بعد أن أغلقت أبواب التفاوض وأجهضت جميع جهود التهدئة والسلام خلال الفترة القليلة الماضية، أعلنت ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيًا، بدأ مرحلة جديدة من التصعيد العسكري، حيث أقدمت الميليشيا على تفجير إحدى عبارات الطريق الرابط بين تعز ولحج.

وبينت مصادر محلية، بأن ميليشيا الحوثي فجرت عبارات خط المغنية في الخط الرابط بين مدينة الراهدة وبعض قرى ومناطق مديرية القبيطة ومنها (دياش، نجد قفيل، نجد الوزف، ربوع حدابه، كرش، ولحج).

وأوضحت المصادر، بأن المواطنين عملوا بجهود مجتمعية لأكثر من عام في رص وتسهيل خط المغنية؛ للتخفيف من زحمة خط عيريم المشهور بحوادث انقلاب الناقلات فيه بشكل يومي، في ذات مديرية القبيطة.

وتحاول ميليشيا الحوثي الإرهابية قطع كل الطرق المؤدية إلى تعز من كافة الوفي تعز، أقدمت الميليشيات على قصف قرى في مديرية التعزية شرق المحافظة، ما أدى لإصابة مدني وتضرر منازل عدة في المديرية.

وفي مأرب، استهدفت ميليشيا الحوثي الإرهابية، مساء الاثنين، مدينة مأرب الآهلة بالسكان والنازحين بعدد من الصواريخ والمقذوفات، أحدها وقع في مخزن للأسلحة بالمنطقة العسكرية الثالثة، ما أدى إلى تفجر المخزن وسقوط عدد من الصواريخ المتطايرة على أحياء مدينة مأرب والمخيمات المتواجدة بها، وأفادت مصادر محلية بمقتل أربعة مدنيين بينهم رضيعة وأصيب 8 آخرون في إحصائية أولية للقصف.

ونقل موقع السلطة المحلية بمحافظة مأرب عن مصدر في عمليات مكتب الصحة، أن هيئة مستشفى مأرب العام ومستشفى الطوارئ استقبلتا جثامين أربعة قتلى جميعهم من مخيم الجفينة، كما استقبلتا 8 جرحى بينهم طفل حتى منتصف ليل الاثنين/ الثلاثاء، بعض الحالات جراحها خطيرة.

كما ذكر المصدر أسماء القتلى الذين سقطوا في القصف وهم: رحاب محمد صالح قصيله (عامان)، رموش صالح عامر قصيله (17 عاما)، شعلان صادق أحمد عامر السويدي (40 عاما)، مازن سيف الحبابي.

وفي الساحل الغربي، أفادت مصادر في القوات المشتركة، بأن الميليشيات حاولت استحداث مواقع جديدة في منطقة الجبلية ومحيط مديرية حيس، إلا أن القوات المشتركة تعاملت معها بكل حرفية قتالية ودمرتها بالكامل.

وفي عمران شمال صنعاء، نفذت الميليشيات حملة اختطافات واسعة بحق أبناء منطقة بني صريم على خلفية حادث مروري وقع في المنطقة وأدى لمصرع وإصابة 11 من عائلة وزير داخليتها الغير معترف بها المدعو عبدالكريم الحوثي.

من ناحية أخرى، أكد الموقع الرسمي للقوات الجنوبية "درع الجنوب" وفقا لمصدر عسكري، أن المليشيات الحوثية تحشد عناصرها وتستحدث عددا من المواقع والخنادق وتشق طرقات فرعية في مفرق (امشعبة) و(رأس المزمار) ومنطقة (امعليب) و(كرمه) المحاذية لمديرية جيشان، إضافة لوصول تعزيزات أخرى إلى جبهتي امحلحل وحدود عقبة ثرة وطريق طلح ظلامة كما تتمركز في بعض الجبال المرتفعة التي تطل على مديريات المنطقة الوسطى بمحافظة أبين.

وأضاف المصدر العسكري، إن تلك التحركات التي تشهدها المناطق المحاذية على المنطقة الوسطى بأبين تأتي ضمن مساعي إرباك القوات المسلحة الجنوبية في عملياتها "سهام الشرق" والتي دكت أوكار التنظيمات الإرهابية المتخادمة مع مليشيا الحوثي، مشيرا إلى أن القوات الجنوبية نجحت في المراحل الثلاث الأولى من خلال تطهير مديريات المنطقة الوسطى وصولاً إلى بعض مناطق بمديرية المحفد والتي تُعد أحد أهم معاقل التنظيم في المنطقة، وتستكمل المرحلة الرابعة والتي من ضمنها الانتشار في المديرية وتأمينها.

وأوضح  المصدر أن ميليشيا الحوثي تحشد تعزيزاتها باتجاه طريق طلح الذي يطل على مديرية مودية بالقرب المناطق والجبال المحاذية لمديرية جيشان في مشهد يؤكد التخادم الحوثي مع التنظيمات الإرهابية كنوع من تخفيف الضغط على عناصر التنظيمات الإرهابية والتي كانت تعمل خلال السنوات الماضية كخلايا نائمة لدعم التحركات الحوثية.

وأكد المصدر العسكري بأن القوات الجنوبية والمقاومة الجنوبية تضع أصابعها على الزناد للتصدي لأي محاولات لتلك الميليشيا الإرهابية، مضيفاً أن أي عمل عدائي قد ترتكبه ميليشيا الحوثي سيتم التعامل معه بكل حزم وقوة وستلقن تلك العناصر دروسا قاسية لن تنساها.

يشار إلى أن التصعيد الحوثي يأتي بعد إصدار مجلس الدفاع الوطني اليمني قرارا بتصنيف الحوثيين جماعة إرهابية؛ بعد استهداف ميناء الضبة لتصدير النفط في محافظة حضرموت شرق البلاد، وهو الاستهداف الذي لاقى تنديدا دوليا، وأدانه مجلس الأمن، خصوصا أنه جاء تنفيذا لتهديدات أطلقها قادة حوثيون خلال مشاورات الساعات الأخيرة لانتهاء الهدنة المعلنة برعاية أممية في الثاني من أكتوبر الماضي.