موت وتعذيب.. الموت يطوّق سجون حماس
في استمرار لسياسة الكذب والتضليل التي تتبعها حركة حماس في قطاع غزة، دعت
الحركة أجهزة أمن السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية إلى الإفراج الفوري عن المعتقلين
السياسيين في سجونها، تجاوباً مع "قيمنا الوطنية، وامتثالاً للقانون وحماية حقوق
الإنسان الفلسطيني".
هذه الدعوة اليتي تحاول أنت تظهر بها حماس بمظهر المدافع عن الفلسطنيين
وكذلك رفضها للاعتقالات والسجن، تمارس الحركة ابشع الانتهاكات بحق أبناء قطاع غزة،
في سجون حماس التي لا يعرف أحدا ما يدور داخلها.
وقبيل أيام توفي متقاعد عسكري من قوات الأمن الوطني الفلسطيني ناصر أبو عبيد
(52 عاما)، داخل أحد سجون أجهزة "حماس"، في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
أبو سمرة كان موقوفا لدى أجهزة "حماس" منذ 7 سبتمبر الماضي، تحت حجج
واهية.
وذكرت وكالة "وفا" الحكومية، أن عشرات الفلسطينيين لقوا حتفهم في
سجون "حماس" في غزة خلال السنوات الماضية، غالبيتهم بفعل التعذيب.
وأعربت عدد من الفصائل الفلسطينية والحقوقية، عن قلقها إزاء وفاة عدد من الفلسطينيين
في سجون حركة "حماس" داخل قطاع غزة، التي تسيطر عليها الحركة منذ عام
2007.
أيضا توفي موقوف بظروف غامضة في احد
سجون حماس بقطاع غزة.
وأوضحت مصادر اعلامية فلسطينية أن أحد الموقوفين من عائلة العباسي البالغ من
العمر 19 عاماً، توفي في سجن أصداء المركزي، حيثُ وصل إلى المستشفى جثة هامدة.
وفي تصريح صدر عن داخلية حماس، أعلنت عن وفاة النزيل (ف، ع) 19 عاماً من مركز
إصلاح وتأهيل خانيونس المركزي، في مستشفى ناصر إثر شنق نفسه، حيث تم نقله على الفور
إلى المستشفى ثم فارق الحياة.
كذلك اعتقلت قوات الأمن التابعة لحماس السيدية يسرا فيصل الكيلاني المحتجزة
بأحد سجون حماس، ومنذ أكثر أيام ولكن لايعرف مصيرها حتى الأن.
وفي يونيو الماضي، كشفت عائلة الحسنات، في بيانًا لها بعض التفاصيل الجديد عن
إبنها نواف علي محمد الحسنات داخل مركز أنصار
العسكري، مطالبة بالتحقيق الفوري والعاجلة
في وفاته داخل سجون حماس.
أيضا حماس اعتقلت فنان الكاريكاتير
الفلسطيني هاني رمضان، الذي يعتمد على توجيه الإنتقاد السياسي من خلال تسجيلات فنية
تعبيرية، وسط تحذيرات حقوقية أن حياته في خطرة.
وفي يوليو 2021 توفي شادي نوفل (41) عاما داخل سجن حماس، حيث كان يعاني من أمراض
مزمنة، وأجريت له عملية قلب مفتوح قبل عدة أشهر، وأنه موقوف لدى الشرطة منذ 9 مارس
2020 .
واستنكرت حركة فتح حالة الصمت على وفاة الموقوف في سجون حماس شادي نوفل فجر
يوم الثلاثاء، وقالت "إن هذا الصمت يعبر عن مدى حالة ازدواجية المعايير التي تمارسها
منظمات المجتمع المدني وحقوق الانسان والفصائل المختلفة."
أيضا قتل عصام السعافين داخل سجون حماس في فبراير 2020، وسط مطالب بالتحقيق
فيما حدث له، ومحاسبة لكل متسبب في مقتله، ومنحه كامل حقوقه التي تفرضها مثل تلك الحالات،
والحقوق لا تسقط بالتقادم.
وذكر موقع "آمد للاعلام" عن وجود أكثر 53 معتقلاً سياسيا داخل
سجون حماس غالبيتهم من حركة فتح.
وفي وقت سابق طالبت مفوضية الإعلام في حركة فتح بالمحافظات الجنوبية، بالإفراج
الفوري عن كوادرها وعناصرها المعتقلين السياسيين في سجون حماس في قطاع غزة.
كما نشرت وكالة “أسوشيتد برس” تقريراً كشفت فيه عن انتهاكات تعرض لها ناشط داخل
معتقلات “حماس” الفلسطينية.
ووفقاً للتقرير، فإنّه “بعد أشهر من التعذيب والاستجواب في سجن حماس في غزة،
قال الناشط الفلسطيني رامي أمان إنه تلقى عرضاً غير تقليدي، وهو أن يطلق زوجته مقابل
الحصول على حريته”.
وأضاف التقرير أن "أمان" وقع مؤخراً عقد زواج مع ابنة أحد مسؤولي
حماس، مشيراً إلى أنه “استسلم في النهاية للضغوط والإنصياع لشروط حماس”، كاشفاً أن
“زوجته التي وصفها بأنها حب حياته، قد جرى إخراجها من قطاع غزة، وقد لا يراها مرة ثانية”.
كذلك، برزت شهادة
ثانية سابقة لصحافي وناشط يدعى "س.ق"، إذ سرد الأخير تفاصيل عمليات تعذيبه
داخل زنازين جهاز الأمن الداخلي لحركة حماس أثناء اعتقاله من منزله في غزة خلال العام
2009. ومنذ ذلك الحين، والرجل يعاني من مشكلات نفسية وجسدية، الأمر الذي دفعه إلى ترك
منطقته خوفاً من وحشية "حماس".
وفي تصريحات له،
يقول "س.ق" أنّه مكث فترة 26 يوماً في زنازين يطلق عليها اسم "الباص
رقم واحد"، موضحاً أنه تعرض لأبشع أساليب التعذيب، إذ كان يتم ضربه وصعقه بالكهرباء
بكل وحشية، عوضاً عن الإهانات والتعليق بالحبال على الحائط.
ويلفت "س.ق"
إلى أنه لم يكن يتوقع إطلاق سراحه وخروجه من السجن إلى الحياة مرة أخرى، إذ جرى يتم
إيهامه في كل مرة بأنه سيقتل الآن من خلال جولات التعذيب الوحشية التي مورست دون وقت
محدد خلال الليل وفي الصباح وفي ساعات الظهر.
وعبرت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، عن إدانتها وقلقها الشديدين لوفاة
الموقوف لدى الشرطة العسكرية بغزة ناصر أبوعبيد، وهو متقاعد عسكري.
وطالبت الجبهة في بيان بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة للبحث في أسباب وفاة الموقوف
لدى الشرطة العسكرية بغزة وإعلان نتائجها للرأي العام ومحاسبة المسؤولين.
كما طالب حزب الشعب الفلسطيني بتشكيل لجنة تحقيق محايدة من مؤسسات حقوق الانسان
للوقوف على ظروف وملابسات الوفاة، والتحقق من ظروف احتجاز الناصر أبوعبيد.
من جهتها طالبت مؤسسة "الضمير" لحقوق الإنسان بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة
للتحقيق الجدي في ظروف وملابسات الوفاة في أحد سجون أجهزة "حماس"، في مدينة
دير البلح، وسط قطاع غزة.
وأكدت أن كل وفاة تحدث داخل مراكز التوقيف هي وفاة محل اشتباه، وتقتضي فتح تحقيق
جنائي، للبحث والتحقيق في مدى مراعاة الإجراءات القانونية التي يعيشها النزلاء، والظروف
الصحية والمعيشية داخل مراكز الاصلاح والتأهيل، التي توجب تطبيق الحقوق والاجراءات
المقررة في مراكز الإصلاح والتأهيل الفلسطيني رقم 6 لسنة 1998 والمعايير الدولية الخاصة
بحقوق النزلاء والمحتجزين.
وكتب بسام طويل، الباحث لدى موقع غيتستون أن السعافين كان عضواً في حركة فتح،
وعمل سابقاً ضابط شرطة في قوات السلطة الفلسطينية الأمنية قبل استيلاء حماس على القطاع
في 2007، واعتقل في 27 يناير2020 ، على يد مسلحين مقنعين في أحد شوارع مخيم البريج
للاجئين، بسبب علاقته بفتح على ما يبدو.
ويلفت الكاتب إلى أن حماس تعتقل أعضاء في فتح في قطاع غزة بسبب أنشطتهم السياسية
وانتقاداتهم لقادتها وسياساتها. وعلى نفس المنوال، تعتقل السلطة الفلسطينية التي تسيطر
عليها فتح في الضفة الغربية فلسطينيين في الضفة بسبب ارتباطاتهم بحماس. ويقول فلسطينيون
إن قمع الفريقين "اعتقالات بدوافع سياسية".
ويقول الكاتب الفلسطيني عمران الخطيب إن خلال 15عاما تم اعتقال مئات الأشخاص من مختلف الاتجاهات
السياسية والفكرية ومن الفصائل الفلسطينية والشخصيات الوطنية المستقلة، إضافة إلى إستدعاء
أي مواطن او مواطنة للأستدعاء الأمني من قبل الأجهزة الأمنية لحركة حماس الأمن الداخلي
أو الأمن المرتبط في جهاز كتائب القسام.
وأضاف "الخطيب": وسؤال الذي يفرض نفسه لماذا لم تتمكن حماس من إكتشاف
العملاء داخل الأجهزة الأمنية لحركة حماس والذين تمكنوا من الهروب عند الإحتلال الإسرائيلي.
وتابع انه قطاع غزة تحت حكم حماس شهدت مئات حالات الانتحار بين المواطنين ومن
مختلف الأعمار وخاصة فئات الشباب والشابات، إضافة إلى الهجرة إلى أقصى بقاع الأرض هروب
من جحيم وحكم حماس مئات حالات الوفاة خلال محاولات الهجرة إلى دول العالم عبر البحار،
هربوا من جحيم حماس.