ألغام الحوثي.. إرهاب الميليشيات يواصل حصد أرواح الأبرياء في اليمن
الإثنين 07/نوفمبر/2022 - 12:29 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
لا تزال الألغام التي زرعتها ميليشيات الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، في مناطق متفرقة تشكل الخطر الأكبر على اليمنيين، وفي هذا السياق وثيق مشروع "مسام" لتطهير اليمن من الألغام، انتزاع نحو 119 لغما وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة، من مخلفات مليشيا الحوثي، في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر الجاري.
وقال بيان صادر عن "مسام" الأحد 6 نوفمبر، إن المشروع انتزع منذ بداية الشهر 286 لغما مضادا للدبابات، وستة ألغام مضادة للأفراد 816 ذخيرة غير منفجرة و11 عبوة ناسفة.
وأوضح، أن عدد الألغام التي انتزعها المشروع منذ بداية عمله حتى الآن بلغت، 371 ألف و236 لغما منها 134 ألف و108 ألغام مضادة للدبابات، وخمسة ألف و701 ألغام مضادة للأفراد.
في المقابل، وثق المرصد اليمني للألغام مقتل وإصابة 29 مدنياً جراء انفجار الألغام والعبوات المتفجرة التي خلفتها الميليشيات في عدة محافظات يمنية خلال شهر أكتوبر الماضي.
وبحسب المرصد، بلغ عدد المدنيين الذين قتلوا خلال شهر أكتوبر نحو 16 مدنياً بينهم 7 أطفال وامرأة، في حين بلغ عدد المصابين 13 مدني بينهم 6 أطفال، موضحا أن محافظة الحديدة تصدرت قائمة الحوادث والضحايا بواقع 12 حالة، في حين جاءت مأرب والجوف بواقع 4 حالات لكل محافظة، كما سجلت محافظات (تعز، صنعاء، البيضاء) بثلاث حالات عن كل محافظة.
وكانت الأمم المتحدة أعلنت الأسبوع الماضي مقتل وإصابة 343 مدنيا في اليمن، جراء انفجار الألغام خلال الفترة من أبريل وحتى نهاية سبتمبر الماضي.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية باليمن في بيان: "كانت الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة مسؤولة عن 343 ضحية مدنية، بما في ذلك 95 حالة وفاة و248 إصابة، بين أبريل وسبتمبر 2022".
وكانت عضو اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان إشراق المقطري أكدت في وقت سبق إن فترة الهدنة من أبريل إلى سبتمبر كانت أكثر فترة حدث فيها انفجار ألغام وزراعة ألغام.
وأضافت أنهم في اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان، في شهري أغسطس وسبتمبر الماضيين تمكنوا من توثيق 135 ضحية من ضحايا الألغام، بينهم 38 طفلاً أصيبوا إصابات مختلفة، بما فيها البتر و18 طفلاً قتلوا بالألغام.
ولفتت إلى أن أكثر الحالات التي تم توثيقها "هم أطفال كانوا في أوضاع تعتبر بالنسبة إليهم آمنة، أثناء جلب المياه أو تجميع الحطب في أماكن آمنة، لكن للأسف مثل هذه الأماكن أصبحت مزروعة بالألغام".
وفي اعتقاد المقطري فإن فكرة الأمان كانت حاضرة بالنسبة إلى الأطفال في أذهانهم، إلا أن الواقع كان خلاف ذلك، فالألغام منتشرة بشكل موسع في محافظة تعز والحديدة وأيضاً "هناك وقائع في محافظات البيضاء وشبوة ومأرب وحجة والجوف، لكن النسبة الأعلى في الحديدة الساحلية تليها محافظة تعز، وغالبية من تعرضوا لحوادث انفجار ألغام في مناطق كانت غالبها مناطق سكانية آمنة، إضافة إلى أنها بيئة تعتبر من المناطق المحظورة في زراعة الألغام مثل المزارع والممرات وأماكن وجود الحطب وآبار المياه والموارد التي تساعد المواطنين بخاصة المدنيين والنازحين منهم في التحرك وإكمال بقية مشوار الحياة بشكل أفضل"، مما يعني في نظرها أن هذا النوع من الجرائم أصبح ممنهجاً وليس عشوائياً "بهدف الإضرار بالضحايا لأن الألغام يعرف عنها أنها لا تحقق هدفاً عسكرياً، فهي تؤدي حتماً إلى البتر أو التشويه أو التعذيب أو موت الأرض التي توجد فيها الفرص".
ومع تراجع وتيرة العمليات العسكرية في ظل الهدنة التي رعتها الأمم المتحدة في اليمن، حصدت الألغام مئات الضحايا والجرحى والمبتورين في عدد من مناطق اليمن.
وبحسب التقارير لا يتوقف سقوط ضحايا مدنيين بصورة شبه يومية، جراء ألغام مليشيا الحوثي الإرهابية في العديد من المحافظات اليمنية، حيث تقدر التقارير أن نحو مليوني لغم متنوع زرعتها المليشيا السلالية التابعة لإيران طوال السنوات الماضية، سقط جراءها الآلاف، وأصيب آلاف آخرين المئات منهم بُترت أطرافهم.
وتواصل مليشيا الحوثي الإرهابية قصفها الممنهج والمتعمد على مناطق ومديريات المحافظات اليمنية وفي مقدمتها محافظتي تعز والحديدة، مخلفة آلاف الشهداء والجرحى معظمهم من النساء والأطفال، مع استمرارها في إطلاق الطائرات المسيّرة المفخخة لاستهداف المدن والمدنيين في عدة محافظات.
بينما تتصاعد جرائم استهداف وقتل النساء والتصفيات في مناطق سيطرة المليشيا، إضافة إلى قتل عناصر الحوثي لأقاربهم، بعد عودتهم من جبهات القتال، أو الدورات الطائفية التي تقيمها المليشيا العنصرية لأتباعها والمغرر بهم.
وانتشرت جرائم القتل في مناطق الحوثيين بشكل مخيف، نتيجة تفشي ثقافة العنف والقتل وتوسع دائرة الخطاب التحريضي والفكر العدائي الذي تقوم به المليشيا الإرهابية في مناطق سيطرتها.