الإرهاب الحوثي يتمدد... "الزينبيات" تواصل مسلسل القمع والانتهاكات بحق النساء في اليمن
السبت 12/نوفمبر/2022 - 12:31 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
ضمن سلسلة الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا بحق النساء في اليمن، فرقت الميليشيات احتجاجات نفذها القسم النسائي بالسجن المركزي بصنعاء بسبب سوء التغذية وتردي الأوضاع المعيشية للسجينات وتزايد الانتهاكات التي يتعرضن لها من قبل القيادات الحوثية والسجانات.
وأوضحت مصادر أمنية، ان الميليشيا بقيادة رئيسة السجانات "كريمة المروني" التي يطلق عليها "ام الكرار" استقدمت مجموعة من "الزينبيات" - الفصيل النسائي المسلح للحوثيين - بالإضافة الى مجندات في السجن وقامن بتفريق مظاهرات للنزيلات احتجاجا على سوء المعاملة والتنكيل والانتهاكات التي يتعرضن له من قبل القيادية الحوثية "ام الكرار" وسجانات مركزي صنعاء.
وطالبت المحتجات من نزيلات السجن بأبسط الأساسيات: بتحسين الغذاء، وتوفير التدفئة والكف عن ممارسات التضييق بحقهن والزج بهن في زنازين انفرادية بشكل تعسفي، والسماح بإدخال الأكل والشرب والدواء لهن.
ونوهت المصادر أن الزينبيات ومجنداتهم بالسجن اعتدين بالهراوات والعصي الكهربائية على النزيلات عقب تفريق احتجاجاتهن.
وحملت المصادر قيادة الميليشيا في إدارة السجن المسؤولية الكاملة، جراء الاعتداء الهمجي على المحتجات من نزيلات السجن والمسؤولية القانونية في حال أصابهن أي مكروه أو اذى.
القمع الحوثي للاحتجاجات التي نفذها القسم النسائي بالسجن المركزي بصنعاء سبقه قيام إحدى نزيلات السجن بقطع شراينها بعد تعرضها لتعذيب شديد من قبل إدارة السجن الذي تكتظ أسواره بمئات السجينات اللاتي يواجهن شتى صنوف التعذيب والترهيب والانتهاكات الوحشية من قبل قياديات "الزينبيات".
ويأتي ذلك بعد أيام قليلة من قيام أحد قيادات ميليشيا الحوثي برفقة مجموعة من "الزينبيات" باقتحام مدرسة أهلية في العاصمة صنعاء، وباشر عناصرها الاعتداء على المعلمات والموظفات في المدرسة.
وتداول الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يُظهر لحظة اقتحام باحة المدرسة واعتداء "الزينبيات على المديرة والمعلمات وضربهن بالهراوات والعصي الكهربائية.
وأوضح الناشطون أنّ إدارة المدرسة طالبت القيادي الحوثي في وقت سابق بتسديد الرسوم الدراسية المستحقة على ابنته، مشيرين إلى أنّه لم يدفع لعدة أعوام، وعندما لجأت إدارة المدرسة إلى توقيف الطالبة شرع والدها باستقدام زينبيات واقتحام المدرسة.
ومن جانبه، أوضح وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني أنّ اقتحام ميليشيات الحوثي للمدرسة رفقة ما يُسمّى "الزينبيات" والاعتداء على المُدرسات وطالبات المدرسة بصورة همجية، يتنافى مع قيم وعادات وتقاليد اليمنيين المتوارثة منذ آلاف الأعوام.
وأضاف: "تواصل ميليشيات الحوثي الإرهابية ارتكاب جرائمها وانتهاكاتها بحق المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها بشكل يومي، وابتزازهم ونهبهم ومصادرة ممتلكاتهم وانتهاك حرماتهم، والتضييق على سبل عيشهم، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، وصمت وتقاعس دولي مستغرب وغير مبرر".
ودعا وزير الإعلام اليمني المجتمع الدولي والمبعوثين الأممي والأمريكي ومنظمات حقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات الإجرامية التي تفاقم الأوضاع الإنسانية.
ودعا كذلك إلى سرعة العمل على إدراج ميليشيات الحوثي في قوائم الإرهاب الدولية، وملاحقة ومحاسبة قياداتها، وضمان عدم إفلاتهم من العقاب.
هذا وكانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات كشفت في تقرير حديث لها عن ارتكاب الجناح العسكري النسائي لميليشيا الحوثي (الزينبيات) 1444 انتهاكاً ضد المدنيين في اليمن خلال الفترة من ديسمبر2017 وحتى نهاية أكتوبر من العام الجاري.
ووثقت الشبكة انتهاكات ميليشيا الحوثي النسائية التي تنوعت بين الاعتقال والاحتجاز التعسفي للنساء، والنهب، والاعتداء والتحرش، والضرب، والتعذيب في مراكز الاحتجاز السرية، وملاحقة عدد من الناشطات اليمنيات، والاعتداء على المعتصمات في بعض المحافظات التي تسيطر عليها الميليشيا، وتوزيعهن على نقاط التفتيش في مداخل ومخارج بعض المدن، إضافة الى التجنيد الإجباري لبعض فتيات المدارس والجامعات.
وأوضحت الشبكة في تقرير أن كتائب الزينبيات متورطة بمقتل 9 نساء وإصابة 42 مرأه بجروح متفرقة، مبينة أن فريقها وثق 172 انتهاكاً للأعيان العامة ارتكبتها العناصر النسائية الحوثية، منها 31 مداهمة للمرافق الخدمية والصحية، و76 عملية اقتحام وتفتيش للمرافق التعليمية (المدارس، والجامعات)، و65 مداهمة لدور العبادة ومراكز تحفيظ القرآن، إضافة إلى 592 انتهاكاً طال الممتلكات الخاصة بينها 340 اقتحاماً وتفتيشاً لمنازل المواطنين، والبقية تتنوع بين مداهمة معامل الخياطة النسوي ومدارس ومعاهد وجامعات خاصة، و183حالة نهب مقتنيات.
وكشفت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات وقوف الميليشيا النسائية الحوثية وراء اختطاف 571 امرأة، لا تزال 231 مختطفة في سجون الميليشيا وتشرف تلك العناصر على تعذيبهن، منهن 12 مختطفة سياسية 17 ناشطة، و 4 إعلاميات، و198 من فئات مختلفة تنوعت بين تربويات وأقارب زعماء قبائل وشخصيات اجتماعية ومرشدات وأكاديميات وطالبات ومعتصمات.
وأشارت إلى أن فريقها تأكد من تعرض 62 معتقلة ومختطفة ومخفية قسراً للتعذيب النفسي والجسدي داخل سجون الحوثي تشرف عليها ما يسمى بـ"الزينبيات"، فيما تم توثيق 58 حالة تحرش واعتداء بمساعدات الحوثيات، مبينة أن الميليشيا جندت 4 آلاف امرأة ولقنتهن ودربتهن على الأعمال القتالية في صنعاء، وبعضهن أرسلن إلى الخارج للتدريب في لبنان وإيران على أيدي خبراء من ميليشيا حزب الله والحرس الثوري الإيراني.
ولفت التقرير إلى أن الميليشيا حولت الزينبيات إلى جهاز استخباراتي نسائي لتنفيذ مهمات قذرة، إذ يقف وراء التجسس والإيقاع بالخصوم، ورصد الآراء وملاحقة الناشطات في الجلسات الخاصة وأماكن العمل ليتم ملاحقة النساء واختطافهن وتعريضهن للضرب، مبينة أن الميليشيا الحوثية حولت مجنداتها إلى وحوش لبث الرعب في أوساط النساء عبر اقتحام المنازل كزائرات والتنصت على الأحاديث، واصفة الزينبيات بـ"أداة إرهاب للمجتمع والمرأة اليمنية".
وطالبت الشبكة في التقرير المجتمع الدولي بموقف حازم تجاه هذه الممارسات الإرهابية الحوثية، مشددةً على ضرورة مواجهة المد العبثي الحوثي لقيم وعادات المجتمع اليمني وارتكاب جرائم وانتهاكات طالت الأسر واخترقت كل العادات والتقاليد والقيم، وتسببت في نزاعات وجرائم إنسانية فظيعة وصلت إلى قتل بعض الأسر بناتها هرباً من الشتيمة، وتمزيق وتفريق الأسرة اليمنية.