وثيقة :حسن البنا في ثلاثينيات القرن الماضي يبرر تحطيم اتباعه للحانات

الإثنين 30/يناير/2023 - 01:07 م
طباعة وثيقة :حسن البنا روبير الفارس
 
يتنطع المنتمين الي جماعة الاخوان المسلمون  بالادعاء ان تاريخ جماعتهم خالي من العنف رغم ثبوت ارتكابهم عدد من الاعمال الارهابية التى لا يمكن انكارها تاريخيا . ولكن لان اتباعهم من مغلقي العقول  والقلوب لايستمعون الا لصوتهم .فها نحن ننشر وثيقة نشرت في جريدة  "القلم الصريح " وهي احدى ابواقهم الاعلامية التى كانت تدافع عن الجماعة وتنشر افكارها و كانت تعرف نفسها في صفحة الغلاف  بانها " جريدة سياسية جامعة يصدرها ويدير سياستها محمود عبد الفتاح الرفاعي " وكان مقرها في شارع الغورية بالقاهرة . وفي عددها رقم 12 من السنة الاولي الصادر بتاريخ الخميس 9 فبراير 1939  " نشرت المجلة رسالة من مرشد الجماعة المؤسس حسن البنا الي وزير العدل ووزير الاوقاف  ليبرر جريمة قام بها اعضاء الجماعة يتحطيم عدد من الحانات .وكانت الجماعة قد نشرت حالة من التعصب والطائفية الرهيبة في المجتمع المصري . وتحطيم الحانات كانت بداية اعمال العنف التى قامت بها الجماعة الارهابية وامتدت وتوسعت  طوال فترة الاربعينات  (1944- 1948 ) فتم تفجير السينمات  والمحلات وهي جرائم  يقول عنها المؤرخ  الدكتور  عبد العظيم رمضان في كتابه الوثائقي الاخوان المسلمون والتنظيم السري " ان حصاد صفحات العنف فى مصر في هذه الفترة خسارة محققة أصابت مصر فبفضل التخطيط الأخرق لحوادث العنف التى ارتكبها التنظيم السري لجماعة الإخوان ضد اليهود والإنجليز كانت الغالبية الساحقة من الضحايا من المصريين وليسوا من اليهود أو الإنجليز .فقد كانت المتفجرات توضع فى المحلات الكبرى والسينمات والمباني والشركات المملوكة لليهود أو الإنجليز ولكنها كانت تغص بالمصريين فتتخرب بعض الجدران وتزهق أرواح المئات من الأبرياء ويتشوه الكثيرون .ولو أن هذه العمليات كانت تتم ضمن عملية كبري للاستيلاء على السلطة وإقامة الحكومة الإسلامية لكان لها ما يبررها ولكانت ثمنا بخسا لهدف أسمي ولكنها قامت لغير غرض ثوري حقيقي ففقدت قيمتها النضالية واتسمت بالطيش والاستخفاف بأرواح الناس وعدم المسئولية وكان من حسن حظ مصر أنها لم تحكم بهذه العقلية التخريبية .
ويؤكد  الدكتور عبد العظيم رمضان ان العنف الثوري يختلف عن  العنف غير الثوري فالعنف الثوري فيه نفحة من بناء ولكن العنف غير الثوري ليس فيه سوي الهدم والتخريب والعنف الثوري يصيب أعداء الجماهير ولكن العنف غير الثوري لا يصيب سوي الجماهير فى الصميم." وهذا مافعله الاخوان
ونعود الي نص الوثيقة  فنجد ان البنا في رسالته الي  وزير الاوقاف ووزير العدل يطلب براءة المجرمين مبررا ارتكابهم الجريمة بعدد من الحجج هي
1-     ان ما قاموا به هو تنفيذ لاحكام الاسلام
2-     ان الجمعيات الاسلامية قائمة علي النهي عن المنكر و ان ما قام به الجرمين هو عملها
3-     الحكومة هي المقصرة لانها لم تصدر قانون يمنع الحانات والخمور والبغاء
4-     الاخطر ان البنا راي في هذه الجريمة الارهابية دافع شريف جدير بالتقدير هو في الواقع مساعدة للقانون على أداء مهمته وهى محاربة الجريمة والقضاء عليها !
5-     يلاحظ ان البنا في كل تبريراته وهجومه علي الحانات والخمر تجاهل تماما وجود مصريين من اديان اخري وجاليات اجنبية من مختلف الجنسيات لاترى في وجودها نفس رؤيته مما يكرس نفي الاخري ورفض التعددية  والتنوع .
 والي نص  مقالة البنا التى توثق دفاعه عن الارهاب
" حول  تحطيم الحانات الى معالي وزير العدل
 قدمت الجريدة  المقال قائلة "رفع فضيلة الأستاذ المرشد العام للاخوان المسلمين خطابا إلى معالى وزير الاوقاف بخصوص حوادث تحطيم الحانات وقد تكرم الاستاذ فأذن لنا بنشره ، ونحن ننشره هنا شاكرين فضله وجهده"
نص الوثيقة
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة صاحب المعالي وزير العدل
احمد اليكم الله الذى لا اله الا هو واصلى واسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعوته و نصر شريعته واحييكم فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا معالي الوزير - انت رجل مسلم تؤمن بالله ورسوله وكتابه وتعتقد من اعماق نفسك ان تعاليم الاسلام واحكام الاسلام هى أفضل التعاليم واعدل الاحكام وان الاسلام اذا امر ففى اطاعة امره سعادة الناس وصلاحهم واذا نهى قفي ارتكاب ما نهى عنه شقاؤهم وبلاؤهم . وتعلم الى جانب ذلك ان الاسلام فرض على ابنائه الدعوة الي محاربة الخمر والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والتحذير من المعصية ومناصرة الحق مهما كلفهم ذلك ومقارعة الباطل مهما كان عاليا جبارا وحمل الناس على الفضائل وان فشت فيهم الرذائل والاسلام انما يزن الامم بهذا الميزان فامة آمرة ناهية هي خير الامم (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ) وأمة ساكنة هى أهل اللعنة والمقت في كل زمان ومكان (لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتنهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون ) وإنما يعيش المسلم بالحق للحق صابرا محتسبا ولا شيء الا هذا ( ان الانسان لفي خسر الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ولا أطيل عليك بذكر ما ورد في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والغضب لله وخصومة أهل الباطل حتى ؤطر واعلى الحق أطرا - من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة الصحيحة فأنت بذلك جد عليم وانما ترأست ما ترأست من الجمعيات الأسلامية على هذه القاعدة - قاعدة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
– وتستكمل المجلة في صفحتها الاخيرة باقية المنشور في الصفحة الثانية   تحت عنوان تحطيم الحانات  حيث يستمر البنا في تبرير الجريمة  فيقول عن المجرمين
حملهم على ذلك دافع شريف جدير بالتقدير هو في الواقع مساعدة للقانون على أداء مهمته وهى محاربة الجريمة والقضاء عليها وسد المنافذ الموصلة اليها والخمر هى أوسع المنافذ التي يدخل منها المجرمون إلى إنتهاك حرمة القانون والخروج على سلطانه - وهؤلاء الشبان شعورهم هذا إنما يعبرون عن شعور الامة كلها فليس هناك مصرى واحد لا يتمنى أن تغلق الحانات وتوصد المواخير وتطهر الشوارع والأحياء من هذه الارجاس والآثام وخير للحكومة أن تعمل قانونها وتستكمل ما فيه من نقص حتى يتفق مع شعور الامة وعواطفها ولا سيما اذا كانت هذه العواطف والمشاعر مثال السمو والكمال من أن تتحداهم بالقانون وتخوفهم بنصوصه وتضطرهم الى التبرم والرزاية به وليس آلم لنفس المؤمن من أن يتلفت حوله فيرى حرمات الله تنتهك ومعاصيه ترتكب وأوامره تعطل وهو مكتوف اليدين لا يستطيع دفعاً ولا يملك انكارا ولعلك يا معالي الوزير لو ترجلت عن سيارتك وطفت خلال هذه الاحياء ورأيت هذه المناكر في صورتها البشعة المثيرة يقع فيها عامة هذا الشعب الضعيف الفقير المريض لكنت أنت الذى تحطم الحانات وتأخذ بخناق هؤلاء الخمارين
والدستور المصري يا معالي الوزير ينص علي ان دين الدولة هو الاسلام ويجب ان تتوفر للقوانين (صفة الدستورية حتى لا تكون متناقضة مع القانون العام فانا كانت مادة الاتلاف التى يراد تطبيقها علي هولاء الشباب قانونا محترما انها قد وضعت قبل وضع الدستور بعشرات السنين  والدستور بما له من الهيمنة علي  القوانين جدير بنسخها واضعاف آثارها لهذا أتقدم الى معاليكم وذلك حقكم..... أولا - أن تعيدو النظر فى اجراءات هذه القضية وتنظرو في الوسيلة القانونية التي بها يطلق سراح هؤلاء الشبان المسجونين ولا يعجزكم ذلك وان أبته حرمة القانون فظروف هذه القضية ليست كغيرها  من الظروف
ثانيا - أن تتقدموا الى الحكومة عاجلا بتشريع حازم يقضى على هـذه الفوضى الخلقية ويحمى الشعب من الخمر والبغاء والمهالك والآثام يا معالى الوزير - لقد تيقظ الشعور الاسلامى في نفوس الشعب المسلم ولم يعد هناك وقت للسكوت والاهمال في اجابة هذه الرغبات بعد أن وصل الفساد والاضمحلال الخلقى الى الصميم فبادروا بانقاذ الامة ودفع الحرج عن الناس حتى لا يقفوا من القانون موقفا لا يرضاه القانون وتكون الحكومة المقصرة والمسئولة بين يد الله والناس
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذى الحجه سنة ١٣٥٧
المرشد العام للاخوان المسلمين حسن البنا

شارك