المراكز الصيفية الحوثية.. قنبلة موقوتة تهدد الامن والسلم الإقليمي والدولي
الأحد 07/مايو/2023 - 11:08 ص
طباعة
فاطمة عبدالغني
حذرت الحكومة اليمنية من إعلان ميليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لايران، تنظيم معسكرات لاستدراج وتجنيد مئات الآلاف من الأطفال في المناطق الخاضعة لسيطرتها، تحت غطاء المراكز الصيفية، والذي يكشف موقفها الحقيقي من جهود التهدئة ووقف الحرب واحلال السلام في اليمن، وأوضحت الحكومة اليمنية أن مساعي الميليشيا خلق جيل من الإرهابيين لا يمثلون خطراً على اليمن فحسب، بل يشكلون قنبلة موقوتة تهدد الامن والسلم الإقليمي والدولي.
جاء ذلك على لسان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني والذي قال إن "تخطيط ميليشيا الحوثي لاستهداف مئات الآلاف من الأطفال من خلال المراكز الصيفية، وغسل عقولهم بالأفكار الإرهابية المتطرفة وتعبئتهم بشعارات الموت والكراهية الدخيلة على بلدنا والمستوردة من ايران، يؤكد استغلالها جهود إحلال السلام لكسب المزيد من الوقت وتجنيد المزيد من المقاتلين في صفوفها وبخاصة فئة الاطفال، وقودا لمعاركها القادمة".
وأضاف الإرياني في تغريدة له على تويتر "تواصل ميليشيا الحوثي تسخير مؤسسات الدولة الواقعة ضمن سيطرتها، بما فيها المؤسسة التعليمية، وتوظيف حالة اللاحرب واللاسلم القائمة للمزيد من التغلغل وتكريس سيطرتها في مناطق تواجدها، وفرض افكارها على المجتمع بالقوة والاكراه، واستهداف الهوية الوطنية والعربية، وتفكيك السلم الأهلي والنسيج الاجتماعي وفرص العيش المشترك بين اليمنيين"
وحذر الإرياني "الآباء والامهات والمشائخ وأبناء القبائل في العاصمة المختطفة صنعاء ومناطق سيطرة الميليشيا الحوثية، من الزج بأبنائهم في هذه المراكز المشبوهة، وأخذ العظة والعبرة من عشرات الآلاف من الضحايا الأطفال الذين استدرجتهم الميليشيا وزجت بهم في محارق مفتوحة واعادتهم لاهاليهم في صناديق أو باعاقات دائمة، وكذا مئات حالات القتل التي نفذها حوثيون عائدون من دورات ثقافية ومن جبهات القتال بحق اقاربهم نتيجة التعبئة الخاطئة".
وطالب الإرياني المجتمع الدولي والامم المتحدة والمبعوثين الأممي والأمريكي، بعدم الوقوف موقف المتفرج إزاء هذه الممارسات الحوثية، التي تتعارض مع متطلبات التهدئة، وخطوات بناء الثقة، وتنسجم مع تحركات الميليشيا التصعيدية على الأرض، واستمرار خروقاتها في مختلف جبهات القتال، والقيام بواجباتها القانونية والانسانية والاخلاقية في وقف اكبر عمليات لتجنيد الأطفال في تاريخ البشرية
وكان وزير الإعلام اليمني دعا في تغريدة سابقة له كافة اليمنيين في الداخل والخارج، للمشاركة الفاعلة في الحملة الاعلامية المفتوحة التي انطلقت مساء السبت 6 مايو، للتوعية بمخاطر تنظيم ميليشيا الحوثي الإرهابية، مراكز صيفية لاستدراج وتجنيد مئات الآلاف من أطفال اليمن، ومسخ هويتهم الوطنية والعربية، وتحويلهم الى قنابل موقوتة لا تمثل تهديدا لليمن فحسب بل على الامن والسلم الإقليمي والدولي، والتحذير من انعكاساتها الكارثية على فرص التهدئة واحلال السلام في اليمن، وتفكيك النسيج الاجتماعي والسلم الأهلي لليمنيين، وتلغيم مستقبل الاجيال القادمة
وناشد الإرياني الآباء والأمهات في مناطق سيطرة الميليشيا الحفاظ على أبنائهم، وعدم إلقائهم لموت محقق وقودا لمعارك الحوثي العبثية وخدمة المشروع التوسعي الايراني، وذلك على هاشتاق: #احذروا_مراكز_الحوثي_الصيفيه
وسبق وحذرت منظمة ميون لحقوق الإنسان، من خطورة المراكز الصيفية التي أعلنت جماعة الحوثي الانقلابية عن تدشينها هذا العام مستهدفة ما يزيد على مليون طفل من طلاب المدارس.
وقال بيان صادر عن ميون، إن هذه المراكز خطيرة على سلامة الأطفال، مشيرة إلى أنها وثقت، خلال العام الماضي، وقوع عمليات تجنيد ممنهجة للأطفال وأنشطة شبه عسكرية.
من ناحية أخرى أكد التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان (رصد) في بيان مقتضب على حسابه في منصة "تويتر" في وقت سابق، أن هذه المراكز تمثل تدمير لعقول الأطفال، وقال: "تواصل جماعة الحوثي تفخيخ عقول الأطفال في اليمن من خلال المراكز الصيفية التي يتم فيها أدلجتهم وحشو عقولهم بفكر الجهاد وإذكاء ثقافة العنف وتمجيد القتال والأفكار الطائفية الخاصة بالجماعة".
ودعت المنظمتان كافة الآباء والأمهات إلى عدم التجاوب مع دعوات الالتحاق بتلك المراكز التي وصفتها بـ"المشبوهة"، وعدم تسليم أطفالهم فريسة للانتهاكات، لاسيما في المراكز المغلقة، حفاظا على سلامتهم.
وتستخدم ميليشيا الحوثي المدارس والمساجد كمقرات للمراكز الصيفية، سواء في المدن الرئيسة أو المناطق الريفية، ويسعون لاستقطاب جميع الفئات العمرية، ويتم تقديم دروس دينية في المراكز بالإضافة إلى أنشطة أخرى. كما تقود الميليشيا دعاية مكثفة للدورات على جميع المستويات، ويستهدفون مضاعفة المشاركين فيها.
وكانت ميليشيا الحوثي أعلنت السبت 29 أبريل عن تدشين المراكز الصيفية في مناطق سيطرتها للعام الجاري 2023، زاعمة أنها تستهدف ما يزيد على مليون طفل من طلاب المدارس رغم التقارير الحقوقية التي وثقت ارتكاب انتهاكات جسيمة في هذه المراكز خلال السنوات الماضية.