فضائح أخلاقية وفساد مالي واداري وراء طرد ممثلي الحوثي من سفارة اليمن بدمشق
الأحد 15/أكتوبر/2023 - 11:35 ص
طباعة
فاطمة عبدالغني
تعليقًا على فشل ميليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لايران، في إدارة بعثة دبلوماسية واحدة مُكنت من إدارتها خارج اطار القوانين والقرارات الدولية، وانتهى الأمر بالكشف عن سلسلة فضائح تؤكد تورطهم في قضايا أخلاقية وفساد مالي واداري وصلت للمحاكم، وتراشق للاتهامات بين ممثليها بالمسؤولية عن الفشل والاخفاق.
قال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني "هذا الفشل والانكشاف ليس مفاجئا فقد قادت المليشيا الحوثية منذ انقلابها الغاشم البلد برمته ومؤسسات الدولة في المناطق الخاضعة بالقوة لسيطرتها، نحو الانهيار الكامل في مختلف المناحي، وتسببت بأكبر ازمة إنسانية على مستوى العالم، وتاجرت بدماء اليمنيين ومعاناتهم وآلامهم لتحقيق مكاسب مادية
وطالب الإريان في تغريدة له على موقع "إكس" اليمنيين كافة وبخاصة في المناطق الخاضعة بالقوة لسيطرة المليشيا الحوثية بالتوحد خلف مجلس القيادة الرئاسي بقيادة الرئيس رشاد محمد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي، لحسم معركة استعادة الدولة وانهاء الانقلاب وارساء الأمن والاستقرار والدفع بعجلة التنمية، بعد أن ثبت للقاصي والداني فشل المليشيا وفسادها، وأنها عاجزة عن تقديم شيء لليمن واليمنيين سوى الموت والفقر والبؤس والمجاعة.
يشار إلى أن السلطات أغلقت السورية الأسبوع الماضي سفارة مليشيا الحوثي في دمشق، وأبلغت السفير المعين من جماعة الحوثي عبدالله صبري المغادرة فورا.
وقال وزير الخارجية أحمد عوض بن مبارك إن نظيره السوري فيصل المقداد، أبلغه الأربعاء الماضي، باتخاذ قرار تسليم سفارة بلاده في دمشق للحكومة الشرعية، وذلك بعد سنوات من سيطرة ميليشيا الحوثي عليها.
ونقلت "اندبندنت عربية"، عن الوزير بن مبارك قوله: "أُبلغت رسمياً اليوم من وزير الخارجية السوري أنهم أخرجوا الحوثيين من مبنى السفارة اليمنية في دمشق".
وأضاف أن "هذا الأمر جاء ثمرة لقاءاتنا الأخيرة مع الأشقاء السوريين في مصر والسعودية".
وعن الإجراء الحكومي المنتظر أكد الوزير أنهم "مستعدون فوراً لتعيين بعثة دبلوماسية هناك في الفترة المقبلة".
هذا واعترفت ميليشيا الحوثي بفشلها في إدارة بعثتها الدبلوماسية في سوريا، وقال خالد العراسي، وهو قيادي في الميليشيا ومدير في وزارة المالية التابعة لها: "للأسف الشديد فشلنا في الاختبار الوحيد لتمثيلنا في العلاقات الدولية"، موضحاً أنه "قبل أربعة أيام أصدرت القيادة السورية قراراً بإغلاق سفارتنا في دمشق واليوم بعد انتهاء الحداد أوصلوا القرار إلى سفارتنا".
وأضاف: "قرار إغلاق سفارة ليس قراراً سهلاً أو عادياً، والموضوع يشكل فاجعة، لأن معناه أننا فشلنا في إطار التمثيل الدبلوماسي على الرغم من أنها سفارتين لا أكثر" في دمشق وطهران.
وقال العراسي إن ما "حدث هو نتيجة طبيعية للاختيارات الفاشلة، حيث تم اختيار طاقم دبلوماسي لا تربطه أي علاقة بالدبلوماسية والسياسة الخارجية وكان معيار المجاملات والمحسوبية هو الأساس في التعيينات".
وأشار إلى أن "المعينين كانوا من اختيار وتزكية الأستاذ محمد عبدالسلام فليته والأستاذ أحمد حامد، ودور شكلي للأستاذ حسين العزي وهو التوقيع على الترشيح فقط، وهذا الذي جعلني أتفاجأ، فكيف لهؤلاء وهم من قادة المسيرة أن لا يحسنوا الاختيار لهذه الدرجة".
وأضاف العراسي مستغرباً: "دولة يربطنا معها محور مقاومة تغلق سفارتنا وتطرد دبلوماسينا!؟، هذا معناه أنهم ارتكبوا أخطاء لا تغتفر وليست مجرد هفوات عابرة. أنا مذهول لدرجة أنني لا أقوى على التفكير بالموضوع. كيف سنعمل عندما نصبح دولة معترف بها عالميا؟. ما هذا اللعب وما هذه السخافة؟".
وتابع: "لقد أخفق وأخطأ دبلوماسيينا كثيرا، ووجهت الخارجية السورية لخارجيتنا أكثر من خطاب، لكن يبدو أن المعنيين كانوا مشغولين بتويتر والإعلام"، وقال إن ما حدث "مؤامرة لتشويه المسيرة وضرب العلاقة بالحلفاء بعد ضرب الحاضنة الشعبية داخليا".
واستطرد العراسي: هناك "فشل مؤسسي داخلي وفشل سياسي خارجي"، معتبراً ذلك خسارة للجماعة التي لا يعرف العالم شيء عنها وفق قوله.
وعين الحوثي ممثلاً له في دمشق في العام 2016، عقب انقلاب جماعته وسيطرتها على الدولة، مستغلاً أن الحكومة اليمنية كانت قاطعت النظام السوري في العام 2011، ردا على المجازر التي ارتكبها نظام الأسد ضد شعبه.
وخلال السنوات الماضية نشرت تقارير عدة عن فساد قيادات الميليشيا المعينين في السفارة بدمشق، حيث سبق أن نهب المشرف الحوثي على السفارة ياسر المهلهل والذي يعد بمثابة الرجل الأول فيها وضابط الأمن الوقائي الحوثي عمار إسماعيل تبرعات بقيمة مليون دولار لإغاثة متضرري الزلزال الذي ضرب شمال سوريا فبراير الماضي، وجمعت من إيران وصنعاء والبحرين، بحسب مصادر إعلامية.
وقالت قناة الحدث إن المساعدات المالية “نهبت بشكل كلي، وغطى الضجيج الإعلامي على خوائها وفسادها”، وأشارت إلى أن بطل الفضيحة قياديان حوثيان، المشرف ياسر المهلهل، وضابط الأمن الوقائي عمار إسماعيل (مخابرات).
وأوضحت أنهما جمعا مليون دولار وتصرفا بها ، والتبرعات بالأرقام كما يلي: 400 ألف دولار قدمتها ما تسمى بهيئة الزكاة التابعة للحوثيين، و 300 ألف دولار من السفارة الإيرانية في صنعاء، 200 ألف دولار من جمعية بنيان الحوثية، 100 ألف دولار من جمعية الوفاق البحرينية.
وجمعية الزكاة وجمعية بنيان الحوثيتين، جمعا المبالغ من جبايات مأخوذة من التجار والمزارعين، في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية باسم دعم متضرري زلزال سوريا.
وطبقا للقناة فقد تم شراء أردأ المواد وبعضها تالفة، بقيمة 113 ألف دولار، بما لا يتجاوز 12% من قيمة الدعم، تم شراء 150 ألف سلة غذائية بقيمة 150 مليون ليرة سورية، بما يعادل 20 ألف دولار، وقسمت بالتساوي في اللاذقية وحلب وحماة.
وفيما كان الطلب الملح، شراء حليب الأطفال، استبدلوه بكميات ضخمة من الحفاظات الرديئة، إضاف إلى شراء فرش ومواد إيواء مهترئة، بما يكفي لتعبئة شاحنات الاستعراض. بحسب الصحيفة.
وتأتي فضيحة الفساد هذه، بعد طرد سوريا لدبلوماسيي المليشيا والذين تورطوا في فضائح أخلاقية، كان آخرها اختطاف أحد دبلوماسييها المدعو رضوان الحيمي لفتاة سورية ومحاولة أسرتها قتله ثائرا لشرفها .
الدبلوماسي الحوثي رضوان الحيمي والذي تم طرده من سوريا مطلع العام بوساطة من زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله للنفاذ بجلده بعد مطالبة محكمة سورية بالقبض الإجباري عليه بتهمة الاختطاف عاد إلى اليمن ليتم إجباره بالزواج من قبل زعيم المليشيا الحوثية في محاولة منه لإعادة تأهيل الحيمي واجباره على حضور دورات ثقافية وزيارة بعض المواقع العسكرية ومنحه سيارة من زعيم المليشيا .
وطالبت محكمة في دمشق برفع الحصانة عن “الدبلوماسي” الحوثي النافذ رضوان الحيمي منتحل صفة “وزير مفوض” بموجب شكوى مسؤول سابق في السفارة يدعى عادل العودي .
وأفادت المصادر بأن العودي وهو المسؤول الإعلامي السابق في سفارة ميليشيات الحوثي في دمشق، تعرض للتنكيل والطرد لنصحه أسرة سورية بعدم تزويج المدعو الحيمي لأنه “ليس أهلاً للزواج”.
وقالت المصادر إن الحيمي غادر إلى صنعاء فراراً من الجلسة التي كانت مقررة في 7 مارس الماضي ، وتأجلت بسبب مماطلة السفارة التي يحتلها الحوثيون في الرد، مشيرة إلى أن الحيمي قد يواجه السجن 6 أشهر لقيامه بتسجيل العودي دون إذن وفقاً لقانون الجرائم الإلكترونية .