مدير الـ"CIA" يلتقي حفتر والدبيبة.. مساعي أمريكية لتعزيز نفوذها في ليبيا

الجمعة 13/يناير/2023 - 01:39 م
طباعة مدير الـCIA يلتقي أميرة الشريف
 
أفادت تقارير إعلامية بأن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "CIA" وليام بيرنز ، التقي كلا من رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة وقائد الجيش الوطني خليفة حفتر  بالعاصمة طرابلس، في لافتة تشير إلي حدوث انفراجة قريبا في الملف الليبي وبالأخص مع الاهتمام الأمريكي المتزايد بالقضية الليبية.
وتعد الزيارة هي الأولي لمسؤول أمني أمريكي رفيع المستوى منذ هجوم استهدف في عام 2012 مقر البعثة الأمريكية في بنغازي وأسفر عن مقتل السفير الأمريكي وثلاثة أشخاص آخرين.
وتولى بيرنز منصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية في مارس 2021، وزار ليبيا في العام 2014 بصفة مساعد لوزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط.
وكان بيرنز أول مسؤول رسمي أميركي زار ليبيا عند استئناف العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن ونظام الزعيم الليبي معمر القذافي في العام 2004.
ويشير اللقاء إلي أن الملف الليبي لم يعد محصورًا فقط لدى السفير والمبعوث الأمريكي إلـى ليبيا ريتشارد نورلاند، وأنه أصبح يحظى باهتمام أكبر لدى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.
ويأتي اللقاء في ضوء توافقات بين مجلس النواب والمجلس الأعلي للدولة بشأن القاعدة الدستورية واجراء الانتخابات وفق خارطة طريق.
وقالت حكومة الوحدة الوطنية في بيان عبر صفحتها بفيسبوك: "استقبل رئيس الوزراء الدبيبة بديوان مجلس الوزراء، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز رفقة القائم بالأعمال بالسفارة الأمريكية والوفد المرافق له".
وتابع البيان: حضر اللقاء، وزيرة الخارجية والتعاون الدولي نجلاء المنقوش، ورئيس جهاز المخابرات حسين العائب، ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ورئيس الحكومة عادل جمعة.
وأشارت الحكومة في بيانها إلى أن بيرنز أكد خلال اللقاء على "ضرورة تطوير التعاون الاقتصادي والأمني بين البلدين، مشيدا بحالة الاستقرار والنمو الذي تشهده ليبيا خلال الفترة الأخيرة.
وأفادت تقارير إعلامية، بأن ويليام بيرز أوضح لحفتر  بأن وجود مجموعة الفاغنر في الجنوب وسرت و قاعدة الجفرة أمر  لابد من حسمه، موجهًا حفتر بأن أنه عليه اتخاذ موقف واضح، وأن يطلب منهم المغادرة الفورية أو يطلب المساعدة الأمريكية و الغريبة لإخراجهم.
كما كشفت التقارير بأن المسؤول الأمريكي أكد لحفتر بأن مستقبله السياسي سوف يتحدد من خلال موقفه من الوجود الروسي في الشرق و الجنوب، وطلب حفتر بعض الوقت، مشددًا على أن أي توظيف سياسي لملف المطلوبين الليبيين للقضاء الأمريكي سوف يواجه بكل حزم من قبل الإدارة الأمريكية.
وكان تورط عبدالحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية ، في تسليم المواطن الليبي أبوعجيلة مسعود المريمي إلى الولايات المتحدة الأمريكية لمحاكمته في تفجير "لوكربي"، حيث أكد الدبيبة في تصريحات إعلامية أن المريمي إرهابي متهم بتصنيع المتفجرات التي أودت بحياة أكثر من 200 شخص بريء.
من جهتها، أعلنت اللجنة العسكرية المشتركة في ليبيا "5+5" استئناف عملها باجتماع ينعقد يومي 15 و16 يناير الحالي؛ لاستكمال خطة عملها الخاصة برحيل القوات الأجنبية والمرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا، وبحث أزمة الميليشيات، كما أعلن عضو اللجنة مصطفى يحيى.
وفي سياق محاولات لم الشمل بين بين الفرقاء بما يفسح المجال أمام حوار وطني حقيقي يصل بالبلاد إلى وضع الاستقرار وإجراء الانتخابات، سجلت الأيام الماضية لقاءات ثانية جمعت بين رئيسي مجلسي النواب والدولة عقيلة صالح وخالد المشري، وبين رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفّي والقائد العام للجيش الوطني المشير خليفة حفتر، وبين ممثلين لقيادة الجيش وعدد من قادة الجماعات المسلحة في المنطقة الغربية.
كما يشير إجمالي الموقف إلي احتمالية حدوث انفراجة قريبا بعد اتفاق مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة في اجتماعهما بالقاهرة نهاية الأسبوع الماضي، على وضع خارطة طريق ومسودة للقاعدة الدستورية اللازمة لإجراء الانتخابات المعطلة منذ عام.
ويتوقع مراقبون أن تشهد الفترة القادمة اجتماعًا رباعيًا بين رئيسي مجلس النواب والدولة ورئيس المجلس الرئاسي وقائد الجيش بهدف التوصل إلى إيجاد قاعدة دستورية لتنظيم المواعيد السياسية القادمة، ولإعادة تكريس الثقة بين القوى المتنازعة.
ويترقب الليبيون الفترة المقبلة الوصول إلي الحل النهائي لإنهاء النزاعات التي تشهدها البلاد منذ سقوط معمر القذافي في 2011، وهو ما تم التأكيد عليه خلال الملتقى التحضيري لمؤتمر المصالحة الوطنية، الذي تم اختتامه ، فيما بيّن النائب في المجلس الرئاسي، عبد الله اللافي، أن مهمة المجلس الرئاسي هي إعادة الثقة بين أبناء الشعب الليبي.
ويري مراقبون بأن  المؤتمر الذي عقد في إسطنبول، مطلع يناير الجاري برعاية علي الصلابي القيادي في جماعة الإخوان الإرهابية، والعديد من الأسماء المنتمية للجماعة والمتحالفة معهم، يتكامل مع الرؤية الأمريكية والبريطانية التي تسعى لإبقاء الحالة الليبية على ما هي عليه، والاستفادة من الموارد المالية وتوزيع المرتبات والمصروفات فقط على الأطراف.

شارك