دعت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، للمزيد من دعمها، لمواجهة التحديات والعمل على مساعدة اللاجئين الفلسطينيين وأبناء من قطاع غزة، الذي تضرر كثيرا بسبب الحروب، خاصة في مايو 2021، وفى أغسطس الماضي، حيث نشبت مواجهات عسكرية بين إسرائيل وحركة الجهاد الاسلامي.

وانطلقت، اليوم الاثنين، اجتماعات اللجنة الاستشارية “للأونروا”، برئاسة لبنان، ومشاركة 29 دولة مانحة و4 مراقبين، هم: الاتحاد الأوروبي، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ودولة فلسطين.

ونجحت الأونروا في استمرار صرف مساعدات نقدية لإعادة بناء منازل العائلات التي تضررت خلال تصعيد مايو 2021، وذكرت أنه في إطار جهود الأونروا المستمرة للاستجابة لاحتياجات عائلات لاجئي فلسطين التي تأثرت منازلهم خلال تصعيد مايو 2021، تم تقديم الدعم لـ 1،275 عائلة متضررة من خلال مساعدات نقدية لدفع بدل الإيجار للمأوى الانتقالي، وإصلاح 7،067 منزلًا متضررًا بشكل جزئي، وإعادة إعمار 590 منزلًا مدمراً بشكل كلي.

وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ، الاستمرار بصرف مساعدات نقدية لإعادة بناء منازل العائلات التي تضررت خلال تصعيد مايو 2021.

وقدمت الاونروا منحة لـ 1275 كم عائلات التي تضررت من معركة سيف القدس بين حماس واسرائيل في مايو 2021، كما قامت بإعادة ترميم 1300 من المنازل الفلسطينية التي تعرض للتدمير خلال مايو 2021، وفى أغسطس الماضي، وذلك بفضل الهدنة التي يشهدها قطاع غزة.

وطالب أبناء الشعب الفلسطيني استمرار الهدنة من أجل اعادة ترميم منازلهم وأيضا تحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية للبلاد ، مؤكدين على أن استمرار الهدوء على جبهة غزة والتزام حماس والجهاد الاسلامي بالهدنة يخدم مصالح أبناء الشعب الفلسطيني في القطاع.

وقال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى “الأونروا” فيليب لازاريني، في مؤتمر صحفي، عقد على جانب الاجتماع النصف سنوي للجنة الاستشارية “للأونروا”، إن الوكالة تحتاج ما بين 50 مليون و80 مليون دولار حتى نهاية 2022، مؤكداً أن “أونروا” لا يمكنها أن تفي بولايتها في السنوات المقبلة في حال استمرار التمويل ذاته.

وأوضح لازاريني أن “وكالة الغوث تحتاج 200 مليون دولار لدعم التحول الرقمي، ودعم الاصول المستنفذة”، والضرورة ملحة لدعم بشكل مستدام من قبل الدول الأعضاء، مشيرا إلى أنهبات من الملح أن يكون هناك قاعدة تمويل مستدامة، ومن غير ذلك ستبقى الأزمات تلاحق الوكالة الدولية”.

وأشار الى ان هناك زيادة في احتياجات مجتمع اللاجئين، لكن مطلوب من “أونروا” إشباع تلك الاحتياجات المتزايدة بنفس مواردها”، موضحا أن “40% من الأطفال في غزة لا يحصلون على وجبة الفطور”.

كما طالب طالب عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون اللاجئين د. أبو هولي، بتأمين الأموال اللازمة لصرف التعويضات لأصحاب البيوت المدمرة في حرب عام 2014 والتي تقدر قيمتها بـ 80 مليون دولار لإنهاء مأساتهم منذ ثمانية أعوام، بالإضافة الى استكمال عملية اعادة اعمار مخيم نهر البارد وانهاء مأساة 910 أسر نازحة من المخيم تنتظر العودة الى بيوتها، وسرعة العمل على اعادة اعمار مخيم اليرموك المدمر.

وأوضح أبو هولي أن “الاونروا” واللاجئين الفلسطينيين يواجهون مجموعة من التحديات، التي تتطلب تدخلاً وحلولاً، في المدى القصير، ولا سيما أن بعضها ملح ولا يحتمل التأجيل، مع تغوّل الفقر المدقع في المخيمات، وارتفاع معدلاته في أوساط اللاجئين الى 93%، وانعدام الأمن الغذائي، وفقدان العمل، واستمرار العجز المالي في ميزانية الاونروا الذي أثر على خدمات الاستشفاء، والتعليم.

وفي وقت سابق أعلنت (الأونروا)، توقيع اتفاقيتين مع بنك الائتمان لإعادة التنمية الألماني بقيمة 36 مليون يورو، لدعم اللاجئين الفلسطينيين.

كما اعلن  نايف بن بندر السديري، السفير السعودي لدى الأردن، تقديم  السعودية دعمًا ماليًا للأونروا بقيمة 27 مليون دولار أمريكي، ضمن ما يزيد عن مليار دولار قدمتها المملكة منذ العام 1999 للوكالة.

وأضاف ان تقديم الدعم مستمر إلى حين الوصول لحل سياسي عادل وشامل للقضية الفلسطينية، فيما أكد أن المملكة "لا تخلط الأوراق" في مواقفها السياسية.

وأكد السديري ضرورة الالتزام بالسلام كخيار استراتيجي، قائلا: "إن أمن منطقة الشرق الأوسط واستقرارها يتطلب الإسراع في إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، كما تدين المملكة جميع الإجراءات الأحادية التي تقوض حل الدولتين وتدعو لوقفها الفوري والكامل".

يأتي ذلك مع  المئات من اللاجئين الفلسطينيين اليوم الاثنين، أمام مقر وكالة الأونروا غرب مدينة غزة لمطالبة اللجنة الاستشارية التابعة للأونروا في عمان، توفير دعم دائم للأونروا ووقف التقليصات بالخدمات المستمرة منذ سنوات.

وقال محمود خلف عضو اللجنة المركزية للجبة الديمقراطية ومنسق اللجنة المشتركة للاجئين إن هذه الفعالية اليوم تأتي بالتزامن مع انعقاد اللجنة الاستشارية في عمان وذلك لإطلاق نداء من أجل المطالبة بأن تقوم اللجنة الاستشارية بما عليها بما يتعلق بحقوق اللاجئين وتلبيتها وفقا لدراسة الموازنة وأن يجرى العمل من أجل إخراج الاونروا من حالة العجز والتسول الدائم إلى حالة الاكتفاء والتمويل المستدام كما قرر مؤتمر بروكسل في نوفمبر الماضي.

وأوضح أن الغالبية من سكان قطاع غزة هم لاجئون، ويعيشون في ثماني مخيمات وعددهم حوالي مليون ونصف لاجئ فلسطيني ويشكلون ٧٠ % من السكان.