ألغام الحوثي البحرية.. "الموت العائم" يهدد الأمن المائي اليمني
الأحد 25/يونيو/2023 - 12:23 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
مثلت الألغام البحرية واحدة من الاسلحة الفتاكة التي ركز عليها الحوثيون خلال حربهم في اليمن، وفي هذا السياق أكد المرصد اليمني للألغام على خطورة الألغام البحرية على اليمنيين لما لها من تأثير مباشر على حياة الآلاف من الصيادين وتداعياتها على الأمن المائي في البحر الأحمر.
وقال فارس الحميري المدير التنفيذي للمرصد اليمني للألغام خلال ندوة افتراضية نظمتها مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان على هامش انعقاد مؤتمر اتفاقية حظر الألغام والمنعقد في جنيف خلال الفترة من 19 إلى 21 يونيو الجاري "أن اليمن عانت منذ عشرات السنين من كارثة الألغام بسبب الصراعات المستمرة خاصة في ستينات وسبعينات القرن الماضي، وفي العام 2014 كانت اليمن على وشك إعلانها منطقة خالية من الألغام بعد سنوات من الجهود المضنية في عمليات التطهير والنزع، واليوم عدنا الى نقطة البداية نقطة الصفر حيث أصبحت اليمن تصنيف كواحدة من أكثر المناطق ملوثة بالألغام على وجه الكرة الأرضية".
وأضاف الحميري "مع اندلاع الحرب التي شنتها جماعة الحوثي على مناطق واسعة في اليمن والمستمرة منذ نحو تسع سنوات، رافق هذه الحرب زراعة مكثفة للالغام بكافة انواعها واشكالها، ونشرت الجماعة المسلحة الالاف من الألغام البحرية في المياه اليمنية بالبحر الأحمر قبالة محافظة الحديدة غربي البلاد".
حيث نشر الحوثيون الالغام البحرية في المياه اليمنية بالبحر الأحمر وعلى امتداد الشاطئ الغربي اليمني من باب المندب جنوبا الى ميدي شمالا وخرجت مع ذلك مناطق اصطياد واسعة عن الإنتاج كان يقصدها الصيادون التقليديون، وبالتالي أصبحت معظم مناطق الاصطياد تمثل خطرا حقيقا على الصيادين الذين يعيلون عشرات الالاف من الاسر.
ورصد المرصد اليمني للألغام ووثق مقتل واصابة العشرات من الصيادين في سواحل مديرية الدريهمي والخوخة وفي محيط بعض الجزر اليمنية، آخرها حادثة مقتل صياد في محيط جزيرة "الشناطيب" قبل أسابيع، حيث انفجر لغم بحري بقارب اصطياد كان على متنه.
وألقى الحميري الضوء في كلمته خلال الندوة الافتراضية على الخسائر البشرية التي تخلفها الألغام البحرية التي نشرها الحوثيون بكثافة في الشاطئ الغربي اليمني والتي دٌمرت العشرات من قوارب الصيد وبعض الألسن البحرية وممتلكات عامة وخاصة .. كما طفت كميات من تلك الألغام من المياه اليمنية الى المياه الاقليمية، وتسبب هذا التلوث بتصاعد المخاوف لدى الوكالات البحرية، الامر الذي ادى الى رفع التأمين على السفن التجارية التي تنقل البضائع والسلع.. كما تهدد هذه الألغام البحرية وبشكل خطير سلامة حركة الملاحة التجارية الدولية.
وقال الحميري أنه "وفقا للمعلومات التي تحققنا منها في المرصد اليمني للألغام، فان عدد من الجزر اليمنية في البحر الأحمر أحاطها الحوثيون بالألغام البحرية، خاصة محيط جزيرة ميون قرب باب المندب الممر المائي الدولي الهام وأرخبيل حنيش وجزر الطرفة وترمة ورشة وجزيرة كمران بالاضافة الى الجزر الواقعة شمال البحر الأحمر أبرز هذه الجزر ذو حراب والفشت و بكلان و طواق والعاشق و مناحسات وسانا و زمهر والظهرة وغراب بعض هذه الجزر تقع بالقرب من المياه السعودية".
وألقى الحميري الضوء على الالغام البحرية التي نشرها الحوثيين بكثافة على مقربة من محيط خزان صافر العائم المتهالك والذي تعمل الأمم المتحدة حاليا على محاولة انقاذه.
ودعا الحميري الفرق الفنية العاملة في منطقة صافر الى أخذ الحيطة والحذر من الألغام البحرية تجنبا لوقوع أي كارثة ووضع آليات مراقبة مستمرة خاصة وان بعض الألغام البحرية التي تم نشرها متحركة.
وأوضح الحميري أنه وفقا لإحصائية المرصد اليمني للالغام، عثرت الفرق الهندسية البحرية خلال الفترة الماضية على 3452 لغما بحريا، تم تفكيك هذه الألغام والتخلص منها ودرء مخاطرها.
وحذر الحميري من ان الالغام البحرية التي نشرها الحوثيون في البحر الاحمر بعضها لم تكن ضمن تسليح الجيش اليمني سابقا ، فبعض هذه الألغام التي تم نشرها الغاما خطيرة وفتاكة ومحرمة دوليا.
وولفت إلى أن هناك ايضا ألغام بحرية تم تصنيعها محليا حيث استخدم الحوثيون سخانات المياه و اسطوانات الغاز و أوعية حديدية مختلفة وتم تعبئة تلك الأجسام بمواد شديدة الانفجار.
وأشار إلى أن أن بعض أنواع الألغام التي عثرت عليها الفرق الهندسية عبارة عن ألغام اعتراضية وأخرى صوتية وألغام بحرية ذات حساسية شديدة اضافة الى الغام تعمل بالأشعة وبتقنيات متنوعة .. وأوضح أن كل ذلك يشير الى التطور الكبير في مجال تصنيع الألغام البحرية والذي يؤكد وجود خبرات أجنبية وراء هذا التطور.
ونبه الحميري إلى ان عملية الزراعة والنشر المكثف للألغام البحرية وبالتقنيات الحديثة، ساهمت في تعقيد عمل فرق التطهير البحري، خاصة وان هذه الفرق تفتقر الى اجهزة استكشاف متطورة، واجهزة رصد دقيقة ووسائل التدمير والتفجير والتخلص من هذا التلوث كما تفتقر أيضا الى المعدات الأساسية وأدوات السلامة اللازمة.
واختتم الحميري كلمته بالحديث عن امتداد استهداف الالغام الحوثية لمياه البر، حيث زرعت الجماعة الغاما فردية وعبوات ناسفة مموهة ووضعت اشراك خداعية في الآبار ومحيط مصادر المياه التي يعتمد عليها السكان في مناطق واسعة في المحافظات الشمالية من البلاد.
وأشار إلى أن هذه المشكلة الكبيرة تبرز في محافظتي الحديدة وتعز، حيث رصد المرصد اليمني للألغام ووثق عدد من حوادث انفجارات ألغام في آبار ومصادر مياه شرب، وعيون مياه في بعض السهول والأودية والجبال والتي يقصدها السكان في المناطق الريفية وعلى وجه الخصوص رعاة الماشية من الحيوانات، حيث تم تسجيل خسائر بشرية لحقت بالمدنيين معظمهم من النساء والأطفال.