بعد التضييق عليهم في فرنسا وألمانيا.. الإخوان يتوجهون إلى رومانيا
الأحد 06/نوفمبر/2022 - 12:10 م
طباعة
حسام الحداد
بعد ان اتخذت عدد من الدول الأوروبية اجراءات صارمة واستثنائية ضد الوجود الإخواني على أراضيها مثل فرنسا وألمانيا، اتجهت الجماعة إلى دول وسط وشرق أوروبا؛ مثل رومانيا وبلغاريا وأوكرانيا، لمحاولات اختراق مجتمعاتهم على الرغم من افتقار الجماعة في البداية إلى قاعدة تقليدية ناطقة باللغة العربية. يعد التدفق المتزايد للاجئين والمهاجرين من سوريا والعراق، والتوجه الديني المتزايد للمنظمات القومية التركية النشطة في المنطقة، فرصة لجماعة الإخوان المسلمين للعثور على مكان في هذه البلدان، بالنظر إلى الإجراءات غير المسبوقة التي تواجهها في معاقلها التقليدية في الاتحاد الأوروبي.
حول هذا الموضوع قام مركز دراسات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في تقرير له، بتسليط الضوء على تحركات الإخوان المسلمين في رومانيا، على الرغم من أنها كانت "خجولة" حتى الآن، إلا أن وضعها تحت المجهر قد يساهم في توضيح تأثير المجموعة في الاتحاد الأوروبي والعالم.
وحسب المركز لا يوجد ظهور واضح لجماعة الإخوان المسلمين في رومانيا؛ ولكنْ هنالك ارتباط وثيق بين بعض المؤسسات الدعوية والتعليمية العاملة فيها والجماعة. وكما هي الحال في دول الاتحاد الأوروبي، تنكر كوادر جميع هذه المؤسسات علاقتها مع الجماعة؛ حرصاً على سرية “الدعوة”.
ومن أبرز المؤسسات المرتبطة بالجماعة مؤسسة “الجمعية الإسلامية الثقافية في رومانيا” التي تأسست بمبادرة من بعض الطلاب العرب، ويشمل نشاط الجمعية إقامة الأنشطة الثقافية والاجتماعية والإنسانية وترميم المساجد القديمة وتنظيم حملات التبرع للعائلات المسلمة. وتمتلك الجمعية فروعاً في الجامعات الرومانية الكبرى في مختلف المدن الرومانية؛ حيث تروج للإسلام بين الطلاب غير المسلمين.
يترأس الرابطة اليوم الدكتور أبو العلا نادي الغيثي، وهو يمني درس الطب في رومانيا، ويقيم فيها منذ تخرجه منذ ثلاثين عاماً. ويُعرف عن الغيثي مساهمته في دعم الإخوان المسلمين عشية انهيار سلطتهم في مصر؛ حيث أشرف شخصياً على تنظيم مظاهرات ضد الرئيس السيسي، كما أنه لعب دوراً كبيراً في دعم المعارضة السورية في رومانيا، سواء من خلال جمع التبرعات لصالح “المجاهدين” في سوريا أو دعمهم إعلامياً ومالياً.
كما يعتبر الدكتور فريز عبدالمجيد اللقطة، من أبرز الشخصيات العاملة لمصلحة الجمعية في رومانيا، وقد وصفته الناشطة السورية المقيمة في رومانيا الدكتورة حنان نورا الحايك، بأنه “الزعيم الفعلي للإخوان المسلمين في رومانيا”. وقد أسهم في دعم المعارضة السورية ومنحها نوعاً من الشرعية من خلال عقود مع مؤسسة القدس التي يديرها؛ تتمحور حول تعليم اللاجئين السوريين، كما لعب دوراً واضحاً في استبعاد وتحييد بعض المعارضين السوريين الذين اختلفوا معه في التوجه.
كما تستضيف رومانيا أسامة القرضاوي، نجل الراحل يوسف القرضاوي، مفتي الإخوان المسلمين، بصفته “سفيراً فوق العادة” لدولة قطر لدى رومانيا منذ أكتوبر 2021؛ الأمر الذي يرى فيه المراقبون محاولة لتمكين الإخوان المسلمين في دول البلقان المضطربة اقتصادياً. وقد شغل أسامة القرضاوي منصب نائب سفير قطر في القاهرة إبان حكم الإخوان المسلمين في مصر. ويقيم القرضاوي علاقات وثيقة مع قادة الإخوان المسلمين في رومانيا ودول الاتحاد الأوروبي الشرقية.
وتغير الجماعة من تكتيكاتها في التغلغل في المجتمعات المضيفة وفقاً لعوامل معينة تميز كلاً من هذه المجتمعات؛ مثل نسبة المسلمين فيها على سبيل المثال، كما تستغل ظاهرة الإسلاموفوبيا وتستخدمها في الترويج لأيديولوجيتها وتوسيع قاعدتها الشعبية تحت شعار “الدفاع عن حقوق المسلمين”.
ويحذر المراقبون من أن غياب الدور الفعال لأهم المنظمات الإسلامية في العالم العربي والإسلامي؛ مثل منظمة المؤتمر الإسلامي والأزهر الشريف، قد أفسح المجال للإخوان لممارسة نفوذ وتأثير كبيرَين في دولة أصبحت بوابة للهجرة غير الشرعية إلى أوروبا.