اختتام قمة "سيكا" بآستانا.. أردوغان يتعهد بالسعي لوقف الحرب بأوكرانيا

الجمعة 14/أكتوبر/2022 - 03:42 م
طباعة اختتام قمة سيكا بآستانا.. أميرة الشريف
 
اختتمت في العاصمة الكازاخستانية آستانا أعمال القمة السادسة للدول الأعضاء في "مؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة بآسيا" (سيكا)، وخلال الاجتماع هاجم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغرب، في حين تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالسعي لوقف الحرب في أوكرانيا.
وبالإضافة إلى بوتين وأردوغان، شارك في القمة المنعقدة برعاية الرئيس الكازاخي، قاسم جومارت توكاييف، عدد من قادة الدول من بينهم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ورؤساء أذربيجان إلهام علييف، وإيران إبراهيم رئيسي، والعراق برهم صالح، وفلسطين محمود عباس.
وفي كلمته أمام القمة، وصف الرئيس الروسي الغرب بأنه قوة استعمارية جديدة عازمة على إعاقة تنمية بقية العالم واستغلال الدول الأكثر فقرا. وقال إن العالم أصبح الآن متعدد الأقطاب، وإن آسيا تلعب الدور الأهم في هذا النظام الجديد، مضيفا أن بلاده تعمل على إعادة النظر في المنظومة المالية العالمية.
واتهم بوتين واشنطن "بتقويض الأمن" في المنطقة، وذلك "بسبب وجودها الذي استمر 20 عاما في أفغانستان".
من جهته، قال الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو إن الغرب أخفق في وظيفة ضمان الأمن والاستقرار في العالم بعد انهيار الاتحاد السوفياتي. وأضاف أن ممارسات الغرب -مثل تنفيذ انقلابات وفرض عقوبات- قد تشعل فتيل حرب عالمية ثالثة، وفق تعبيره.
من جانبه، اتهم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الولايات المتحدة بالعمل على زعزعة استقرارها، وذلك في ظل احتجاجات تشهدها إيران منذ زهاء شهر على خلفية وفاة الشابة مهسا أميني.
وقال رئيسي إن الطريق التي تنتهجها بلاده في سياستها الخارجية صعبة وشائكة، مؤكدا أنها بدأت تعتمد على نفسها في مواجهة العقوبات والهيمنة.
وفي كلمة ألقاها خلال الاجتماع، طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعقد مؤتمر دولي للسلام وتأمين الحماية للشعب الفلسطيني الذي يتم قتله يوميا، وفق قوله.
وقال عباس إن السلطة الفلسطينية "لن تلتزم وحدها" بالاتفاقات الموقعة مع إسرائيل، وأنها "ستراجع" مجمل العلاقات معها.
بدوره، تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال قمة آستانا بأن تواصل بلاده مساعيها من أجل إحلال السلام بين روسيا وأوكرانيا ووقف نزيف الدماء في أقرب وقت، مشيرا إلى أنه ليس هناك رابحون من الحرب وخاسرون من سلام عادل.
وفي تصريحات مشتركة مع نظيره الرئيس الروسي، قال أردوغان إن بلاده عازمة على مواصلة تطبيق اتفاق إسطنبول وتعزيزه، وعلى نقل الحبوب والأسمدة الروسية عبر تركيا إلى البلدان الناشئة.
وتابع الرئيس التركي أن المنظومة العالمية الحالية تراعي مصالح دول معدودة وتتغاضى عن هموم السواد الأعظم، كما قال إن العالم يواجه مشاكل اقتصادية وأمنية كبرى، مؤكدا أن بلاده تدعم زيادة عدد الدول المشاركة في مؤتمر "سيكا" وتحويله إلى مؤتمر عالمي.
وفي ختام المؤتمر قرر رؤساء دول وحكومات الدول الأعضاء رسم المسار المستقبلي للتعاون بين الدول الأعضاء الـ ٢٧، وإطلاق مفاوضات للتحول إلى منظمة دولية وإقليمية كاملة، وهذه هي إحدى الأولويات الرئيسية لرئاسة كازاخستان، وأيدت جميع الدول الأعضاء طلب كازاخستان لفترة رئاسة جديدة في 2022-2024.
واعتمد المشاركون بيان أستانا حول تحويل مؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا، وبيان ضمان أمن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وخطة عمل "سيكا" لتنفيذ استراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب، وقرارات القمة بمنح مكانة دولة عضو في "سيكا" للكويت، وبشأن قضايا رئاسة المؤتمر في 2022-2024 وعقد اجتماعات دورية لمجلس رؤساء الدول والحكومات ومجلس الوزراء.
وفي الوقت نفسه، حدد الرئيس قاسم جومارت توكاييف خلال كلمته خمس اتجاهات ذات أولوية لرئاسة كازاخستان المقبلة لمدة عامين في "سيكا"، فيما أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في خطابه بالفيديو أمام القمة أن المؤتمر أصبح منصة حيوية للحوار بين البلدان في جميع أنحاء آسيا، وقال: "إنني ممتن لشراكتنا في السعي لتحقيق أهدافنا المشتركة، والنهوض بالتنمية المستدامة"، مشيرا إلى أنه على مدى الثلاثين عامًا الماضية."
وأيدت جميع الدول الأعضاء طلب كازاخستان لفترة رئاسة جديدة في 2022-2024، فيما عينت القمة المدير التنفيذي الحالي لأمانة المؤتمر سعادة السفير Kairat Sarybay كأول أمين عام لـ"سيكا".
وأكد البيان الختامي على ضرورة دعم وتعزيز العملية التفاوضية بهدف تحويل المؤتمر إلى منظمة وشاملة وشفافة، وذلك اعتمادا على توافق الآراء لأعضاء "سيكا"، التي ستسعى إلى تحقيق الأهداف الرئيسية للمنظمة وتحديد المجالات الشاملة للتعاون المستقبلي وتعزيز القاعدة التنظيمية والمؤسسية لتفاعل الدول الأعضاء.
كما وافق الدول الأعضاء على تعزيز العمل الجماعي وإيجاد الحلول المناسبة لمواجهة التحديات المشتركة، سعيا لتحقيق منطقة آمنة ومزدهرة ودعم التسوية السلمية للنزاعات، والتعاون مع المنظمات الإقليمية.
وأضاف البيان:" نتصور أن منظمتنا تساهم في النمو الاقتصادي الديناميكي والعادل والشامل والمتوازن والترابط والتنمية الاجتماعية والثقافية للدول الأعضاء فيها، كما سنعزز عملنا الجماعي داخل منظمتنا من أجل البحث عن حلول مشتركة لتحدياتنا المشتركة في القرن الحادي والعشرين نحو منطقة آمنة ومزدهرة والسعي إلى التسوية السلمية للنزاعات وفقًا لميثاق الأمم المتحدة".
وقال البيان الختامي:" ستتفاعل منظمتنا وتتعاون في المجالات التي تهم جميع الدول الأعضاء مع الدول والمنظمات والمنتديات الأخرى التي تشترك في نفس الأهداف والمبادئ بغرض تعزيز التعاون المتعدد الأطراف القائم على النتائج والقائم على توافق الآراء في منطقتنا". 
وحدد الرئيس قاسم جومارت توكاييف خلال كلمته خمس اتجاهات ذات أولوية لرئاسة كازاخستان المقبلة لمدة عامين في "سيكا" هي: تشكيل مجلس "سيكا" بشأن الترابط المستدام، لا سيما في سياق الفجوات في سلاسل التوريد العالمية، وكذلك تحويل قمة "سيكا" المالية إلى منصة دائمة، بما يساعد في الانتعاش الاقتصادي والنمو المستدام والشامل، ويخلق ظروفًا مثالية للتعاون المالي الإقليمي ودون الإقليمي، واستثمارات كبيرة لإزالة الكربون من اقتصاد القارة، بالإضافة إلي آلية عمل لضمان الأمن الغذائي والحاجة إلى مناهج موحدة لتقييم مدى امتثال المنتجات المهمة للمعايير الوطنية وإنشاء ممرات خضراء بين الدول الأعضاء في "سيكا" لهذه الفئة من السلع، والتركيز على البعد البشري، وتنمية الموارد البشرية، بهدف تفعيل التدابير الاقتصادية.
يذكر أن "سيكا" بمبادرة من كازاخستان عام 1992، وهي منظمة حكومية دولية لتعزيز التعاون من أجل السلام والأمن والاستقرار في آسيا، وهي توحد 27 دولة عضو (تشمل 90 في المائة من القارة الآسيوية)، و9 دول مراقبة، و 5 منظمات دولية مراقبة و 5 منظمات شريكة.
وترأس رئيس كازاخستان توكاييف القمة السادسة الحالية، بحضور 11 رئيس دولة، بما في ذلك رؤساء أذربيجان وبيلاروسيا (مراقب) وإيران وكازاخستان وقيرغيزستان ودولة فلسطين وروسيا وطاجيكستان وتركيا وأوزبكستان، وكذلك أمير قطر، كما شارك فى القمة نائبا رئيسى الصين وفيتنام، وتم تمثيل دول أخرى على مستويات مختلفة، وحضر القمة ما يقرب من 50 وفدا من الدول الأعضاء والدول المراقبة والمنظمات المراقبة والمنظمات الشريكة وضيوف الرئاسة.
جدير بالذكر أن "مؤتمر التفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا" هو منتدى دولي لتعزيز التعاون الهادف إلى ضمان السلام والأمن والاستقرار في القارة الآسيوية، ويقوم على فهم العلاقة المباشرة بين السلام والأمن والاستقرار في آسيا والعالم.
وتعقد قمم المؤتمر كل 4 سنوات، أما اجتماعات وزراء خارجية الدول المشاركة فتعقد كل سنتين، وتقع الأمانة العامة في عاصمة كازاخستان. كما أن توقيت الحدث يومي 12-13 أكتوبر الجاري يتزامن مع الذكرى الـ30 لانطلاق مبادرة عقد المنتدى.

شارك