تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات– آراء) اليوم 13 نوفمبر 2022.
أدانت دولة الإمارات بشدة، استهداف ميليشيا الحوثي الإرهابية، ميناء قنا التجاري في شبوة باليمن، من خلال طائرات مسيرة مفخخة. وأكدت دولة الإمارات، في بيان صادر عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي، أن هذا الهجوم يعد تصعيداً خطيراً، وتحدياً سافراً للمجتمع الدولي، وللمساعي المبذولة لإنهاء الأزمة اليمنية.
وأشارت الوزارة، إلى أن الهجوم يمثل استخفافاً بجميع القوانين والأعراف الدولية، ما يتطلب رداً رادعاً لكل ما يهدد أمن وسلامة وحياة المدنيين، والمصالح الاقتصادية اليمنية. وحضّت الوزارة، المجتمع الدولي، على توحيد الجهود، واتخاذ موقف حاسم لوقف الجرائم التي ترتكبها ميليشيا الحوثي الإرهابية، لفسح الطريق أمام الوصول إلى وقف شامل لإطلاق النار في اليمن، والعودة إلى عملية سياسية، تؤدي إلى تحقيق السلام والأمن والاستقرار في اليمن.
وفي وقت سابق، دان الاتحاد الأوروبي وبعثاته الدبلوماسية، هجوم الحوثيين على ميناء قنا في شبوة، واصفاً الهجمات الحوثية المتكررة على الملاحة الدولية، بأنها إهانة للمبادئ الأساسية لقانون البحار. وقال بيان صادر عن بعثة الاتحاد الأوروبي مع البعثات الدبلوماسية للدول الأعضاء في الاتحاد المعتمدة لدى اليمن:
«ندين بشدة هجوم الحوثيين على ميناء قنا التجاري في محافظة شبوة جنوبي اليمن، أثناء وجود ناقلة نفطية كانت تفرغ حمولتها، ما تسبب في وقوع إصابات بين طاقم السفينة، لقد اعتبر مجلس الأمن الدولي، الذي يجسد المجتمع الدولي في قضايا السلم والأمن، الهجوم السابق في 21 أكتوبر على ميناء الضبة النفطي، بأنه هجوم إرهابي». وأكّد البيان الأوروبي، أن ميليشيا الحوثي أظهرت مجدداً الفشل في منح الأولوية للشعب اليمني، مضيفاً: «الحرب الاقتصادية لن تؤدي إلا لتفاقم الأزمة الإنسانية».
كما أدان بيان أمريكي فرنسي بريطاني، في وقت سابق، هجوم ميليشيا الحوثي على ناقلة نفط في ميناء قنا. ووصف البيان، الهجوم الحوثي على الميناء بالإرهابي، مشيراً إلى أنه أظهر فشل الميليشيا البائس في منح اليمنيين الأولوية.
وقال البيان إن الهجوم محاولة لحرمان اليمنيين من السلع الأساسية، مطالباً الحوثيين بوقف الهجمات فوراً، والالتزام بالقانون الدولي.
منعت ميليشيا الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، المدارس الحكومية والأهلية في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرتها، من تنظيم رحلات مدرسية للطلاب إلا بموافقة مسبقة منها.
وأصدرت ميليشيا الحوثي الإرهابية، اشتراطات جديدة تضيق على الطالبات وطلاب المدارس بصنعاء، فقد كشفت وثيقة موجهة من مكتب التربية والتعليم بأمانة العاصمة، الخاضع لسيطرة الحوثيين، لكافة المدارس، عدم اتخاذ أي رحلات مدرسية إلا بعد الرجوع للمنطقة التعليمية في الأمانة، والتنسيق مع قيادات الميليشيا.
كما وضعت قائمة لما أسمتها "ضوابط الرحلات المدرسية"، وألزمت مديري المدارس بالتقيد بها.
يمنع الضحك.. وسماع الأغاني
وطبقا للوثيقة، منعت ميليشيا الحوثي "الضحك في حافلات الرحلات المدرسية للطالبات، وسماع الأغاني داخل الباص أو خارجه وكذا حمل الهواتف المحمولة".
واشترط الحوثيون في نفس التعميم على المدرسة التي تعتزم تنظيم رحلة للطلاب، تقديم طلب إلى المنطقة التعليمية، يتضمن كافة تفاصيل الرحلة، والفصل بين الجنسين.
ويعد هذا القرار واحدا من عدة قرارات حوثية تنتهك الحقوق الأساسية والحياة العامة والخاصة للنساء وتضيق على السكان والمجتمع من كافة النواحي.
منع السفر للنساء
يأتي ذلك بعد أيام من إصدار ميليشيا الحوثي، ما تسمى مدونة السلوك الوظيفي، التي تكرس الاستبداد ومبدأ العبودية للموظفين، ونشر أفكارها ومعتقداتها الطائفية، وأثارت سخطا ورفضا واسعاً في أوساط السكان.
وفي وقت سابق أصدرت ميليشيا الحوثي تعميماً بمنع النساء من التنقل أو السفر دون "محرم" في حين تنفذ إجراءات صارمة في نقاط التفتيش على مخارج ومداخل صنعاء لتنفيذه، كما يطبق القرار أيضاً على النساء اللواتي يسافرن عبر مطار صنعاء إلى خارج البلاد.
أعلن وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، أن القوات البحرية في ميناء حديبو بمحافظة سقطرى بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية والاستخباراتية تمكنت من ضبط سفينة إيرانية تحمل على متنها مواد مخدرة، كانت في طريقها لميليشيا الحوثي الإرهابية، وهذا يؤكد استمرار النظام الإيراني في إغراق الأراضي اليمنية بشحنات الأسلحة والطائرات المسيرة والمخدرات.
وقال الإرياني في تصريحات لوكالة الأنباء اليمنية "سبأ" السبت إنه خلال الأعوام الماضية تم ضبط عدد من السفن والبحارة الإيرانيين المتورطين في تهريب وتجارة المخدرات، واستغلالها كمصدر رئيسي لتمويل ميليشياتهم في المنطقة بما فيها حزب الله اللبناني والحوثيون، واستدراج الشباب لتنفيذ الأنشطة الإرهابية، وتدمير الطاقات البشرية في البلدان المستهدفة.
شبكات للاتجار بالمخدرات
كما أشار إلى أن ميليشيا الحوثي أنشأت بإشراف قيادات بارزة شبكات للاتجار بالمخدرات بهدف إغراق اليمن بهذه الآفة، واتخاذها مصدراً لتمويل أنشطتها التخريبية، والإيقاع بآلاف المغرر بهم من فئة الشباب للانخراط في صفوفها وغسل عقولهم والزج بهم وقوداً لمعاركها العبثية التي تستهدف أمن واستقرار اليمن والمنطقة.
إلى ذلك طالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن والمبعوثين الأممي والأميركي بموقف واضح من التدخلات الإيرانية في الشأن اليمني، واستمرارها في تهريب الأسلحة والمخدرات في انتهاك صارخ للقوانين والمواثيق الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالأزمة اليمنية.
تنسيق يمني أميركي
يذكر أن السلطات الأمنية في محافظة المهرة شرق اليمن، كانت أعلنت الجمعة، ضبط سفينة إيرانية تحمل مواد مخدرة، في ميناء حديبو بمحافظة أرخبيل سقطرى.
وأوضح المركز الإعلامي للمحافظة أن ضبط السفينة تم من قبل قوات خفر السواحل في أرخبيل سقطرى بعد التنسيق المشترك بين أجهزة الأمن اليمنية والبحرية الأميركية.
دون كلل
يشار إلى أنه لطالما أكدت الحكومة اليمنية أن إيران تحاول دون كلل إغراق الأراضي اليمنية بالمخدرات ضمن استراتيجيتها للفتك باليمنيين، والعبث بأمن واستقرار المنطقة.
فخلال الفترة الماضية شهدت تجارة المخدرات تدفقاً كبيراً عبر طرق التهريب إلى مناطق سيطرة الحوثيين. فيما تمكنت قوات الأمن اليمنية من ضبط عشرات الشحنات في محافظات عديدة.
تصاعد التهديد الحوثي، وتعددت عمليات استهداف مصادر الطاقة المحلية في اليمن ومواني تصدير النفط. وبقي المزاج الدولي متمسكاً بفرضية عدم وجود حلول عسكرية للصراع، وأنه لا بديل عن دعم الجهود الأممية الرامية إلى تجديد الهدنة المنهارة، تمهيداً للدخول في مفاوضات سياسية لإحلال سلام شامل ودائم.
وفي الوقت الذي تراهن فيه الميليشيات المدعومة من إيران على عامل الوقت للحصول على مكاسب جديدة، على الصعيد الاقتصادي والعسكري والسياسي، يرى مراقبون يمنيون أنه لا بد من تحديد سقف زمني للوصول إلى اتفاق لتجديد الهدنة، بعيداً عن التماهي مع أجندة الجماعة التي باتت تراهن على إقامة دويلة خاصة بها في الشمال اليمني، تنطلق منها لتهديد بقية المناطق اليمنية، ولتنفيذ أجندة إيران في المنطقة، بما في ذلك تهديد دول الجوار، وطرق الملاحة الدولية في جنوب البحر الأحمر.
- تصاعد الانزعاج الدولي
بعيداً عن تنامي روح اليأس في أوساط الشارع السياسي اليمني الموالي للحكومة اليمنية الشرعية، جراء الركود الذي أصاب المساعي الأممية واستمرار تعنت الحوثيين، لوحظ حديثاً تصاعد حدة الانزعاج الدولي من سلوك الميليشيات؛ خصوصاً عقب الهجمات الأخيرة التي طالت مواني تصدير النفط في حضرموت وشبوة.
هذا الانزعاج الواضح عبَّر عنه أخيراً البيان الثلاثي (الفرنسي، البريطاني، الأميركي) إضافة إلى بيان دول الاتحاد الأوروبي، إذ بدا أن هذه الدول الغربية أصبحت على يقين بأن الميليشيات الحوثية ليست في وارد السلام، وهو ما قد يدفع إلى تبني استراتيجية جديدة للتعامل مع الجماعة، في حال واصلت تصعيدها الإرهابي وتجاهلت نداءات السلام.
كان واضحاً أيضاً من لهجة السفير البريطاني لدى اليمن، ريتشارد أوبنهايم، مدى انزعاج لندن من التصعيد الحوثي باتجاه مواني تصدير النفط؛ حيث حاول السفير توجيه رسائل توبيخ لقادة الميليشيات على «تويتر»، واصفاً ما تقوم به الجماعة بأنه «نوع من الحصار بالترهيب»، مع محاولة التذكير بأن الدور البريطاني خاصة والغربي عامة، يهدف إلى إنهاء الصراع في اليمن، وأن ذلك هو السبب الوحيد في اختيار هذه الدول أسلوب «تشجيع الجماعة على اغتنام فرص السلام التي لا تزال قائمة».
- الهدنة ليست غاية
على الرغم من أن التركيز الأممي والدولي ينصب على محاولة تجديد الهدنة اليمنية، فإن ذلك لا يمكن أن يكون هو الغاية النهائية، حسبما يقوله الباحث والأكاديمي اليمني فارس البيل، في حديثه لـ«الشرق الأوسط».
يشير البيل إلى أن فكرة الهدنة بالنسبة للمبعوث الأممي تبدو «كأنها طوق نجاة ينقذ أداءه والأمم المتحدة، ويحفظ ماء الوجه، أو تكاد تكون المدى الذي استطاع أن يتصوره ومعه الأمم المتحدة حول المشكلة اليمنية، إذ لا توجد إشارات واضحة حول ما الذي يمتلكه المبعوث لما بعد الهدنة، على اعتبار أن الهدنة مجرد عملية ممهدة لما يتبعها، وهو الأهم».
ويضيف البيل: «من قبل كانت الهدنة ضمن عوامل بناء الثقة بين الأطراف، والقدرة على التعاطي مع فكرة التفاوض، بمعنى أنها مجرد تهيئة؛ لكنها الآن صارت الغاية والمنتهى الذي يريد أن يصل إليه المبعوث. ولسوء حظه أنها لم تنجح أصلاً، وبالتالي فإن جهوده منصبة تماماً حول الهدنة فقط، كما لو أنه يعمل في هامش الأزمة اليمنية، ولم يبلغ متنها بالأساس».
ويجزم بأن «ميليشيا الحوثي أبعد ما تكون عن الاتفاق حول أي شيء. وإذا ما أعلنت موافقتها، فإنها لا تنفذ شيئاً بالأساس».
ويقول: «لأن علة الهدنة هي الحاجة الإنسانية لليمنيين، فيمكن للمبعوث والأمم المتحدة بيان ما الذي أسهمت به الهدنة من رفع المعاناة الإنسانية عن اليمنيين، وهل شكلت الهدنة أرضية للسلام، أم أنها رفعت من حالة الاستعداد للحرب أكثر، كما أظهرت ذلك ميليشيا الحوثي».
- تكتيك حوثي
تعنت الميليشيات الحوثية وتصعيدها لا يعدو كونه «تكتيكاً» من قبل الجماعة. ويقول الباحث اليمني محمود الطاهر، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «سيستمر المبعوث الأممي في الركض في صحراء جرداء، دون أن يعترف بأنه لم يجد سبيلاً للوصول إلى الأمان؛ لكنه لا يريد الاعتراف بذلك، كون أن الحوثيين يتعمدون إبقاءه في (التوهان)، بهدف إطالة أمد الحرب، حتى يصل المجتمع الدولي إلى قناعة بأن نهاية الحرب في اليمن لا بد من أن تكون وفقاً لتفاهمات جديدة، وإن كان مؤداها تسليم اليمن لإيران».
ويتابع بالقول: «الحوثيون يدركون ذلك تماماً، وقد نجحوا في تنفيذ مخططاتهم، ووصلوا إلى ما نحن عليه الآن؛ حيث أصبح المجتمع الدولي يستجدي منهم السلام، على الرغم من أنهم ليسوا أهلاً لذلك».
ويؤكد الطاهر أنه «ينبغي أن يكون هناك سقف زمني لقبول الحوثي بالمقترحات التي يتم تقديمها، وليس التفاوض حولها لمنح الحوثي مزيداً من الوقت للضغط بهدف تعديل المقترحات المتوافق عليها، للحصول على مكاسب جديدة».
ويدلل بالقول: «هذا ما رأيناه خلال المفاوضات التي تتم: تقديم تنازلات تلو الأخرى للحوثي، ويستغل تلك المفاوضات للضغط على القبائل اليمنية والشعب اليمني، موهماً إياهم بأنه انتصر في هذه المعركة».
- لا أهمية للوقت
بخلاف ما يقترحه محمود الطاهر، يرى الإعلامي اليمني عبد الله السنامي، أنه لا جدوى من تحديد سقوف زمنية، وأنه من الطبيعي أن تستمر المساعي الأممية.
ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «ليس أمام المبعوث الأممي سوى السعي إلى الهدنة، ومحاولة إقناع الميليشيات بها؛ لأن ذلك جوهر عمله، وكلما برز التعقيد بشأنها، كالرفض الحوثي الأخير لتمديدها، زادت أهمية جهود المبعوث وطاقمه، في وضع تصورات مقنعة لكل الأطراف، وصولاً إلى حلول توافقية».
ويؤكد السنامي بالقول: «لا أرى أهمية للسقف الزمني بشأن إقناع الجماعة الحوثية بتجديد الهدنة؛ لأن الأمر أبعد من مسألة وقت، كما أن الهدنة فعلياً نافذة، وكل ما تقوم الميليشيات به حالياً هو تحسين وضعها التفاوضي، واكتساب سمعة لدى أنصارها، لا سيما مع اتساع الهوة بين تصرفاتها ومؤيديها، كمطالبات صرف الرواتب التي كانت تتحجج الجماعة بأنها تذهب نفقات للحرب».
أما عن مخاطر تعنت الحوثيين حول تمديد الهدنة، فيرى السنامي أنه يمكن أن ينظر إليها «من خلال موقف وإرادة الحكومة الشرعية، وأنه يمكن امتصاصها، أو المعاملة بالمثل».
ويوضح أن «المجتمع الدولي يُصدر تصريحاته المتكررة حول عدمية الحل العسكري، بناء على واقع الزمكان، إذ إن 8 سنوات من الحرب لم تغير كثيراً من الجغرافيا، مع وصول جميع الأطراف إلى مرحلة العجز عن السيطرة الكاملة، وبالتالي فيرى أن الخيار هو الحل السياسي، ناهيك عن وجود أولويات ذات أهمية قصوى غير الملف اليمني؛ حيث باتت خيارات المجتمع الدولي مرهونة بديناميات الصراع الجيوسياسي العالمي في المنطقة»، وفق تعبيره.
- الحلول الممكنة
مع انسداد الأفق أمام الجهود الأممية لتمديد الهدنة اليمنية حتى الآن، وتصاعد الهجمات الإرهابية الحوثية، يعتقد الباحث والكاتب اليمني عبد الستار الشميري، أن هناك كثيراً من الحلول في جعبة المجتمع الدولي، ومنها تفعيل القرارات السابقة وتنشيطها؛ لأنها تحت البند السابع، إضافة إلى معاقبة إيران، ومؤازرة التحالف الداعم للشرعية، من أجل تنشيط الجهود العسكرية.
ويرى الشميري في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن من ضمن الحلول الممكنة «تحريك الجبهات، وإعطاء الثقة للشرعية بأنها قادرة على تحريك الملف العسكري الذي لم يستنفد خياراته؛ حيث باتت إعادة التفكير فيه ضرورة ملحة»، وفق تعبيره.
ومع تأكيده أن الأمم المتحدة أولاً وأخيراً «ليست جمعية خيرية»، وأن مبعوثيها إلى اليمن يحرصون أولاً على تحقيق مصالح الدول المهيمنة على المنظمة، يجزم الشميري بأن «الرهان على المجتمع الدولي لحل القضية اليمنية بات رهاناً خاسراً».
الباحث اليمني فارس البيل، يقترح «أن يغير المجتمع الدولي من آلية تعامله مع الحوثي، بالانتقال إلى مرحلة جادة من التعاطي الحاسم»، ويرى أن العالم يمتلك وسائل ضغط عديدة، منها «الملاحقة المالية، ومعاقبة قيادات الميليشيا، والتضييق على تحركاتها، وفرض العقوبات».
من جهته، يقترح محمود الطاهر أنه «في حال استمر الحوثي في الرفض، فلا بد من أن يعلن المبعوث الأممي عدم مقدرته على استكمال محاولة ترتيب مشاورات يمنية حوثية».
ويقول: «هناك كثير من الأدوات لدى الأمم المتحدة، تبدأ بالتصنيف الإرهابي، وصولاً إلى تشكيل تحالف دولي وفقاً للفصل السابع؛ حيث يحق لمجلس الأمن تشكيل قوة عالمية لردع الإرهاب، لا سيما أن الإدانات لا تكفي لردع الميليشيا؛ لأنها أصبحت مجرد تعبير سياسي متعارف عليه، ولا تضر ولا تنفع، وإنما يعتبرها الحوثي إشارة من المجتمع الدولي لاستمرار العمليات الإرهابية».
أعلنت قوات الشرعية اليمنية، أمس السبت، التصدي لهجوم شنته ميليشيات الحوثي الإرهابية، استهدف اختراق دفاعاتها في حدود محافظتي تعز ولحج، جنوبي اليمن، فيما اندلع حريق بمخيم نازحين في الحديدة، غرب البلاد، ما تسبب في التهام عشرات الخيام والمساكن المؤقتة.
وقالت القوات اليمنية في بيان، إن وحدات قتالية من اللواء الرابع حزم، تصدت لهجوم بري عبر محاولات تسلل لميليشيات الحوثي على مواقع في قطاع الضباب، حيفان على حدود لحج.
وبحسب البيان، فإن قوات اللواء الرابع حزم «استطاعت استهداف العديد من العناصر الحوثية المتسللة خلال مواجهات عنيفة».
وأشار إلى تدخل قوات المدفعية الثقيلة في استهداف تجمعات وتعزيزات ومصادر نيران الميليشيات الحوثية بمواقع تمركزها في تلال «سعيد طه» و«الأشاريف» و«المنظرة» في ذات الجبهة القتالية.
وتستغل ميليشيات الحوثي، حراك السلام الدولي، لتمديد هدنة اليمن في تكثيف هجماتها البرية على محافظة لحج، حيث شنت سلسلة هجمات على «يافع» و«كرش» و«حيفان» في محاولة للتقدم الميداني. وصعدت من أعمال العنف منذ انهيار الهدنة الأممية في 2 أكتوبر الماضي، إذ تدور معارك شرسة في الجبهات الجنوبية والغربية، وسط تكبيد الانقلابيين خسائر فادحة بضربات للقوات اليمنية.
في الأثناء، دفعت «ألوية العمالقة»، أمس، بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى محافظة شبوة باتجاه المواقع الأمامية على الحدود بين محافظتي مأرب والبيضاء. وقالت مصادر محلية في شبوة إن «العمالقة» تواصل، منذ صباح أمس، استمرار الدفع بمزيد من القوات التابعة لها باتجاه المواقع الأمامية لحدود محافظة البيضاء، جهة حريب مأرب وعين وبيحان في شبوة، تزامناً مع التصعيد العسكري الحوثي مؤخراً بالطيران المسير والصواريخ المتكررة على المحافظة الغنية بالنفط والغاز.
من جهة أخرى، أعلنت السلطات اليمنية، أمس السبت، أن حرائق التهمت 60 خيمة للنازحين في محافظة الحديدة الساحلية غربي البلاد، ما أدى إلى تضرر 100 أسرة، بحسب بيان صادر عن السلطة المحلية الحكومية في محافظة الحديدة.
وقالت ناشطة حقوقية في الحديدة، إن حريقاً هائلاً «اندلع في مخيم الجشة بمدينة الخوخة الساحلية الخاضعة للحكومة الشرعية، جنوب المحافظة، ما أدى إلى خسائر مادية كبيرة في المخيم الذي يضم قرابة 1200 أسرة نازحة».
وأشارت إلى أن «عشرات الأسر النازحة باتت في العراء بعد أن فقدت خيامها وممتلكاتها في الحريق الذي لم تتضح أسبابه بعد».
ودعا محافظ الحديدة الجهات المانحة إلى تقديم المساعدات العاجلة للمتضررين من الحريق، الذي طال أجزاء واسعة من المخيم.