تجدد اشتباكات طرابلس.. حرب النفوذ تعود لتهدد الاستقرار الليبي
السبت 15/أكتوبر/2022 - 02:25 م
طباعة
أميرة الشريف
ما زالت الأوضاع في ليبيا تشهد صراعات ونزاعات طائلة في ظل حالة عدم الاستقرار التي تعيشها البلاد ، حيث أفادت تقارير إعلامية، باندلاع اشتباكات مسلحة لفترة محدودة في العاصمة الليبية طرابلس بين عناصر مسلحة بالأسلحة المتوسطة والثقيلة.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن شهود عيان أن الاشتباكات، التي شهدتها منطقة غوط الشعال ومصنع التبغ في طرابلس، اندلعت بين السرية الأولى، بقيادة الروماني الزنتاني، التابع لعماد الطرابلسي وكيل وزارة الداخلية، المعين أخيراً بعد إقالته من جهاز الاستخبارات، ومجموعة مسلحة من السرية الثالثة التابعة لـجهاز الردع الذي يقوده عبد الرؤوف كارة.
وأفادت تقارير محلية ، بإصابة شخصين بشظايا إثر سقوط قذيفة، بينما أكدت منظمة معنية باللاجئين إصابة فتاة إريترية بعيار ناري، مشيرة إلى أن اللاجئين والمدنيين هم أول من يدفع الثمن كالعادة.
وأظهرت لقطات مصورة تصاعد أدخنة النيران جراء هذه الاشتباكات، التي أكد رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان عبدالحكيم حمزة، أنها اندلعت بوسط الأحياء والمناطق المدنية المكتظة بالسكان، ما أدى لحالة هلع وخوف لدى السكان.
وتأتي هذه الاشتباكات في ظل تصاعد الصراع المستمر بين الجماعات المسلحة على مناطق النفوذ والسيطرة على العاصمة طرابلس.
ويسود ليبيا انقسام كبير مع وجود حكومتين متنافستين، الأولى في طرابلس جاءت وفق اتفاق سياسي قبل عام ونصف برئاسة الدبيبة الرافض تسليم السلطة إلا إلى حكومة منتخبة، والثانية برئاسة فتحي باشاغا عينها مجلس النواب في فبراير الماضي ومنحها الثقة في مارس، وتتخذ من سرت في وسط البلاد مقراً موقتاً لها بعد منعها من الدخول إلى طرابلس.
وتشهد العاصمة طرابلس اشتباكات مسلحة بين الحين والآخر بين المليشيات المسلحة، التي تسيطر على المنطقة الغربية، في ظل صمت كامل من حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية، وعجز من أجهزتها الأمنية والعسكرية؛ عن وقف مثل هذه الأعمال الخارجة على القانون.
ويحظى كل من رئيسي الحكومتين المتنافستين بدعم من ميليشيات مسلحة تتمركز في طرابلس ومصراتة.
ويدعم البرلمان والجيش الليبي وبعض ميليشيات مدن الغرب حكومة باشاغا ويضغطون من أجل دخولها للعاصمة طرابلس لمباشرة مهامها، في حين تعارض أغلب مكونات الغرب الليبي السياسية والعسكرية ذلك، وتستمر في تأييد استمرار حكومة الدبيبة في السلطة لحين إجراء انتخابات في البلاد.
ويعد الوضع الأمني في العاصمة في مجمله وضع هش قابل للانفجار في أي لحظة، فقوات جهاز دعم الاستقرار الذي يقوده عبد الغني الككلي غنيوة التابعة للدبيبة والمتواجدة في بوسليم وعلى خطوط التماس مع قوات الجويلي التابع لباشاغا في الدعوة الإسلامية لا تخفي نيتها الهجوم على الأخيرة، وذلك لإخراجها خارج العاصمة لضمان السيطرة على أكبرة رُقعة ممكنة.