تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات– آراء) اليوم 23 أكتوبر 2022.
الاتحاد: الإمارات: استهداف «الحوثيين» ميناء الضبة اليمني تحدٍّ سافر
أدانت دولة الإمارات بشدة استهداف ميليشيات «الحوثي» الإرهابية ميناء الضبة النفطي في حضرموت بجنوب شرق اليمن من خلال طائرتين مسيرتين مفخختين. وأكدت الإمارات، في بيان صادر عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي، أن الهجوم يعد تصعيداً خطيراً، وتحدياً سافراً للمجتمع الدولي، وللمساعي المبذولة لإنهاء الأزمة اليمنية.
وأشارت الوزارة إلى أن الهجوم يمثل استخفافاً بجميع القوانين والأعراف الدولية، وهو ما يتطلب رداً رادعاً لكل ما يهدد أمن وسلامة وحياة المدنيين، والمصالح الاقتصادية اليمنية وإمدادات ومسارات الطاقة العالمية.
وحثت الوزارة المجتمع الدولي على توحيد الجهود واتخاذ موقف حاسم لوقف الجرائم التي ترتكبها ميليشيات «الحوثي» الإرهابية، لفسح الطريق أمام الوصول إلى وقف شامل لإطلاق النار في اليمن والعودة إلى عملية سياسية تؤدي إلى تحقيق السلام والأمن والاستقرار في اليمن.
وأثار هجوم ميليشيات «الحوثي» الإرهابية على ميناء الضبة بمحافظة حضرموت، أمس الأول، ردود فعل عربية وغربية منددة، ودعوات إلى الوقف الفوري لهذه الهجمات التي تعرض التجارة الدولية للخطر، فيما جددت الحكومة اليمنية مطالبتها بتصنيف ميليشيات «الحوثي» منظمة إرهابية.
وأصدرت كل من السعودية والكويت ومصر والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بيانات استنكرت فيها الهجوم الإرهابي الحوثي بطائرتين مسيرتين مفخختين على ميناء «الضبه» النفطي في حضرموت أثناء رسو سفينة لشحن النفط الخام.
وحملت كل من السعودية والكويت ومصر «الحوثي» الإرهابية مسؤولية التصعيد في اليمن، مؤكدة أن هجوم الميليشيات، خرق سافر لقرار مجلس الأمن رقم 2216، وانتهاك للقوانين والأعراف الدولية. وقالت وزارة الخارجية السعودية: إن «هذا الهجوم يُعتبر تصعيداً من ميليشيات «الحوثي الإرهابية»، بعد انتهاء الهدنة الأممية في اليمن، والتي رفضت المليشيات تمديدها وتوسيعها بالرغم من كل الجهود التي بذلت، وحرص الحكومة الشرعية اليمنية على تقديم كافة التسهيلات لتجديدها، انطلاقاً من مسؤولياتها تجاه الشعب اليمني الشقيق».
وأكدت الوزارة موقف المملكة الراسخ والداعم لكل ما يضمن أمن واستقرار الجمهورية اليمنية.
من جانبها، قالت وزارة الخارجية الكويتية، في بيان، إن «هذا الهجوم الإرهابي يعتبر انتهاكاً صارخاً للأعراف والقوانين الدولية، ويؤكد استمرار نهج ميليشيات الحوثي في استهداف المنشآت المدنية وتهديد إمدادات الطاقة وممرات التجارة العالمية». وطالبت بـ«تحرك المجتمع الدولي السريع والفاعل لردع مثل هذه الأعمال».
بدورها، حملت وزارة الخارجية المصرية ميليشيات «الحوثي» مسؤولية التصعيد الراهن في اليمن، وعرقلة جهود تجديد الهدنة، مؤكدة ضرورة تخلي الجماعة عن مواقفها المتعنتة وتجاوبها بشكل فوري مع المساعي الدولية والإقليمية لتجديد الهدنة. وحذرت مصر من «مغبة استغلال أي طرف للظروف الدولية الراهنة لتأجيج الصراع في اليمن، وتهديد أمن واستقرار المنطقة وطرق الملاحة، أو محاولة الاستحواذ على المقدرات الاقتصادية للشعب اليمنى الشقيق».
دولياً، أدان المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، الهجوم الجوي الذي تبنته «الحوثي» على الباخرة النفطية في ميناء الضبة بمحافظة حضرموت، معتبراً أن هذا التصعيد العسكري مقلق للغاية.
وقال في بيان اطلعت «الاتحاد» على نسخة منه: «أدعو الأطراف في هذه المرحلة المفصلية إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس ومضاعفة جهودهم لتجديد وتوسيع الهدنة، ووضع الأُسس نحو وقف دائم لإطلاق النار، وتفعيل مسار العملية السياسية لإنهاء الصراع». ودانت واشنطن والاتحاد الأوروبي، داعين إلى الوقف الفوري لهذه الهجمات التي تعرض التجارة الدولية للخطر، وقال السفير الأميركي لدى اليمن ستيفن فاغن، في بيان نشرته السفارة الأميركية على «تويتر»، إن مثل هذه الهجمات تشكل «إهانة» لحقوق الملاحة وحريتها، كما تهدد أمن اليمن وسلامته وتعيق تدفق السلع الأساسية وتسبب مزيداً من عدم الاستقرار الاقتصادي. وأضاف: «نذكر الحوثيين بأن العالم يراقب أفعالهم، وإن الطريق الوحيد للمضي قدماً نحو إنهاء ثمانية أعوام من الصراع المدمر هو خفض التصعيد ومضاعفة الجهود للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وإنهاء الصراع في اليمن من خلال تسوية سياسية تفاوضية».
وحث السفير جميع الأطراف على التخلي بضبط النفس في هذا الوقت «الحساس».
وأكد البيان الذي أصدره الاتحاد الأوروبي، واطلعت الاتحاد على نسخة منه، على إدانة التكتل بشدة، للهجوم الذي استهدف سفينة «نيسوس كيا VLCC» في ميناء الضبة اليمني.
وقال البيان: «لحسن الحظ، لم تزهق أرواح وتمكنت السفينة من المغادرة بأمان، ولكن التهديد الصارخ للتجارة البحرية الدولية غير مقبول»، مضيفة: «تعتبر هجمات الحوثيين على الملاحة الدولية انتهاك للمبادئ الأساسية لقانون البحار، حيث تعرض حرية الملاحة عبر الممرات المائية في المنطقة للخطر وتعوق الوصول إلى الموانئ اليمنية، وتحرم اليمنيين من القدرة على تحمل تكاليف السلع الأساسية، ويمكن أن تؤثر على تدفق السلع الأساسية إلى اليمن».
وفي هذه الأثناء، طالبت الحكومة اليمنية، منظمة التعاون الإسلامي، بتصنيف الحوثيين «منظمة إرهابية»، غداة الهجوم الإرهابي. وشدد وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك، في اتصال هاتفي مع أمين عام منظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، على مخاطر وتداعيات الهجمات «الحوثية» على المنشآت النفطية بمحافظتي حضرموت وشبوة.
الحكومة اليمنية: كل الخيارات مفتوحة
أكدت الحكومة اليمنية، أن كل الخيارات مفتوحة للتعامل مع الهجوم الإرهابي «الحوثي»، الذي استهدف ميناء الضبة النفطي بمحافظة حضرموت، وتصعيدها العسكري، وطالبت الدول كافة، باتخاذ إجراءات صارمة وقوية لإدانة هذا العمل الإرهابي.
وحذرت الحكومة، في بيان، من أنه في حال لم يتم العمل بشكل قوي وصارم لإدانة وتلافي تكرار هذا السلوك والفعل الإرهابي، فسيؤدي ذلك إلى آثار سلبية على عملية السلام في اليمن وعلى إمدادات واستقرار سوق الطاقة العالمي. وأوضحت أن الهجمات الإرهابية «الحوثية» تشير بوضوح إلى إصرار الميليشيات الإرهابية على تدشين مرحلة أكثر إجراماً من الحرب وأشد وقعاً على الأزمة الإنسانية في اليمن، وأكثر اضطراباً في أمن الملاحة الدولية، وتكشف حقيقة موقف هذه الميليشيات الإرهابية من رغبة جهود المجتمع الدولي لاستعادة السلام بأي كلفة، وتوضح بجلاء خطأ وخطورة تجاهل الطبيعة الإرهابية للميليشيات «الحوثية».
وقالت: «إن هذا الهجوم الإرهابي والجبان هو الثاني من نوعه الذي ارتكبته المليشيات الحوثية، حيث سبق وأن استهدفت بالطيران المسير ميناء رضوم البترولي بهجمتين متعاقبتين في ليلتي 18 و19 أكتوبر 2022، في إصرار واضح من هذه المليشيات على استهداف المنشآت المدنية والتجارية في انتهاك واضح للقانون الدولي، ومن وراء ذلك استهداف للبنية التحتية الاقتصادية وللشعب اليمني ومقدراته، ويُعتبر هذا الاعتداء وما سبقه من اعتداءات تهديداً سافراً لإمدادات الطاقة على المستوى الإقليمي والدولي.
وفي الوقت الذي حرصت الحكومة اليمنية على تقديم التسهيلات كافة لتجديد الهدنة الأممية والحفاظ على الوضع القائم بعيداً عن أي تصعيد عسكري، تتجاوز المليشيات «الحوثية» كافة الخطوط الحمراء بعد أن سبق وهددت دول الجوار وكل شركات النفط العاملة في المنطقة، من كل الجنسيات، باستهداف منشآتها وبناها التحتية ووسائل النقل، وقامت بتحويل تهديداتها إلى أفعال بارتكابها لهذا الهجوم الإرهابي الغادر والجبان.
رسالة احتجاج لمجلس الأمن
تقدمت حكومة اليمن، أمس، برسالة احتجاج شديدة اللهجة إلى رئيس مجلس الأمن وأعضائه بشأن الهجمات «الحوثية» على كل من ميناءي «رضوم» و«الضبة» النفطيين.
وأكد وزير خارجية اليمن ضرورة اتخاذ موقف جماعي لتصنيف «الحوثي» منظمة إرهابية. وطالبت المجتمع الدولي باتّخاذ إجراءات صارمة وقوية لإدانة ما وصفته بالعمل الإرهابي، والنظام الإيراني الذي يقف خلفه. وحذر من أنه يجب التعامل بشكل صارم مع هذا الهجوم، لأن ذلك سيؤدي إلى آثار سلبية على عملية السلام في اليمن، وعلى إمدادات واستقرار سوق الطاقة العالمي.
العربية نت: اليمن.. مقتل وإصابة 11 مدنياً بينهم 6 أطفال بألغام حوثية
قُتل خمسة مدنيين بينهم أطفال بانفجار ألغام زرعتها ميليشيا الحوثي الإرهابية في ثلاث محافظات يمنية خلال الـ72 الساعة الماضية.
وأعلن المرصد اليمني للألغام، السبت، مقتل وإصابة 11 مدنياً، غالبيتهم من الأطفال، في حوادث منفصلة لانفجار ألغام حوثية ومقذوفات من مخلفات الحرب في محافظات البيضاء والجوف والحديدة.
وقال المرصد الحقوقي المستقل في تغريدات على صفحته بموقع "تويتر"، إن ثلاثة أطفال لقوا حتفهم بانفجار لغم بمركبة مدنية أثناء مرورها في طريق فرعي بمنطقة دحيدح في مديرية الزاهر بمحافظة البيضاء (وسط اليمن).
وأضاف أنه خلال الـ 72 الماضية، قتل مدني وأصيب آخر في مديرية خب والشعف بمحافظة الجوف (شمالي اليمن).
كما قتل مدني وأصيب خمسة آخرون، بينهم ثلاثة أطفال في حوادث متفرقة جراء حوادث انفجارات ألغام وذخائر متفجرة في محافظة الحديدة (غربي اليمن).
ومطلع الشهر الجاري، وثق المرصد مقتل وإصابة 273 مدنياً نتيجة انفجار ألغام الحوثي ومخلفات الحرب في العديد من محافظات البلاد، وذلك خلال فترة الهدنة الأممية في اليمن، التي استمرت لنحو ستة أشهر وانتهت في الثاني من أكتوبر الجاري.
وتعد ميليشيا الحوثي الطرف الوحيد باليمن الذي يزرع الألغام والعبوات الناسفة بمختلف أنواعها وأحجامها، حتى "الفردية" منها المحرمة دولياً، حيث شهد اليمن أكبر عملية زرع للألغام في الأرض منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وفق تقارير حقوقية.
وتشير تقارير حقوقية إلى أن ميليشيا الحوثي زرعت أكثر من مليوني لغم أدت إلى مقتل وإصابة ما يزيد عن 20 ألف مدني.
وكان فريق الخبراء الدوليين البارزين التابع للأمم المتحدة قد قال في تقرير قدمه مؤخراً لمجلس الأمن الدولي إن "استخدام الحوثيين للألغام الأرضية بشكل عشوائي ومنهجي، ولا سيما على طول الساحل الغربي، يشكل تهديداً مستمراً للسكان المدنيين".
مجلس الدفاع اليمني: تصعيد الحوثي يعفي الحكومة من التزاماتها
حذّر مجلس الدفاع الوطني في اليمن من أن التصعيد الإرهابي الحوثي من شأنه إعفاء الحكومة اليمنية من كافة الالتزامات التي تنصلت منها الميليشيات الحوثية، بما فيها اتفاق ستوكهولم وعناصر الهدنة الإنسانية المنهارة، وذلك غداة الهجوم الذي تبنته الميليشيا على ميناء نفطي في حضرموت.
وتعهّد المجلس بتأمين كافة السبل للحد من الآثار الجانبية على المواطنين في المناطق الخاضعة بالقوة لسيطرة المليشيات الإرهابية.
وعقد مجلس الدفاع الوطني، السبت، اجتماعاً طارئاً برئاسة رئيس مجلس القيادة الرئاسي القائد الأعلى للقوات المسلحة اليمنية رشاد العليمي، للوقوف أمام تداعيات العمليات الإرهابية للميليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني التي استهدفت ميناءي الضبة والنشيمة بمحافظتي حضرموت وشبوة.
وقال بيان صادر عن الاجتماع إن المجلس اتخذ عدداً من القرارات الحازمة لردع مثل هذه الاعتداءات الإجرامية، ووجه الحكومة بالتنفيذ الفوري لها، وفق خطة دفاعية ودبلوماسية واقتصادية لحماية مصالح الشعب اليمني وإفشال كافة المحاولات التخريبية البائسة للمشروع الإيراني التدميري في اليمن.
واستمع مجلس الدفاع الوطني إلى عدد من الإحاطات والتقارير المقدمة من أعضاء مجلس الدفاع الوطني ومحافظي المحافظات، والخيارات المطروحة للتعامل مع هذه الهجمات التخريبية التي تستهدف السلم والأمن الدوليين ومفاقمة المعاناة الإنسانية للشعب اليمني.
ودعا مجلس الدفاع الوطني المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته إزاء هذا التصعيد الخطير الذي تبنته الميليشيات الحوثية وداعميها باستهداف الأعيان المدنية والمنشآت الاقتصادية في جريمة حرب متعمدة تستلزم العقاب الحازم بتصنيف تلك المليشيات جماعة إرهابية دولية واتخاذ كافة الإجراءات المترتبة على ذلك.
في سياق متصل، أقر مجلس الدفاع الوطني، وهو أعلى سلطة عسكرية وأمنية في الحكومة اليمنية الشرعية، تصنيف جماعة الحوثيين منظمة إرهابية.
وأصدر مجلس الدفاع الوطني، السبت، القرار رقم 1 لسنة 2022 بتصنيف ميليشيات الحوثي الانقلابية "منظمة إرهابية" وفقاً لقانون الجرائم والعقوبات، والاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، والاتفاقيات والمعاهدات الدولية والإقليمية المصادق عليها من قبل الجمهورية اليمنية.
ووجه مجلس الدفاع الوطني الجهات ذات العلاقة باستكمال الإجراءات اللازمة لتنفيذ القرار. كما حذر الكيانات والأفراد الذين يقدمون الدعم والمساعدة أو التسهيلات أو أي شكل من أشكال التعاون والتعامل مع هذه الجماعة الإرهابية، بأنه سيتم اتخاذ إجراءات وعقوبات صارمة تجاههم.
وام: البرلمان العربي يُدين استهداف الحوثيين ميناء الضبة في اليمن
أدان البرلمان العربي، اليوم استهداف ميليشيا الحوثي الإرهابية ميناء الضبة في حضرموت بطائرتين مسيرتين، محذرا من خطورة وتداعيات هذه الهجمات الإرهابية على الاستقرار والأمن في المنطقة.
وجدد البرلمان العربي - في بيان أصدره اليوم - التأكيد على تضامنه الكامل مع الحكومة الشرعية في اليمن في كل ما تقوم به من إجراءات للتصدي لهذه الميليشيات الإرهابية، مشددا رفضه الكامل للتصعيد الذي تنتهجه جماعة الحوثي وإصرارها على إفشال جهود تجديد الهدنة.
وطالب البرلمان العربي، المجتمع الدولي بتحمل مسئولياته والتحرك الفوري للتصدي لمثل هذه الأفعال الإجرامية التي تؤثر سلبا على أسواق النفط العالمية، والضغط على ميليشيا الحوثي للانصياع إلى الإرادة الدولية لتجديد الهدنة، تمهيداً للتوصل لوقف دائم لإطلاق النار للتخفيف من معاناة الشعب اليمني.
الخليج: اليمن في منعطف خطِر
باعتدائها الإرهابي على ميناء الضبة بمحافظة حضرموت، شرقي اليمن، سلكت ميليشيات الحوثي منعطفاً خطِراً في سياسة الابتزاز، التي تتبعها في التعاطي مع تطورات الأزمة في اليمن، خاصة مع انتهاء الهدنة الأممية في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول، والجهود الأممية والدولية لتجديدها وتوسيعها، فقابلت بذلك نهج السلام لدى الحكومة اليمنية الشرعية بالتمادي في تهديداتها العبثية.
ولا يعتبر هذا السلوك مستغرباً من ميليشيات الحوثي، باعتبارها جماعة عنف، دأبت عليه منذ أن قاتلت الدولة في اليمن خلال حروبها المتتالية الستة، بين عامي 2004، وحتى 2010، قبل أن تنقلب على السلطات الشرعية، في سبتمبر/ أيلول 2014، وتُدخل البلاد في حرب طويلة مستمرة منذ ثمانية أعوام، وأوقعتها في كارثة إنسانية غير مسبوقة، والأكبر على مستوى العالم.
واقعة هجوم الحوثيين على ميناء «الضبة» النفطي، وهي الأولى من نوعها، منذ بداية الصراع، مؤشر خطِر وتجاوز للخطوط الحمراء، حسب الحكومة اليمنية، ويمكن أن تكون فاتحة لتطورات كارثية، تدخل اليمن والإقليم بتداعيات غير مسبوقة، وتعقّد من إمكانية التوصل الى حل للأزمة اليمنية، «وتدل دلالة قاطعة عل أن الهدنة والسلام مع ميليشيات الحوثي بعيدا المنال»، كما جاء في بيان مجلس النواب اليمني، عقب الهجوم.
ظل خطر ميليشيات الحوثي يتنامى في كل منعطفات الأزمة اليمنية، بل وفي كل جهد يتحقق نحو حلحلتها، ولا أدل على ذلك من مواقفها وخطواتها الميدانية وتصريحات قياداتها، خلال فترة الهدنة، في الستة الأشهر الماضية، دون أن تلتزم من جانبها بتنفيذ أي من بنود الهدنة، رغم التنازلات الواضحة من قبل الحكومة الشرعية والتحالف، بل إنها استفادت من إدخال المشتقات النفطية الى مناطق سيطرتها وجيرت عائداتها المالية لحساب ما تسميه المجهود الحربي، وهو ما تمثل في عروضها العسكرية واستمرار حشودها في جبهات القتال.
اللافت أن الهدنة في اليمن مستمرة عملياً، رغم عدم تجديدها، فسفن الوقود تدخل الى ميناء الحديدة، ورحلات الطيران مستمرة في مطار صنعاء الدولي المفتوح، فيما تضرب الميليشيات بعرض الحائط مطالبات الحكومة اليمنية والدول المعنية والأمم المتحدة، بفتح طرق تعز، وهو المطلب الأبرز إنسانياً في بنود الهدنة، ويكاد يكون المطلب الوحيد للحكومة.
حتى اللحظة لا تبدو واضحة الكيفية التي ستواجه بها الحكومة اليمنية هذا التطور الإرهابي الخطِر، كما أن هذه الواقعة تضع الموقف الأممي والدول المعنية بالأزمة اليمنية في حالة من الارتباك والحرج، وهي التي، وحتى يوم من الهجوم على ميناء الضبة، كانت مستمرة في جهودها لتجديد الهدنة، وضغوطها الواضحة على الحكومة اليمنية للقبول بمقترح بنود التجديد، والتي وافقت عليها الحكومة فعلياً.