تصاعد عمليات خلايا داعش في سوريا .. هل يقترب تنظيم البغدادي من العودة؟
واصل تنظيم داعش الارهابي نشاطه على الأراضي السورية، ليثبت تواجده الفعلي، خلافا لإعلان قيادة التحالف الدولي لمواجهة التنظيم هزيمته في شهر مارس من العام 2019.
ويكمن نشاط تنظيم داعش الارهابي من خلال الهجمات التي يشنها على قوات النظام وقوات سوريا الديمقراطية كل في مناطق نفوذه، والتي يقابلها عمليات عسكرية مضادة تشنها قوات سوريا الديمقراطية بالتعاون مع التحالف الدولي.
إضافة إلى العمليات الأمنية التي تشنها قوات الجيش السوري بالتعاون مع القوات الروسية، بهدف مواجهة خلايا تنظيم داعش الارهابي في مناطق سيطرتهما.
وتسعى خلايا تنظيم داعش الارهابي لاستغلال كل فرصة سانحة لإثارة الفوضى وتنفيذ عمليات الاغتيال والاستهداف التي تعمل من خلالها على إرسال رسالة مفادها أن التنظيم سيظل باقيا.
وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الشهر 107 من عمر الخلافة ، 21 عملية قامت بها خلايا تنظيم داعش الارهابي ضمن مناطق نفوذ الإدارة الذاتية ، تمت عبر هجمات مسلحة واستهدافات وتفجيرات، ووفقا لتوثيقات المرصد السوري.
فقد بلغت حصيلة القتلى جراء عمليات خلايا تنظيم داعش الارهابي4 من المدنيين، و2 من التنظيم و10 من القوات العسكرية العاملة في مناطق الإدارة الذاتية الوقاعت تحت سيطرة مجلس سوريا الديمقراطية.
وبالانتقال إلى البادية السورية، فقد شهد يونيو الجاري عمليات متواصلة للتنظيم ضمن البادية السورية، والتي تتمثل بشن الهجمات ونصب الكمائن واستهدف قوات النظام والميليشيات الموالية لها، سواءا في محيط جبل البشري بريف الرقة أو محور آثريا والرهجان ومحاور أخرى بريف حماة الشرقي بالإضافة لبادية السخنة وتدمر بريف حمص الشرقي، وبادية دير الزور فضلا عن الحدود الإدارية بين الرقة ودير الزور.
ووثق المرصد السوري 8 عمليات لعناصر تنظيم داعش الإرهابي، خلفت مقتل 10 من عناصر قوات النظام والميليشيات الموالية لها، من ضمنهم 8 من الميليشيات الموالية لإيران.
كما قتل 2 من التنظيم باشتباكات ضمن البادية خلال الحملات الأمنية المضادة، بالإضافة لمقتل 6 من المدنيين بهجمات التنظيم في البادية.
على الرغم من انقضاء نحو 51 شهرا على الإعلان الرسمي للتحالف الدولي بالقضاء على تنظيم داعش كقوة مسيطرة شرق نهر الفرات، وبرغم التطورات التي جرت على مدار الفترة الماضية، فإن الصمت لا يزال متواصلا من قبل جميع الأطراف حول قضية المختطفين لدى تنظيم الدولة الإسلامية دون تقديم أي إجابة عن مصير آلاف المختطفين، حيث تتواصل المخاوف على حياة ومصير المختطفين ومنهم الأب باولو داولوليو والمطرانين يوحنا ابراهيم وبولس يازجي، وعبدالله الخليل وصحفي بريطاني وصحفي سكاي نيوز وصحفيين آخرين، إضافة لمئات المختطفين من أبناء منطقة عين العرب كوباني وعفرين، بالإضافة لأبناء دير الزور.
وعلى ضوء التطورات المتلاحقة فيما يتعلق بتنظيم داعش ونشاطه الكبير، فإن المرصد السوري لحقوق الإنسان يجدد مطالبته لمجلس الأمن الدولي بإحالة ملف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في سورية إلى محكمة الجنايات الدولية، لينال قتلة الشعب السوري عقابهم مع آمريهم ومحرضيهم.
كما اشار المرصد السوري إلى أنه سبق وأن أشار مرارا وتكرارا أن تنظيم داعش لم ينتهي وجوده في سورية في مارس 2019، بل ما جرى هو إنهاء سيطرته على مناطق مأهولة بالسكان، بينما لايزال التنظيم يواصل عملياته في مناطق واسعة من الأراضي السورية ويوجه رسائل إلى العالم أجمع بأنه لم يفقد قوته ولم تستطع قوات النظام وروسيا ولا التحالف وقسد بالحد من نشاطه على الرغم من الحملات الأمنية المتكررة.
كما يشير المرصد السوري أنه سبق وحذر قبل إعلان التنظيم عن دولة خلافته في سورية والعراق، بأن هذا التنظيم لم يهدف إلى العمل من أجل مصلحة الشعب السوري، وإنما زاد من قتل السوريين ومن المواطنين من أبناء هذا الشعب الذي شرد واستشهد وجرح منه الملايين، حيث عمد تنظيم الدولة الإسلامية إلى تجنيد الأطفال فيما يعرف بـ أشبال الخلافة ، والسيطرة على ثروات الشعب السوري وتسخيرها من أجل العمل على بناء خلافته ، من خلال البوابات المفتوحة ذهابا وإيابا مع إحدى دول الجوار السوري.