شهدت الساعات الماضية تطورات وحشية في قطاع غزة من قبل قوات الاحتلال الصهيوني ، حيث حذرت الأمم المتحدة من تصاعد وتيرة النزوح الجماعي من شمال قطاع غزة إلى جنوبه، بفعل القصف الصهيوني المتواصل، وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن عدد النازحين في قطاع غزة وصل إلى عدد غير متوقع.
وفرّ آلاف المواطنين الفلسطينيين إلى جنوب غزة سيرًا على الأقدام حاملين بعض الأمتعة الخاصة بهم، فيما استخدم أخرون عربات تجرها الحمير عبر الممر الذي أعلنه جيش الاحتلال على طول طريق صلاح الدين ، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أوتشا.
وتواصل قوات الاحتلال الصهيوني لليوم الـ36 على التوالي عدوانه المكثف وغير المسبوق على قطاع غزة بقصفها جوًا وبحرًا وبرًا، مخلفًا آلاف الشهداء والجرحى، معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن، فيما لا يزال هناك المئات تحت الأنقاض لم يتم انتشالهم بسبب الأوضاع الميدانية الخطيرة.
ونقلت وكالة الأنباء الأوروبية صورا للمواطنين وهم يمرون بشارع صلاح الدين حاملين الرايات البيضاء متجهين سيرا على الأقدام إلى جنوب القطاع خوفا من استهدافهم من قبل قوات الاحتلال التى تقوم بقصف القطاع.
وأعلن أوتشا"، اليوم السبت أن عدد الفلسطينيين الفارين من شمال قطاع غزة إلى جنوبه أمس الجمعة يقدر بحوالي 30 ألف شخص.
وأكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، أمس الجمعة، أن عدد النازحين في غزة يقترب من 1.6 مليون شخص، يعيش حوالي 748,000 منهم في 151 منشأة تابعة لها في أنحاء القطاع، بما في ذلك 588,000 في ملاجئ الوكالة في جنوب غزة.
وأضاف مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن 66 نازحًا قتلوا وأصيب 558 في ملاجئ الأونروا منذ 7 أكتوبر، وكان ما لا يقل عن 20 من الذين فقدوا حياتهم و400 من المصابين في جنوب غزة وفقًا للمكتب.
ودعا جيش الاحتلال الصهيوني سكان محافظتي غزة وشمال غزة إلى التحرك جنوبًا، وفتح ممر بين الساعة 10:00 والساعة 14:00، حسبما ذكر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في بيان.
وكان قال ينس لايركه، المتحدث باسم "أوتشا"، إنه "إذا كان هناك جحيم على الأرض الآن، فهو شمال غزة".
وتحدث خلال كلمته في المؤتمر الصحفي، الذي عقد اليوم الجمعة، في مكتب الأمم المتحدة بمدينة جنيف السويسرية، عن الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة المُحاصر، الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي مدمر منذ 35 يومًا.
ولفت إلى أن إيصال شاحنات المساعدات التابعة للأمم المتحدة إلى جنوب غزة بشكل محدود، حيث الكثافة السكانية أكبر.
واستدرك المتحدث الأممي: "لا يمكننا إيصال شاحنات المساعدات التابعة لنا إلى شمال غزة".
وتابع: "إذا كان هناك جحيم على الأرض الآن، فهو شمال غزة"، مشيرًا إلى "وجود مئات الآلاف من الأشخاص في الشمال".
هذا وقد ذكرت وزارة  الصحة الفلسطينية في بيان لها قائلة :  قررنا أن نخرج ونعلن بالتفاصيل والأسماء وأمام العالم بأسره حقيقة حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق شعبنا أمام بصر العالم وسمعه منذ السابع من أكتوبر الجاري.
كما أكدت  الصحة الفلسطينية أن أبواب وزارة الصحة مشرعة لجميع المؤسسات للاطلاع على منظومة العمل الصحي في وزارة الصحة.
واتمت وزارة الصحة : قررنا أن نخرج ونعلن تفاصيل وأسماء أكثر من 7000 شهيد، ليعلم العالم بأسره حقيقة حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال بحق شعبنا، وعلى العالم أن يدرك بأن خلف كل رقم قصة إنسان معلوم الإسم والهوية فأبناء شعبنا ليسوا نكرات يمكن تجاهلهم.
وقالت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، إن قوات الاحتلال قصفت مستشفى الشفاء بالفوسفور الأبيض، محملة المجتمع الدولي المسؤولية عن جرائم الاحتلال بالمستشفيات في غزة".
جاء ذلك ردا علي بيان البيت الأبيض الذي قال فيه، إنه يعمل مع شركائه على الأرض لتسريع وزيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وأوضح أن الضحايا في غزة ليسوا قريبين من الأرقام التي تخرج من هناك، نعرف أن هناك ضحايا مدنيين في غزة ولكن لا ينبغي الاعتماد على أرقام حركة حماس ووزارة الصحة بغزة".
وأشار البيت الأبيض إلي أن من حق الكيان الصهيوني أن يستهدف ويلاحق حماس بعدما حصل في السابع من أكتوبر، كما أن الهدنة الإنسانية قد تكون لساعات وفي بعض المناطق لتخفيف المعاناة الإنسانية التي يعاني منها المدنيون في غزة".
وقال البيت الأبيض إن الرئيس بايدن كان واضحا بشأن التعامل مع أي تدخل إيراني في الصراع بين الكيان الصهيوني وحماس، كما أن الأمم المتحدة هي التي دعت وزير الخارجية الإيراني، ونريد أن تستغل وجوده لسؤاله عما تقوم به بلاده".
وأضاف البيت الأبيض أن حماس ضاعفت الأرقام بعد الهجوم على المستشفى المعمداني ونعلم أن هذه الأرقام غير صحيحة، و ننصحكم بعدم استخدام الأرقام التي تعلنها حماس، والتي تمنع الآلاف من مغادرة غزة، و يجب تجنب كل الضحايا المدنيين وهذا ما ناقشناه مع شركائنا في إسرائيل".