هجوم شيراز وتصعيد قمع الاحتجاجات في إيران

الخميس 27/أكتوبر/2022 - 12:54 م
طباعة هجوم شيراز وتصعيد حسام الحداد
 
زادت حدة الاحتقان في الشارع الإيراني بين قوات الأمن والمحتجين خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية  لزيادة  وتيرة العنف الذي يمارس ضد المحتجين بعد وقوع الهجوم الذي استهدف زوار ضريح شيعي في مدينة شيراز  أمس الأربعاء  وأدى إلى مقتل  15 على الأقل، بينما اشتبكت قوات الأمن في أماكن أخرى مع محتجين يحيون ذكرى مرور 40 يوما على مقتل مهسا أميني.
وأوردت التقارير المبكرة عن الهجوم روايات مختلفة، فقد قال قائد الشرطة المحلية إنه تم اعتقال مهاجم واحد، بينما أفادت وكالات أنباء أن ثلاثة أشخاص متورطون.
ويسعى المسؤولون في إيران لاتخاذ الهجمات المسلحة الأخيرة  ذريعة لتشديد القمع ضد المحتجين السلميين فيما يبدو انه تطويع لنظرية المؤامرة لإدانة المتظاهرين وربطهم بمصالح دولة غربية.
واعتبر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الخميس أن "أعمال الشغب" تمهّد الأرضية لوقوع هجمات "إرهابية" كالتي استهدفت الأربعاء مرقدا دينيا في مدينة شيراز ، وأتى في خضم احتجاجات تشهدها البلاد منذ أسابيع في أعقاب وفاة مهسا أميني.
وقال رئيسي في خطاب متلفز خلال زيارته محافظة زنجان "نيّة العدو هي إعاقة تقدم البلاد ومن ثم أعمال الشغب هذه تمهّد الطريق أمام أعمال إرهابية  لذا يأتون الى مرقد شاه جراغ ويطلقون النار على الأبرياء الذين كانوا يقومون بعبادة الله، ومن ثم يتبنى داعش المسؤولية"، وذلك في معرض حديثه عن الهجوم الذي راح ضحيته 15 شخصا وتبناه تنظيم الدولة الإسلامية.
بدوره قال وزير الخارجية الإيراني الخميس إن إيران لن تدع هجوما على ضريح شيعي أودى بحياة 15 شخصا يمر دون رد، مضيفا أن الهجوم يهدف إلى زعزعة استقرار البلاد.
وسيزيد الهجوم، الذي أعلن تنظيم "داعش" المتشدد مسؤوليته عنه، الضغط على الحكومة التي تواجه مظاهرات متواصلة واسعة النطاق منذ وفاة مهسا أميني، الكردية البالغة من العمر 22 عاما، في حجز الشرطة في 16 سبتمبر.
وقال مسؤولون إيرانيون إنهم اعتقلوا مسلحا نفذ الهجوم على مرقد شاه جراغ في مدينة شيراز. وألقت وسائل إعلام حكومية باللوم على "إرهابيين تكفيريين"، وهو وصف تستخدمه طهران للإشارة إلى مسلحين متشددين من السنة مثل تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان في بيان نقلته وسائل الإعلام الحكومية "بالتأكيد لن نسمح للإرهابيين والمتطفلين الأجانب الذين يدعون الدفاع عن حقوق الإنسان بالعبث بالأمن القومي لإيران ومصالحها.
وأضاف "هذه الجريمة جعلت النوايا الآثمة لمروّجي الإرهاب والعنف في إيران واضحة جلية. هناك معلومات موثوقة بأن الأعداء وضعوا مشروعا متعدد المستويات لزعزعة أمن إيران".
وأعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن هجمات سابقة في إيران، من بينها هجومان في 2017 استهدفا البرلمان وضريح مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله روح الله الخميني.
لكن الهجوم الاخير يثير كثيرا من التساؤلات بشان الهدف منه خاصة وانه يصب في النهاية في مصلحة النظام الإيراني الذي يواجه احتجاجات غير مسبوقة فيما لا يستبعد مراقبون تورط المخابرات الإيرانية في تنفيذ تلك الهجمات لتبرير القمع ضد المحتجين السلميين.
وجاء مقتل الزوار الشيعة في يوم اشتبكت فيه قوات الأمن مع متظاهرين بعد مرور 40 يوما على وفاة مهسا أميني، وهي امرأة كردية تبلغ من العمر 22 عاما، في حجز الشرطة.
وأصبحت المظاهرات أحد أجرأ التحديات التي تواجه القيادة الدينية منذ ثورة 1979، حيث جذبت الكثير من الإيرانيين إلى الشوارع، وهتف البعض داعين إلى إسقاط الجمهورية الإسلامية وموت المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.
وقالت جماعة هنجاو الحقوقية إن شابين قتلا برصاص الشرطة خلال احتجاجات في سنندج عاصمة إقليم كردستان، ومدينة مهاباد بشمال غرب البلاد خلال مظاهرات في أنحاء إيران يوم الأربعاء. 
ولم تعلن السلطات، التي اتهمت الولايات المتحدة ودولا غربية أخرى بإثارة ما تسميه "أعمال شغب"، عن عدد قتلى الاحتجاجات، لكن وسائل الإعلام الرسمية قالت إن نحو 30 من أفراد قوات الأمن قتلوا.
وقالت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان في منشور إن 252 متظاهرا على الأقل قتلوا في الاضطرابات، بينهم 36 قاصرا.
وأضافت أن 30 من أفراد قوات الأمن قتلوا واعتقل أكثر من 13800 شخص حتى يوم الأربعاء في احتجاجات في 122 مدينة وبلدة ونحو 109 جامعات.

شارك