عماد فخري : قصف المستشفي المعمداني في غزة رسالة ترهيب للمسيحيين والكنائس
الخميس 19/أكتوبر/2023 - 05:30 م
طباعة
حوار روبير الفارس
- عملت في الاغاثة الانسانية بالقطاع والحياة هناك مرعبة
_ احذر من تديبن القضية الفلسطينية وتهجير المسيحيين
يعمل عماد فخري جورجي في مؤسسة inm الدولية للإغاثة الإنسانية ومقرها في دولة جنوب السودان.وفي عام 2013 سافر الي غزة وقدم تجربة مميزة في خدمة أهلها الذين لا يزال علي تواصل انساني معهم .وأصيب بصدمة شديدة اثر تفجير المستشفى المعمداني .وسقوط الضحايا الأبرياء المستمر من وقت لآخر
عماد
خريج اكاديمية الدراسات المتخصصة
و حاصل علي بكالوريوس الدراسات اللاهوتية بالمذهب الخمسيني التابع للطائفة الإنجيلية. وفي هذا الحوار يلقي اضواء عن غزة التي عرفها عن قرب
في البداية كيف عملت بمجال الإغاثة الإنسانية و تقديم المساعدات ؟
بدايه العمل في الاغاثة كان في عام ٢٠١٣
و البداية كانت في غزة
كنت ضمن مجموعة من المتطوعين المدنيين تحت رعايه مجمع كنائس الله ليوم الخمسين
و توجهنا الي غزه لتقديم بعض المعونات لشعب غزة و زيارة المدارس والالتقاء المدرسين والطلاب
و من الجدير بالذكر
ان الكنيسة المعمدانية كانت الجهه المضيفة لنا هناك
بعد أن استقبلنا رئيس المعبر في غزه
و قام بتسهيل جميع إجراءات الدخول لوفد الكنيسة
بالمناسبة هل يمكن تقدم لنا فكرة عن المسيحيين في غزة ؟
لا توجد ارقام رسمية وإحصائيات دقيقة بعدد المسيحين في غزة .فهم نحو عدة آلاف وعددهم يتناقص بشكل ملحوظ
بسبب أوضاع غزة من قصف و حصار و تضيق علي السفر فقد نزحت
الاغلبية منهم الي الضفة الغربية أو هاجروا لدول اخري ..
في العموم يتم تفريغ القطاع علي مر السنين من المسلمين والمسيحيين
اما بالقصف أو الهجرة أو النزوح الي الضفة الغربية
و
الطوائف المسيحية الموجودة في غزه اتباعهم أعدادهم قليلة وهم الكنيسة الكاثوليكية اللاتينية ،و
كنيسه الروم الأرثوذكس
و الكنيسة المعمدانية
وماهي الخدمات التي تقدمها الكنائس في القطاع ؟
تقدم الكنائس العديد من الخدمات لأهل القطاع
مدارس ، مستشفيات و من اقدمها مستشفى المعمداني التي قصفت وخدمات تعليمية و تثقيفية وترفيهية للاطفال
و جميع الخدمات تقدم لجميع المواطنين و المقيمين في غزه علي السواء مسلمين ومسيحيين
ماهي خطورة تفريغ المسيحيين من قطاع غزة ؟
هناك مشكلة كبري تخص الرأي العام العربي ومجتماعتنا متمثلة في تديين القضية الفلسطينية باعتبارها حرب دينية بين اليهود والمسلمين أو اليهودية والإسلام.واخراج المسيحيين من الأمر .يؤكد هذه الصورة التي يستغلها الكيان المحتل بأنها عدواة دينية وليست قضية احتلال ارض يسكنها مواطنين من مختلف الأديان فهناك مسيحيين في غزة منذ القدم ولهم حق ولعل قصف المستشفي ذات الاسم المسيحي الواضح يوكد علي وطنية القضية وان الاحتلال يقتل الجميع ويضطهد الكل وهذا ما لابد أن ينتبه إليه الإعلام.فوجود المسيحيين جسرا للتواصل مع كنائسهم في الغرب وهذه الكنائس لها صوت ينقل القضية الفلسطينية.ويخدمها بالتالي
ولكن كانت هناك شكاوي لبعض سكان غزة من المسيحيين من تصرفات طائفية لحماس ؟
حماس هي الحاكم الفعلي للقطاع
والمواطن المسيحي في غزه هو مواطن فلسطيني له حقوق و عليه واجبات وبالفعل
كان هناك بعض الأحداث المأساوية تجاه المسيحيين بقطاع غزه
و كانت تنسب هذه الأفعال الي بعض الفصائل الجهاد الإسلامي مثل حرق دار الكتاب المقدس واذكر اني حضرت تأبين لشاب يدعي مايكل استشهد .وهذه التصرفات التي عادت حماس واستنكرتها واعلنت رفضها لها قد تكون سببا لهجرة البعض ولكن هي ليست الصورة العامة فهي حوادث فردية .بالقطع مرفوضة ويجب الإنتباه لخطورتها واستغلالها من قبل العدو .
من خلال عملك في الاغاثة وتواصلك مع غزة .ماهي معلوماتك عن مستشفي المعمداني ؟
هذه المستشفي رغم ملكيتها للكنيسة الأسقفية الانجليكانية كانت تديرها الكنيسة المعمدانية.وكانت بقوة ٨٠ سريرا وتعمل كمركز إيواء .و هنا تجدر الإشارة إلي قسوة الحياة في غزة الأمر الذي يجعل وجود أي مكان للخدمات الصحية أو التعليمية.مهما كانت هذه الحياة فهو طاقة نور وسط الرعب اليومي خوفا من القصف وقلة الخدمات الضرورية فمثلا الكهرباء في الأيام العادية كانت تعمل من ساعتين لثلاثة والمعونات هي شريان الحياة الأساسي واي نقص في ذلك مميت بالفعل .وقد لاحظت أن شباب غزة اذكياء جدا في التحايل علي الواقع المر ويبتكرون طرق لتسهيل أمور حياتهم مثل توليد الكهرباء من حركة العجلة واستخدام الرياح في ذلك أو الطاقة الشمسية.وكلها أمور تكشف عن قوة الاصرار والتحدي
هل تخشي اسرا ئيل دعم الكنائس المصرية لأهل غزه ؟؟
،في راي الشخصي أن إسرائيل أقدمت علي قصف المستشفي المعمداني
التابع للكنيسة المعمدانية ..
خوفا من خلق نقطه نظام في الدعم و تقديم المساعدات الطبية الغذائية والنفسية للقطاع .
وخوفا من وجود طواقم طبية مصرية قد يتوافدون الي غزة
و يكون مقرهم هو المستشفي المعمداني و في هذه الحالة سوف لن تقوي قوي الاحتلال علي قصف المستشفي
لانها في هذه الحاله سوف تخلق مشكلة دبلوماسية مصرية
و خاصه أن الموقف المصري واضح في شأن حمايه الأفراد والشخصيات العامله تحت اسمها في الخارج و تحديدا اماكن النزاعات .. لذلك
قوي الاحتلال عجلت بالقصف بعد صدور و نشر توثيق القافلة الانسانية التي اشتركت بها الكنيسة الانجيلية و رابطه الكنائس الانجيلية خوفا من تواجد مصري مدني خدمي سوف يقدم مساعدات انسانية ..
الكيان الغاصب يخشى من التفاف الأقباط المسيحين و تكاتفهم مع القياده المصريه و دعم امن مصر و مساعدة اهل غزه ..خاصة أن موقف الكنائس المصرية من دعم القضية الفلسطينية واضح ومبني علي اساس عقيدي
هذا يقودنا الي تساؤل حول موقف الكنائس الغربية من قصف المستشفي يتبع كنيسة ؟
هو تساؤل مهم جدا.خاصة أن الكنائس الغربية تدعم هذه المؤسسات من خلال نزعتها الإنسانية بتقديم معونات مادية مستمرة للمواطنين لذلك من المهم أن يكونوا لهم دور في حماية هذه المؤسسات.ولعل قصف المستشفي ينبهم إلي أهمية اتخاذ موقف قوي وحازم ضد هذه الجرائم التي لا يقبلها ضمير أو انسان في العالم