الإرهاب الحوثي يحصد أرواح الأبرياء... المليشيات لوثت 11 محافظة يمنية بالألغام
السبت 05/نوفمبر/2022 - 12:50 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
لا تزال الألغام الحوثية تشكل الخطر الأكبر على اليمنيين، إذ تحصد وبشكل يومي المزيد من الضحايا والأبرياء، وفي هذا السياق قالت الأمم المتحدة، الخميس، إن 343 مدنياً لاقوا حتفهم أو أصيبوا بسبب ألغام وذخائر لم تنفجر من مخلفات الحرب في عدد من محافظات اليمن خلال ستة أشهر من الهدنة الإنسانية التي رعتها المنظمة الدولية.
ودأبت ميليشيا الحوثي على زراعة الألغام الأرضية بصورة عشوائية في مناطق مدنية، فيما تؤكد الحكومة اليمنية أنها بحاجة إلى 48 مليون دولار لتمويل عملية نزع الألغام التي زرعها الحوثيون منذ بداية الحرب.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية باليمن في بيان، على تويتر: "الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة تسببت في مقتل وإصابة 343 مدنياً خلال الفترة بين أبريل وسبتمبر 2022، بواقع 95 قتيلاً و248 جريحاً".
وأضاف أن "هذه الألغام والذخائر غير المنفجرة تواصل إلحاق خسائر فادحة بالمدنيين في اليمن، لاسيما الأطفال والنساء، ولا تزال تشكل الخطر الأكبر الذي يواجه المدنيين هناك"، دون مبالاة من الميليشيات الإرهابية.
وكان مدير عام المشروع السعودي لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام (مسام) المهندس أسامة يوسف القصيبي، أكد أن نزع الألغام في اليمن، ليست عمليات نزع بالمعنى التقليدي، إنما الفرق الهندسية وكل الجهات المختصة تواجه حرب ألغام وعبوات ناسفة يتم التعامل معها بتقنيات حديثة وبتدريب مستمر وذلك في 11 محافظة يمنية، مؤكداً أن الجمهورية اليمينة، تعدّ من أكثر دول العالم زراعة للألغام منذ الحرب العالمية الثانية، لافتاً أن الميليشيا الحوثية الإرهابية مستمرة في زراعة الألغام وخاصة في المناطق الآهلة بالسكان.
وأكد في تصريح نشره موقع "سبتمبر نت"، أن ميليشيا الحوثي تزرع الألغام بشكل عشوائي، ولم تقم بتسليم أية خرائط للألغام التي زرعتها على نطاق واسع في الداخل اليمني، مؤكداً أن الفرق التي تعمل على نزع الألغام، ليس لديها أي خرائط للمناطق الملغومة حتى هذه اللحظة.
ولفت أن مسام يعمل بناءً على معلومات يتم الحصول عليها من خلال فرق مسح ميدانية، وهي فرق مختصة بعملية جمع المعلومات من المجتمع المحلي، وأيضاً من خلال البلاغات التي تفيد بوجود حوادث انفجارات في بعض المناطق، وكذلك مسح المناطق الملغومة ورفعها إلى فرق التطهير لنزول الفرق الميدانية ومن ثم البدء في عملية النزع والتأمين.
وعن مقدار الألغام التي تمكن مسام من نزعها، قال المهندس القصيبي، إن المشروع تمكن منذ منتصف يونيو 2018، حتى اليوم، بنزع 368,351 لغماً وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة، موضحاً أن فرق المشروع نزعت 222,041 ذخيرة غير متفجرة و7,536 عبوة ناسفة و133,094 لغماً مضاداً للدبابات و5,680 لغماً مضاداً للأفراد.
وأفاد أن المليشيا لوثت 11 محافظة يمنية، بالألغام وهي صنعاء، الجوف، شبوة، مأرب، الحديدة، تعز، عدن، البيضاء، صعدة، الضالع، لحج، ومؤكداً أن تعز هي أكثر المحافظات زراعة للألغام، حيث لوثت المليشيا بالألغام والعبوات الناسفة 18 مديرية في محافظة تعز من أصل 23 مديرية.
وقال إن المشروع تمكن في هذه المحافظة من نزع 90 ألف لغم، وعبوة ناسفة، وذلك من مديريات ذوباب، والمخأ والوازعية، وموزع، مضيفاً أن الحديدة تأتي في المرتبة الثانية من حيث كثافة الألغام وعدد الإصابات، وأن محافظات الجوف وشبوة ومأرب تأتي في المرتبة الثالثة، وقد استهدفت المليشيا زراعة الألغام في كل المناطق الحيوية التي ترتبط مباشرة بحياة المدنيين ومصادر سُبل العيش في هذه المحافظات.
وأضاف أن الفرق الهندسية، في تلك المحافظات تبذل جهوداً مضاعفة، حيث تمكنت من تحقيق إنجازات كبيرة، بل إن هناك مناطق في محافظتي شبوة والجوف يتم العمل على تأمينها للمرة الثالثة على التوالي، مبيناً أنه منذ منتصف 2018، تم نزع وتفكيك أكثر من 150 ألف لغم وعبوة ناسفة، من محافظات مأرب وشبوة والجوف.
كما تطرّق إلى كمية الألغام التي زرعتها المليشيا المدعومة من إيران، بأنها بكميات كبيرة، وفقاً للمؤشرات الميدانية، فخطر الألغام يهدد المدنيين، داعياً السكان في جميع المحافظات المزروعة بالألغام إلى الالتزام بتعليمات الفرق الهندسية وعدم التهاون مع الإرشادات التحذيرية والتوقف عن دخول أي مناطق لم تصل لها فرق نزع الألغام.