اشتباكات الزاوية.. الصراعات في ليبيا تعود لـ "نقطة الصفر"
الثلاثاء 27/سبتمبر/2022 - 03:19 م
طباعة
أميرة الشريف
ارتفعت حصيلة القتلى خلال الاشتباكات التي شهدتها مدينة الزاوية ثاني أكبر مدن غربي ليبيا، إلى 6 قتلى بينهم طفلان، بالإضافة إلى إصابة 19 جريحا جراء القتال الذي اندلع بين مجموعات مسلحة تتبع إداريا وتنظيميا إلى وزارة الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، وأخرى تتبع لوزارة الدفاع، وتحديدا بين مليشيا "السلعة" ومليشيا "سيفاو"، التابعتين لنفس الحكومة.
وأعلن عضو مجلس أعيان وحكماء الزاوية، البشتي الزحوف، أمس، عن توقف الاشتباكات، وانسحاب قوات الطرفين بعد التوصل لاتفاق بتسليم أحد المطلوبين للعدالة، مشيراً إلى أن عضو المجلس الرئاسي عن المنطقة الغربية، عبد الله اللافي، عقد اجتماعاً مع مدير أمن الزاوية، وآمر المنطقة العسكرية الغربية، لبحث الملف الأمني بشأن المخدرات والجريمة المنظمة في المنطقة.
وأشارت تقارير إعلامية إلى أن الاشتباكات جرت بين مجموعتين مسلحتين، إحداهما يقودها آمر وحدة التحري التابعة لمديرية أمن الزاوية، بقيادة محمد السيفاو، والثانية بقيادة آمر ما يسمى كتيبة السلعة، عثمان اللهب.
وقالت البعثة الأممية في ليبيا، إن الأمم المتحدة تتابع بقلق بالغ، التقارير التي تفيد بإصابة ومقتل مدنيين خلال اشتباكات مسلحة في الزاوية، وتدين استخدام الأسلحة الثقيلة في الأحياء المكتظة بالسكان، داعية إلى ضرورة حماية المدنيين غير المشروطة.
وأكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة والأمومة في ليبيا يونيسيف، وفاة طفلة في العاشرة من عمرها، في الاشتباكات الأخيرة بمدينة الزاوية. وقالت في بيان، إن التقارير تفيد بمقتل طفلة أخرى، تبلغ من العمر عشر سنوات، خلال الاشتباكات.
ووفق مراقبون، فإن الاشتباكات جاءت في سياق الصراع على النفوذ بين الميليشيات بالمدينة الواقعة 50 كلم إلى الغرب من العاصمة طرابلس، والتي تعتبر ثاني أكثر مدن غربي ليبيا اكتظاظاً بالجماعات المسلحة، بعد مصراتة.
وتعتبر الزاوية من أكثر مدن الغرب الليبي تواجدا للميليشيات المسلحة، التي أعلنت كلّها اصطفافها إلى جانب حكومة الدبيبة، وشاركت قبل أسابيع في طرد عدّة مليشيات متحالفة مع رئيس الحكومة المكلّف فتحي باشاغا، بعد أن حاولت الدخول إلى العاصمة.
يشار إلى أن هذه الجولة من الاقتتال تعتبر أحدث موجة عنف تهز الدولة الواقعة في شمال إفريقيا والغارقة في فوضى مستمرة منذ عشر سنوات.
وتعيش ليبيا منذ أشهر على وقع توتر سياسي وعسكري متصاعد ومحتدم، نتيجة الصراع على السلطة بين حكومتي الدبيبة وباشاغا، اللذين يحظيان بدعم من ميليشيات مسلحة تتمركز في طرابلس ومصراتة، وغيرها، ومستعدّة للمواجهة.
وقد أدّى قتال عنيف اندلع قبل أسابيع بين الميليشيات الموالية لباشاغا والأخرى الداعمة للدبيبة، إلى مقتل 23 شخصاً وإصابة أكثر من 100 آخرين.