البحرين.. بابا الفاتيكان يدعو إلى تكريس مفاهيم الأخوّة بين البشر
دعا بابا
الفاتيكان فرنسيس في الكلمة التي ألقاها بالقداس الذي أقيم بملعب البحرين الوطني إلى
تكريس مفاهيم الأخوة بين البشر.
إحتشد حوالي 30 ألف شخص، اليوم السبت، في استاد البحرين الوطني،
حضروا بحماسة منذ ساعات الصباح الأولى للمشاركة في قداس يترأسه البابا فرنسيس، في ثالث
يوم من زيارته الى المملكة.
وتوزع المشاركون في القداس على مقاعد ملعب البحرين الوطني، المنشأة الرياضية
الأكبر في المملكة والواقعة في منطقة الرفاع.
ألقى البابا
فرنسيس عظة خلال ترؤسه القداس الإلهي سلط الضوء فيها على قوة محبة المسيح لافتًا إلى
أن المسيح يعطينا القدرة نفسها، القدرة على المحبة، أن نحب باسمه، وأن نحب كما أحبّنا،
بدون شرط، ليس فقط عندما تسير الأمور على ما يرام ونشعر بالحب، إنما دائما، ليس فقط
تجاه أصدقائنا والقريبين منا، بل تجاه الجميع، حتى أعدائنا.
وشدد بابا
الفاتيكان على أن نحب دائما ونحب الجميع، وقال إن كلام يسوع (راجع متى ٥، ٣٨-٤٨) يدعونا
اليوم إلى أن نحب دائمًا، أي أن نبقى دائمًا في محبته، وننميها ونعيشها، وأشار إلى
أن نظرة يسوع عملية؛ فهو لا يقول إن ذلك سيكون سهلًا ولا يقترح محبة عاطفية ورومانسية،
بل هو واقعي، يتكلّم بصراحة عن "الأشرار" و "الأعداء" (متى٥،
٣٨. ٤٣). إنه يعلم أن هناك داخل علاقاتنا صراع يومي بين المحبة والكراهية؛ وأنه حتى
في داخلنا، كل يوم، هناك صدام بين النور والظلام، بين مقاصد ورغبات كثيرة في الخير
وذاك الضعف الذي يتغلّب علينا مرارًا ويجرّنا إلى أعمال الشر. وهو يعلم أيضًا أننا
نختبر، وعلى الرغم من الجهود السخية التي نبذلها، بأننا لا نتلقى دائمًا الخير الذي
نتوقعه بل نتعرّض أحيانًا للأذى بشكل غير مفهوم. وهو يتألم عندما يرى في أيامنا هذه،
في أنحاء كثيرة من العالم، ممارسات للسلطة يغذيها القمع والعنف، وتسعى إلى زيادة مساحتها
بتقييد مساحة الآخرين وفرض سيطرتها والحد من الحريات الأساسية، وقهر الضعفاء. لذلك
- قال يسوع – توجد صراعات ومظالم وعداوات.
والقداس
السبت هو ثاني محطة يلتقي فيها البابا فرنسيس المسيحيين الكاثوليك، بعد محطة أولى مساء
الجمعة في كاتدرائية سيدة العرب، الكنيسة الكاثوليكية الأكبر في الخليج، التي دخلها
على وقع التصفيق والدموع.
وأقامت البحرين البالغ تعداد سكانها 1.4 مليون نسمة، علاقات دبلوماسية
مع الفاتيكان في العام 2000، علما أن نحو ثمانين ألف مسيحي كاثوليكي يقطنها، هم عمال
بشكل أساسي.