"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية

الإثنين 02/أكتوبر/2023 - 10:37 ص
طباعة من يتصدى للمشروع إعداد: فاطمة عبدالغني
 
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات–  آراء) اليوم 2 أكتوبر 2023.

الاتحاد: تحذيرات من مواصلة استيلاء «الحوثي» على إيرادات ميناء الحديدة

حذر خبراء ومحللون سياسيون في اليمن، من مواصلة استيلاء جماعة الحوثي على إيرادات ميناء الحديدة، وفرض الجبايات على اليمنيين واتباع «سياسة التفقير»، والتي تفاقم من الوضع الاقتصادي والإنساني للشعب الذي يعاني بشدة بسبب استمرار الحرب.
وعن هذه الممارسات، قال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني: «إن جماعة الحوثي تواصل تضليل الرأي العام اليمني والمجتمع الدولي، بالتلاعب بحقيقة الأرقام والمبالغ المهولة التي تقوم بنهبها من إيرادات المشتقات النفطية الواردة عبر ميناء الحديدة، والتي تكفي لتمويل رواتب موظفي الدولة والمتقاعدين، في المناطق الخاضعة بالقوة لسيطرتها».
واعتبر رئيس مركز «نشوان الحميري للدراسات والإعلام» عادل الأحمدي، أن جماعة الحوثي تستغل أي اتفاق للتوغل والتوسع في عمليات النهب والتهريب مع استمرار حربها على اليمن واقتصاده بكافة الوسائل، وهذه الممارسات تنم عن لامبالاة الجماعة بجهود السلام.
وقال الأحمدي في تصريحات لـ«الاتحاد»: من الواضح أن التسهيلات الممنوحة للحوثيين ليست إلا أخطاء ما لم تقابلها ضمانات ميدانية حقيقية، مثل تحرير الحديدة، مؤكداً أن الجماعة تريد إطالة أمد المعركة وبالتالي إطالة المعاناة الإنسانية.
وشدد المحلل السياسي اليمني على أن السبيل الوحيد لوقف ما يجري في ميناء الحديدة، هو إعادة النظر بالتسهيلات الممنوحة للجماعة، والتي تزامنت معها حرب حوثية على الموانئ والاقتصاد في المناطق المحررة، دون اتخاذ قرارات حازمة لضمان توقفها وعدم استمرارها.
وأشارت التقارير إلى أن عدد السفن المحملة بالمشتقات النفطية التي تم التصريح بدخولها ميناء الحديدة منذ إعلان الهدنة الأممية في 2 أبريل 2022 حتى 14 أغسطس 2023، بلغت 157 سفينة، بحمولات أكثر من 4 مليارات لتر، 50% منها تم تقديمها للحوثي مجاناً، وتم بيعها في الأسواق المحلية.
وتفرض جماعة الحوثي 120 دولاراً رسوماً ضريبية وجمركية على الطن من المشتقات النفطية الواردة عبر ميناء الحديدة.
من جانبه، اعتبر وكيل وزارة حقوق الإنسان اليمنية نبيل عبدالحفيظ، أن فرض الجبايات في المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثي وقطع الطرق على المدنيين والنهب وغيرها من الأساليب، هدفها تكوين اقتصاد مواز خاص بهم.
وأوضح عبدالحفيظ في تصريحات لـ«الاتحاد» أن جماعة الحوثي ترى في ميناء الحديدة، منفذاً قوياً يدعمهم مالياً، ويدعم اقتصادهم، مضيفاً أن هذا النهج ليس غريباً على الجماعة، وأن الشعب اليمني يعرف أسلوب عملهم وطريقة تداولهم للأمور.
وطالب عبدالحفيظ المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة بموقف دولي حازم لإيقاف هذه العمليات وإنصاف الشعب اليمني وتخفيف معاناته في هذه المناطق، رغم أن المجتمع الدولي أدرك أن الحوثي أخذ من اتفاق استوكهولم فرصة البقاء للسيطرة على ميناء الحديدة، وفرصة تشغيل مطار صنعاء، وبالتالي فإن كل الاتفاقيات التي تمت كانت في مصلحته، واستمر في التلاعب بعدم تنفيذ أي التزامات بها.
واختتم وكيل وزارة حقوق الإنسان بأن الكرة الآن في ملعب المجتمع الدولي الذي يجب أن يتعامل مع جماعة الحوثي بحزم وشدة، ويوقف هذه الأعمال، ويفرض عليها إيصال إيرادات ميناء الحديدة إلى الحكومة الشرعية ليتم تسليم المرتبات وغيرها من الخطوات الاقتصادية التي يجب أن تتم لتخفيف معاناة اليمنيين.

«الحوثي» يستهدف موقعاً عسكرياً في «صعدة» بالطيران المسيّر والقذائف

استهدفت جماعة الحوثي، حفلاً أقامه الجيش اليمني في «محور علب» شمال صعدة، بمناسبة الذكرى الـ 16 لـ«ثورة سبتمبر»، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الجيش اليمني.
وبحسب بيان صادر عن قيادة «محور علب»، فإن «جماعة الحوثي حاولت استهداف حفل ذكرى 26 سبتمبر، بقذائف الكاتيوشا وعدد من الطائرات المسيّرة، وقامت بالهجوم على مواقع الجيش في مديرية باقم». وأشارت إلى أن «قوات الجيش تصدت للمحاولات الهجومية، وخاضت معارك كبدت الحوثيين خسائر كبيرة في العتاد والأرواح».
واعتبرت قيادة «محور علب» هذا الاختراق «تحديًا لكل المساعي الإقليمية والدولية الرامية إلى إحلال السلام».
وأكد البيان «احتفاظ قيادة المحور بحق الرد، وأنها لن تتوانى في القيام بواجباتها الوطنية ضمن مؤسسة الدفاع اليمنية وفي إطار قوات تحالف دعم الشرعية».
واعتبر الجيش اليمني أن «الهجوم الحوثي يكشف عن سلوك هذه الجماعة التي هي أبعد ما تكون عن السلام، وعن محاولة هروبها من صراعاتها الداخلية».
وأضاف: «نحذر جماعة الحوثي من التمادي في غيهم، ونؤكد الجاهزية لتقديم الدعم والإسناد اللازمين لمحور علب». واعتبر أن «هذا الاعتداء يُعد خرقًا واضحًا للهدنة، وتقويضًا للجهود والمساعي الإقليمية والدولية الرامية إلى إحلال السلام في اليمن».

البيان: الشتاء يهدد 80 ألف أسرة نازحة في اليمن

ذكرت منظمات إغاثية أن فصل الشتاء يهدد أكثر من ثمانين ألف أسرة يمنية تعيش في مخيمات النزوح في 12 محافظة مع تراجع التمويل الذي حصلت عليه إلى 12 % من المبالغ المطلوبة لتوفير مستلزمات مواجهة البرد القارس في المخيمات.

وفي تقرير حديث، أطلقت مجموعة المنظمات الإغاثية العاملة في قطاع المأوى نداءً للمانحين من أجل تقديم التمويل اللازم لتتمكن من تلبية الاحتياجات الشتوية الأساسية لأكثر من 80 ألف أسرة نازحة في 12 محافظة، ونبهت إلى الحاجة العاجلة لهذا التمويل لتسهيل تنفيذ خطة الاستجابة.

وبينت المجموعة أن خطتها تستهدف ما مجموعه 81 ألف أسرة في 68 موقعاً للنزوح منتشرة في 12 محافظة لتمكينهم من شراء مستلزمات الشتاء الأساسية، وقالت إنها لم تتلقَ من التمويل اللازم لذلك سوى 12 % فقط من إجمالي المبلغ المطلوب وهو 9.8 ملايين دولار. وذكرت أنها تعمل على تعبئة شركائها لتقديم الدعم المنقذ للحياة في الشتاء لضمان حصول الأسر الضعيفة التي تعيش في 3 مناطق شديدة البرودة على الوسائل اللازمة لاتقاء البرد القارس.

العين الإخبارية: فعاليات الحوثي الطائفية.. تعبئة وحشد بـ"رداء الدين"

لا تحمل الفعاليات الدينية الطائفية التي تقيمها مليشيات الحوثي سنوياً رسائل سياسية فحسب، وإنما تصل إلى اتخاذها وسيلة للتعبئة والحشد وجني الأموال بـ"رداء الدين".

وتمرر المليشيات الحوثية الإرهابية سياستها الطائفية باستخدام رداء "الدين"، باعتباره الوسيلة الأقرب إلى مشاعر الناس، وتعبئة معسكراتها بالأفراد والأطفال وجعلهم وقوداً لحربها الظالمة بحق أبناء الشعب اليمني.
ومؤخراً، حولت المليشيات الحوثية "ذكرى المولد النبوي" من مناسبة دينية إلى فعالية سياسية طائفية ووسيلة للحشد والتعبئة والتجنيد وتغذية خزينتها من جبايات المواطنين، وموارد مؤسسات الدولة التي تعبث بها.

كما لم يعد المولد النبوي مناسبة لها رمزية دينية، وإنما بات فعالية سياسية طائفية لتكريس حكم مليشيات الحوثي الإرهابية، فضلا عن زرع الانقسام السياسي وإعادة تشكيل المجتمع اليمني على نحو طائفي، وفق مراقبين.

رسائل مفضوحة
ورغم الظهور الباهت والخافت إلا أن المليشيات الحوثية تحاول إيصال رسائل بأن لها قبولاً وولاء في المناطق الواقعة تحت سيطرتها من خلال الاحتفال بالمولد النبوي، إلا أن ذلك بات مكشوفاً خاصة لدى السكان الخاضعين لمناطقها، فهي تقوم بإجبار المواطنين على المشاركة فيها بالترغيب والترهيب، بطريقة لم يعهدها اليمنيون من قبل.

موظفون في مناطق سيطرة المليشيات الإرهابية، أكدوا خلال حديثهم لـ"العين الإخبارية"، أنهم يتلقون تهديدات بالفصل ومصادرة الرقم الوظيفي في حال عدم مشاركتهم وحضورهم المولد النبوي، والاحتفاء بالشعارات الخضراء.

الموظفون أكدوا أنهم يتعرضون لمضايقات قاسية عندما يحاولون مناقشة مشرفي المليشيات في الدوائر الحكومية، عن سبب ربط الوظيفة بالاحتفال حضوريا بالمولد النبوي، على الرغم من حرمانهم من مرتباتهم لأكثر من 8 أعوام.

ويستخدم الحوثيون الاحتفالات الدينية بما فيها "المولد النبوي" لترسيخ نهجهم الأيديولوجي واستعراض قوة سطوتهم، بهدف فرض عقيدتهم الدينية والسياسية على البلد بأكمله.

وأبرز تلك الاحتفالات أو الفعاليات التي تحييها مليشيات الحوثي إلى جانب "المولد النبوي"، هي إحياء "ميلاد فاطمة الزهراء"، و"يوم عاشوراء"، و"عيد الغدير"، و"استشهاد الحسين"، و"يوم الولاية"، "والإسراء والمعراج"، و"جمعة رجب"، وغيرها.

مناسبة تحشيد وجبايات
حملت خطابات مليشيات الحوثي في فعاليات المولد النبوي التي أقامتها في كل المحافظات الخاضعة لسيطرتها رسائل عديدة عن تكريس الولاية وآل البيت وحقها في "الحكم الإلهي"، بهدف إغواء الناس وتعزيز أهمية حكم السلالة في نفوسهم، في محاولة منها لفرض نظامها الطائفي.

ويؤكد رئيس مركز جهود للدراسات في اليمن عبدالستار الشميري، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن مناسبة المولد النبوي الدينية أصبحت تسخرها مليشيات الحوثي للتعبئة والتحشيد، والجباية، وتسريب أفكار الولاية والخرافة إلى جمهور أعزل عن المواجهة معزول عن المعرفة وغير مسنود.

ويضيف الباحث السياسي اليمني أن "جماعات اليمين الديني عموماً ومليشيات الحوثي الإرهابية خصوصاً، تعيش وسط ترسبات هائلة من الخرافة والغيبيات وتوظف الدين توظيفاً سياسياً وطائفياً وتجعل منه حقول ألغام".

ويشير الشميري إلى أن "الحوثيين يؤسسون لمنظومة تخريب عقلي قائمة على سطوة القهر والدم والحكم بنار السلاح من على مؤسسات الدولة".

هذه المنظومة -وفق الشميري- يتم تجريعها للأجيال القادمة من خلال تسليع الدين بطرق مختلفة في مزادات متعددة، منها المناسبات الموروثة أو التي تختلق من البيئة الفارسية.

وأشار إلى أن ما يساعدهم على ذلك هو تفشي الفقر بشكل هائل، وغياب الدولة في مناطق سيطرة المليشيات بعد الانقلاب عليها، ومصادرة الحقوق والحريات المكفولة دولياً.

أقصر طرق الثراء
تسترزق مليشيات الحوثي بالمناسبات الدينية ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً، فالتجارة بالدين يرى الشميري أنها هي أقصر طرق الثراء، وتحقيق الأهداف والأجندة الخارجية.

 ويضيف مستدركا أنه "لا رأسمال لمليشيات الحوثي غير شيء من خرافة وكثير من التضليل والجهل، إذ إن الجهل عنصر نقيض للحرية، عنصر أحادي كالصوديوم، لا يتواجد حراً، ويتحد مع أي شيء دون كلفة".

 وتقوم المليشيات بحملات مستمرة لتوسيع فكرها الطائفي، وأحقية حكمها الإلهي كهوية إمامية فارسية، مغايرة للهوية اليمنية الأم، فمشروعها هو الحكم بمعادلة "الإنسان السيد"، و"الإنسان المواطن" والذي يعتبروه أقل منهم شأناً ومكانة، وفقا للباحث اليمني.

الشرق الأوسط: يمنيون يطالبون بحماية الأطفال من التجنيد

بينما تخشى العائلات اليمنية في المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحوثيين من تجنيد أطفالها بعد توقف الدراسة بسبب إضراب المعلمين المطالبين برواتبهم المتوقفة منذ 7 أعوام، حذرت تقارير حقوقية من استمرار جرائم استقطاب صغار السن للقتال، وطالبت بآليات دولية لحمايتهم.
وتؤكد مصادر يمنية في العاصمة صنعاء أن جماعة الحوثي استقطبت مئات الأطفال خلال الأسابيع الماضية للمشاركة في العرض العسكري الذي نظمته بمناسبة الذكرى التاسعة للانقلاب، وأغرت الكثير منهم بالحصول على مستحقات مالية، والحصول على رواتب دائمة في حال القبول بالتجنيد لصالح الجماعة.
وتقول المصادر إن حملة تجنيد واسعة بدأها الحوثيون خلال الأسابيع الماضية في أوساط الشباب والأطفال، حيث تشهد محافظة حجة نشاطاً واسعاً في عمليات التجنيد التي شارك في إدارتها زعماء القبائل في الأرياف ومسؤولو الأحياء في المدن، في حملة أطلقت عليها الجماعة اسم التجنيد المؤقت.

وذكرت المصادر في المحافظة أن الأطفال والشباب الذين يجري تجنيدهم ينقلون إلى معسكرات خاصة في محافظتي صنعاء وعمران، حيث ينقطع التواصل بينهم وأهاليهم، مشيرة إلى أن من جرى استدعاؤهم كانوا قد تلقوا دورات تدريبية سابقة، وشاركوا في بعض المهام وبينها عروض عسكرية.
الأطفال المحاربون

مع استمرار الجماعة الحوثية في تجنيد الأطفال، أطلقت منظمة «ميون» لحقوق الإنسان في اليمن تقريراً حول من أطلقت عليهم «الأطفال المحاربون»، وهو التقرير الثاني من نوعه الذي تطلقه المنظمة في هذا الشأن.

ويشمل التقرير المدة من يوليو (تموز) 2021 وحتى ديسمبر (كانون الأول) 2022، حيث تحققت المنظمة من تجنيد 2233 طفلاً لاستخدامهم بشكل مباشر في النزاع المسلح.

وأوضحت المنظمة أن الحوثيين مسؤولون عن 98.9 في المائة من عمليات تجنيد الأطفال واستخدامهم في جبهات القتال، بينما تتحمل الحكومة اليمنية والمكونات الموالية لها المسؤولية عن تجنيد 24 طفلاً، بنسبة 1.1 في المائة.

وتلقت المنظمة خلال فترة إعداد التقرير بلاغات عن تجنيد 25 طفلاً من عائلات المهاجرين الأفارقة، وتحققت من 4 وقائع في محافظتي صنعاء وحجة، مشيرة إلى أن 556 طفلاً قُتلوا في صفوف جماعة الحوثي وهم يحملون رتباً عسكرية، بينما يحمل 753 آخرون صفة جندي، وذلك من إجمالي 1309 أطفال رصدت مقتلهم، بينهم طفل صومالي الجنسية.

وحصلت المنظمة على معلومات عن إصابة وتشويه 351 طفلاً من إجمالي المجندين لصالح جماعة الحوثي، لافتة إلى أنها لمست انخفاضاً في عدد الضحايا الأطفال الذين جندتهم جماعة الحوثي في صفوفها خلال فترة الهدنة الأممية التي بدأت في أبريل (نيسان) 2022، وجرى تمديدها إلى مرحلتين، رغم أن الجماعة لم تتوقف عن الحشد والتعبئة والاستقطاب خلال تلك الفترة.
دعوة للحماية

تستغل الجماعة الحوثية الظروف المعيشية والاقتصادية للأطفال وأسرهم، وفق منظمة «ميون»، إضافة إلى انتهاج التلقين العقائدي وخطاب الكراهية عبر الإعلام الرسمي والأهلي ومواقع التواصل الاجتماعي، والسيطرة التامة على المؤسسات التعليمية والمؤسسات الدينية، وتنظيم المراكز الصيفية، واستخدام الحيلة والاختطاف وممارسة الضغوط على زعماء القبائل والمشايخ والأعيان.

ودعت المنظمة إلى الالتزام الكامل بالاتفاقات الدولية التي صادقت عليها الجمهورية اليمنية، والتوقف الفوري عن تجنيد الأطفال والتسريح الفوري لكل الأطفال الذين جرى إشراكهم في النزاع المسلح، ومحاسبة كل الكيانات والأفراد والقيادات المدنية والعسكرية المسؤولة عن تجنيد الأطفال قضائياً.

وطالبت بإعادة التأهيل النفسي والاجتماعي للأطفال المجندين قبل إعادتهم إلى مجتمعاتهم، لما لمشاركتهم في القتال من تأثير في نفسياتهم، وما قد تؤدي إليه من أعمال عنف في مجتمعاتهم وعائلاتهم، وحثت على تشكيل فرق عمل مشتركة مع الأمم المتحدة والمجتمع المدني لحصر وتوثيق وتسريح جماعي للأطفال المجندين في صفوف جماعة الحوثي.

وشددت على ضرورة توقف الحوثيين عن حملات التعبئة والحشد والتجنيد المستمرة حتى الآن، والانتقال إلى برنامج تسريح وإعادة التأهيل النفسي والاجتماعي للأطفال المجندين، ودمجهم في المجتمع بخطوات تستند إلى المعايير الدولية، والإعلان عن ذلك على مختلف وسائل الإعلام.
تفعيل الآليات الوطنية

ضمن الحراك اليمني الحقوقي أقامت منظمة «رصد» لحقوق الإنسان، ومعها «التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان» ندوة حول الانتهاكات الستة الجسيمة للأطفال في اليمن، وآليات المساءلة والحماية الدولية، وقراءة مدى التزام أطراف الصراع بتعهداتها وبالمواثيق التي صادق عليها اليمن، والعرف الدولي الإنساني الذي يحتم على الجميع بذل أقصى درجات الحماية للمدنيين بمن فيهم الأطفال، إلى جانب عرض مقتضيات الحماية القانونية الدولية للأطفال.

ووفقاً للناشط الحقوقي مطهر البذيجي المدير التنفيذي لـ«تحالف رصد» فإن الندوة هدفت إلى تقديم رؤى وتصورات حول إنهاء عمليات تجنيد الأطفال ومختلف الانتهاكات التي لحقت بالأطفال خلال النزاع، وماهية الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال المتأثرين بالنزاع في اليمن، سواء من المجندين للقتال أو من طالتهم الأعمال العدائية على المدنيين والأطفال النازحين.

وتحدث البذيجي لـ«الشرق الأوسط» عن خطورة بقاء الأطفال المتأثرين بالنزاع دون تأهيل نفسي واجتماعي، حيث يفتقر هؤلاء لأي دعم خلال فترة الحرب المستمرة منذ 9 أعوام، وذلك بسبب ضعف التمويل الخاص بإعادة التأهيل، وعدم مقدرة المجتمع المدني في اليمن على توفير الإمكانات اللازمة لذلك.

وتعرضت الندوة إلى الآليات الوطنية لحماية الأطفال في اليمن من الانتهاكات التي طالتهم بسبب النزاع، ومنها المجلس الأعلى للقضاء والمجلس الأعلى للأمومة والطفولة ووزارة حقوق الإنسان واللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان، وهي الجهات التي لم تتمكن بسبب الحرب من ممارسة دورها الفاعل في هذا الشأن.

وتوصلت الندوة إلى حاجة اليمن الماسّة إلى آلية تحقيق دولية في انتهاكات حقوق الأطفال خصوصاً تلك المتعلقة بالأطفال، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهم، واستمرارية الرصد والتوثيق لانتهاكات حقوق الإنسان.

هجوم حوثي بمسيرات وصواريخ على معسكر للجيش اليمني في صعدة

بعد أيام قليلة على استهدافها كتيبة بحرينية ضمن تحالف دعم الشرعية في اليمن على الحدود الجنوبية السعودية، شنت جماعة الحوثي الانقلابية، هجوماً جديداً على حفل عسكري لقيادة محور علب - باقم بمحافظة صعدة شمال اليمن بمناسبة ذكرى ثورة 26 سبتمبر.
الهجوم الحوثي الذي نُفذ بطائرات مسيرة مفخخة وعبر المدفعية وصواريخ «الكاتيوشا» على موقع الاحتفال أسفر عن مقتل عسكري وجرح آخرين، بينما عدّت قيادة المحور الاستهداف الحوثي تحدياً للمساعي الإقليمية والدولية الرامية لإحلال السلام.

وبينما وصف عبد الرحمن المحرمي (أبو زرعة) عضو مجلس القيادة الرئاسي ميليشيا الحوثية بأنها في أضعف حالاتها، وتبحث عن نصر معنوي لرفع معنويات ميليشياتها المنهارة، أكد أن استخدام الجماعة للطيران المسير والمدفعية وصواريخ «الكاتيوشا» ضد العرض العسكري لقوات محور علب دليل راسخ على أنها بلغت حد اليأس.

ولفت المحرمي خلال اتصال هاتفي أجراه الأحد بقائد محور علب، قائد اللواء 63 مشاة، اللواء ياسر مجلي، إلى أن سلوكيات الحوثي العدائية تتكسر دوماً أمام صلابة وبأس الأبطال في كل مواقع البطولة والشرف، في الوقت الذي تعودت فيه الميليشيات الحوثية على الهزيمة والغدر والدفع بالعناصر المخدوعة إلى محرقة الموت، وفقاً لما نقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ».

وكانت قوة دفاع البحرين أعلنت قبل أيام مقتل 4 ضباط وجرح آخرين من قوة «الواجب» التابعة لقوة دفاع البحرين في هجوم حوثي غادر خلال مشاركتهم ضمن قوات التحالف العربي المشاركة في عمليات «عاصفة الحزم» و(إعادة الأمل).

من جهتها، أفادت قيادة محور علب – باقم العسكرية التابعة للجيش اليمني أنها تعرضت لعدوان سافر وهجوم إرهابي غادر استهدفت من خلاله ميليشيا الحوثي الإرهابية الحفل العسكري الذي أقيم احتفاءً بذكرى 26 سبتمبر.

وأوضحت قيادة المحور في بيان (السبت) أن الهجوم الحوثي نُفذ على عدد من المواقع على طول الجبهة الممتدة، وبالتزامن عبر ضربات بالمدفعية والطيران المسير وصواريخ «الكاتيوشا» على موقع الاحتفال.

وأكدت قيادة محور علب – باقم تمكُن ضباط وأفراد الجيش من صد العدوان الحوثي، وإحباطه من خلال إسقاط عدد من الطائرات المسيرة في مسرح عمليات الجيش بمديرية باقم، بينما سقط شهيد وعدد من الجرحى وفق البيان.

ووصفت قيادة المحور الهجوم الحوثي بأنه تحدٍّ لكل المساعي الإقليمية والدولية الرامية إلى إحلال السلام، واستمرار لسلسلة من الخروقات التي لم تتوقف منذ بدء سريان الهدنة المعلنة، مؤكدة احتفاظها بحق الرد، وأنها لن تتوانى في القيام بواجباتها الوطنية ضمن مؤسسة الدفاع اليمنية وفي إطار قوات التحالف العربي.

بدوره، قال فخري العرشي مدير مكتب عضو مجلس القيادة الرئاسي عثمان مجلي، إن الهجوم الحوثي مؤشر واضح على حالة الضحالة والهزيمة الداخلية التي تعيشها هذه العصابة، مشيراً في تعليق له على حسابه بمنصة «إكس» أن هجوم جماعة الحوثي «تعبير صريح عن رفضها الهدنة ونسفها كل الجهود، وهو ما يعطي الحق لقواتنا بالدفاع عن النفس والرد في الوقت المناسب» على حد تعبيره.
إضافة إلى ذلك، حذر العميد عبده مجلي المتحدث باسم الجيش اليمني من أن استمرار هجمات الميليشيات الحوثية على قوات الشرعية اليمنية أو قوات التحالف من شأنه أن يؤثر في جهود السلام الحالية.

وأشار مجلي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بأن جماعة الحوثي ترفض كل جهود السلام الإقليمية والدولية، وما هذه الاعتداءات سواء على محور علب – باقم بصعدة، أو الكتيبة البحرينية قبل أيام إلا أكبر دليل على ذلك.

وشدد مجلي على أن الجيش الوطني اليمني أصبح أكثر تدريباً وإعداداً وقدرة على الرد، لكنه يحرص على إنجاح جهود السلام، ورفع المعاناة عن الشعب اليمني، معبراً عن إدانته كل العمليات الحوثية الإرهابية واستهداف وسجن المدنيين لا سيما في أثناء احتفالات ثورة 26 سبتمبر الأسبوع الماضي.

خطب الكراهية تدفع سكاناً في صنعاء وإب إلى مغادرة المساجد

على خلفية تصاعد خطاب الحقد والكراهية الذي يتبناه الحوثيون ضد اليمنيين المحتفلين بذكرى ثورة «26 سبتمبر» شهدت المساجد عزوف السكان عن أداء الصلوات، بما فيها صلاة الجمعة، لا سيما في مدينتي صنعاء وإب، وذلك عقب اعتلاء معممين حوثيين المنابر لإلقاء خطبة الجمعة.
ففي العاصمة صنعاء شهد مسجد «قلالة» بشارع هائل وسط العاصمة الجمعة الماضي اشتباكاً بين مصلين وعناصر حوثيين مسلحين على خلفية قيامهم بالاعتداء على بعض المصلين ومحاولة اعتقالهم واقتيادهم إلى السجون؛ بسبب رفضهم لخطب التعبئة والتحريض ضد اليمنيين.

وتداول ناشطون يمنيون على منصات التواصل الاجتماعي مشاهد توثق جانباً من الاشتباك بين المصلين وعناصر الجماعة، حيث باشر المسلحون بالاعتداء بأعقاب البنادق على المصلين، ما اضطر بعضهم إلى الدفاع عن أنفسهم مستخدمين السلاح الأبيض (الجنابي).

وأوضح شهود لـ«الشرق الأوسط»، أن اعتداء الجماعة الحوثية على الرافضين لخطب معمميها بذلك المسجد خلّف عدداً من الجرحى بين الطرفين، بالإضافة إلى خطف مسلحي الجماعة - عقب إسنادهم بتعزيزات - مجموعة من المصلين في المسجد.

وسبق أن أصدرت الجماعة تعميمات إلى مكاتبها في العاصمة صنعاء ومحافظات أخرى تحضهم على إلزام خطباء وأئمة المساجد باستغلال المنابر وتسخيرها في التعبئة، وتحشيد السكان لحضور الاحتفال بذكرى الانقلاب، ومهاجمة الفعاليات اليمنية الوطنية وفي مقدمتها ثورة «26 سبتمبر» التي أطاحت في 1962 حكم أسلاف الجماعة.
عزوف عن الصلاة

سلوك الحوثيين دفع المصلين إلى العزوف عن صلاة الجمعة في كثير من مساجد صنعاء وإب ومحافظات يمنية أخرى، وذلك نتيجة استمرار تكثيف معممي الجماعة بث خطابات الكراهية والأفكار العنصرية ذات الصبغة الطائفية.

وتواصل الجماعة الحوثية منذ انقلابها استغلال آلاف المساجد بعموم مناطق سيطرتها لنشر أفكارها ومعتقداتها الطائفية في أوساط المجتمع اليمني الرافض لها ولمشروعاتها.

ومن أجل تمرير مخططاتها وأفكارها الدخيلة على المجتمع اليمني، عمدت الجماعة خلال الفترات السابقة إلى شن موجة اعتداءات وتعسفات غير مسبوقة بحق المساجد بمناطق سيطرتها، تمثّل بعضها بتغيير الخطباء والأئمة، وملاحقة وخطف بعضهم وتشريد آخرين، إلى جانب استهداف المساجد بالدهم والاعتداء والإغلاق والتفجير والتحويل إلى مخازن للسلاح ومجالس للسمر وعقد الاجتماعات.
رفض في إب

على صعيد الرفض الشعبي المتنامي ضد الجماعة الحوثية بمحافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) تواصل عزوف غالبية السكان عن الحضور لأداء صلاة الجمعة في بعض المساجد.

وكشفت مصادر محلية في إب لـ«الشرق الأوسط»، عن إقدام الجماعة قُبيل صلاة الجمعة على تغيير أربعة من خطباء المساجد في مدينة إب عاصمة مركز المحافظة، وتنصيب آخرين، ينحدر بعضهم من صعدة حيث معقلها.

وقاد ذلك الإجراء التعسفي مئات المصلين بمساجد «قباء» و«ابن القيم» و«الفلاح» و«مارح» في إب إلى المغادرة بشكل فردي وجماعي، حيث عاد بعضهم لمنازلهم، فيما ظل آخرون يبحثون عن مساجد أخرى لا تخضع خٌطبها للمنهج الحوثي الطائفي.

ويؤكد «عمر. م» وهو اسم مستعار لأحد السكان في إب، أن ظاهرة عزوف المصلين عن حضور صلاة الجمعة وسماع خطب المؤدلجين طائفياً ليس بالأمر الجديد. وأوضح أن هذا الرد من قبل السكان بدأ منذ سنوات عدة أعقبت الانقلاب والحرب، ثم توسع تدريجياً ليعم فيما بعد أغلبية المساجد في المدينة ومديرياتها.

ويشير عمر إلى أن سبب عزوف السكان في المحافظات تحت سيطرة الجماعة الحوثية عن المساجد ناتج عن انزعاجهم الشديد من الأفكار المسمومة التي يستمر المعممون الحوثيون في بثها.
ويلجأ كثير من المصلين في إب وضواحيها هذه الأيام إما إلى مغادرة المساجد وإما المكوث خارجها وتأدية صلاة الجمعة بالشوارع، خصوصاً أثناء إلقاء المعمم الحوثي لخطبة الجمعة، وذلك حتى لا يسمعوا مضمونها التعبوي والفكري.

وتكاد تكون المساجد في مدينة إب طوال فترة خطبة الجمعة شبه فارغة من المصلين؛ لكن حينما ينهي المعمم الحوثي خطبته تبدأ صفوفها بالامتلاء المفاجئ بالمصلين، ممن يتعمدون الحضور متأخرين حتى لا يسمعوا تلك الخطب المؤدلجة.

وأفاد السكان في إب بأن الجماعة الحوثية كثفت في الآونة الأخيرة إقامة فعاليات ذات صبغة طائفية واستغلت عموم المساجد في مناطق سيطرتها لنشر أفكارها.

شارك