وساطة حزب الله مهددة.. ألغام تهدد عودة العلاقات بين دمشق وحماس
الأربعاء 24/أغسطس/2022 - 06:53 م
طباعة
علي رجب
مع استدارة تركيا إلى دمشق، ومحاولة انتهاج سياسة تصفير الأزمات مع الدول العربية، تسعى حركة حماس بدعم من الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله إلى إعادة علاقتها مع الدولة السورية، بعد اكثر من 10 سنوات من القطيعة، نتيجة لموقف الحركة بقيادة خالد مشعل أنذاك من الازمة السورية، واتخاذ موقف يدعم التوجه التركي والإخواني في ذلك الوقت.
تشير مصادر فلسطينية أن حماس عبر جناح ايران في الحركة الفلسطينية، تسعى إلى عودة علاقتها مع الحكومة السورية، وتجاوز الأخطاء التي ارتكبتها حماس في السابق، على حد قول المصدر.
ولفت المصدر أن حماس بقيادة اسماعيل هنية ويحي السنوار، يسعيان لاستعادة العلاقات مع دمشق في ظل التغير الاستراتيجي بالمنطقة، وفشل مشروع الاسلام السياسي بقيادة تركيا وجماعة الإخوان.
اليوم في ظل الاستطفافات التي تحدث في المنطقة، وتراجع تركيا أردوغان عن سياستها السابقة، بدعم الإخوان، واعادة علاقتها مع السعودية والإمارات والانفتاح على القاهرة ودمشق كغربة حكومة حزب العدالة لاستعادة المياه مع مصر وسوريا بعد سنوات من الصراع وتصدير الأزمات للدولتين، تسعى قيادات حماس لاستعادة علاقتها مع دمشق.
وتشير المصادر أن هناك توتر بين حركة حماس ودمشق، تهدد فرصة تحسين العلاقات بين الحركة ودمشق، ونسف وساطة حزب الله اللبناني في ظل الخلافات والتعقيدات التي ظهرت بعد المواجهة الأخيرة لثلاثة أيام بين حركة الجهاد الاسلامي والعدو الإسرائيلي.
توقف الوساطة جاء بعد المواجهة الأخيرة بين حركة الجهاد الاسلامي واسرائيل، والتي شهدت صدور بيانات سورية رسمية تصف موقف حركة حماس من الجهاد والحرب، بـ"خيانه حماس للمقاومة"، وكذلك الانتقادات التي وردت على لسان مسؤولين سياسيين في حماس مؤخرا لموقف دمشق من مسار الأحداث الأخيرة.
وجريدة "الوطن" السورية المقربة من الحكومة السورية كتب في تقرير لها بعنوان، ب"حماس غدرت بالمقاومة وردت على العدوان بالبيانات"، وذلك في معرض روايتها لأحداث الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة الفلسطيني، مُتهمة الحركة بخيانة الفلسطينيين، وبتبعيتها للإخوان.
كما نشر رئيس غرفة صناعة سوريا، فارس الشهابي، خلال تعليقه على أحداث غزة، اتهامات مُبطنة للحركة بانتمائها لحلف يضم اسرائيل، وعن دورها بافتعال صراع داخلي بين الفصائل الفلسطينية.
واجتمعت شعبان، في 7 أغسطس الجاري ، بمقر المجلس الوطني الفلسطيني في دمشق، مع “مؤسسة القدس الدولية في سوريا” و”تحالف قوى المقاومة الفلسطينية” و”اللجنة الشعبية العربية السورية لمناهضة المشروع الصهيوني”.
وخلال الاجتماع قالت شعبان، “وقف البعض ضد سوريا، ونسأل اليوم بكل موضوعية هل الذين وقفوا ضد سوريا ومولوا هذه الحرب أقوى اليوم على الساحة الإقليمية والدولية أم هم أضعف، لا شك هم أضعف اليوم، لأن من يُضعف سوريا يُضعف ذاته ومن يُضعف فلسطين يُضعف ذاته”.
ويقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس الدكتور أيمن الرقب، إن هناك محاولات عديدة وبواسطة حزب الله من أجل تقريب وجهات النظر بين دمشق وقادة حماس، من أجل عودة العلاقات.
ولكن هذه المحاولات لم تحسم عودة حتى الأن عودة العلاقات بين الحكومة السورية، وحماس، وفقا لـ"الرقب".
ويضيف الرقب أن دمشق أعتقد لا ترغب في عودة حماس لأرضها ولكن إذا كان تدخل ايراني روسي قد تعود حماس ولكن بشرط عدم وجود مسلحين تابعين للحركة في دمشق.
وبحسب تقرير لصحيفة "القدس" الفلسطينية، نُشر أواخر يوليو الماضي، فإن النظام السوري لا يتجاوب حتى الآن مع محاولات "الوسطاء" تقريب وجهات النظر بينه وبين حركة "حماس"، في ظل قرار الحركة الذي اتُّخذ منذ عدة أشهر بإعادة العلاقات مع النظام.