3000 يوم معاناة.. استمرار حصار الحوثي لـ"تعز" سياسة عقاب جماعي وجريمة حرب مكتملة الاركان
تزامنًا مع ذكرى مرور 3000 يوم على فرض مليشيا الحوثي حصاراً مشؤوماً على مدينة تعز، والذي تسبب بمعاناة إنسانية كبيرة لأكثر من أربعة ملايين مواطن، دعا وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني كافة اليمنيين في الداخل والخارج، ومنظمات وهيئات حقوق الانسان والنشطاء الحقوقيين وكافة الأحرار في العالم، للتفاعل الواسع مع الحملة الالكترونية للتنديد باستمرار الحصار الغاشم الذي تفرضه مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لايران على محافظة تعز، المحافظة الاكثر كتافة سكانية في اليمن، والذي يدخل عامه التاسع في ظل صمت دولي مستغرب وغير مبرر، والضغط لسرعة فك الحصار وانهاء هذه الجريمة المنسية، وملاحقة ومحاسبة المسئولين عنها من قيادات المليشيا باعتبارهم "مجرمي حرب"، والتي تنطلق الساعة 8 مساء اليوم الخميس 13 يوليو 2023م، وذلك على الهشتاج:#3000يـوم_حـصـار
وقال الإرياني في تغريدة له على تويتر "استمرار الحوثي في فرض حصار غاشم على محافظة تعز، مستهدفة الملايين من أبناء المحافظة ومخلفة ازمة إنسانية ومعاناة هي الأكبر منذ الانقلاب، سياسة عقاب جماعي وجريمة حرب مكتملة الاركان، تدخل عامها التاسع في ظل صمت دولي ، وتقاعس وعجز منظمات وهيئات حقوق الانسان.
وأوضح الإرياني أن الحصار الخانق الذي تفرضه مليشيا الحوثي على محافظة تعز، ترافق مع عدوان بربري على المدن والقرى والاحياء السكنية ومنازل المدنيين التي تعرضت للقصف بقذائف الهاون والمدفعية والصواريخ والطائرات المسيرة -ايرانية الصنع- ونشر القناصة لقتل النساء والاطفال بصورة وحشية، وارتكاب عشرات المجازر وزراعة الالغام التي راح ضحيتها آلاف المدنيين الأبرياء
وأضاف الإرياني "نتيجة للحصار الغاشم على مدينة تعز، أضطر سائقي المركبات من المدنيين وناقلات السلع الغذائية والاستهلاكية وقاطرات النفط والغاز لسلك طرق بديلة وعرة وغير أمنه، والذي تسبب في مضاعفة معاناة المدنيين لاسيما المرضى والنساء والأطفال، ووقوع حوادث يومية راح ضحيتها آلاف المواطنين وخلفت خسائر مادية كبيرة
وأشار الإرياني إلى أن "إمعان مليشيا الحوثي في حصار تعز، وتنصلها من تنفيذ اتفاق ستوكهولم، ورفض كافة العروض والمبادرات لرفع الحصار عن المحافظة، وتحويلها ورقة للابتزاز والمساومة، يعكس حقدها الدفين على ابناء هذه المحافظة التي أنجبت العديد من رموز العمل الوطني والنضالي، وكانت صاحبة الكلمة والموقف والطلقة الأولى في صدر الانقلاب، كما يؤكد ادراك المليشيا أهمية "تعز" في المعركة الوطنية لاستعادة الدولة وانهاء الانقلاب
وأشاد الإرياني بالجهود المتواصلة التي يبذلها الرئيس رشاد محمد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي، والسادة أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، والحكومة، والمملكة العربية السعودية لفك الحصار عن تعز، ووضع حد لمعاناة أبناء المحافظة، ووضع ملف رفع عن الحصار عن تعز في صدارة الاهتمامات واللقاءات مع المجتمع الدولي وجولات التفاوض مع المليشيا الحوثية.
وطالب الإرياني المجتمع الدولي والامم المتحدة ومبعوثها الخاص لليمن، ومنظمات وهيئات حقوق الإنسان والنشطاء وكافة الأحرار في العالم لادانة هذه الجريمة النكراء، وممارسة ضغط حقيقي على مليشيا الحوثي لفك الحصار المميت لتعز فورا دون قيد أو شرط، وملاحقة ومحاسبة المسئولين عنها من قيادات وعناصر المليشيا في المحاكم المحلية والدولية باعتبارهم "مجرمي حرب"، وضمان عدم افلاتهم من العقاب.
ومن جانبها، أكدت وزارة حقوق الإنسان، أنه لم يعد مقبولاً استمرار صمت المجتمع الدولي إزاء حصار وجرائم وإنتهاكات ميليشيا الحوثي الإرهابية بحق المدنيين في مدينة تعز.
ودعت الوزارة بيان صادر عنها، تزامناً مع مرور 3000 يوم من الحصار الذي تفرضه الميليشيات الحوثية على تعز، مجلس الأمن الدولي ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، ومفوضية حقوق الإنسان وكل منظمات ونشطاء حقوق الإنسان إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه هذه المدينة بما يساهم في فضح جرائم وانتهاكات مليشيات الحوثي بحق المدينة والسكان المدنيين.
وشددت على ضرورة تذكيـِّرُ الضمير العالمي الحر وهيئات المعاهدات الدولية المعنية بحقوق الإنسان بالمعاناة الإنسانية المستمرة التي تعيشها عشرات الآلاف من الأسر وعلى وجه أشد الأطفال والنساء في مدينة تعز جراء الانتهاكات الممنهجة التي ترتكبها مليشيات الحوثي بحق المدنيين في هذه المدينة من قصف وقنص وهجمات متعمدة بأنواع الأسلحة .
وأشار البيان إلى أن الحصار الجائر الذي تفرضه الميليشيات على المدينة منذ شهر يوليو 2015 وحتى يومنا هذا الحق أضراراً جسيمة وبالغة اقتصاديا واجتماعيا وانسانيا على المستوى الفردي للأشخاص والجماعي للأسر والمؤسسات وأضر بشكل مباشر وغير مباشر بالأفراد واقتصاديات الأسر والمؤسسات والقطاعات التجارية والصناعية والزراعية.
وأكد البيان أن الميليشيات الحوثية تتعمد وتصر على مواصلة سياسة التجويع وارتكاب الانتهاكات الجماعية بحق السكان المدنيين في مدينة تعز من خلال استمرار إغلاق المنافذ والطرقات الرئيسية من والى مدينة تعز من جهة الشمال والغرب ، مما قيد بشكل كامل حركة تنقل المدنيين كافة واعاق بشكل كلي نقل ووصول المواد الغذائية والطبية وعمليات الغوث الإنساني والنشاط التجاري والصناعي، ليلحق الضرر والألم بمئات الآلاف من المدنيين وخاصة المرضى والنساء والأطفال .
ولفت البيان إلى أنه لم يعد خافيا على أحد مدى تعنت مليشيات الحوثي وتعمدها إلحاق الاضرار الجسيمة والآلام الغائرة بالمدنيين باستمرار حصار المدينة ورفضها كل المبادرات المحلية والدعوات والاتفاقات الأممية والدولية الداعية إلى رفع الحصار بفتح الطرقات والمنافذ الرئيسية من والى مدينة تعز، إضافة إلى قيامها بمنع حصول عشرات الآلاف من الأسر في المدينة من الماء.
وأعرب البيان عن إستغراب الوزارة لاستمرار صمت وتجاهل الهيئات الأممية والمنظمات الحقوقية الدولية وضعف جهود المبعوثين الأممي والأمريكي لملف حصار مدينة تعز ومعاناة عشرات الآلاف من الأسر ومئات الآلاف من الأطفال والنساء جراء ما يطالهم من انتهاكات خطيرة واستمرار الحصار المفروض عليهم من قبل مليشيات الحوثي منذ 8 سنوات، ولما يتعرض له المدنيين في تعز من انتهاكات جسيمة وعقاب جماعي بالمخالفة لكل المواثيق الإنسانية والاتفاقات الدولية .
يشار إلى أنه منذ 2015 فرضت ميليشيا الحوثي حصارًا على مدينة تعز، جنوب غربيّ اليمن، التي تسيطر الميليشيا على أجزاء منها، بينما يسيطر الجيش الحكومي على معظمها، لتتحول حياة ملايين الساكنين في المدينة إلى عناء طالت معه مسافة الـ7 كيلومترات بين وسط المدينة وطرفها إلى عشرات الكيلومترات من الطرق الجبلية الوعرة.
وبحسب تقارير حقوقية أثر الحصار في تعز وخسّر أبناءها الكثير، فعلى مستوى الأرواح البشرية استهدفت قناصات الحوثيين 400 طفل خلال الفترة من 2015 وحتى 2020، وهناك أكثر من 8 آلاف معوَّق بسبب الألغام، وقطعت إمدادات الكهرباء التي كانت تغذي تعز من (مديرية) المخا، إضافة إلى الماء الذي كان يأتي إلى المدينة من منطقة الحيمة، الذي بات الآن شبه منقطع، ويحصل عليه سكان تعز بتكاليف باهظة، وأيضاً نقل البضائع من تعز وإليها، الذي تضاعفت فيه التكاليف والجمارك.