رسالة "الجعبري" تكشف الوجه الخفي لـ"السنوار" وصراع النفوذ في حماس
كشفت قيادي حمساوي عن صراع الدائرة في حركة حماس، واستقطاب قائد الحركة في غزة يحي السنوار بمقاليد الأمور داخل الحركة، ملمحا إلى وجود يد من قبل مجموعة مقربة من السنوار في تصفية قيادات الحركة.
ووفقا لما نشره النشاط الفلسطيني حمزة المصري على قناته بـ"التلجرام" نقلا عن القيادي في حركة حماس جهاد الجعبري، الذي كتب رسالة عن الأواع داخل حركة حماس.
أخطر معلومات عن حماس
ووصف "حمزة" رسالة "الجعبري" بأنها من الأسرار الأكثر حساسية لدى حماس إليكم ، حيث تم استعراض ممقتل قيادات الحركة منهم محمود إشتيوي " أبو المجد "قتل بتاريخ 7 فبراير/نيسان 2016، على يد مجموعة من كتائب القسام من فريق يحيى السنوار أثناء التحقيق معه حسب السنوار على قضية أخلاقية؟، وفقا لـ"الجعبري"، مشددا على أن هذه المعلومة مؤكدة .
كان إشتيوي يترأس خلية الأزمة التي شكلت لتقييم حرب عام 2014 م مع قوات العدو الصهيوني، وقد خرج بتقرير أمني مهني ودقيق جداً أجاب خلاله على مجموعة من التساؤلات التي كانت قائمة في صفوف قيادات وكوادر القسام وأجهزة حماس الأمنية والعسكرية ، لخصها "الجعبري" في عدة نقاط أهمها "كيف وصلت قوات العدو إلى قصف مخازن الصواريخ الاستراتيجية تحت الأرض ؟؟؟؟، وكيف وصلت قوات العدو لاغتيال أهم حلقة في القسام وهم (رائد العطار، محمد أبو شمالة، محمد برهوم) ؟؟؟؟، وكيف تمكنت قوات العدو من الوصول إلى قصف المنزل السري للقائد محمد الضيف؟؟؟؟، كيف تمكنت قوات العدو من تدمير انفاق استراتيجية وسرية للغاية ؟؟؟؟، وكيف تمكنت قوات العدو من زراعة أجهزة تجسس داخل رؤوس الصواريخ واستبدال الحشوة المتفجرة باخري ينتج عنها صوت فقط (صفقة الصواريخ القادمة من ليبيا)، و كيف تمكنت من قتل ما يقارب الـ (600) كادر من النخبة في القسام ومثلهم جرحى ؟؟؟؟ ".
ووصف القيادي في حماس الأسئلة بانه خطيرة جداً أجاب عليها تقرير الذي قدمه " إشتيوي" بدقة ووضع علامات استفهام ودوائر حول عدد من كوادر حمساوية جميعها قريبة من يحي السنوار أدت إلى "إعدامه" لدفن الحقيقة .
مجموعة يحى السنوار
وواصل "الجعبري" رسالته قائلا "توفي إشتيوي ودفن تقرير اللجنة(لجنة تقييم حرب 2014م) معه، واستمرت تلك الأسماء بالتقدم خلف القائد المثير للجدل " يحيى السنوار" ، وعملت بكل جهد حتى اصلته إلى موقع قيادة الحركة في قطاع غزة بل كل حماس مع الإحترام للأخ أبو العبد هنية " إسماعيل هنية" رئيس المكتب السياسي لحماس، الذي يقف صاغراً أمام جبروت السنوار ، وفقا لقوله.
وأضاف القيادي بحركة حماس ان" السنوار قاد غزة وشكل قيادتها بما يتناسب مع تطلعاته والخطط التي يرسمها مسبقاً، واستثنى شخصيات قيادية وازنة في حماس، واخذ زمام القيادة بالقوة والجبروت، والترهيب والترغيب أحيانا.. إلى أن سيطر على مفاصل الحركة كاملة تقريباً بعد أن خاض معارك سرية داخلية أطاحت بمن أطاحت ورفعت من رفعت وهل يشبه (الأشقر _ البردويل ) ؟" في اشارة إلى القياديين بالحركة صلاح البردويل وإسماعيل الأشقر.
صراع داخل حماس
ما ذكره "الجعبري" هو يؤكد على تعمق الصراع داخل حركة حماس، داخل حماس هناك تيارات متعددة تتصراع على السلطة والنفوذ والاموال، وكانت الانتخابات الاخيرة التي فاز يحي السنوار كقائد للحركة في غزة، دليلا على ان "السنوار" بحضوره القوي وتحكمه في القطاع وحماس، شخص غير مرغوب فيه من بعض تيارات وقادة حماس، لتهديده مصالح قادة الحركة، ومصالح حماس مع القوى الخارجية.
ويمكن القول إن هناك أكثر من تيار داخل الحركة، تيار اسماعيل هنية محمود الزهار اقرب الى المحور الايراني، وتيار خالد مشعل أقرب الى المحور التركي القطري، وتيار يحي السنوار والذي يعتمد على الجناح العسكري لحركة وكسب مصالح ونفوذ مستغلا الصراع الخفي بين "هنية" وخالد مشعل".
اشتباكات خانيونس
كذلك كشف عن اسرار دحول وحدة من قوات الجيش الاسرائيلي إلى خانيونس ووقوع اشتباكات معها، قائلا "أولاً قضية الوحدة الصهيونية تم اكتشافها بمحض الصدفة وليس بذكاء أو بقدرات أمنية خارقة، وما تبعها من حملات إعلامية تتحدث عن انتصارات حققتها المقاومة ما هي إلا أكذوبة للأسف نضحك بها على شعبنا" مضيفا "والسؤال الهام جدا هنا إذا كانت تلك الوحدة دخلت غزة وخرج منها من خرج بعد الاشتباكات التي حدثت وبقي منها داخل غزة إلى هذه اللحظة من بقي؟؟ فمن أدخلها ؟ ومن أين دخلت؟ وكيف دخلت؟ وأين أقامت ؟ وأين يقيم من بقي من عناصرها ؟ ".
وأضاف "الجعبري"هناك العديد من التساؤلات،غزة منطقة مكتظة بالسكان ودخول أي شخص غريب لأي بيت من بيوتها ملفت للجيران وبطبيعتنا الفضولية، والجميع يسأل ويتحدث في بيت فلان ضيوف غرباء وهذا يسهل بشكل هام الوصول اليهم ولمن يؤويهم" .
وتابع القيادي بحماس "الجهة المساعدة لهم داخل غزة بالمؤكد عملاء ولكن ليسوا أي عملاء . _ والواضح تماماً أن لديهم غطاء أمني قوي جداً ومحصنين بمنازل لا يتم تفتيشها . " بيوت آمنة " ، وقوة بمعداتها وتجهيزاتها تدخل غزة المحاطة بالحدود المغلفة وبالثغور الأمنية والعسكرية المقاومة ، كيف لها أن تدخل وتقيم وتتجول بهذه الأريحية لولا الإسناد القوى والحصِن من داخل قطاع غزة ".
وأوضح"الجعبري" أن أي مركبة تجولت داخل غزة ، وكانت قد إنطلقت من مكان ما فهل كاميرات القسام لم تصل لنقطة الانطلاق ؟؟؟؟؟ ".
وأختتم قائلا "أيها الناس إذا أرادت حماس وقياداتها أن تصل للحقيقة فعليها أن تعود إلى تقرير المرحوم إشتيوي، وهناك الجواب الشافي ولكن أتحدى قيادات غزة كاملة أن تتجرأ وتطالب بإعادة فتح الملف من جديد ".
ووجهة رسالة إلى قائد حماس في غزة قائلا "إلى السنوار وأعوانه الشمس لا تغطى بغربال".
السنوار ديكتاتور غزة
في فبراير 2017 تم انتخاب يحيى السنوار، قائدا لحركة حماس في غزة، وهو الذي جدد مرة أخرى في مارس 2021 بعد منافسة شرسة من قبل القيادي في الحركة، نزار عوض الله، بعد 4 جولات من الانتخابات الداخلية، اقتنص السنوار الفوز في اللحظات الأخير، ولكن هذا الانتخاب لم ينعكس على القطاع وأبناء الشعب الفلسطيني بأي نتائج إيجابية.
وخلال 5 سنوات من سيطرة السنوار الى غزة فشلت حماس في تحسين الأوضاع المعيشية لابناء القطاع، رغم الهدنة والتسهيلات المقدمة للقطاع، الا ان حركة حماس ومنذ انقلابها في 2007 حولت قطاع غزة إلى سجن كبير.
وفي نهاية يناير2022 أشار تقرير صادر عن المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان، إلى أن أكثر من ثلثي سكان قطاع غزة، البالغ عددهم مليونين و300 ألف نسمة، يعيشون في فقر، بسبب استمرار الحصار والقيود الإسرائيلية المفروضة على القطاع منذ عام 2006.
وفي تصريحات صحيفة له يرى السنوار أن هناك جهودا لـ”تقزيم الإنجاز السياسي”، الذي تحقق عقب جولة التوتر الأخيرة، مؤكدا أن حماس لن تقبل بأقل من انفراج ملموس في الوضع الإنساني والاقتصادي في غزة، ولكن نشاط الحركة من مصادرة الأراضي وفرض ضرائب واعتقالات ضد أبناء القطاع وكذلك فرض جمارك على منتجات فلسطينية قادمة من الضفة الغربية، يشير إلى قائد حماس ينكر الوضع المأساوي للقطاع.
أيضا السنوار فشل في تقديم مبادرة سياسية لإنهاء الانقسام الفلسطيني-الفلسطيني، بل وذهب إلى مهاجمة السلطة الفلسطينية قائلا في تصريحات صحيفة إن "منظمة التحرير الفلسطينية من دون تمثيل حركتي حماس والجهاد الإسلامي فيها “مجرد صالون سياسي، فالمنظمة لا قيمة لها بهذه الصورة بدون القوى التي تحمل السلاح وتمتلك قرار الحرب”.
بل وذهب إلى أن جميع الأطروحات القديمة “لم تعد صالحة الآن، والمناورة بالحديث عن حكومة هنا أو اجتماع هناك مرفوض، ولابد من تشكيل مجلس وطني يمثل جميع القوى الفلسطينية تمثيلا صحيحا”.
ويرى مراقبون أن حركة حماس فشلت في غزة، وفي ادارة الصراع مع اسرائيل، والحركة منذ 2011 ، اصبحت اداة لصالح القوى الخارجية تتلاعب بالملف الفلسطيني، وتهدد مصالح الشعب الفلسطيني، ولا تخدم الى مصالح الحركة الذاتية.
وأضاف المراقبون أن حماس عليها الان العودة عن انقلاب 2007، اذا كان لديها إيمان حقيقي بمصالح الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
ويقول الكاتب الفلسطيني حسن عصفور افي مقاله له بعنوان" خطايا خطاب السنوار السياسية...!" أن قائد حماس قدم واحدا من أكثر البيانات مصائبية سياسية، بعيدا عن الشكل والأداء وطرق التفاعل التي سحبت كثيرا من الخطاب ذاته، بحركات لا تتناسب مع جوهر الأمر المتاح/ مكضيفا "ولعل الحركات الاستعراضية والتهديد بالرشقات الصاروخية، ليست سوى فعل استعراضي لتمرير "الأخطر سياسيا" الذي بدأت حماس تستعد له، عبر ترسيخ الانفصالية الوطنية، مع فتح أفق لدور الحركة الإسلاموية في الضفة الغربية لمشهد ما بعد "مرحلة عباس".
وأضاف "عصفور" أن يحي السنوار ارتكب خطيئة بحق ابناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس، وهي خطئية التعالي في الحديث مع أهل الضفة والقدس، وكأنهم أدوات عليهم التحرك وفقا لنداء قادم عبر نفق غزي، بل مس جوهر روحهم الوطنية بتلك الصرخة الغيبة بمطالبتهم تلك، دون أن يتذكر ان حماس، والمفترض نظريا، أنها حركة موحدة لها حضور في الضفة والقدس، ولا تحتاج خطاب ومنادي للحراك، ولكنها لغة تعالي تعلن أننا "أسياد المرحلة".
واعتبر الكاتب الفلسطيني أن السنوار الحق ضررا استراتيجيا بالنضال الوطني الفلسطيني، وقدمت مكاسب برؤوس نووية سياسية إلى العدو الغازي المحتل، مضيفا "لو أن الأمر سقطات بلاغية جراء المشهد العام، وجب على حركة حماس أن تصدر بيانا سياسيا شاملا تتراجع كليا عن تلك المصائب والخطايا الوطنية، وتوضيح أن قطاع غزة لن يكون قاعدة تآمر جديد على "الكيان الوطني الموحد".