تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات– آراء) اليوم 10 يوليو 2023.
الخليج: الأمم المتحدة تتهم الحوثيين بتقييد تحركات بعثتها في اليمن
اتهمت الأمم المتحدة، ميليشيات الحوثيين، بالاستمرار في عرقلة وتقييد تحركات بعثة «أونمها» في اليمن، وعدم تمكينها من ممارسة مهامها في الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة، والحفاظ على «مدنية» موانئها.
وقال تقرير صادر عن مجلس الأمن، قبيل التصويت على تجديد ولاية البعثة المقرر، اليوم الاثنين «المراجعة السنوية للأمين العام لبعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها)، أشارت إلى أن أحد أكبر التحديات التي تواجه العملية الفعالة للبعثة لا يزال يتمثل في القيود التي يفرضها الحوثيون على حرية حركتهم وتنقلهم».
وأكدت المراجعة أن هذه القيود التي تفرضها ميليشيات الحوثيين على بعثة «أونمها» تحد من قدرة دورياتها على تنفيذ اتفاق ستوكهولم 2018 وتقييم الطابع المدني في موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، الخاضعة لسيطرة الميليشيات «بشكل مستقل وشامل».
وأوضحت أن الحوثيين لم يسمحوا للبعثة الأممية بالوصول إلى مناطق جنوب الحديدة، منذ أن انسحبت منها القوات التابعة للحكومة اليمنية المعترف بها، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، باستثناء زيارة واحدة قام بها رئيس البعثة، مايكل بيري، في الأول من فبراير/ شباط الماضي.
وفي المقابل، أشادت المراجعة بتعاون الحكومة اليمنية مع البعثة وتسهيل تحركاتها، وقالت: «على الرغم من هذه التحديات التي تواجه البعثة، إلا أنها أحرزت تقدماً في توسيع وجودها على الخطوط الأمامية الواقعة تحت سيطرة الجانب الحكومي في الحديدة».
ويعقد مجلس الأمن الدولي، صباح اليوم الاثنين، جلسة تصويت على مشروع قرار لتمديد بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة لعام إضافي ينتهي في 14 يوليو/ تموز 2024.
وقال تقرير لمجلس الأمن الدولي، إن البعثة الدائمة لبريطانيا في مجلس الأمن، قدمت مقترح مشروع قرار ينص على تجديد تفويض ولاية بعثة «أونمها» في اليمن لمدة عام، تنتهي في 14 يوليو 2024.
وبحسب التقرير، فإن المقترح البريطاني يتضمن «تمديداً تقنياً»، ما يعني قراراً موجزاً يمدد ولاية البعثة من دون تغيير تفويضها، أو مهامها الأساسية، من أجل «تجنب التغييرات المحتملة في نظام العقوبات التي يمكن أن تعطل العمليات الدبلوماسية الجارية».
من جهة أخرى، قالت مصادر يمنية، أمس الأول السبت، إن 11 عسكرياً من القوات الحكومية سقطوا بين قتيل وجريح إثر قصف للحوثيين بطائرات مسيرة لمواقع عسكرية في محافظة تعز (256 كلم) جنوب غرب صنعاء.
وذكر العقيد عبد الباسط البحر نائب رئيس دائرة التوجيه المعنوي في قيادة محور تعز العسكري، أن قصفاً للحوثيين بطائرات مسيرة من دون طيار استهدفت جرى ضد مواقع الجيش في كل من (حذران ومدرات) بمنطقة الضباب، المدخل الجنوبي الغربي لمدينة تعز. وأكد البحر أن القصف تسبب بمقتل وإصابة 11 عسكرياً في إحصائية أولية.
وأشار العقيد البحر إلى أن منطقة الضباب التي استهدفها قصف الحوثيين هي المتنفس الوحيد لسكان مدينة تعز المحاصرين من قبل جماعة الحوثي منذ سنوات، لافتاً إلى أن القصف على المنطقة تسبب بحالة هلع في أوساط المدنيين.
البيان: تصعيد الحوثيين انتكاسة لجهود السلام
مع تعثر الوساطة الإقليمية والدولية في إبرام اتفاق شامل للسلام في اليمن بسبب اشتراطات ميلشيات الحوثي، شكل التصعيد الذي شهدته مختلف الجبهات خلال الأيام القليلة الماضية انتكاسة كبيرة لتلك الجهود، وكسرت أكثر من عام ونصف عام من التهدئة.
وذكرت مصادر سياسية ودبلوماسية يمنية لـ «البيان» أن مطالب ميليشيات الحوثي بالحصول على حصة من عائدات تصدير النفط والغاز، وأن تتسلم رواتب جميع الموظفين مدنيين وعسكريين في مناطق سيطرتها لتتحكم بصرفها وفق ما تريد، حال دون إحراز أي تقدم في الجهود التي بذلت من الوسطاء الإقليميين والدوليين، كما أعاق الانتقال إلى الجوانب الإنسانية وبالذات ما يتصل بزيادة الرحلات التجارية عبر مطار صنعاء وفتح الطرقات بين المدن، وتوحيد البنك المركزي وإنهاء الانقسام القائم في سعر العملة الوطنية وابرام اتفاق طويل الامد لوقف اطلاق النار.
خطورة التصعيد
وفي حين أكدت المصادر أن هذا التعثر رافقه التزام من الأطراف اليمنية باستمرار التهدئة القائمة منذ عام ونصف العام، إلا أنها حذرت من خطورة تصعيد ميليشيات الحوثي في جبهات محافظتي تعز ولحج ومحافظتي مارب والحديدة. وقالت: إن إرسال المليشيات تعزيزات عسكرية إلى هذه المحافظات واستهداف مواقع القوات الحكومية في محافظة تعز ولحج ومأرب وإعادة التموضع في أطراف مديرية عبس وإسناد تلك المواقع بعربات قتالية ودبابات، تمثل انتكاسة خطيرة للجهود التي بذلت طول العام الماضي من أجل التوصل إلى اتفاق شامل للحرب.
انتزاع مكاسب
ووفق هذه المصادر فإن ميليشيات الحوثي تعتقد أن بإمكانها انتزاع مكاسب خلال فترة التهدئة عجزت عن تحقيقها طوال ثماني سنوات من المواجهات، وذكرت أن المليشيات إلى جانب المكاسب المالية التي تريد الحصول عليها من خلال استهداف موانئ تصدير النفط والتهديد باستهداف منشآت تصدير الغاز المسال في حال تم استئناف العمل في الميناء، وشددت على أن هذا النهج سيدفع بالبلاد نحو مسارات أخرى لا تخدم عملية السلام وتزيد من سوء الأوضاع الإنسانية التي يعيشها نحو 21 مليون من السكان يحتاجون إلى شكل من أشكال المساعدة، فيما باتت المجاعة تهدد الملايين منهم.
العين الإخبارية: إذكاء الصراع القبلي.. فتنة الحوثي تحرق عمران وإب
في مسعى لإنهاك القبائل وفرض سيطرتها بقوة السلاح على المجتمع، تواصل مليشيات الحوثي الإرهابية إشعال الفتنة وبؤر الصراع القبلي المسلح شمال اليمن.
وفجرت مليشيات الحوثي، مواجهات دامية ومنفصلة بين العائلات القبلية في محافظتي عمران وإب، شمالي ووسط اليمن ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.
إضعاف التماس القبلي
ففي عمران، قالت مصادر قبلية لـ"العين الإخبارية"، إن مليشيات الحوثي فجرت اشتباكات قبلية بين أهالي بلدة "قينة" و"الأبرق" في مديرية جبل عيال يزيد بمحافظة عمران.
وأوضحت المصادر أن الاشتباكات نشبت بسبب خلافات على مساقي مياه قبل أن تتطور لمواجهات دامية، لافتين إلى أن قيادات حوثية تقف خلف تغذية الصراع وزعزعة الاستقرار الاجتماعي في المديرية.
واتهمت المصادر المليشيات الحوثية باستغلال النزاعات القبلية لإضعاف التماسك الاجتماعي والقبلي وفرض مشروعها بأقل التكاليف على المناطق التي تحتلها.
وأكدت أن البلدتين كانتا تعيشان في وئام، إلا أن المليشيات الحوثية لجأت إلى التفريق فيما بينها عبر إثارة المشاكل وتأليبها ضد بعضها البعض، بما يسمح للمليشيات بتمرير مشروعها وسط حالة النزاع القائم.
استنزاف القبائل
وفي محافظة إب، تدور اشتباكات عنيفة بين عائلتين قبليتين منذ 5 أيام في بلدة "ثعوب" بعزلة "خباز" في مديرية العدين غربي المحافظة، وذلك على خلفية دعم مليشيات الحوثي لإحدى العائلات.
وبحسب مصادر قبلية لـ"العين الإخبارية"، فإن الاشتباكات المسلحة تجري بين قبليتي "بيت الدميني" و"بيت الواصلي" مع قبيلة "بيت الشهاري"، على خلفية قيام مجموعة مسلحة يدعمها المشرف الحوثي "أبو حسين الهاروني"، بمهاجمة وإحراق عدد من منازل عائلة "الشهاري"، وقتل أحد أفراد العائلة.
واتهمت المصادر مشرف مليشيات الحوثي في العدين المدعو "أبو حسين الهاروني" بأنه يقف خلف تغذية الصراع الرئيس للنزاع والاشتباكات الدامية، والذي أسفر عن تضرر الكثير من المنازل في بلدة "خباز" في مديرية العدين.
وقال السكان إن "المواجهات استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وقذائف (آر بي جي)، فيما تتخذ المليشيات الحوثية موقف المتفرج في هذه المواجهات التي تسببت في فرار معظم الأسر من تلك القرية والقرى القريبة منها خشية على حياتهم.
وبحسب المصادر فإن عشرات القتلى والجرحى سقطوا خلال المواجهات المستمرة بين القبائل في محافظتي عمران وإب، متهمين المليشيات الحوثية بإذكاء الصراعات ودعم طرف ضد طرف بهدف إنهاك العائلات القبلية.
وكانت مليشيات الحوثي أشعلت أواخر العام الماضي حرب "ثأر" مفتوحة بين كبار زعماء قبائل أرحب شمال شرق صنعاء ما أسفر عن مقتل وجرح وأسر العشرات كتكتيك لاستنزاف القبائل بشريا وماديا.
وطورت مليشيات الحوثي من أساليب استهداف ومحاربة القبائل منها القمع المباشر وغير المباشر كإذكاء الصراع والثأر ومشاكل المياه ونهب الأرض ضمن حرب غير مرئية تستهدف تطويع وإذلال قبائل شمال اليمن.
وتخشى مليشيات الحوثي تمرد القبائل بعد أن ضاقت بتسلط المليشيات وجرائمها، حيث تلجأ إلى التناحر القبلي في مسعى لترسيخ سيطرتها على المستوى المحلي والحفاظ على إمداداتها اللوجستية والبشرية في محارق الموت.
الشرق الأوسط: انقلابيو اليمن يختطفون عشرات المدنيين في صنعاء خلال شهر
أفادت مصادر يمنية حقوقية في العاصمة المختطفة صنعاء بأن الميليشيات الحوثية أقدمت على اعتقال العشرات من المدنيين خلال الشهر الماضي من مختلف الأعمار، بدافع ترويع السكان، وابتزاز أقارب الضحايا.
وذكرت المصادر الحقوقية التي تحدثت مع «الشرق الأوسط» أنها وثقت قيام الميليشيات باختطاف 65 مدنياً في العاصمة صنعاء وحدها من مختلف الأعمار خلال شهر يونيو (حزيران) الماضي.
وتحدثت المصادر عن تكثيف عناصر ما يسمى «جهاز الأمن والمخابرات» الحوثي من حملات الملاحقة والاختطاف، حيث تتهم الجماعة المناهضين لانقلابها وفسادها وتعسفاتها بتأييدهم الحكومة الشرعية والتحالف المساند لها، وتلفق لهم تهماً بـ«الخيانة والتخابر مع أميركا وإسرائيل».
المصادر ذكرت أنه جرى خطف معظم من يقبعون حالياً في سجون الجماعة من المنازل والأحياء والحارات السكنية ومقار الأعمال الحكومية والخاصة ومن الحدائق والمتنزهات والمطاعم والمقاهي والأسواق... وغيرها، وأن الجماعة أطلقت بعضهم بعد أن دفع أقاربهم فدى مالية.
وروى خالد، وهو اسم مستعار لشاب ثلاثيني في صنعاء، بعضاً من تفاصيل استدراجه وخطفه قبل أسابيع على أيدي موالين للجماعة مدعومين بمسلحين من جهاز الأمن والمخابرات الحوثي.
وأوضح خالد وهو يعمل بمجال العقارات، أنه استُدرج في أثناء خروجه من منزله، حيث طلب منه موالون للجماعة القدوم معهم إلى منطقة غير معلومة للتعرف على قطعة أرض مملوكة لهم ليتسنى له عرضها للبيع.
وقال إن عناصر الجماعة نقلوه على متن سيارة إلى مكان في شمال العاصمة، حيث تنتظرهم حافلة ذات زجاج أسود على متنها مسلحون تولوا مهمة نقله إلى أحد البدرومات لإخضاعه مع عشرات آخرين لدورة طائفية مكثفة استمرت ثلاثة أيام دون معرفة أسرهم.
وعن أسباب اختطافه، يقول خالد إنه كثيراً ما كان ينتقد سياسات الفساد والعبث الحوثية، ويعارض كل ممارساتها القمعية بحق المواطنين بالحي الذي يقطنه وفي أحياء أخرى بصنعاء.
وكشف عن خضوع العشرات ممن خطفتهم الميليشيات أخيراً في صنعاء للبرنامج التعبوي، لافتاً إلى فشل كل مساعيها في إجبارهم على الانخراط في صفوفها.
ويعتقد مراقبون أنه، نتيجة رفض أُسر وقبائل يمنية عدة مد الميليشيات بمقاتلين جدد، لجأت أخيراً إلى خطف المدنيين من كل مكان بناءً على تهم ملفقة، ومن ثم مقايضتهم وذويهم بالإفراج عنهم مقابل دفع مبالغ مالية أو القبول بانخراطهم في صفوفها.
اختطاف بدافع الابتزاز
وروت أم عدنان هي الأخرى، وتقطن في حي غرب صنعاء، تفاصيل قصة اعتقال مماثلة ضحيتها نجلها الأكبر عدنان، حيث اعتقله مسلحون تابعون للجماعة رابع أيام العيد دون تهمة.
وتعرض عدنان (27 عاماً) للاعتقال لحظة تجوله في ساحة حديقة السبعين (كبرى حدائق العاصمة) بحثاً عن أفراد أسرته الذين سبقوه بالقدوم إلى الحديقة.
ورفض الحوثيون - وفق رواية الأم - الإفراج عنه وشبان آخرين أودعوا غرفة صغيرة بالقرب من بوابة الحديقة بإيعاز من مندوب الميليشيات الذي برر تلك الجريمة بالاشتباه بأن نجلها متهم ولديه سوابق جنائية.
وأضافت أن المسلحين طلبوا دفع مبلغ مالي مقابل الإفراج عن نجلها قبل أن يجري نقله مع المعتقلين الآخرين إلى سجون الجماعة لإجراء ما يسمونه بعض التحريات لمعرفة إن كان مشتبهاً به أم لا.
وبينما تعاني مدن سيطرة الجماعة بما فيها صنعاء العاصمة حالياً من تدهور وفلتان أمني غير مسبوق يرافقه تصاعد كبير بمعدل الجريمة بمختلف أشكالها، تتهم تقارير حقوقية قادة ومشرفين ومسلحين انقلابيين بالوقوف خلفها.
وكانت وزارة داخلية الانقلابيين قد أقرت عبر مؤتمرات صحافية وتقارير أمنية باختطاف آلاف المدنيين في مناطق سيطرة الجماعة بينهم نساء وأطفال بتهم مناهضة سلطات الميليشيات والعمل لصالح الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً.
وسبق أن اعترفت الجماعة في أغسطس (آب) العام الماضي، باختطاف 3 آلاف مدني بينهم نساء من المناطق الخاضعة لسيطرتها خلال 12 شهراً، بتهمة مناهضة سلطات الميليشيات.
وأكد القيادي الحوثي عبد الملك العجري المتحدث باسم داخلية الميليشيات وقتها بمؤتمر صحافي أن أجهزة أمن جماعته اختطفت 2619 مدنياً من مناطق متفرقة بتهم تأييدهم تحالف دعم الشرعية، و183 مدنياً بتهم التحشيد لصفوف الحكومة الشرعية، إلى جانب اختطافها 54 مواطناً آخرين بعد توجيه اتهامات لهم بالتجسس ورصد إحداثيات ضد مواقعها وكبار قادتها، وفق ما زعمه المتحدث الحوثي.
فوضى ميليشياوية تضرب غرب محافظة إب اليمنية
نكث رئيس مجلس حكم الميليشيات الحوثية مهدي المشاط بتعهداته بالإفراج عن المعتقلين من شبان مدينة إب اليمنية، على خلفية مشاركتهم في تشييع الناشط حمدي المكحل، الذي تمت تصفيته داخل معتقل أمني، رغم مضي 4 أشهر على اعتقالهم ونقل بعضهم إلى معتقلات في صنعاء.
جاء ذلك في وقت توسعت فيه رقعة الفوضى الأمنية التي ترعاها الميليشيات الحوثية في محافظة إب إلى مديرية العدين غرب المحافظة حيث تدور منذ عدة أيام مواجهات مسلحة بين عائلتين بدعم ورعاية من المسؤولين المحليين للميليشيات، كما ترعى عصابة مسلحة يقودها أحد السجناء السابقين باتت تستهدف زوار المديرية التي يوجد بها أحد أبرز الأماكن السياحية في المحافظة.
ووفق مصادر محلية في مدينة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء)، فإن الوعود التي قطعها مهدي المشاط، رئيس مجلس حكم الانقلاب، عند زيارته المحافظة الشهر الماضي، ذهبت أدراج الرياح، إلا أنه بعد انقضاء فترة عيد الأضحى أفرج عن اثنين من الشبان المعتقلين الذين نقلوا إلى صنعاء، هما محمد الشيبة ومعاذ الصباحي، لينضما إلى جانب جندي المرور الذي سبق أن أطلق سراحه، لكن تم فصله من عمله.
المصادر ذكرت لـ«الشرق الأوسط» أن رئاسة مخابرات الميليشيات رفضت حتى الآن كل الوساطات والضمانات التي قدمت للإفراج عن بقية المعتقلين، وفي طليعتهم الشاب علي السياغي، الذي عرف بنشاطه الخيري في الحي القديم من مدينة إب، التي أصبحت مركزاً لمعارضة خطط الميليشيات للتغيير الطائفي وتمجيد المنتمين لسلالتها.
ووصف أحد المصادر مهدي المشاط رئيس مجلس حكم الميليشيا بأنه لا يمتلك أي سلطة، وأن أوامره لا تمضي على حارس باب مكتبه، مشيراً إلى أنه تعهد قبل العيد بأيام بإطلاق سراح السياغي، لكن ما حدث بعد ذلك أن جهاز المخابرات رفض ذلك.
فوضى غير مسبوقة
في سياق رعاية الفوضى التي تديرها ميليشيات الحوثي في محافظة إب، ذكر سكان في منطقة خباز، التابعة لمديرية العدين، غرب عاصمة المحافظة، أن مواجهات غير مسبوقة تدور منذ عدة أيام بين عائلتين، إحداهما تحظى بدعم مشرف ميليشيات الحوثي في المديرية.
وقال السكان إن المواجهات استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وقذائف «آر بي جي»، على خلفية قيام مجموعة مسلحة، يدعمها المشرف أبو حسين الهاروني، هناك بمهاجمة وإحراق عدد من منازل عائلة الشهاري، وقتل أحد أفراد العائلة.
وبحسب المصادر المحلية، فإن سلطة الميليشيات تتخذ موقف المتفرج في هذه المواجهات التي تسببت في نزوح معظم الأسر من تلك القرية والقرى القريبة منها خشية على حياتهم.
وأكد السكان أن قرية ثعوب هي مركز للمواجهات، وأن الأطفال والنساء ومجاميع كبيرة من السكان اضطروا إلى الفرار من منازلهم بعد اشتداد المواجهات بين عائلة الشهاري وخصومهم. واتهم السكان سلطة الميليشيات بإذكاء الصراعات ومسؤوليها في المديرية بالفساد والمحسوبية، وحذروا من التداعيات الخطيرة لاستمرار المواجهات، واستغربوا صمت سلطة المحافظة المعينة من ميليشيات الحوثي التي لم تتحرك، رغم مرور 5 أيام على المواجهات.
رعاية العصابات
إلى ذلك، ذكرت مصادر محلية في المحافظة أن ميليشيات الحوثي قامت قبل أسابيع بإطلاق سراح سجين مدان بجرائم بلطجة، يعرف باسم «طالب الله»، وأوكلت له مهمة قيادة عصابة من المسلحين في مديرية العدين، حيث بدأت العصابة استهداف بعض سكان المديرية ووادي «عنّة»، وأيضاً مرتادي الوادي الذي يقصده مئات للتمتع بمناظره الجمالية.
وبحسب مصادر في المديرية، فإن العصابة اعتدت نهاية الأسبوع الماضي على موكب عروس في وادي «عنة»، وهشموا عدداً من سيارات الموكب وأهانوا الموجودين، ما أثار حفيظة السكان الذين حذروا من خطورة تنامي هذه العصابة وزيادة أعداد الملتحقين بها.
وأفادت المصادر بأن المسؤولين المعينين من الميليشيات وعناصرهم الأمنية ومشرفيهم هناك يغضون الطرف عما تقوم به، ما يشير إلى أن هناك مخططاً كبيراً لإغراق المديرية التي لا يزال سكانها يقاومون مساعي التغيير الطائفي.
وأشارت المصادر إلى أن المشرفين التابعين لميليشيات الحوثي قاموا بإرغام وجهاء مديريات العدين الثلاث، ومسؤولي القرى، على الذهاب معهم إلى مديرية جبل رأس، التابعة لمحافظة الحديدة، الخاضعة لسيطرة الميليشيات، وأنه بعد انتظار عدة أيام تم جمعهم في إحدى الساحات التي نصبت فيها شاشة عرض كبيرة، وطلب منهم القعود تحت أشعة الشمس لسماع محاضرة لزعيم الميليشيات عبد الملك الحوثي، يتحدث فيها عن الحق الإلهي لسلالته بحكم اليمن دوناً عن بقية أفراد الشعب اليمني.
تصعيد حوثي في تعز... وإدانات حكومية وحقوقية لجرائم الجماعة
صعّدت الميليشيات الحوثية في اليمن من هجماتها في محافظة تعز، بالتوازي مع تعاظم انتهاكاتها ضد المدنيين في مناطق سيطرتها، وهو الأمر الذي لقي إدانات حكومية وحقوقية، ومطالب بمحاكمة قادة الجماعة المسؤولين عن الانتهاكات.
تصعيد الجماعة الانقلابية ميدانياً باتجاه تعز، جاء وسط حالة من الجمود سيطرت على الجهود الأممية والدولية بخصوص المساعي الرامية إلى تجديد الهدنة، المنتهية منذ نحو 10 أشهر، وتوسيعها، وإطلاق مسار تفاوضي للتوصل إلى سلام دائم وشامل.
في هذا السياق، أفاد الإعلام العسكري اليمني بمقتل وإصابة 4 عسكريين غرب مدينة تعز؛ جراء هجوم للميليشيات الحوثية (السبت) بواسطة طائرة مسيّرة.
ونقلت وكالة «سبأ» عن مصدر عسكري قوله إن قذيفة أطلقتها مسيّرة تابعة للميليشيات الحوثية أدت إلى مقتل القائد في الجيش اليمني عمر السمعي، ورائد الحسني، وإصابة جنديين اثنين تم نقلهما لتلقي العلاج، أحدهما في حالة حرجة.
وفي وقت سابق، كانت مصادر ميدانية أفادت بأن الميليشيات الحوثية دفعت بالآلاف من مجنديها الجدد باتجاه جبهات محافظة تعز بعد أن استقدمتهم من ذمار وصنعاء، وسط مخاوف من سعيها لتفجير الأوضاع ميدانياً في المحافظة الأكثر سكاناً في اليمن.
وكان المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، حذر من هشاشة وضع التهدئة، داعياً الأطراف اليمنية إلى مزيد من ضبط النفس، والتعاون مع مساعيه ضمن خطة تشمل تجديد الهدنة وتوسيعها، وصرف الرواتب، وتوسيع وجهات السفر من مطار صنعاء.
انتهاكات وإدانات
في غضون ذلك، أفادت منظمة «مساواة للحقوق والحريات» بأنها وثّقت قيام الميليشيات الحوثية بارتكاب نحو 600 انتهاك طاولت منازل المدنيين في محافظة ذمار (100 كيلومتر جنوب صنعاء) منذ انقلابها على الشرعية في 2014.
وقالت المنظمة الحقوقية في بيان، إنها «رصدت 588 انتهاكاً متنوعاً ارتكبتها الميليشيات الحوثية بحق منازل المواطنين في عموم مديريات محافظة ذمار منذ سيطرتها على المحافظة، توزعت بين 453 حالة اقتحام لمنازل ونهب محتوياتها، وكذلك تفجير 72 منزلاً، بالإضافة إلى مصادرة نحو 63 منزلاً في المحافظة».
وأوضحت المنظمة أن هذه الإحصائية لا تشمل الانتهاكات التي ارتكبتها الميليشيات كافة بحق منازل المواطنين في محافظة ذمار، وإنما اقتصرت على الانتهاكات التي تمكّن راصدوها من لقاء ضحاياها وتوثيقها.
وأشارت إلى أن أحدث هذه الانتهاكات تمثّل في قيام الميليشيات (السبت) الماضي باقتحام منزل القائد في الشرطة اليمنية عبد الولي اليعري، الكائن في حي الجدد جنوب مدينة ذمار، ومصادرة المنزل بعد طرد ساكنيه.
بالتزامن مع ذلك، طالبت ندوة حقوقية، عُقدت في جنيف المجتمع الدولي بملاحقة ومحاسبة قيادات الميليشيات الحوثية وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم العادل جراء جرائمهم وانتهاكاتهم المرتكبة منذ عام 2014. وأكدت الندوة، المنعقدة على هامش الدورة الـ53 لمجلس حقوق الإنسان بمدينة جنيف، أهمية العمل قانونياً وقضائياً لتوثيق الجرائم والوقائع والانتهاكات التي ارتكبتها الميليشيات، مشددة على ضرورة الضغط على الميليشيات الحوثية لإطلاق سراح أفراد الطائفة البهائية، والكف عن مطاردتهم.
واستعرضت الندوة، انتهاكات الميليشيات الحوثية ضد الطفولة، واستهداف منظومة التعليم، والتعذيب والقمع بوصفهما أداة لترهيب المجتمع، واستهداف الأقليات والصحافيين والإعلاميين.
ونقل الإعلام اليمني الرسمي أن المتحدثين في الندوة تطرقوا إلى خطر استهداف النشء من قبل الحوثيين، وعسكرة العملية التعليمية، وتطييف المناهج والمراكز الصيفية المغلقة، والعبث بالمحتوى الدراسي.
مخاوف حكومية
على صعيد متصل، جددت الحكومة اليمنية مخاوفها بشأن مصير أفراد الطائفة البهائية المعتقلين حديثاً من قبل الميليشيات الحوثية، داعية المجتمع الدولي إلى الضغط على الميليشيات للإفراج عنهم.
وقال وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، إن الميليشيات الحوثية تواصل إخفاء 13 عنصراً من البهائيين قسراً، منذ اختطافهم في 25 مايو (أيار) الماضي إثر اقتحامها الاجتماع السنوي السلمي للطائفة في العاصمة المختطفة (صنعاء)، في ظل مخاوف متزايدة بشأن سلامتهم ومصيرهم وظروف ومكان احتجازهم الذي لا يزال غير معروف حتى الآن.
وأشار الإرياني إلى أن «أتباع الطائفة البهائية تعرضوا لسلسلة من الجرائم والانتهاكات منذ الانقلاب الحوثي، تنوعت بين مداهمة المنازل، وترويع الأسر، والخطف، والاعتقال التعسفي، والتعذيب النفسي والجسدي، والإخفاء، والنفي القسري، وإخضاعهم لمحاكمات بتهم ملفقة خارج إطار القانون، ومصادرة ونهب ممتلكاتهم، واقتحام ومصادرة مقراتهم، والتحريض عليهم».
ووصف ذلك بأنه «انتهاك صارخ لحرية الدين والمعتقد، والحق في التنظيم والتجمع وممارسة الشعائر الدينية التي تقرها القوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية».
وأعاد الوزير الإرياني التذكير بمصير المخفي قسراً أحمد الملاحي، وهو أحد أبناء الطائفة البهائية المعتقلين خلال عملية المداهمة، مشيراً إلى أنه يعاني من حالة صحية حرجة تهدد حياته، إضافة إلى تدهور وضعه الصحي أثناء فترة الاحتجاز، داعياً للإفراج الفوري عنه وتمكينه من تلقي العلاج قبل فوات الأوان، محملاً ميليشيات الحوثي المسؤولية الكاملة عن سلامته.
وطالب وزير الإعلام اليمني المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات والهيئات الحقوقية والناشطين، باتخاذ خطوات حاسمة وعاجلة للتدخل والضغط على قيادات الميليشيات الحوثية لضمان الإفراج الفوري عن المعتقلين كافة دون شرط أو قيد، ووقف ما وصفه بـ«الاستهداف والإرهاب الممنهج للأقليات الدينية، وعلى رأسها الطائفة البهائية».