عرضت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، رسالة مصورة للجندي الإسرائيلي الأسير لديها افرها منغستو، في الوقت الذي أصدرت رئيس حركة "حماس" إسماعيل هنية، ونائبه صالح العاروري، أصدرا توجيهًا بتجهيز خطة لاختطاف جنود إسرائيليين بشكل مفاجئ عند الحدود مع غزة، من أجل دفع صفقة تبادل أسرى.
عرض فيديو "منغستو" يأتي بعد أيام من  تصريحات  نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري التي هدد فيها باستمرار عمليات خطف الجنود الاسرائيليين من صفقات التبادل مع أسرى حماس لدى إسرائيل.
وذكرت قناة كان العبرية: " توصلت حماس إلى نتيجة مفادها أنه ليس في يدها الأوراق التي ستؤدي إلى صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل بالشروط التي تطمح إليها.
وأضافت :"يقف وراء المخطط المزعوم : رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية ونائبه صالح العاروري ، ويقيمان حاليا في الخارج ، وذلك في ظل "حالة الإحباط لدى القيادات في الحركة من الجمود في المفاوضات حول صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل".
وزعمت القناة أن حماس مستعدة لقبول تبعات خطف جندي في قطاع غزة ، حتى لو كانت مدمرة ، مقابل أن حصولها على "ورقة قوية للمساومة" تتمثل بجندي إسرائيلي على قيد الحياة، وذلك لصالح التوصل إلى "صفقة تبادل واسعة النطاق على غرار صفقة شاليط (وفاء الأحرار)".
وتحتفظ حركة حماس بـ4 أسرى إسرائيليين، هم جنديان أسرتهما خلال الحرب على غزة صيف عام 2014، وجنديان آخران أسرتهما في ظروف مجهولة، وتحتحز حركة حماس في غزة، جنديين إسرائيليين هما "أورون شاؤول وهدار جولدينط، بعد أن أسرتهما خلال حرب صيف 2014، فيما تقول إسرائيل، إنهما قُتلا وتحتفظ الحركة برفاتهما، كما تحتفظ الحركة بمدنيَين إسرائيليَين أحدهما "منجيستو".
قناة كان العبرية، نشرت قائمة بالأسرى الذين تطالب حماس بالإفراج عنهم مقابل إطلاق سراح أفرا منغيستو، منهم: حسن سلامة، إبراهيم حامد، عبدالله البرغوثي محكوم 67 مؤبدًا، عباس السيد - جميعهم قادة في حماس.
ويشير مراقبون، أن تحركات إسماعيل هنية ونائبه صالح العاروري ، لاختطاف جنود إسرائيليين، تكشف عن الفجوة بين قائد حركة حماس في غزة يحي السنوار،  وهنية والعاروري، وانقسامات داخل الحركة.
وأوضح المراقبون أن داخل حماس صراع بين قادتها، ومحاولات انهاء صعود يحي السنوار الذي يعد الحاكم لقطاع غزة، في ظل مخاوف من صعوده الى قيادة الحركة، وتهميش باقي الاجنحة.
حماس، لن تكون قادرة على التخلي عن أوراق المساومة مقابل عائد هزيل ، حتى في الجانب الآخر هناك رأي عام وضغوط هائلة من العائلات لتحرير أفراد عائلاتهم. هذا هو الواقع ، وعندما لا توجد معلومات استخباراتية وإمكانية القيام بعملية عسكرية ، فإن الخيار الوحيد لحل وإغاثة العائلات هو صفقة التبادل. إسرائيل ليست مستعدة لدفع الثمن الذي تطالب به حماس لعقد الصفقة.
توقيت عرض فيديو"منغستو"  يوضح ان هناك غضب كبير على قيادة حماس لعدم قدرتها على الخروج من المأزق والتوصل إلى صفقة جديدة لتبادل الأسرى مع إسرائيل.
 
من جانبه قال المحلل السياسي والمختص بالشؤون الاقليمية زيد الايوبي، إن الواقع على الارض يشير الى أن مليشيا حماس الاخوانية تخلت عن السلاح والنضال العسكري وان تصريحات قيادات حماس بالاستمرار بالمقاومة المساحة تنفيها تصرفات حماس على الارض كونها لم تشارك في الدفاع عن عزة في الحرب الاخيرة بالاضافة لانه لا يوجد اي نشاط عسكري مرتبط بحماس في الضفة الغربية
وأكد الايوبي لـ"بوابة الحركات الاسلامية" أن هناك تنسيق امني عالي المستوى بين قيادات حماس وكيان الاحتلال بشكل غير مباشر من خلال قطر واردوغان وما يحزننا ان سلوك حماس على ارض الواقع يشير الى انها تحولت لوكيل امني يخدم مصالح الاحتلال واعتقال المقاومين في غزة وتهريب عملاء الاحتلال للداخل المحتل هو اكبر دليل على ان حماس تخلت عن واجبها في الدفاع عن فلسطين واصبح اكثر همهم الحفاظ على امتيازات القادة وانسياب البضائع الاسرائيلية الى شركات قيادات حماس في غزة.
ونوه الايوبي الى اأن الاعلام العبري يحاول تصوير الواقع على خلاف الحقيقة من أجل تصدير ازمة حكومة نتنياهو بن غفير نحو اشعال حرب جديدة مع غزة لانقاذ الاتلاف الحكومي في اسرائيل.
وأشار الايوبي الى أنه يتوقع ان تتدخل حماس لانقاذ حكومة نتنياهو التي تواجه احتجاجات عارمة في الشارع الاسرائيلي من خلال افتعال تصعيد عسكري يساعد نتنياهو في الخلاص من الاصوات المعارضة له
وافاد الايوبي ان الشعب الفلسطيني كشف حقيقة حماس وانه حماس اليوم ليست هي ذاتها حماس قبل خمسة عشر عاما لانها فقدت الحاضنة الشعبية لها واصبحت معزولة وطنيا وهي تكرس وجودها في غزة من خلال حكم الناس بالحديد والنار.
وفي وقت سابق كشف يحيى سينوار أنه قبل الانتخابات الأخيرة في إسرائيل، عرضت حماس على إسرائيل إطلاق سراح الإسرائيليين هاشم السيد وأفرا منغيستو وتقديم معلومات دقيقة حول مصير الجنديين أورون شاؤول وهادار غولدين مقابل إطلاق سراح العشرات. من نشطاء حماس الذين اعتقلوا بعد "صفقة شاليط" وسجناء مرضى وسجينات وقصر ، لكن إسرائيل رفضت.
كما قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، "كتائب القسام تحتفظ بأربعة إسرائيليين داخل غزة، وإذا لم تقتنع تل أبيب بصفقة تبادل يكون بينها الأسرى الستة الذين فروا من سجن جلبوع، فسنجبرها بالقوة على ذلك وسنخطف مزيداً من الجنود عبر الأذرع الممتدة للحركة في كل مكان"، من دون أن يوضح ما هي هذه الأذرع الممتدة.
وفي هذا الإطار، فإن "حماس" تكون قد استعدت لخطف واحتجاز جنود إسرائيليين، سواء كان ذلك داخل قطاع غزة أم خارجه وبجميع الوسائل التي تمتلكها من طريق جر المنطقة إلى عملية عسكرية جديدة أو وسائل أخرى، وهو ما يهدد التهدئة في قطاع غزة.