ايران: مطالبات بوقف قانون الحجاب والرئيس يدعو إلى اتخاذ إجراءات "حازمة" ضد المحتجين
الأحد 25/سبتمبر/2022 - 11:17 م
طباعة
حسام الحداد
حث حزب الإصلاح الرئيسي في إيران السبت 24 سبتمبر الدولة على إلغاء شرط ارتداء الحجاب بعد أن أثارت وفاة شابة في حجز الشرطة احتجاجات في جميع أنحاء البلاد. وبحسب قانون معمول به في البلاد منذ عام 1983، يجب على النساء الإيرانيات والأجنبيات ومهما كان دينهن الخروج ورؤوسهن محجبات وتغطية أجسادهن برداء فضفاض وطويل.
مهسا أميني، 22، اعتقلت في 13 سبتمبر في طهران "لارتدائها ملابس غير لائقة" من قبل شرطة الآداب، المسؤولة عن تطبيق قواعد اللباس الصارمة للجمهورية الإسلامية. توفيت بعد ثلاثة أيام في المستشفى .
قال اتحاد الشعب الإيراني الإسلامي، الذي شكله أنصار الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي (1997-2005)، إنه "يطالب" السلطات بـ "إعداد العناصر القانونية التي تمهد الطريق لإلغاء قانون الحجاب الإلزامي"، في بيان صدر يوم السبت 24 سبتمبر 2022.
ويضيف النص أن هذا التشكيل الحزبى، الذي ليس في السلطة، يطالب أيضًا بأن تعلن الجمهورية الإسلامية "انتهاء عمل شرطة الأخلاق رسميًا" و"السماح بالتظاهرات السلمية". كما دعا الحزب إلى تشكيل لجنة تحقيق "محايدة" في مقتل مهسا أميني و"الإفراج الفوري عن المعتقلين مؤخراً".
وفي منشور جديد على موقع إنستجرام، حث المخرج الإيراني الحائز على جائزة الأوسكار أصغر فرهادي شعوب العالم على "التضامن" مع المتظاهرين في إيران وأشاد بـ"النساء الشجاعات اللواتي يقودن الاحتجاجات للمطالبة بحقوقهن".
وأثار مقتل الشابة مظاهرات ليلية في المدن الرئيسية بإيران قتل خلالها ما لا يقل عن خمسين شخصا، بحسب تقرير رسمي. كما تم اعتقال عدة مئات من المتظاهرين.
فقط في محافظة جيلان (شمال)، تم اعتقال "739 من مثيري شغب بينهم 60 امرأة"، بحسب ما أعلن قائد الشرطة، وفق وكالة أنباء تسنيم.
تميزت المظاهرات، على مدى الأسبوع، بمشاركة واسعة من النساء اللاتى تحدين السلطات وخلعن حجابهن وأحرقوه كما تعمدت كثيرات منهن إلى قص شعرهن إحتجاجاً.
بالإضافة إلى ذلك، تجمع عدة مئات من الإيرانيين المقيمين في فرنسا يوم السبت في باريس للاحتجاج على قمع الحكومة في إيران للمظاهرات. كما نُظمت مظاهرات تضامن مع الاحتجاج في إيران في أماكن أخرى، منها تركيا والعراق، وكذلك في أوروبا، ولا سيما في ستوكهولم وأثينا.
وعلى صعيد آخر دعا الرئيس إبراهيم رئيسي سلطات إنفاذ القانون إلى التحرك "بحزم'' ضد المتظاهرين في إيران بعد تسعة أيام من الاحتجاجات على وفاة شابة في حجز نائب الشرطة، والتي قُتل فيها أكثر من 50 شخصًا، حيث أبلغت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية غير الحكومية ومقرها أوسلو عن مقتل 54 متظاهراً على الأقل في الحملة القمعية.
في الخارج، خرجت مظاهرات مؤيدة للحركة في إيران في عدة دول يوم السبت 24 سبتمبر - في كندا والولايات المتحدة وتشيلي وفرنسا وبلجيكا وهولندا وكذلك العراق وهي دولة مجاورة لإيران.
وألقت وزارة الخارجية الإيرانية باللوم على الولايات المتحدة، العدو اللدود لإيران، في الاضطرابات وحذرت من أن "جهود انتهاك سيادة إيران لن تمر دون رد". ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء عن وزير الداخلية أحمد وحيدي قوله، إنه يتوقع "سرعة مقاضاة مرتكبي وقيادات أعمال الشغب هذه أمام القضاء"، بعد إعلان الشرطة اعتقال أكثر من 700 شخص.
ومساء السبت، اندلعت المظاهرات مرة أخرى فى عدة مدن في إيران، بما في ذلك العاصمة طهران، حيث أظهر مقطع فيديو فيروسي امرأة تمشي ورأسها مكشوف وتلوح بحجابها في وسط الشارع، منتهكة بذلك قواعد اللباس الصارمة. في إيران، يجب على النساء، بصرف النظر عن جنسيتهن أو ديانتهن، تغطية شعرهن وجسمهن بالكامل، وعدم ارتداء السراويل الضيقة أو الجينز الممزق، من بين أشياء أخرى. وأظهرت لقطات للاحتجاجات نساء إيرانيات يحرقن حجابهن.
القمع العنيف
وشهدت التظاهرات اشتباكات مع قوات الأمن وأضرمت النيران في سيارات الشرطة من قبل متظاهرين رددوا شعارات مناهضة للحكومة، بحسب وسائل إعلام ونشطاء. لعدة أيام، أظهرت مقاطع فيديو على الإنترنت مشاهد عنف في طهران ومدن رئيسية أخرى مثل تبريز (شمال غرب). في بعضها، نرى قوات الأمن تطلق النار على المتظاهرين.
وتتهم منظمة العفو الدولية قوات الأمن بـ"تعمد إطلاق الذخيرة الحية على المتظاهرين"، داعية إلى "تحرك دولي عاجل لإنهاء القمع"