بأدوية فاسدة ومهربة.. ميليشيا الحوثي تتاجر بأوجاع الأبرياء
الجمعة 21/أكتوبر/2022 - 12:59 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
لا تزال ميليشيات الحوثي الإرهابية تتلاعب وتتاجر بمآسي وأوجاع أطياف الشعب اليمني، عبر تدمير القطاعات الحيوية، خصوصًا قطاع الصحة.
كشفت مصادر طبية يمنية، منذ أيام عن ارتفاع عدد وفيات أطفال سرطان الدم بالعاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي، جراء حقنهم بدواء كيميائي منتهي الصلاحية، إلى 18 حالة وفاة، فيما تؤكد المصادر مقتل 20 طفلاً من مرضى سرطان الدم.
واعترفت ميليشيات الحوثي وعلى خجل بوفاة الأطفال المرضى بالسرطان الذين حقنتهم بجرعات مسمومة من الأدوية المهربة ومنتهية الصلاحية وأودت بحياتهم.
وكشفت مصادر طبية يمنية عن تورط 6 من قادة الميليشيات في تهريب الأدوية واحتكار أسواقها في مناطق سيطرتهم، متهمة إياهم بإدخال شحنة الأدوية الملوثة التي حقن بها مؤخرا الأطفال المصابون بمرض "اللوكيميا"، ما تسبب في وفاة 18 منهم، على الأقل فيما لا يزال 30 منهم يتلقون العلاج.
وذكرت المصادر أن هذه المجموعة باتت تسيطر على القطاع الطبي وتجارة الأدوية بعد أن وضعت يدها على كبرى المستشفيات الخاصة في صنعاء والمملوكة لمعارضين إلى جانب مجموعة واسعة من شركات الاستيراد.
وبحسب مصادر أخرى في قطاع الصحة الخاضع للميليشيات الحوثية في صنعاء، فإن شحنة الأدوية الملوثة التي حقن بها الأطفال المصابون بمرض اللوكيميا، دخلت إلى اليمن، في أبريل الماضي، بموجب تصريح من القيادي الحوثي أحمد حامد حيث تم استيراد الشحنة من الهند ومنح ترخيصا من الهيئة العليا للأدوية، عبر ما تسمى اللجنة الطبية العليا التي يقع على رأسها القيادي الحوثي محمد الغيلي، إلى جانب مجاهد معصار صهر وزير الصحة في حكومة الميليشيات طه المتوكل.
ووفقا لما ذكرته المصادر، فإن الأدوية الخاصة بالأمراض المستعصية وأدوية الأطفال تصل إلى مناطق سيطرة الميليشيات بشكلٍ سلس جدا حيث يأتي جزء كبير منها عبر منظمة الصحة العالمية واليونيسيف، حيث تنقل عبر الرحلات الجوية المباشرة إلى مطار صنعاء، كما يتم استيراد الأدوية عن طريق تجار الأدوية وبطريقة رسمية بطريقة استيراد النفط نفسها، وتدخل من المنافذ الجمركية بطريقة عادية جدا ولا يتم اعتراضها إطلاقا، ويتم إدخال أدوية بطريق التهريب بنسبة بسيطة جدا من باب التهرب الجمركي أو للتحايل على الوكلاء الأساسيين لشركات الأدوية.
وأفاد مصدران طبيان بأن تاجر المبيدات الشهير أحمد دغسان وبالشراكة مع أحد القيادات الحوثية يدعى أبو مدين من منطقة الطلح في محافظة صعدة (شمال) وينتمي لعائلة العجري أصهار عبد الملك الحوثي اشتريا مؤخرا شركة "سبأ" للصناعات الدوائية، إلى جانب عمله في تجارة المبيدات الزراعية المحرمة وتجارة المشتقات النفطية بالتعاون مع القيادي أحمد حامد مدير مكتب مجلس الحكم الانقلابي.
وذكر المصدران أن القيادي الحوثي دغسان يتقاسم مع اثنين آخرين من قادة الميليشيات الحوثية استيراد المشتقات النفطية، وهما علي ناصر قرشة والمتحدث الرسمي باسم الميليشيات عبد السلام صلاح فليتة الشهير بـ"محمد عبد السلام".
من ناحية أخرى طالبت المنظمة اليمنية لمكافحة الإتجار بالبشر بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة تشترك فيها منظمتي الصحة العالمية واليونسيف للتحقيق في الجريمة المروعة لوزارة الصحة التابعة لميليشيا الحوثي في صنعاء والتي ادت إلى وفاة واصابة العشرات من الاطفال مرضى الثلاسيميا.
وقالت المنظمة في بيان صادر عنها انها تتابع وبكل أسف تداعيات الجريمة التي سبق وان كشفتها المنظمة فيما كانت تحاول ميليشيات الحوثي اخفائها وفرضت تعتيما عليها والتي صدمت الشارع اليمني واظهرت التلاعب والمتاجرة بمآسي واوجاع المرضى بكل وحشية وانتهازية متجردة من الإنسانية.
وأكدت أن القيادات المتورطة بهذه الجريمة لازالت تحاول قتل الضحايا من الأطفال للمرة الثانية بطمس الحقائق ومحاولة تبرئة المتورطين وتقييد الجريمة ضد مجهول، ولم يكن المؤتمر الصحفي المشين للقيادات الصحية التابعة للميليشيا الا الجزء الظاهر من عملية واسعة تحاول اغلاق الملف وحماية قتلة الأطفال المرضى.
وأشارت إلى أن المنظمة وهي تعبر عن صدمتها من الفجور السافر لوزارة الصحة التابعة لميليشيا الحوثي ، فإنها تطالب بإقالة وزير الصحة ورئيس هيئة الأدوية ومدير مستشفى الكويت في حكومة الميليشيا غير المعترف بها.
وأفادت المنظمة إلى أنها حصلت على وثائق تكشف عمليات تهريب منظمة لأدوية وكذا اعادة تعبئة ادوية مجهولة المصدر في اوكار داخل اليمن وطباعة اغلفة ونشرات طبية بتواريخ حديثة تم شرعنتها.
واعتبرت هذه الجرائم جانبا من مآسي وبشاعة الحرب التي تفتك باليمنيين في ظل تنامي العصابات الإجرامية التي لا تتورع عن اثخان اوجاع اليمنيين واستغلال قيادات الميليشيا لهذه الأوضاع لزيادة الإثراء غير المشروع على حساب اوجاع وارواح اطفال ونساء ورجال اليمن .
وناشدت المنظمة كافة المنظمات الدولية التحرك العاجل لكشف حقائق المجزرة المروعة بحق الأطفال وعدم السماح للميليشيا بطمس الحقائق ومقاضاة المتورطين بهذه الفاجعة امام المحاكم المحلية والدولية واعادة تقييم سوق الدواء في اليمن سواء في مناطق سيطرة الميليشيا او المناطق المحررة حتى لا تفيق البلاد على كارثة جديدة .
وكانت تقارير إعلامية أكدت أن ميليشيا الحوثي تتعمد تدمير صحة اليمنيين بمصادرة الأدوية والمساعدات الطبية المقدمة من المانحين لليمن منذ سنوات، وتحويلها إلى مواد استثمارية تبيعها في السوق السوداء، وتخصيص كميات كبيرة منها لعلاج مقاتلين من عناصرها في الجبهات، واستغلال المستشفيات في جميع المحافظات المسيطر عليها من أجل خدمة جرحاها.
وأوضح نائب رئيس الدائرة الإعلامية في المجلس الانتقالي الجنوبي منصور صالح أن الإعلاميين والنشطاء بإمكانهم تخفيف من جرائم الحوثي التي يرتكبها كل يوم بحق الأبرياء.
وأكد منصور صالح أن فضح ميليشيات الحوثي وتغطية جرائمها من قبل الإعلاميين والنشطاء سيخفف من جرائمها التي ترتكب يوميًا.
وأضاف في تدوينة له" لو اجتهد الاعلاميون والنشطاء المحسوبون على الشرعية في تغطية وفضح جرائم ميليشيا الحوثي في الشمال، لكان ذلك كفيلاً في تعرية هذه الميليشيا داخليا وخارجيا وقلل من جرائمها المرتكبة يومياً.
وأشار منصور صالح إلى أن فضح جرائم ميليشيات الحوثي يوًما سيجعلها تخفف من انتشارها بشكل كبيرة.