الحوثي يسقط جميع خيارات السلام... ويصعّد أعماله العدوانية في تعز ولحج
الأحد 06/نوفمبر/2022 - 01:26 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
وسط تصعيد حوثي عقب إفشال ميليشيا الإرهاب تمديد الهدنة الأممية أكتوبر الماضي، والتي استمرت ستة أشهر منذ بداية إبريل الماضي، استهدفت الميليشيات قرى سكنية في ريف محافظة تعز، جنوب غربي اليمن.
وبحسب مصادر محلية استهدفت ميليشيا الجوثي بقذائف المدفعية قرية "الدمينة" الواقعة أسفل نقيل مديرية الصلو الواقعة جنوب شرقي المحافظة، وهو ما أسفر عن إصابة 4 مدنيين بينهم طفل وامرأة.
كما أصيب طفل آخر برصاصة قناص حوثي في قرية "ماتع" التابعة لمنطقة الضباب في مديرية جبل حبشي غربي المدينة.
وذكر المصدر أن ميليشيا الحوثي فجرت جسراً في خط "المغنية" وقطعت الطريق الرابط بين مدينة محافظتي تعز ولحج، الذي يمر عبر مناطق الراهدة، دياش، نجدي قفيل والوزف، وربوع حدابة ثم كرش في محافظة لحج.
في المقابل، قال المركز الإعلامي لمحور تعز العسكري، أنه تمكن من قتل وجرح عدد من عناصر ميليشيا الحوثي خلال مواجهات معهم في جبهات غرب تعز.
وأضاف إن "قوات الجيش الوطني نفذت عملية إغارة على مواقع الميليشيات الانقلابية المتمركزة غرب مدينة تعز نتج عنها مقتل ثلاثة من أفراد الميليشيات واغتنام اسلحتهم الشخصية بينما عاد أفراد مجموعة الإغارة إلى مواقعهم سالمين بدون أي خسائر مادية او بشرية".
وأوضح أن قوات الجيش تصدت لعملية تسلل حوثية في الجبهة الشرقية للمدينة تمكنت خلالها من قتل وجرح عدد من افراد ميليشيا الحوثي التي حاولت تنفيذ عملية التسلل.
وأشار إلى أن الميليشيات تركت جثة أحد قتلاها في خطوط التماس ولم تتمكن من اخراجها.
وفي شمال غرب محافظة لحج أفشلت قوات الشرعية تحركات للحوثي ومحاولة استحداث مواقع لها في جبهة "حبيل حنش".
وأعلن الجيش الوطني اليمني أن دفاعاته أسقطت طائرة مسيرة تابعة للميليشيات أثناء تحليقها باتجاه مواقع عسكرية شمال غرب محافظة مأرب، شمال شرق اليمن، كما شنت الميليشيات هجمات متقطعة خلال الأيام الماضية في جبهات محافظة مأرب، دون أن تحقق أي تقدم ميداني، حيث تتصدى لها قوات الجيش الوطني اليمني.
يأتي هذا فيما أكدت مصادر سياسية يمنية، أن ميليشيات الحوثي الإرهابية، أسقطت جميع خيارات السلام، بتعنتها حول تجديد الهدنة، واعتدائها بالصواريخ والطائرات المسيرة على الموانئ النفطية وتهديدها للملاحة الدولية، وقصفها مدينة تعز.
وأوضحت المصادر، انه مع كل ذلك التصعيد، تواصل الجهود الأممية والدولية، ممثلة بالمبعوثين الأممي والأمريكي، مساعيهما للعودة إلى تمديد الهدنة وتوسيعها من خلال جولات جديدة في المنطقة، ورعايتهما مشاورات جانبية بين الأطراف اليمنية في مسقط، والأردن.
واضافت المصادر، "إن الميليشيات تتشاور في منطقة، وتواصل قتلها لليمنيين في مناطق عدة".
وكانت الأمم المتحدة اتهمت ميليشيات الحوثي، بارتكاب جرائم حرب في العديد من مناطق اليمن، منذ انتهاء الهدنة الإنسانية مطلع الشهر الماضي.
وأعرب الناطق باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، جيريمي لورانس، عن قلق المنظمة الدولية على سلامة المدنيين في اليمن، بسبب إفشال الحوثيين لتمديد الهدنة.
مشيراً إلى التحقيق في ثلاث حوادث قصف لميليشيا الحوثي استهدفت مناطق سيطرة الحكومة وأسفرت عن وقوع قتلى ومصابين. وأضاف لورانس في بيان: "مر أكثر من شهر على انتهاء الهدنة في اليمن، نحن قلقون للغاية بشأن سلامة وأمن المدنيين"، حيث وردت أنباء عن وقوع خسائر في الأرواح وإصابات ناجمة عن هجمات القناصة والقصف، فضلاً عن هجوم على مرفق مينائي عرض حياة المدنيين لخطر جسيم.
ولفت لورانس، إلى أنّه وعلى الرغم من التطورات الإيجابية، إلا أنّ إعادة فتح الطرق لإخراج سكان تعز من الحصار لم تتحقّق، معرباً عن أسفه لعدم التمكّن من تمديد الهدنة.
وكشف لورانس، عن أنّ مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، تحقّق من ثلاث حوادث قصف حوثي على الأراضي الخاضعة لسيطرة الحكومة، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، فضلاً عن التحقّق من ثلاث حوادث إطلاق نار للحوثيين أسفرت عن وقوع مصابين، وشن الحوثيون هجوماً بطائرة بدون طيار على ميناء الضبعة النفطي في محافظة حضرموت، بما عرّض المدنيين لمخاطر جسيمة.
وشدّد الناطق باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، على وجوب التزام الحوثيين الصارم بمبادئ القانون الإنساني الدولي والحفاظ على حياة المدنيين، فضلاً عن التزامات صارمة بتسهيل وصول منظمات الإغاثة الإنسانية إلى السكان المحتاجين وتسهيل وصول المدنيين إلى الخدمات الإنسانية والخدمات المنقذة للحياة.
وأوضح اورانس، أنّ الاستهداف المتعمد للمدنيين والأعيان المدنية محظور بموجب القانون الدولي ويشكل جريمة حرب، مشدّداً على ضرورة توقّف هذه الهجمات على الفور. وأكّد على أهمية التحقيق في مثل هذه الحوادث ومحاسبة المسؤولين عنها، مضيفاً: "نكرر دعوات الأمين العام للأمم المتحدة أنّ الوقت قد حان لاختيار السلام".
ومن جانبه كرر المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، دعوات الأمين العام لتمديد الهدنة والعمل نحو تسوية تفاوضية لإنهاء هذا الصراع الطويل والرهيب بشكل نهائي، وأكد أن اندلاع الحرب منذ أكثر من سبع سنوات أدى إلى إغراق اليمن في أزمة إنسانية لا مثيل لها، وجلب اتفاق الهدنة هدوءًا نسبياً وحدث انخفاض حاد في الخسائر المدنية، وزاد تدفق شحنات الوقود إلى الحديدة، وأعيد فتح مطار صنعاء بعد سنوات من إغلاق الرحلات الجوية التجارية.
ومن جانبها، جددت الحكومة اليمنية، دعوتها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثين الأممي والأمريكي ومنظمات حقوق الإنسان لإدانة جرائم وانتهاكات ميليشيات الحوثي ، والتي يدفع ثمنها المدنيون الأبرياء كل يوم، والعمل على ممارسة ضغوط حقيقية على الميليشيات لإنهاء حصار مدينة تعز، وإدراج جماعة الحوثي وقياداتها ضمن قوائم الإرهاب الدولية.