اعمار مطار الموصل ..محاولة هزيمة خراب داعش
الأربعاء 10/أغسطس/2022 - 02:47 م
طباعة
روبير الفارس
وصل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، اليوم الأربعاء الى محافظة نينوى مع وفد وزاري.واستقبل محافظ نينوى نجم الجبوري الكاظمي ووضعا الحجر الاساس لمشروع اعادة اعمار وتطوير مطار الموصل الدولي بعد توقيع العقود مع الشركات المنفذة للمشروع
وكان محافظ نينوى نجم الجبوري وقع أمس عقد مشروع إعمار مطار الموصل الدولي مع شركتين عالميتين في انشاء المطارات ووفق "مواصفات حديثة ومتطورة".وأكد الجبوري أن "المطار سيكون دوليا وليس داخليا وان الشركات المنفذة هي شركات رصينة ومتخصصة في إنشاء المطارات وفق المواصفات العالمية وسيوضع حجر الأساس للمطار يوم غد لتنطلق أعمال المشروع". وكانت اليونسكو قد اعلنت في مارس الماضي انها و بالشراكة مع دولة الإمارات العربية المتحدة، وبعد إتمام المرحلة التمهيدية التحضيرية التي استمرّت زهاء ثلاثة أعوام، تتم عملية إعادة إعمار ثلاثة معالم رمزية خاصة في مدينة الموصل العراقية، وذلك بالتعاون مع وزارتي الثقافة وديوان الوقف السني. وقالت اليونسكو تتمحور أعمالنا كافة في مدينة الموصل حول قاسم مشترك واحد، ألا وهو الإنسانية.
وكانت المرحلة التحضيرية التي شملت المواقع الثلاثة عاملاً رئيسياً لإعادة الإعمار استناداً إلى أساس متين. ودأبت اليونسكو على تحضير المواقع استعداداً لإعادة إعمارها، مستهلةً جهودها هذه بتأمين الحدود الخارجية، ثم شرعت بإزالة الركام المليء بالفخاخ المتفجرة. وتلت هذه المرحلة مرحلة التدعيم وإعداد التصميم التفصيلي لعملية الإعمار بالتشاور مع السكان المحليين والخبراء للوقوف على آلية تنفيذ المشروع. والرموز الثلاثة هي
المئذنة الحدباء التى يعود تاريخها إلى 800 عام أمضتها شامخة في أفق مدينة الموصل، وباتت رمزاً تاريخياً عريقاً لمدينة الموصل وللعراق ككل. شارك سكان الموصل في استطلاع شامل أبدوا فيه رغبتهم في إعادة بناء المئذنة بالشكل الذي كانت عليه قبل تدميرها في عام 2017 بطولها البالغ 45 متراً، وتزيينها بالطوب المزخرف والحفاظ على شكلها المائل. وتعتبر عملية إعادة بناء المئذنة عملية يشوبها التعقيد منذ البداية، وتنطوي عملية إعادة الإعمار على جملة من العمليات الهندسية المتخصصة التي تضم تأمين الأساسات وتدعيمها بصورة دائمة حيث ستُشكّل الأساس الذي سيستند إليه البناء الأسطواني فيما بعد. ولعلّ أصعب مرحلة خلال عملية البناء ستكون إنشاء نظام أساسات جديد من شأنه ربط أساسات المئذنة بالتربة الثابتة والصلبة، وعندئذ فقط يمكن إعادة بناء العمود الأسطواني للمئذنة من خلال المحاولة قدر الإمكان استخدام الطوب الأصلي الذي تسنى لنا استعادته والبالغ عدده 44 ألف طوبة، وبمعدّل ميلان يبلغ 1.60 متراً. ونظراً إلى استخدام الطوب في إعادة بناء المئذنة، سيتعذّر الحفاظ على معدل الميلان الأصلي الذي وصل إلى 2.5 متراً.
الرمز الثاني كنيسة الساعة
أوفِدت البعثة الباباوية الأولى إلى بلاد الرافدين في العام 1870، وأنشأت دير "سيدة الساعة" في الموصل، والمعروف أيضاً باسم "كنيسة اللاتين". يكتسي هذا الدير منذ اليوم الأول لتأسيسه أهمية ثلاثية الأبعاد: دينية وثقافية واجتماعية. وتكبّدت مباني الدير الضرر إبّان احتلال تنظيم "داعش" للمدينة، إذ قام بنهب الدير والعبث بممتلكاته.
وقد خضع التصميم الخاص بموقع المشروع إلى العديد من المشاورات الثنائية بالتعاون مع رعية الدومينيكان ومع السلطات العراقية المعنية. إذ أتاحت هذه المشاورات المستفيضة والمسهبة مع الخبراء والجهات المعنية المحلية مراعاة توافق التصاميم مع توقعات السكان المحليين وإرضائها، وتوليد إحساس بالملكية المحلية. وقد بنى المسيحيون والمسلمون دير كنيسة الساعة يداً بيد. وبات في العقود الأخيرة مكان عبادة يقصده المؤمنون من كلا الديانتين. تُجسّد مدينة الموصل تركيبة متنوّعة تضم طيفاً من الألوان المختلفة التي تتداخل فيما بينها لتشكيل تصميم عنوانه الاتساق. لكن الحرب خرقت هذا الرابط الذي نسعى اليوم إلى نسجه من جديد.
والرمز الثالث كنيسة الطاهرة
شُيّدت كنيسة الطاهرة للسريان الكاثوليك في عام 1859، ورُمّمت بعد مرور100 عام على بنائها. وتمتاز بتعدد مذابحها، فضلاً عن وجود طابق متوسط في الجانب الغربي للكنيسة. وتبلغ مساحة الكنيسة تقريباً 650 متراً مربعاً.
وتكبّدت الكنيسة أضراراً جسيمة في عام 2017. ويشوب التعقيد عملية إعادة إعمارها لأن سقفها قد انهار، ولحق الدمار بأجزاء كبيرة من أروقتها ومن جدرانها الخارجية.