أخطر العسكريين.. طالبان تعيّن معتقلاً سابقًا في جوانتانامو لقيادة القتال في بنجشير
الجمعة 26/أغسطس/2022 - 03:41 م
طباعة
علي رجب
في محاولة لمواجهة التمرد الواسع في بنجشير ذو الغالبة الطاجيكية، عينت حركة طالبان المعتقل السابق في "جوانتامامو" الأمريكي، الملا عبد القيوم ذاكر قائدا عسكريا لها في ولاية بنجشير لفرض سيطرة الحركة على التمرد المتصاعد في الاقليم .
وكان الملا عبد القيوم ذاكر، الذي احتجز في في السجن العسكري الأمريكي في خليج جوانتانامو بكوبا، مساعدا مقربا لمؤسس طالبان الراحل الملا عمر، وأحد القادة العسكريين الأكثر فاعلية وخطورة لطالبان.
واعلن المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد يوم 21 اغسطس عن تعيين ذاكر لقيادة القتال ضد جبهة المقاومة الوطنية فى بنجشير ومنطقة اندراب فى مقاطعة بغلان المجاورة، كما تم تعيين زعيم طالبان الملا محمد طيب حقاني قائدا لشرطة بنجشير.
و يتمتع الملا عبد القيوم ذاكر بنفوذ واسع في حركة طالبان، في عام 2020 ، تم تعيين ذاكر في منصب نائب رئيس اللجنة العسكرية الملا يعقوب ، نجل الملا عمر الذي يعمل أيضًا كواحد من نائبي أمير طالبان إلى جانب سراج الدين حقاني. بعد سيطرة طالبان على أفغانستان في 15 أغسطس 2021 ، تم تعيين ذاكر نائبًا لوزير دفاع طالبان.
ويرى مراقبون أت قيادة الملا عبد القيوم لجبهة بنجشير ، ومحاربة جبهة المقاومة الوطنية ، التي يقودها أحمد مسعود نجل أحمد مسعود شاه، هي مؤشر واضح على أن جبهة الخلاص الوطني تتحدى تفوق طالبان في وسط وشمال أفغانستان، وتشكل أزمة كبيرة لسلطة الحركة.
وتعيين الملا عبد القيوم ذاكر الذي تنحدر اصوله من هلمند جنوب أفغانستان، ونائب وزير دفاع طالبان، لقدرته على ادارة المعارك في المناطق الجبلية وخبرته الشديدة بإقليم بنجشير.
واندلع مساء صراع يوم الاثنين، مسلحا بين طالبان والجبهة المقاومة الوطنية، في جبال بيشغور وتانبانة بمديرية الخنج، ولا يزال مستمرا بشكل متقطع حتى الآن.
وفي المعارك الأخيرة بين طالبان وجبهة المقاوم الوطنية وفي الحالة الأخيرة ، أسر 40 من مقاتلي طالبان في بنجشير ، قُتل وجُرح 18 من مقاتلي طالبان نتيجة كمين نصبته قوات جبهة المقاومة الوطنية في أندرابس بغلان.
وفي السياق أكد تقرير مجلة فورين أفيرز الأمريكية أن جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية لا تزال القوة الوحيدة على الأقل في أفغانستان تسعى لدحر حركة طالبان ومحاربة الجماعات الإرهابية مثل القاعدة وداعش واستعادة الديمقراطية في البلاد.
وفي إقليم بنجشير مسقط رأسه، تمكن مسعود من حشد آلاف الجنود من قوات الأمن الوطني الأفغانية الذين اختاروا الانضمام إلى جبهة الخلاص الوطني.
كما حضر مسؤولون بارزون من الحكومة السابقة أيضا إلى بنجشير للانضمام إلى جانب مسعود في مقاومة طالبان.
وأشار التقرير إلى أن جبهة الخلاص الوطني تمكنت من الصمود أمام طالبان، بفضل الاعتماد على مواردها الخاصة من دعم الآلاف من القوات في الشمال خلال فصل الشتاء القاسي في جبال هندو كوش، وهو إنجاز شاق تطلب إنشاء خطوط إمداد لوجستية لتزويد الجنود بالمأوى والملبس والاتصالات والأسلحة والذخيرة.
أما الأمر الجيد الآخر - وفقا للمجلة أيضا- فهو أن الجبهة لم تنجح في الحفاظ على قواتها فحسب، بل وسعت عملياتها في مارس/ آذار الماضي من مقاطعتين إلى 12 مقاطعة.