغييرات وهندسة النظام الايراني
من الداخل عقب الاختراقات الأمنية للموساد الاسرائيلي لمؤسسات الدولة الايرانية.
وأعلن المتحدث باسم ورئيس العلاقات العامة في الحرس الثوري رمضان شريف
تعيين ، محمد كاظمي رئيسًا لجهاز استخبارات الحرس الثوري.
ولا تتم عمليات تغيير القيادات في الحرس الثوري دون التنسيق مع المرشد الأعلى
علي خامنئي.
حسين طائب
يعد حسين طائب، أقوى رجل ديني أمني في مؤسسات النظام الإيراني، على مدار الخمسة
عشر عامًا الماضية، ومهندس عمليات القمع ضد متظاهري الثورة الخضراء في 2009.
طائب الذي يعد وثيق الصلة بمرشد الظل في إيران مجتبى خامنئي ، نجل المرشد الأعلى علي خامنئي، والذي يدير السلطة في طهران، شغل العديد من المناصب في دولة "آيات الله" كان قائد الفيلق الإقليمي في طهران وقم في الثمانينات.
وخلال
الحرب العراقية الايرانية، توثقت علاقته بمجتبى خامنئي، ليرتقي في سلم الوظائف
والمناصب داخل مؤسسات النظام الإيراني، فدخل في جهاز الاستخبارات الايراني، و عيّن قائدا لقوات
الباسيج للمقاومة في 14 تموز / يوليو 2008 ، ووصفه حسن فيروز آبادي رئيس الأركان العامة
للقوات المسلحة بأنه الشخص الذي "يستطيع تنظيم وإعداد الباسيج الذي يريده القائد
الأعلى."
و لعب الطيب ، بصفته قائدًا لقوات الباسيج ونائب رئيس استخبارات
الحرس الثوري ، دورًا مهمًا في قمع احتجاجات عام 2009، فعين بعدها رئيسا لمخابرات الحرس
الثوري.
رجل مجتبي خامنئي
"طائب" يعمل وفقا لاستراتيجية الخاصة ومصالح مجتبي خامنئي، فقد ،
كان متورطًا في معلومات استخباراتية موازية تشكلت في ظل حكومة محمد خاتمي وأدارها أعضاء
في مكتب خامنئي، وقال عنه الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد إن "طائب" أطيح
به من وزارة الاستخبارات "لأنه يعمل بصلاحيات كاملة دون قانون".
وقال إسفنديار رحيم مشائي رئيس مكتب محمود أحمدي نجاد ، إن "طائب"
حاول أن يصبح وزيراً للاستخبارات الايرانية في عام 2005 ، لكن أحمدي نجاد عارض تعيينه.
يذكر أن شقيق حسين طائب، مهدي طائب رئيس مؤسسة"عمار" هو أحد المنظمات
السياسية والثقافية للمتشددين في ايران، تم
تشكيله "لمحاربة حرب العدو الناعمة" منذ عام 2010 بحضور 70 شخصًا ، بعد
قمع الثورة الخضراء في 2009.
بين روسيا واسرائيل
ربط كثيرا من المراقبون اقالة "طائب" من رئاسة استخبارات الحرس
الثوري بزيارة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى طهران، معتبرين ان تزامن
القرار مع زيارة "لافروف" تكشف نفوذ موسكو على النظام الايراني.
روسيا اصبحت ذات نفوذ قوي داخل ايران، ولديها قدرة على ازاحة الشخصيات غير
المرغوب فيها من مؤسسات الدولة الايرانية.
ويدلل على ذلك بصورة الشهيرة لاصطفاف قادة الحرس الثوري والجيش الايراني
أمام السفير الروسي في طهران ليفان دزاجاريان، والتسليم عليه، واعتبره ان هذه
الصورة تؤكد على أن روسيا أصبحت اللاعب الأبرز في تشكيل وصياغة السياسة الايرانية.
أيضا اختراق اسرائيل وتنفيذ عمليات داخل ايران، عبر اغتيال علماء في
البرنامج النووي الايراني أو خبراء في ملف الصواريخ الايرانية والمؤسسات العسكرية
الايرانية، جعل من موقف رجل خامنئي القوي في جهاز استخبارات الحرس الثوري، ضعيفا ،
مما اسقط الطامح لوزارة الاستخبارات الايرانية من عرشه ووضع نهاية لدوره في
المؤسسات الاستخباراتية.
سرب مسؤولون أمنيون إسرائيليون معلومات تلقتها أجهزة استخبارات في تل أبيب بأن
رئيس المخابرات في الحرس الثوري حسين طائب، مسؤول عن عمليات إيران في تركيا وأماكن
أخرى.
وأوضح المسؤولون الإسرائيليون أن طائب تعرض مؤخرًا لانتقادات شديدة بسبب العديد
من الاغتيالات (ضد مسؤولين إيرانيين) واتهامه بالإهمال ، وفي رأيه العمليات ضد الإسرائيليين
في تركيا" لقد أصبحت انتقامًا شخصيًا . "
ملف العراق
تعيين حسين طائي مستشارًا
لقائد الحرس الثوري الإيراني، بعد اقالته من منصبه رئيسا لجها الاستخبارات الحرس
الثوري، قد يكون بهدف تفرغ الرجل القوي في مؤسسات خامنئي، للملف العراقي في ظل فشل
قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني في مهامه داخل العراق وسوريا، بعد مقتل قاسم
سليماني في عملية أمريكية بمطار بغداد يناير 2020.
وفي يوليو 2021 أرسل خامنئي، "طائب" إلى العراق بعد "فشل"
إسماعيل قاآني من أجل اعادة لملمة الميليشيات العراقية الموالية لإيران، وتنفيذ
مخططات استهداف المعارضين لايران في بغداد، وكذلك استهداف المصالح الأمريكية في
العراق.
وحسين طائب مدرج في قائمة عقوبات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لتورطه
في انتهاكات حقوق الإنسان في إيران.