"محاكم سرية وفتاوي واستقطاب" ... نساء داعش في مخيم الهول يتوعدن "الخارجات"
السبت 08/أكتوبر/2022 - 02:29 م
طباعة
أميرة الشريف
ما زال تنظيم داعش الإرهابي له بقايا خلايا نائمة في مخيم الهول للاجئين الواقع بشمال شرق سوريا، ووصل العنف في المخيم إلى ذروته، حيث ُقتل ما لا يقل عن 44 شخصا هذا العام في هجمات شنها تنظيم داعش.
ويضم مخيم الهول الذي يقع بالقرب من الحدود السورية العراقية أكثر من (65) ألف شخص، منهم عدد كبير من جهاديات التنظيم المتطرّف، اللاتي تمتنع حكومات الدول الأوروبية والآسيوية التي ينحدرن منها عن إعادتهنّ بسرعة، الأمر الذي سهل مهمة النساء المؤيدات لداعش إحياء أيديولوجية التنظيم.
وهذا ما أكده المرصد السوري لحقوق الإنسان في تقرير أشار فيه إلى أن قوى الأمن الداخلي في مناطق "الإدارة الذاتية" التي تُعرف بـ"الآسايش" تمكنت من إحباط هروب نحو (200) امرأة من جنسيات مختلفة، ومعهنّ عدد كبير من الأطفال.
وفي28 أغسطس الماضي شنت قوات الأمن الكردية السورية المدعومة من الولايات المتحدةعملية استهدفت خلايا داعش النائمة في المخيم وكانت المهمة تهدف إلى تحقيق الاستقرار في مركز الاحتجاز، الذي يضم آلاف النازحين داخليا وعائلات المشتبه بانتمائهم إلى داعش.
وأطلقت قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي يشكل المسلحون الأكراد غالبية مقاتليها ويدعمها التحالف الدولي، حملة أمنية لتطهير مخيم الهول من العناصر الموالية لداعش في أحدث حملة، حيث تأتي مع تسجيل المخيم عمليات اغتيال طالت 43 من ساكنيه هذا العام، وتحسبا لمحاولة داعش مهاجمة المخيم بمساعدة موالين له بالداخل.
ويقع المخيّم على بعد أقلّ من 10 كيلومترات من الحدود العراقية، تم بناء مخيم الهول للمرة الأولى في عام 1991 من قبل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وكان الهدف منه استقبال النازحين الفارين خلال حرب الخليج الأولى وتم إغلاقه بعد فترة قصيرة من انتهاء الحرب.
2003 أعيد فتحه بهدف استقبال النازحين من الغزو الأميركي للعراق ثم أغلق مرة أخرى في 2007، و في 2012 سيطر تنظيم داعش على مناطق بمحافظة الحسكة وحول المخيم إلى مقر سكن لعائلات مقاتليه الأجانب، و2016 أعادت قوات "قسد" فتح المخيم من أجل استقبال النازحين من مناطق سيطرة تنظيم داعش.
توسّع المخيم بسرعة مع وصول أكثر من 63 ألف امرأة وطفل نزحوا بسبب الهجوم على تنظيم "داعش" في الباغوز، ودفع غياب الإشراف الذكوري داخل المخيم ، النساء إلي السيطرة وأخذ زمام المبادرة وتكرار ممارسات التنظيم.
ووفق تقارير إعلامية فقد بدأت النساء المواليات لداعش بإقناع الأطفال والتلاعب بأفكارهم لاستقطابهم وسط صفوف التنظيم ، حيث تفيد التقارير بأن حوالي 28 ألف طفل داخل المخيم يعيشون من دون تلقي التعليم المناسب، وللاستفادة من ذلك الفراغ، أنشأت النساء المؤيدات لداعش مدارس مؤقتة لتلقين الشباب أيديولوجية داعش.
ووفق التقارير تقوم تلك المدارس بتدريس ما يقارب خمسة مستويات، كما شكلت النساء الأعضاء في تنظيم داعش جماعة الـ"حسبة"، وهي وحدة للشرطة الدينية، وهدفها دعم أيديولوجية داعش وفرض معاييرها على النساء الأخريات في المخيم، ويقال إن تلك الجماعة أجبرت النساء على ارتداء الحجاب وحضور دورات الشريعة غير الرسمية، كما حرمت التدخين والرقص والاستماع إلى الموسيقى وارتداء السراويل والتحدث إلى الرجال.
وقامت النساء المواليات لداعش بإنشاء محكمة شرعية خاصة بهن، على غرار النظام القضائي لداعش، وتقوم تلك المحكمة بمحاسبة أولئك الذين ينتهكون التعاليم الدينية للجماعة، وتشمل العقوبات الجلد والسجن والتعذيب والتجويع وحرق الخيام والقتل.
ويحاول داعش من خلال تحريك خلاياه فتح ممرات وإحداث ثغرات في الجدران الأمنية بما يساعده على الهجوم من أكثر من محور انطلاقا من ممر يربط المناطق الشرقية مع الحدود العراقية والبادية السورية وكذلك الحدود التركية.
يذكر أن قوات سوريا الديمقراطية نفذت قبل نحو عام حملة أمنية داخل مخيم الهول ، لكنها لم تتمكن من كبح تحركات خلايا التنظيم المتطرف".