داعش أم النظام الإيراني.. دلالات تفجير شيراز ؟
قتل 15 شخصًا على الأقل قتلوا في إطلاق النار وإصابة 20 بجروح في هجوم على ضريح شاه جراغ في مدينة شيراز جنوب إيران، كان المهاجمون مسلحين ببنادق كلاشينكوف، والذي تبناه تنظيم داعش، في الهجوم الثالث منذ هجوم على البرلمان الايراني في 2017.
وذكرت وسائل اعلام ايرانية انه إلقاء القبض على ثلاثة مسلحين. لكن بعض المصادر أفادت بأنه تم القبض على شخصين وهرب شخص آخر.
ووقعت هذه الحادثة في وقت كان دخول جميع أماكن الحج والمزارات في إيران ، وخاصة تلك المهمة والشعبية ليس واضحا كيف اجتاز المهاجمون التفتيش المادي بالكلاشينكوف!
واستناداً إلى تجربة وسجلات الايرانية في القيام بأعمال مماثلة ونسبها إلى جماعات معارضة ، فقد واجه هذا العمل أيضاً رد فعل الناس والناشطين السياسيين. يقولون إن مثل هذه العملية تنفذ من قبل السلطات الايرانية في خضم الاحتجاجات الشعبية وتتزامن العملية مع تظاهرات اليون الـ40 على مقتل الفتاة الكردية مهسا أميني على يد شرطة الارشاد الدينية في طهران.
وغرد الناشط السياسي الايراني مسعود كاظمي ، قائلا حددت السلطات الايرانية مرتكب الهجوم بانه عمل ارهابي، قائلا : "تعرض وجود ايران للخطر وازدادت تصرفات الحكومة الوهمية والمؤذية. النظام الايراني لا يتجنب أي جريمة من أجل البقاء. أول متروبول ( انهيار مبنى في عبادان الأحوازية) والآن شاهشيراغ شيراز ".
كذلك أشار الضابط السابق في الشرطة الايرانية فاريبورز كرميزاند، في تغريدة على تويتر ، إلى أن هذا العمل الإرهابي مرتبط بحيلة النظام الايراني لـ "إنشاء مراكز إخبارية جديدة" و "عمليات حرب نفسية".
بناءً على المؤشرات السابقة هناك أساليب مختلفة للعمليات النفسية لقمع الاحتجاجات عبر "درع التهديد الامني وصناعة الكارثة" بما تخدم سياسات النظام، وهو ما تكشف تصريحات الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي، قائلا إن أعمال الشغب ( الاحتجاجات في الشوراع الايرانية) في البلاد "تمهّد الأرضية لوقوع هجمات إرهابية، كالتي استهدفت المرقد الديني شاه شراغ في شيراز"، مشيراً إلى أنّ الحادثة جاءت في خضمّ احتجاجات تشهدها البلاد منذ أسابيع في أعقاب وفاة مهسا أميني، في سبتمبر الماضي.
ويرى المراقبون أن سياسات النظام الإيراني تذهب الى صناعة كارثة بالتضحية بالأشخاص كما حدث في عملية تفجير ضريح الإمام علي الرضا الإمام الشيعي الثامن في مشهد في 20 يونيو 1994 التي قتل فيها عشرات الأشخاص و الجرحى يقال أن النظام نفسه ارتكبها.
واعتبر المراقبون أن النظام الإيراني سوف يذهب الى الاستثمار لأكبر قدر ممكن في عملية شيراز من أجل فرض قبضته الامنية على البلاد، وقمع الاحتجاجات في الشارع الإيراني، بما يتيح له استعادة الأوضاع التي تسير نحو الأسوأ وهو ما كشفته تظاهرات الأربعاء في أكثر من 35 مدينة إيرانية.
لكن مراقبون يحذرون من أن حيلة "شيراز" قد تنقلب على النظام الايراني وتأجج مزيدا من التظاهرات أو عسكرة "الثورة".
التفجيرات أيضا قد تشير الى عملية صراع سلطة داخل النظام وهو ما يعني أن الأمور قد تنفلت من أيدي القائم على الأوضاع الأمنية.
كذلك الأوضاع تكشف عن اختراق أمني داخل ايران، مع نجاح الموساد الاسرائيلي في سرقة وثائق الأرشيف النووي الإيراني من قلب العاصمة طهران واغتيال العديد من المسؤولين في النظام الإيراني والملف النووي.
ونفّذ تنظيم داعش هجمات خطيرة في إيران من قبل، وكان هجوم الأربعاء الأكثر دموية منذ فبراير 2019، عندما قتل 27 من أعضاء الحرس الثوري، في هجوم في جنوب شرق البلاد.
وأعلن التنظيم مسؤوليته عن أول هجوم له في إيران عام 2017 عندما هاجم مسلحون وانتحاريون مقر البرلمان في طهران وضريح آية الله روح الله الخميني مؤسس النظام، مما أسفر عن مقتل 17 شخصا وإصابة العشرات.