زيارة رجل هنية إلى دمشق... هل تم تجميد عودة العلاقات بين سوريا وحماس؟
الأربعاء 01/فبراير/2023 - 06:45 م
طباعة
علي رجب
وفى 19 أكتوبر الماضي ، استقبل الرئيس السوري بشار الاسد، وفد من حركة حماس بقيادة رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية في "حماس" خليل الحية، في اعلان لعودة العلاقات بين سوريا والحركة وانهاء قطيعة دامت عشر أعوام.
وفي يناير الماضي، ذهب محمد نصر عضو المكتب السياسي ومستشار رئيس حماس اسماعيل هنية، الى دمشق مرة أخرى في محاولة لاستطلاع رأى وموقف الحكومة السورية من تطبيع العلاقات.
زيارة "نصر" الذي يوصف بانه مهندس العلاقات الخارجية داخل حماس، وخازن أسرار اسماعيل هنية، تكشف عن تغييرات داخل الحركة فيما يتعلق بالملف السوري، مع عدم انجاز "الحية" أي جديد في ملف التطبيع.
محمد نصر، يعد من أبرز قيادات الحركة في المرحلة الحالية، والذي من المتوقع لن يذهب بيعدا في سلم القيادة داخل حماس، وهو من القيادات القريبة من ايران وحزب الله اللبناني، ويتمتع بقبول لدى الجانب السوري، في ظل عدم وجود أي تصريحات له تهاجم الحكومة السورية منذ 2011.
ولكن حتى الأن لم يصدر أي جديد فيما يتعلق بتبيع العلاقات بين دمشق وحماس، وهو ما ذهب اليه مراقبون بان لقاء الاسد مع "الحية" لن يذهب اكثر من ذلك في ظل ما تحمله الحكومة السورية من غدر من قبل الحركة وسنوات من الهجوم على سوريا ودعم الجماعات المسلحة في سوريا ضد الجيش العربي السوري.
تحليل الاخبار التي تتناول علاقات حاس بسوريا، التي نشرتها منصات قريبة من حماس، أشار إلى ما يمكن وصفه بالخلاف بين بعض من أجنحة حركة حماس، سواء السياسية أو العسكرية حيال عودة العلاقات مع سوريا .
احد أهم هذه الاسباب هي ، عدم قدرة حماس على التخلي عن الدعم والغطاء القطري، حيث يقيم رئيس الحركة اسماعيل هنية في الدوحة، وهو ما يعطل من فتح دمشق أبوابها لحماس.
أيضا قررت الحكومة القطرية وعقب تقارب حماس مع دمشق، إغلاق مكتب مؤسسة قطر الخيرية في قطاع غزة، وتقليل من الدعم القطري للحركة.
كذلك تبيع العلاقات التركية الاسرائيلية، ألقى بظلاله على الحركة، وسعى الرئيس التركي أردوغان للتطبيع مع دمشق، يقلص من دور حماس كورقة في الجانب السوري، أيضا وأن سوريا حاليا تقوم بإعادة بناء علاقاتها مع بعض من الأطراف الإقليمية المعادية لحماس أو التي تنتقدها ، مثل الإمارات على سبيل المثال والتي باتت العلاقات بينها وبين سوريا متميزة في الفترة الأخيرة.
كلا الجانبين الحكومة السورية وحماس، قبلا العودة الرمزية للعلاقات بين الطرفين، ولن تهذب أكثر من ذلك في ظل تعقيدات علاقات حماس مع اعداء دمشق، وغدر العشر سنوات من قبل الحركة بالحليف السوري والذي كانت العصمة السورية مقر الحركة الأمن.
الامور تشير إلى مهمة "نصر" في دمشق لم تأتي بالنتائج المتوقعة لقادة حماس، في ظل التشابكات والتعقيدات تضع تضعف عودة العلاقات لما كانت عليه قبل 2011 مع دمشق، وكذلك غياب وجود فصائل فلسطينية أخرى كحركة الجهاد الاسلامي، وفتح وايضا السلطة الفلسطينية التي تتمتع بعلاقات جيدة مع دمشق ولم يذهبوا الى توجه حماس بعد 2011.
يبدو أن عودة العلاقات بين حماس وسوريا ، لن تكون كما كانت عليه قبل 2011، حيث تعترضها الكثير من المصاعب السياسية ، وهي المصاعب التي تتعدد في ظل التغيرات الدولية والإقليمية المتنوعة والمتعددة التي تعيشها المنطقة.