سرقة الانتفاضة.. حماس تلعب بورقة المقاومة في الضفة

الإثنين 03/أكتوبر/2022 - 05:36 م
طباعة سرقة الانتفاضة.. علي رجب
 

 

عادت حركة حماس لتعلب على توتر الأوضاع في الضفة الغربية، في محاولة لاستنزاف السلطة الفلسطينية، والاستثمار في الأوضاع لتحقيق مخططها في الضفة وتكرار انقلاب 2007 في قطاع غزة.

حركة حماس وعلى لسان المتحدث الرسمي حازم قاسم، جددت دعوتها إلى مواصلة حالة الاشتباك مع قوات الاحتلال الإسرائيلي وفتح جبهات جديدة في الضفة والقدس.

وأوضح قاسم في تصريحات صحيفة أن "المقاومة الملتهبة في الضفة هي التي ستحسم المعركة ضد الاحتلال لصالح شعبنا الفلسطيني ولن تتوقف إلا بتحقيق أهدافه بالحرية والاستقلال".

وقال القيادي في حماس إن "نابلس جبل النار تشتعل تحت أقدام جيش الاحتلال ومستوطنيه في عمليات إطلاق نار متواصلة، رداً على جرائم الاحتلال ضد شعبنا والمسجد الأقصى المبارك".

وتشهد الضفة الغربية تصاعداً كبيراً في عمليات المقاومة، على مستوى إطلاق النار؛ وإلقاء العبوات المتفجرة والحارقة.

و وقع أربع عمليات إطلاق نار في بيت إيل عند مدخل دوتان وقرب إيتمار ، حيث أصيب مستوطن بجروح طفيفة. في الأيام الأخيرة ، بعث مسؤولون أمنيون برسائل إلى كبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية مفادها أنه إذا استمر الوضع في التدهور، فسوف يفكرون في فرض قيود على حركة الفلسطينيين .

وتعرضت حماس الأسبوع الأخير لانتقادات داخلية بعد اتهامها بمحاولة جر نابلس وعدد من محافظات الضفة إلى مربع العنف عبر التحريض على استهداف أجهزة السلطة الفلسطينية.

 

وكان الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة قد دعا الفلسطينيين إلى ضرورة التوحد والتكاتف ورص الصفوف، وعدم الانجرار خلف "الأجندات المغرضة".

ويرى مراقبون أن حركة حماس تسعى حثيثا للسيطرة على الضفة الغربية كما سيطرت من قبل على غزة ويعبرون عن ذلك صراحة ب(التمكين في الأرض)، ولكن هذه السيطرة تحتاج الى عاملين مهمين الأول يتمثل بالقدرة والامكانات والثانية بالإرادة والقرار لدى حركة حماس.

وأوضح المراقبون أن حركة حماس تقود مخططا إقليميا لإسقاط حكم السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية عبر بوابة الفلتان الأمني، الأمر الذي يدفعها لتغذية أعمال الشغب والمواجهات المسلحة بين عناصر الأمن الفلسطيني والمسلحين.

وقال رئيس المكتب الإعلامي في مفوضية التعبئة والتنظيم بحركة فتح منير الجاغوب، إن ما تقوم به حماس ومؤسساتها الإعلامية يؤكد أن الحركة تدير ما يحدث في نابلس لأهداف حزبية ضيفة“، مشيراً إلى أن ذلك يأتي في إطار خدمة الحركة لحلفائها الإقليميين.

وتابع: ”حماس منذ نشأة السلطة الفلسطينية وهي تسعى لإضعافها والهجوم المستمر على مؤسساتها وإظهارها كأنها متعاون مع إسرائيل، وهذا نهج الحركة منذ سنوات طويلة“، مستكملاً: ”حماس قتلت 500 فلسطيني في قطاع غزة وتحاول تصغير أخطائها مقابل تهويل أخطاء الآخرين“.

من جانبه عتبر المحلل السياسي الفلسطيني حسن سوالمة أن حماس تسعى للمحافظة على الهدوء في غزة بأي ثمن ما يفسر عدم تدخلها عسكريا خلال التصعيد الأخير بين الجهاد وجيش الاحتلال إلا أنها في الوقت ذاته تسعى لجر القدس والضفة لمربع المواجهة للضغط على حكومة الاحتلال من أجل المزيد من التسهيلات والتنازلات الاقتصادية.

لذلك وبدل المواجهة، تترك حماس الأمور في الضفة الغربية لمجراها، وهي متيقنة أن الأمور تسير بالنهاية في مصلحتها، خاصة في ظل عجز هجومها المستمر على  الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، واستنزاف حركة فتح في الضفة الغربية.

وبات من الواضح أن حماس تجهز نفسها للسيطرة على الضفة الغربية وتكرار سيناريو قطاع غزة، وذلك من خلال تغذية احتقان الشارع الفلسطيني من الأجهزة الأمنية، الأمر الذي سيؤدي للمزيد من أحداث العنف.

وفي هذا المجال، تبدو حماس مطمئنة إلى أن تبريرات غيابها المرتبطة بقمع السلطة وإسرائيل لها تلقى قبولا في أوساط الشارع الفلسطيني، بدليل ما تظهره استطلاعات الرأي من استمرار تصاعد شعبيتها في الضفة الغربية وانخفاضها في قطاع غزة، كون فلسطينيي الضفة ينظرون إليها كرمز للمقاومة، بخلاف فلسطينيي غزة الذين اختبروا أداءها في الحكم، ووجدوه مشابها – إن لم يكن أسوأ- للسلطة الفاسدة المستبدة التي كانت زمن فتح.

 

 

 

شارك