"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية
الإثنين 29/مايو/2023 - 10:30 ص
طباعة
إعداد: فاطمة عبدالغني
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات– آراء) اليوم 29 مايو 2023.
البيان: تصعيد عسكري حوثي يهدد جهود السلام
ذكرت مصادر حكومية يمنية أن ميليشيا الحوثي دفعت بتعزيزات عسكرية إلى أطراف محافظة الجوف وجنوب شرق محافظة مأرب، كما هاجمت مواقعها في شرق تعز وأطراف محافظة لحج.
ووفق ما قالته المصادر، فإن أربعة من عناصر ميليشيا الحوثي قتلوا وجرحوا عند محاولة مجموعة من عناصر الميليشيا بالتسلل إلى مواقع القوات الحكومية في منطقة العريش شرق مدينة تعز فجر الأحد.
وفي مأرب أسقطت القوات الحكومية طائرة مسيّرة تابعة لميليشيا الحوثي في مرتفعات البلف الواقعة جنوب عاصمة المحافظة. وحسب المصادر فإن هذا التصعيد ترافق مع وصول تعزيزات جديدة لميليشيا الحوثي إلى خطوط التماس في الجهة الشرقية من المكافئة والتي شهدت أعنف المعارك بين الجانبين قبل إبرام اتفاق الهدنة برعاية الأمم المتحدة قبل ما يزيد على عام، وأكدت المصادر الحكومية أن ميليشيا الحوثي استحدثت تحصينات عسكرية ومتاريس على طول خطوط التماس في جبهتي الجدافر وقشعان شرق مديرية الحزم عاصمة المحافظة.
وفي الأثناء ذكرت الحكومة أن لغماً أرضياً من مخلفات ميليشيا الحوثي انفجر في سيارة احد السكان، ما أدى إلى مقتل اثنين من أطفاله، فيما أصيب الرجل وزوجته وابنهما الآخر.
وقالت إن ميليشيات الحوثي المتمركزة في موقع جبل الدوملة في مديرية الصلو التابعة لمحافظة تعز قتلت الطفل (حمد أمين) حين كان يرعي الأغنام في المنطقة.
الشرق الأوسط: مجرمون تحت الحماية الحوثية في إب
لم يتوقع دعبس، وهو مجرم خرج من السجن أن تصل الجرأة بالطفل قصي علي الرميشي إلى السخرية من سلاحه، خلال مشادة حدثت بينهما في سوق تقع في مفترق طرق بالقرب من مدينة جبلة، التابعة لمحافظة إب اليمنية؛ فاستخدم سلاحه للرد على قصي وأرداه قتيلاً. يقول الشهود إن دعبس هدد الطفل البالغ من العمر 16 عاماً بإطلاق النار، فرد ساخراً: «هذا المسدس لا يطلق النار»، ما زاد من غضب دعبس الذي انتزع مسدسه من جرابه وأطلق بضع رصاصات منه على جسد الرميشي ليرديه قتيلاً في الحال.
كان دعبس نزيلاً في السجن المركزي في محافظة إب بتهمة قتل، قبل أن يخرج بأوامر من القيادي الحوثي أبو علي الكحلاني، وهو مشرف أمني في المحافظة، وكان يعمل في السابق قائداً للحماية الشخصية لعبد الملك الحوثي، وفقاً لمصادر قالت إن الكحلاني يزور بنفسه السجن المركزي بمحافظة إب، ويلتقي السجناء، ويعقد معهم اتفاقات لا يُعلم مضمونها الكامل، إلا أنها تقتضي الإفراج عن بعضهم مقابل أن يجندوا أنفسهم لصالح جماعته في مهام متنوعة، كأن يعملوا مرافقين للمشرفين الميدانيين المكلفين جمع الجبايات غير القانونية والسطو على الأراضي والممتلكات.
منصات طائفية
في واقعة أخرى، احتل مسلحون حوثيون في منطقة المعاين شمال مركز المحافظة، مسجد ومركز التوحيد لتعليم القرآن، واستبدلوا بطلابه عناصر تابعة لهم جرى استقدامهم من محافظات صعدة وحجة وعمران شمال البلاد، بعدما طردوا طلبة المركز الذين يزيد عددهم على 400 طالب، في مسعى لتحويل المركز إلى منصة طائفية تابعة لهم بحسب أهالي المنطقة.
وبالتزامن مع ذلك، ذكر أهالي المحافظة أن الميليشيات الحوثية أجرت حملة اختطافات واسعة في مدينة إب، وطوّقت المدينة القديمة بحزام أمني، بعدما أحرق عدد من شباب المدينة، وطمسوا، شعارات الميليشيات المعلقة على أعمدة النور، والمرسومة على الجدران بينما كانت الجماعة تستعد لما يعرف بـ«الذكرى السنوية للصرخة الخمينية»، وهو الشعار المستورد من إيران، وأطلقها الخميني منذ 4 عقود.
وبحسب الأهالي، تعمل الميليشيات على التوثق من كاميرات المراقبة من أجل اختطاف شباب المدينة لمجرد الاشتباه، ويكفي أن يظهر وجه شاب عابر أمام إحدى الكاميرات ليكون متهماً بحرق وطمس الشعارات.
ويتهم السكان الميليشيات الحوثية بأنها حوّلت محافظتهم إلى منطقة انفلات أمني يتسع ويتزايد باستمرار، إذ لا يكاد يمر يوم دون وقوع حوادث أمنية يروح ضحيتها السكان، سواء باعتداءات مباشرة من عناصر الميليشيات، أو بسبب الخلافات المتصاعدة بفعل تغييب مؤسسات الدولة، وسيطرة الميليشيات على أجهزة الأمن والقضاء.
ففي مدينة القاعدة جنوب المحافظة، توفيت طفلة منذ أسبوعين في منزلها بعد إصابتها برصاصة طائشة اخترقت إحدى النوافذ خلال اشتباكات مسلحة في نزاع على قطعة أرض في المدينة، وسبق هذه الواقعة إقدام رجل على إطلاق النار من بندقية آلية على منزل جيرانه، محتمياً بإحدى قريباته التي تعمل ضمن الميليشيات النسائية الحوثية.
أما القيادي الحوثي المكنى أبو أحمد الصلاحي، والمعين من الميليشيات عضواً للنيابة العامة في المحافظة، فلا يزال يمنع المحققين من جمع الاستدلالات لإثبات واقعة اعتداء رجل في المدينة على زوجته وطعنها، وإحالته إلى المحكمة، وهي الواقعة التي تعدّ شروعاً في القتل، ويقول مقربون من الضحية إن زوجها متعاون مع الميليشيات.
مصدر جديد للثراء
يؤكد السكان في إب أن الميليشيات الحوثية زرعت التناحر والشقاق بين أهالي المحافظة من خلال تغييب مؤسسات الدولة وإحلال نفسها بدلاً عنها، وتوفير الحماية لمَن يتعاون معها، مقابل إباحة حقوق وسلامة مَن يرفض التعاون معها، أو مَن تتقاطع مصالحه مع نفوذها أو مع مصالح المتعاونين معها.
ويقول مشير، وهو اسم مستعار لناشط حقوقي في المدينة، لـ«الشرق الأوسط»: «لكي تحصل على شيء، سواء كان بالحق أو الباطل، فلا بد من الارتباط مع قادة الميليشيات بعلاقة تعاون من أي نوع، ومن ذلك أن يتحول المرء إلى مخبر ينقل لهم ما يدور في الأسواق والأماكن العامة والمجالس، وأن يرصد لهم ما يقوله الناس عنهم، ويبلغ عن أي أنشطة لا تروق لهم، ويرصد ردة فعل الأهالي على ممارساتهم».
ويذكر أن الميليشيات الحوثية مكّنت العصابات من الأسلحة ووفرت لها الحماية، وأطلقتها للنهب والبلطجة على الأهالي، لتصبح عمليات السطو على الممتلكات أحد أهم سبل الثراء السريع، بعد أن تسببت الميليشيات في البطالة وإفقار المجتمع.
ويفسر الناشط اليمني هذا النهج بأنه وسيلة حوثية لإغراق أهالي المحافظة في النزاعات والثارات، وإسقاط خطر الميلشيات الحوثية وجرائمها وسيطرتها من أذهانهم، وإفراغ جهودهم وغضبهم في خلافاتهم وقضاياهم المحلية، وإشغالهم إما بالدفاع عن أنفسهم وأقاربهم وممتلكاتهم، عن مواجهة النفوذ والهيمنة الحوثيَين، أو بالخوض في هذه النزاعات التي لا تنتهي.
وأشار إلى أن الميليشيات أطلقت عدداً من السجناء من سجون مدينة يريم شمال المحافظة عام 2016، وخلال السنوات الماضية أفرجت عن مئات السجناء في محافظة إب على دفعات، وبلغ عدد المفرَج عنهم في إحدى المرات 70 سجيناً من نزلاء السجن المركزي في إب، كانوا على ذمة قضايا جرائم خطيرة.
وذكر أن القياديَين الحوثيَين، أبو علي الشامي وأبو علي الكحلاني، أكثر مَن تولى مهام الاتفاق مع السجناء والإفراج عنهم.
وكانت منظمة حقوقية محلية وثّقت أكثر من 3519 واقعة انتهاك في محافظة إب خلال الأعوام الثلاثة الماضية، وتحديداً منذ مطلع يناير (كانون الثاني) 2020، وحتى أواخر مارس (آذار) من العام الحالي.
اتهامات لانقلابيي اليمن باختطاف 28 طفلاً في ذمار
اتهمت مصادر يمنية الميليشيات الحوثية بالوقوف وراء اتساع ظاهرة خطف الفتيان والفتيات في محافظة ذمار لجهة تجنيدهم واستغلالهم لخدمة أجندة الجماعة، حيث أفيد باختفاء 28 طفلاً وطفلة منذ مطلع العام الحالي.
وكشفت مصادر محلية في ذمار (100 كلم جنوب صنعاء) لـ«الشرق الأوسط»، أنه جرى تسجيل خمس حالات اختفاء لأطفال خلال الشهر الماضي في أحياء وشوارع متفرقة تتراوح أعمارهم بين 7 سنوات و16 سنة.
وتحدثت المصادر عن وقوف عصابات وصفتها بـ«الإجرامية» تتبع قادة انقلابيين خلف انتشار جرائم الاختطاف بحق صغار السن، حيث تتصاعد الظاهرة في مدينة ذمار و12 مديرية أخرى، وسط حالة من التدهور والانفلات الأمني غير المسبوق.
أحدث هذه الجرائم تمثلت في خطف طفل يدعى أحمد عبد الله الحداد، ينحدر من محافظة ريمة من حي «المسلخ» الذي يقطنه مع أسرته، حيث لا يزال مصيره مجهولاً حتى اللحظة.
وسبق جريمة خطف الطفل أحمد بيومين تعرض فتاة تدعى (أماني ع.) لجريمة اختطاف من قبل عصابة مجهولة وسط مدينة ذمار. وقال شهود عيان إن ثلاثة ملثمين قطعوا بشكل مفاجئ طريق الطفلة أماني (14 عاماً) وقت الصباح لحظة خروجها من منزلها لشراء بعض الاحتياجات، وقاموا بخطفها واقتيادها بالقوة على متن سيارة إلى جهة غير معلومة.
وأكد الشهود لـ«الشرق الأوسط»، أن الخاطفين سرعان ما أعادوا تلك الفتاة بعد ساعات من اختطافها إلى المكان الذي اختُطفت منه، ثم لاذوا بالفرار دون ذكر أي معلومات أخرى.
إضافة إلى ذلك، اختفت فتاة تدعى كريمة سرحان بمنتصف مايو (أيار) الحالي، من أحد أكبر الشوارع الرئيسية بمدينة ذمار وسط ظروف وملابسات لا تزال حتى اللحظة غامضة.
ويأتي تصاعد حوادث الخطف بحق الفتيان والفتيات بالتوازي مع تواصل استهداف الجماعة نحو 80 ألف طالب وطالبة في محافظة ذمار عبر معسكرات صيفية تقيمها حالياً في 1000 مدرسة مفتوحة ومغلقة ونموذجية.
ويتهم المواطنون في ذمار الجماعة الحوثية بتعمد تحويل محافظتهم على مدى الفترة الماضية إلى مسرح كبير لظاهرة اختفاء وخطف الفتيان والفتيات.
وربط حقوقيون يمنيون بين تنامي تلك الظاهرة في ذمار خصوصاً منذ مطلع العام، وبين التعزيزات البشرية التي تدفع بها الميليشيات تباعاً من المحافظة صوب مختلف الجبهات.
ويقول ثابت وهو اسم مستعار لناشط حقوقي في المدينة، إن عملية استدراج واستقطاب الأطفال المجندين غالباً ما تبدأ بعمل دورات مكثفة تجري فيها تعبئتهم بالأفكار المتطرفة، وإذكاء ثقافة القتل والعنف، وتمجيد قادة السلالة الحوثية.
وسبق أن دفع القيادي الحوثي محمد البخيتي المنتحل صفة المحافظ في ذمار هذا الشهر بعشرات المقاتلين أغلبهم من الأطفال ومن فئة المهمشين واللاجئين الأفارقة على متن دوريات عسكرية حوثية نحو كثير من الجبهات.
وكان مرصد حقوقي يمني قد أكد في وقت سابق إنشاء الميليشيات 83 مركزاً للاستقطاب وتجنيد الأطفال، توزعت ما بين مقرات في القرى والأحياء السكنية والمساجد والمدارس والمراكز الصيفية، إضافة إلى المعسكرات ودوائر الأمن الخاضعة للميليشيات.
ووصف «تحالف رصد» الحقوقي الجماعة الحوثية بأنها الأكثر انتهاكاً والأوسع جغرافياً في تجنيد الأطفال في اليمن بنسبة 97.46 في المائة.
وذكر مطهر البذيجي، المدير التنفيذي لـ«تحالف رصد»، أن تقديرات المجتمع المدني في اليمن حول تجنيد الأطفال تشير إلى أكثر من 30 ألف طفل مجند، وأنهم يشكلون غالبية قوام مقاتلي الميليشيات.
وأكد البذيجي أن «تحالف رصد» يمتلك قاعدة بيانات موثقة ومكتملة بعدد يزيد على 6 آلاف طفل مجند بين العاشرة والثامنة عشرة، ينتمي الغالبية العظمى منهم إلى محافظات صعدة، وذمار، وعمران، وصنعاء، وإب، والحديدة وتعز.
ألغام الحوثيين تتربص باليمنيين رغم دخول التهدئة عامها الثاني
بينما أعلن المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن (مسام) تمكن فرقه من نزع 400 ألف لغم حوثي وقذيفة غير منفجرة منذ بدء عمله، لا تزال ألغام الحوثيين غير المنزوعة تتصيد المدنيين في أكثر من محافظة، رغم دخول التهدئة عامها الثاني.
ففي شرق محافظة الحديدة (غرب) اضطر حسن -وهو أب لستة أطفال- إلى النزوح في رحلة صعبة بدأت في 2015؛ حيث اضطر للبحث عن مصدر للدخل في وقت أصبح من النادر فيه العثور على عمل، بعد أن عطَّل الحوثيون مؤسسات الدولة، وقطعوا رواتب الموظفين، وسخَّروا العائدات لمجهودهم الحربي.
لكن حياة النزوح لا تقتصر معاناتها على البحث عن مصدر للعيش، فهناك حقول الألغام التي نشرها الحوثيون بشكل عشوائي في المزارع والطرقات ووسط التجمعات السكنية؛ حيث لا تزال مستمرة في تصيد المدنيين.
يقول حسن إنه كان على زوجته العمل في مزرعة، للمساعدة في تغطية بعض الاحتياجات الأساسية للأسرة، بينما استخدم هو سيارته الخاصة في توصيل الطلبات للأسر في موقع النزوح، ومع ذلك فإن الارتفاع الكبير في أسعار الوقود واحتياجات الرعاية الصحية المتكررة لأطفاله، أجبرته على تقليص نفقاته بشكل متزايد على حساب توفير متطلبات عائلته.
ونتيجة لذلك، فقد ساءت حالة الأسرة عندما مرض أصغر الأبناء نتيجة إصابته بنوبات حمى متكررة، تركته في حالة ضعف. وكان من المؤلم جداً على الأب رؤية ابنه يتلوى من الألم، ولم يكن لديه أي أموال لنقله إلى المستشفى في الوقت المناسب. وعندما اشتدت حالته المرضية قرر بيع سيارته لتغطية نفقات علاجه، ومع ذلك لم تتحسن صحة الطفل بسبب إصابته بسوء التغذية الحاد، مما أدى إلى مزيد من الضيق للأسرة، قبل أن تحصل على الدعم من أحد المراكز الطبية المدعومة دولياً.
معاناة السكان في جنوبي الحديدة وشرقها لا تقتصر على انعدام فرص العيش والرعاية الصحية؛ بل إن هؤلاء يعانون الانتشار الكبير والعشوائي للألغام التي زرعها الحوثيون؛ حيث سجلت بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي وقوع 6 حوادث بسبب انفجار الألغام، وهو ما أدى إلى سقوط 13 ضحية في صفوف المدنيين، ويمثل هذا انخفاضاً بنسبة 13 في المائة مقارنة بالشهر ذاته من العام الماضي.
وخلال الفترة من 22 مارس (آذار) إلى 21 أبريل الماضي، تم تسجيل 22 ضحية نتيجة 10 حوادث، مقارنة بـ15 ضحية نتجت عن 9 حوادث في رمضان الماضي، في حين شددت نائبة رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة، فيفيان فان دي بيري، على أهمية تقديم الدعم للناجين من الألغام وعائلاتهم.
الحديدة... نصف الضحايا
وفق البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، فإن الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة لها آثار اقتصادية واجتماعية كبيرة على اليمنيين في المناطق الحضرية والريفية، وتشكل قيوداً كبيرة على التنمية؛ حيث تلوثت مساحات واسعة بملايين الألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحرب، مما جعل كثيراً من الأحياء السكنية غير صالحة للسكن أو خطرة.
ويشير البرنامج إلى أنه يواصل دعم تطوير البنية التحتية الوطنية المتعلقة بالتعامل مع الألغام، وإعادة هيكلتها عند الاقتضاء، وتقديم الدعم المباشر لقطاع الأعمال المتعلقة بالألغام، بهدف التدخل وفقاً للمعايير الوطنية المتعلقة بالألغام التي تنسقها السلطات الوطنية المعنية بهذا المجال.
كما تواصل المنظمات غير الحكومية عملها في هذا المجال، مثل مركز جنيف الدولي لإزالة الألغام، والمجلس الدنماركي للاجئين، ومنظمة المعونة الشعبية النرويجية، و«هالو ترست»، في مناطق الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، وتُبذل جهود حثيثة من أجل بدء عملياتها في مناطق سيطرة الحوثيين في أقرب وقت ممكن.
وتؤكد الأمم المتحدة أن هناك حاجة ماسة إلى أنشطة التعامل مع الألغام على الصعيد الوطني، بما في ذلك إزالة الألغام، والتوعية بمخاطرها، ومساعدة الضحايا، وإجراء مسوحات تقنية وغير تقنية، والتخلص من الذخائر المتفجرة، للسماح بالمرور الآمن للمدنيين والمساعدات الإنسانية المنقذة للأرواح.
وحسب مشروع مراقبة أثر الصراع على المدنيين، سجَّل الساحل الغربي لليمن أكثر من نصف ضحايا المتفجرات من مخلفات الحرب من المدنيين في جميع أنحاء البلاد؛ حيث كانت المتفجرات من مخلفات الحرب مسؤولة عن 121 ضحية من المدنيين في الربع الأول من عام 2023، انخفاضاً من 140 ضحية في الربع الرابع من العام الماضي.
ويؤكد التقرير الأممي أن الربع الأول من هذا العام لم يكن استثناء، فقد تم الإبلاغ عن أن نصف ضحايا المتفجرات من مخلفات الحرب كانوا في الحديدة، وبعدها تأتي محافظة الجوف؛ حيث تم الإبلاغ فيها عن 19 ضحية من المدنيين نتيجة الألغام الحوثية، ثم محافظة مأرب بثمانية ضحايا؛ حيث جرفت السيول الناجمة عن هطول الأمطار الغزيرة الألغام.
ووفق ما أورده التقرير، فإنه خلال الأربعة أشهر الأولى من هذا العام، قامت فرق إزالة الألغام في المركز اليمني التنفيذي لمكافحة الألغام بتطهير الأراضي في 157 مديرية مختلفة في 18 محافظة، وأزالت ما مجموعه 88006 قطع من مختلف المواد (الألغام، والعبوات الناسفة، والذخائر غير المنفجرة، وما إلى ذلك).
14 حقلاً في مأرب
أما في محافظة مأرب، فلا تزال الألغام التي زرعها الحوثيون بكثافة وبشكل عشوائي تتربص بالمدنيين اليمنيين، وزادت خطورتها مع حلول موسم الأمطار الصيفية؛ حيث تجرف السيول كميات من الألغام إلى المناطق الأخرى وإلى المزارع والطرقات الترابية.
وسجلت السلطات الصحية في محافظة مأرب إصابة متعددة نتيجة الألغام الأرضية بين النساء والأطفال؛ حيث يعيش غالبيتهم في ظروف معيشية سيئة في مخيمات النازحين بمديرية الوادي؛ حيث نزحت آلاف العائلات نتيجة تصعيد الحوثيين في جنوب المحافظة مطلع العام الماضي، ما زاد من معاناة هؤلاء.
من جهته، أكد قائد الفريق 12 في المشروع السعودي لنزع الألغام (مسام) تمكن فريقه من تأمين 14 حقلاً للألغام خلال العام الماضي، في عدة قرى ومناطق آهلة بالسكان بمديرية حريب غرب محافظة مأرب.
وقال إن الحقول التي تمكن فريقه من تأمينها تقع في مناطق: الحشفاء، والهيشة، وأم ريشة، وغيرها، مؤكداً أن الفريق انتزع أكثر من 430 لغماً وعبوة ناسفة من تلك الحقول.
في غضون ذلك، أعلن المشروع السعودي تمكن فرقه من نزع 400 ألف لغم وقذيفة منفجرة، وأكد مديره أسامة القصيبي أن المشروع يسخر طاقاته الميدانية والتقنية والإعلامية من أجل هدفه النبيل، وأنه لن يدخر أي جهد في سبيل ذلك البتة.
وأضاف القصيبي أن انتزاع 400 ألف لغم وعبوة غير منفجرة، يعد حافزاً للمضي قدماً نحو الهدف المنشود، وهو «يمن بلا ألغام»، مؤكداً أن المشروع تمكن حتى الآن من تطهير أكثر من 46 مليون متر مربع من الأراضي اليمنية، كانت مفخخة بالذخائر والألغام والعبوات الناسفة.
العربية نت: ميليشيا الحوثي تقتل طفلاً في تعز وتختطف أسرته
قُتل طفل برصاص عناصر ميليشيا الحوثي في مديرية الصلو بمحافظة تعز، جنوبي غرب اليمن، في أحدث الجرائم التي ترتكبها الميليشيا بحق الطفولة.
وقالت مصادر محلية إن مسلحي الحوثي أطلقوا النار على الطفل حمد أمين عبده محمد قوحة (10 أعوام) في بلدة جعيشان في مديرية الصلو جنوبي تعز.
وأوضحت أن عناصر الميليشيا اعترضت طريق الطفل حمد بعد خروجه من منزله لرعي الأغنام، وأطلقت الرصاص من مسافة قريبة على رأسه، ما أدى إلى انفجار مؤخرة الرأس وفارق الحياة على الفور.
بدورها، أدانت منظمة "رايتس رادار" لحقوق الإنسان، الأحد، "إعدام" عناصر ميليشيا الحوثي الطفل. وأكدت في تغريدة نشرها حسابها على تويتر "إعدام الطفل حمد أمين عبده محمد قوحة (10سنوات) برصاص مسلحين من جماعة الحوثي".
وقالت المنظمة إن الطفل قُتل "أثناء رعيه الأغنام بمنطقة المشجب التابعة لمديرية الصلو بمحافظة تعز".
في غضون ذلك، اختطفت ميليشيا الحوثي جثمان الطفل الضحية مع أفراد أسرته ونقلتهم إلى سجن سري في منطقة الحوبان، وفق معلومات نشرها موقع" نيوز يمن" الإخباري المحلي.
العين الإخبارية: دائرة التصعيد تتسع.. نيران مرتدة تنسف هجمات الحوثي
وسعت مليشيات الحوثي الانقلابية، الأحد، دائرة التصعيد في جبهات القتال لتشمل محافظتي لحج وتعز، جنوبي اليمن.
وأعلن الجيش اليمني في بيان تلقته "العين الإخبارية"، كسر هجوم بري شنته مليشيات الحوثي المدعومة من إيران على بلدة "العريش" شرقي مدينة تعز.
وبحسب البيان، فإن مليشيات الحوثي شنت هجوما بريا ما أدى إلى اندلاع موجهات عنيفة أسفرت عن مقتل وإصابة 4 من عناصر المليشيات الإرهابية قبل أن تلوذ بالفرار.
وعلى جبهة ثانية، تمكنت القوات الجنوبية من إحباط عملية هجومية عبر محاولة تسلل نفذتها مليشيات الحوثي على جبهة "الحد يافع" في محافظة لحج على حدود البيضاء.
وأكدت القوات الجنوبية في بيان، أن المليشيات حاولت التسلل تحت غطاء ناري كثيف من المدفعية الثقيلة من بلدة "الحبج" في محافظة البيضاء اليمنية باتجاه منطقة "قشعة عبيد" الحدودية والتي تتمركز فيها وحدات القوات الجنوبية.
وأشار البيان إلى "تمكن القوات الجنوبية من التصدي للعناصر المتسللة من مليشيات الحوثي وتكبيدها خسائر فادحة, كما أسفرت المعارك عن مقتل 3 جنود وإصابة 3 آخرين من اللواء الرابع دعم وإسناد".
وأضاف أن مليشيات الحوثي لم تلتزم بالهدنة منذ بدء سريانها خلال الفترة الماضية, فيما تتلقى الضربات القاسية من قبل القوات الجنوبية.
الألغام تحصد الضحايا
في سياق متصل، قتل طفلان وأصيب والديهما وشقيقهما، الأحد، إثر انفجار لغم أرضي بسيارتهم في منطقة "الهيجة" بمديرية المصلوب جنوب غربي محافظة الجوف.
وقالت مصادر محلية، إن لغما من مخلفات مليشيات الحوثي الإرهابية انفجر بسيارة المواطن عبده حويه، ما أسفر عن مقتل اثنين من أطفاله وهما مزنه عبده، وغانم عبده فيما أصيب والدهما وزوجته وابنهما الثالث.
والسبت، قتل مدني وأصيب اثنان آخران أحدهما امرأة نتيجة انفجار لغم للحوثيين بمركبة مدنية يستقلونها في طريق فرعي بمنطقة الغرفة بمديرية المصلوب بمحافظة الجوف.
وتعتبر محافظة الجوف من أكثر المحافظات اليمنية التي زرعت فيها مليشيات الحوثي الألغام بكثافة وبطريقة عشوائية، وراح ضحيتها آلاف المدنيين أغلبهم من الأطفال والنساء.
وتشير تقارير حقوقية وأممية إلى أن عدد ضحايا الألغام في اليمن تجاوز 10 آلاف مدني أغلبهم من النساء والأطفال، كما أن هناك أكثر من مليوني لغم أرضي زرعت في مختلف أنحاء البلاد خلال الحرب الدامية بالبلاد.
اعتقالات وسلب براءة الأطفال.. إرهاب الحوثي يطارد اليمنيين
فصل جديد من الإرهاب يرتكبه الحوثيون في اليمن كان آخر ضحاياه أطفال ورجال دين وطلاب وجدوا أنفسهم فجأة بين قتيل ومختطف في زنازين الموت.
مصادر محلية يمنية قالت لـ"العين الإخبارية"، إن مليشيات الحوثي أعدمت طفلا في محافظة تعز جنوبي اليمن فيما سقط آخر قتيلا بعد إطلاق النار عليه من معسكر تدريبي للمليشيات في محافظة الحديدة.
وذكرت المصادر أن مليشيات الحوثي الإرهابية، أعدمت بالرصاص الحي الطفل حمد أمين عبده محمد الصلوي (10 أعوام)، أثناء مروره بإحدى نقاطها الأمنية في مديرية الصلو بمحافظة تعز.
وأضافت أن الطفل كان ذاهبا لرعي الأغنام في بلدة "جعيشان"، عندما اعترضه عناصر من المليشيات وأطلقوا عليه النار دون سبب واضح، ثم تركوا موقعهم وهربوا خوفا من ردة فعل الأهالي.
وأشارت المصادر إلى أن الطفل حمد الذي أصيب برصاصة في الرأس، كان يدرس في الصف الثالث الأساسي، وهو يتيم الأب ووحيد أمه التي تعوله واثنتين من بناتها.
في الحديدة، أكدت المصادر أن طفلا في الـ4 من عمره قتل برصاص أحد عناصر مليشيات الحوثي في منطقة محل الشيخ شمال مديرية الدريهمي جنوبي المحافظة الساحلية المشمولة باتفاق أممي هش.
وأوضحت المصادر أن الرصاصة انطلقت من سلاح أحد عناصر المليشيات من معسكرٍ تدريبي لمليشيات الحوثي، شمال قرية "محل الشيخ" وسكنت في جسد الطفل الذي لفظ أنفاسه الأخيرة على الفور.
اختطاف طلاب ورجال الدين
وفي جريمة أخرى، اعتقلت مليشيات الحوثي رجل دين بارزا وعددا من الطلاب في مدينة إب وذلك عقب يومين على اقتحام واحتلال مسجد من قبل عناصر المليشيات وتحويله إلى مركز صيفي تابع لها.
وقالت مصادر محلية وإعلامية إن مليشيات الحوثي اختطفت رجل الدين السلفي "صلاح مطهر الصديق" إمام وخطيب مسجد التوحيد، بمنطقة "المعاين" شمال غرب مدينة إب، بالإضافة إلى عدد من طلاب مركز التوحيد التابع للسلفيين.
وبحسب المصادر، فإن المليشيات اقتادت إمام المسجد إلى مكان مجهول، فيما نقلت بقية المختطفين من الطلاب إلى سجنها بمقر جهاز "الأمن والمخابرات".
واتهمت المصادر القيادي الحوثي أحمد العصري، المعين من قبل المليشيات، مديرا لمكتب الإرشاد، وهو مكتب شيدته المليشيات عوضا عن مكتب الأوقاف والإرشاد ـ بالوقوف وراء اقتحام المسجد والمركز ونهبهما واختطاف رجل الدين.
وكانت مليشيات الحوثي الإرهابية اقتحمت اليومين الماضين مسجد ومركز التوحيد للعلوم الشرعية التابع للسلفيين في بلدة "المعاين" بمدينة إب، قبل أن تصادره.
وبحسب المصادر فإن مسلحين حوثيين يقودهم القيادي الحوثي العصري قاموا بطرد الطلاب الذين يزيد عددهم عن 400 طالب، واستقدموا طلابا من مراكز حوثية من خارج المحافظة وأسكنتهم في دار التحفيظ وطوقت المكان.
وتهدد اختطافات المليشيات الحوثية لرجال الدين بنسف تعايش اليمنيين منذ قرون؛ وقد تجلت عقب اقتحام عدد من مراكز ومدارس العلوم الشرعية وتحفيظ القرآن الكريم.
كما تعد هذه الجرائم المروعة ضمن سلسلة من الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها مليشيات الحوثي ضد المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها أو تحاول اقتحامها، في خرق واضح للقانون الدولي والحقوق الإنسانية وجهود السلام.