بعد أنباء سعودية عن "تعنت" الحوثيين بشأن تمديد مدة الهدنة في اليمن، نشر المتحدث باسم القوات المسلحة التابعة للجماعة تغريدة توعد فيها بـ"العودة"، مساء السبت.

وكتب يحيى سريع عبر صفحته على موقع تويتر: "قد نعود مجددًا... فابقوا معنا"، حسب تعبيره.

ومن المعروف أن سريع هو الذي يدلي بيانات قصف مناطق في العمق السعودي، ويعلق نيابة عن الجناح العسكري للجماعة، وقد غابت بياناته منذ بدء الهدنة في اليمن.

وكان قد نشر سريع تغريدتين السبت قال في إحداهما: "بعد صدور التوجيهات العليا للجهات المعنية بمخاطبة كافة الشركات الملاحية والبحرية التي لها وجهات الى دول العدوان، وكذلك الشركات النفطية الأجنبية، والمحلية العاملة في الجمهورية اليمنية ،فإن القوات المسلحة تنبه تلك الشركات بمتابعة ما سيصدر عنها من تحذيرات وتعليمات".

وقال المتحدث باسم الجناح العسكري للحوثيين في الثانية: "وسنوافيكم بها فور إنتهاء وقت الهدنة في حال عدم التوصل لما يحقق مطالب شعبنا المحقة. إن القوات المسلحة وهي بصدد الاستعداد والجاهزية لأية تطورات تحمل تلك الشركات مسؤولية تجاهل ما سيصدر عنها خلال الساعات المقبلة"، حسب تعبيره.

بالمقابل، نقلت قناة الإخبارية السعودية الرسمية خبرا عن مصدر مطلع يشير إلى أن الحوثيين "يتعنتون" بشأن تمديد الهدنة في اليمن.

وتنتهي الهدنة بين التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن والحوثيين اليوم الأحد الموافق 2 أكتوبر/تشرين ثاني بعد أن صمدت 6 أشهر إثر دخولها حيز التنفيذ في 2 إبريل/نيسان الماضي.

وحث الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، السبت، الطرفين على توسيع شروط الهدنة ومدتها، وفقا للموقع الرسمي للأمم المتحدة.

انطلقت مسيرات السبت في عدة مدن حول العالم تضامناً مع حركة الاحتجاج في إيران التي أشعلتها وفاة مهسا أميني بعد أن اعتقلتها شرطة الأخلاق. ورفع المتظاهرون الشعارات الرئيسية في الحركة الاحتجاجية التي تجتاح إيران.

سار حوالي ألف شخص على قرع الطبول في روما اليوم السبت (الأول من أكتوبر/ تشرين الأول 2022) تضامنا مع المظاهرات التي تشهدها إيران بعد وفاة الشابة الكردية مهسا أميني. ونقلت وكالة الصحافة الإيطالية (AGI) عن سيمونا فيولا زعيمة حزب الوسط الصغير "+أوروبا" قولها أثناء مشاركتها في المسيرة "نطالب بالعدالة لمهسا أميني وجميع ضحايا العنف الوحشي والأعمى للسلطات، فضلاً عن حرية الاختيار لأخواتنا الإيرانيات".

وفي طوكيو، رفع المتظاهرون صورة مهسا أميني ولافتات كتب عليها "لن نتوقّف" إضافة إلى صور لنساء يحرقن حجابهن ويقصصن شعرهن. وقال الموفد الأميركي لإيران روبرت مالي على "تويتر"، "حان الوقت كي يسمع الزعماء الإيرانيون هذه الدعوة العالمية ويضعوا حداً للعنف ضد شعبهم". 

مظاهرات في سقز الإيرانية

لليلة الخامسة عشرة على التوالي، خرج الإيرانيون مساء الجمعة في مدينة سقز في محافظة كردستان الإيرانية التي تنحدر منها مهسا أميني، وفقاً لصور نشرتها منظمة "إيران هيومن رايتس" ومقرّها أوسلو.

وصرخت مجموعة من النساء والرجال في أحد الشوارع "نساء، حياة، حرية" رافعين بذلك أحد الشعارات الرئيسية في الحركة الاحتجاجية، بينما كانوا يصفّقون بأيديهم. وتدين المنظمات غير الحكومية القمع الذي تمارسه قوات الأمن وموجة الاعتقالات، منذ بداية الاحتجاجات.

آلاف المتظاهرين في ألمانيا

شارك عدة آلاف من الأشخاص في مظاهرتين في ألمانيا اليوم السبت تضامنا مع الاحتجاجات المناوئة للحكومة في إيران. وذكرت الشرطة أن عدد المتظاهرين وصل إلى 4000 شخص في هامبورج وإلى 2800 شخص في فرانكفورت، حيث احتج المتظاهرون على نظام الحكم في إيران وعلى التمييز المنهجي بحق النساء.

ولا تزال إيران تشهد احتجاجات اندلعت على إثر وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاما) في السادس عشر من الشهر الماضي أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق الإيرانية التي أوقفتها لانتهاكها القواعد الخاصة بالحجاب وبعد ذلك بوقت قصير راحت الشابة في غيبوبة ثم توفيت في ظروف غامضة. ونفت الشرطة الإيرانية في المقابل أي مسؤولية عن وفاة مهسا، مضيفة أنها كانت تعاني من مشكلات في القلب.

وكانت أعمال شغب وقعت أمس الجمعة في جنوب شرق إيران وأسفرت عن مقتل 19 شخصا على الأقل. وهتف المتظاهرون في هامبورج بعبارات مثل:" ارحلوا، ارحلوا، ارحلوا، الملالي يجب أن يرحلوا"، و"النساء يردن الحرية"، وكانت المدينة شهدت أمس مظاهرة وضع فيها محتجون لافتات وشعرا مستعارا باللون الأحمر على الأرض.

وفي فرانكفورت هتف متظاهرون "النساء، الحياة، الحرية"، وشارك في المظاهرة في المدينة عدد أكبر من العدد الذي تم إخطار السلطات به. وذكرت الشرطة في المدينتين أن المظاهرتين سارتا بشكل سلمي.

من جانبه، طالب متحدث باسم الإيرانيين في المنفى في ألمانيا، في العاصمة الألمانية برلين بوقف سفك الدماء في إيران وإجراء إصلاحات ديمقراطية، كما طالب الحكومة الألمانية بفرض عقوبات جديدة على النخبة في النظام الإيراني وذلك في ظل ما قال عنه وضع العنف الحالي في إيران.

قالت وزارة الدفاع التركية يوم الأحد إنها قصفت 23 عضوا في حزب العمال الكردستاني المحظور في غارة جوية على بعد 140 كيلومترا في شمال العراق.

وقالت إنه تم "تحييد" كل أفراد المجموعة، وهو ما يعني عادة قتلهم.

تشن تركيا بانتظام ضربات جوية عبر الحدود، غالبا بطائرات مسيرة مسلحة، في العراق المجاور ضمن هجومها على مقاتلي حزب العمال الكردستاني المتمركزين هناك.

وقال وزير الدفاع خلوصي أكار يوم الخميس إن الجيش قصف 16 هدفا في ضربات جوية الأسبوع الماضي في نفس منطقة أسوس في عمق الأراضي العراقية.

وشن حزب العمال الكردستاني تمردا ضد الدولة التركية في عام 1984 وقُتل أكثر من 40 ألف شخص في الصراع الذي أعقب ذلك. وتعتبر تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حزب العمال الكردستاني جماعة إرهابية.

تظاهر عدة آلاف من الأشخاص في مونتريال ومدن كندية أخرى يوم السبت تضامناً مع الاحتجاجات التي أشعلتها وفاة محساء أميني في حجز شرطة الآداب الإيرانية سيئة السمعة.

هزت موجة من أعمال العنف في الشوارع إيران منذ وفاة أميني ، البالغة من العمر 22 عامًا ، بعد أيام من اعتقالها بزعم عدم التزامها بقواعد اللباس الصارمة التي تفرضها الجمهورية الإسلامية على النساء.

وخرجت احتجاجات في جميع أنحاء البلاد لليلة الخامسة عشرة على التوالي يوم الجمعة على الرغم من حملة القمع الدموية التي قالت جماعات حقوقية إنها خلفت أكثر من 75 قتيلا.

وخرج عشرات الآلاف أيضًا في مسيرات تضامنية في العديد من المدن الكندية ، بما في ذلك فانكوفر وتورنتو والعاصمة أوتاوا.

كما نظمت مظاهرة يوم السبت في العاصمة الأمريكية واشنطن حيث تجمع مئات من أفراد الجالية الكردية ، بعضهم يحمل لافتات تدعو إلى تغيير النظام في طهران ، خارج بوابات البيت الأبيض.

في كندا ، عرضت قناة CBC العامة صورًا من تورنتو يوم السبت لسائقي السيارات وهم يرفعون دعمهم للمتظاهرين الذين يصطفون بطول خمسة كيلومترات (ثلاثة أميال) من الطريق ، ويرتدون قمصان "العدالة من أجل محسا أميني" ويلوحون بالأعلام الإيرانية في النهاية من عصي الهوكي.

في مونتريال ، قامت عدة نساء بقص شعرهن وسط حشد من أكثر من 10000 لوح لوح كتب عليهن "العدل" و "لا للجمهورية الإسلامية" ، وهتفن "قل اسمها. قل اسمها".

وقالت مغتربة تبلغ من العمر 30 عاما لم تذكر اسمها سوى سين لفرانس برس بعد أن قطعت أقفالها الطويلة الداكنة "كان من أجل النساء الإيرانيات اللواتي يقاتلن من أجل حريتهن ، من أجل حياتهن في إيران".

ووصفت قص شعرها الذي كان يتدفق تقريباً إلى منتصف ظهرها بأنه "لا شيء مقارنة" بما عانت منه النساء في إيران.

وقالت "هذا أقل ما يمكننا القيام به لدعم بلدي ونسائي وشعبي في إيران الذين يتعرضون للقمع".

وأضافت المنظمة المشاركة في آذار / مارس نعمة مشوف ، 57 عاما ، أنه من المهم أن "نكون صوتا للشعب في إيران وأن ينقل رسالتهم" إلى العالم.

دعا العديد من المتظاهرين إلى تغيير النظام في طهران ، ودعا كندا إلى زيادة العقوبات.

وفرضت أوتاوا بالفعل عقوبات على برنامج إيران النووي وأعلن رئيس الوزراء جاستن ترودو جولة جديدة يوم الاثنين ضد عشرات المسؤولين الإيرانيين.

جاء رضا ، 42 عامًا ، مع عائلته ، بما في ذلك ابنته الصغيرة وردد نفس الشعور. "إذا بقينا صامتين ، ماذا سنقول للأجيال الأخرى؟" علق.