تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات– آراء) اليوم 21 نوفمبر 2023.
الاتحاد: توثيق 11 ألف انتهاك حوثي بحق أطفال اليمن خلال عام
أعلن مكتب حقوق الإنسان بأمانة العاصمة صنعاء، أن جماعة الحوثي ارتكبت 11232 انتهاكاً ضد أطفال صنعاء، خلال الفترة من 19 نوفمبر 2022 إلى 19 نوفمبر 2023.
وشملت الانتهاكات جرائم القتل والاختطاف، وتخريب المؤسسات الصحية والتعليمية.
وحذر مدير مكتب حقوق الإنسان بأمانة العاصمة صنعاء فهمي الزبيري، من تزايد الانتهاكات الحوثية، داعياً المجتمع الدولي إلى الوقوف بجدية وحزم لحماية أطفال اليمن. الى ذلك، بحث المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، أمس، مع مسؤول أوروبي رفيع جهود إحلال السلام في اليمن.
وقال مكتب المبعوث الأممي، في بيان على منصة التواصل «إكس»: «التقى المبعوث الأممي الخاص هانس غروندبرغ، مع جوزيب بوريل، مسؤول السياسات الخارجية بالاتحاد الأوروبي، في الأردن، أمس، لمناقشة تطورات الوضع في اليمن».
وأضاف: بحث الجانبان «أهمية تضافر الجهود الدولية لتحقيق تقدم نحو السلام الدائم والاستقرار في اليمن».
وخلال الأيام الأخيرة، كثفت الأمم المتحدة والفعالين الدوليين والإقليميين من تحركاتهم الدبلوماسية بهدف التوصل لاتفاق هدنة جديد في اليمن.
البيان: مباحثات أممية أوروبية لبعث جهود السلام في اليمن
أجرى المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، أمس، مع مسؤول أوروبي رفيع، مباحثات بشأن جهود إحلال السلام في اليمن.
وذكر مكتب المبعوث الأممي ـ في بيان ـ أن غروندبرغ ناقش مع جوزيب بوريل، مسؤول السياسات الخارجية بالاتحاد الأوروبي، تطورات الوضع في اليمن.
وبحث الجانبان في اجتماع بالأردن «أهمية تضافر الجهود الدولية لتحقيق تقدم نحو السلام الدائم والاستقرار في اليمن».
وخلال الأيام الأخيرة كثفت الأمم المتحدة والفعالون الدوليون والإقليميون من تحركاتهم الدبلوماسية بهدف التوصل لاتفاق هدنة جديدة في اليمن مع ترتيبات إنسانية واقتصادية كمقدمة لسلام دائم.
إلى ذلك، كشف تقرير للشبكة اليمنية للحقوق والحريات عن رصد أكثر من 1700 حالة تعذيب تعرض لها معتقلون داخل سجون ميليشيا الحوثي خلال السنوات الماضية.
وأوضحت في بيان، أن فرق الرصد التابعة للشبكة تمكنت من رصد أكثر من 1716 حالة تعذيب لمختطفين داخل معتقلات سجون ميليشيا الحوثي في مناطق سيطرتها، مؤكدة أن أكثر من 421 شخصاً قتلوا جراء التعذيب الذي تعرضوا له أثناء فترة احتجازهم.
العين الإخبارية: إرهاب الحوثي يهدد الملاحة بالبحر الأحمر.. تحويل مسار سفينتين
تواصل مليشيات الحوثي تهديداتها الإرهابية للملاحة البحرية في البحر الأحمر في تحد للعالم.
فبعد تبني المليشيات الانقلابية أمس اختطاف سفينة بالبحر الأحمر، أظهرت بيانات شحن وشركة أمبري البريطانية للأمن البحري أن سفينتين تجاريتين حولتا مسارهما في البحر الأحمر وخليج عدن مرتبطتين بنفس الشركة التي استولى الحوثيون في اليمن على سفينة تابعة لها.
وقالت إسرائيل، أمس الأحد، إن الحوثيين استولوا على سفينة شحن مملوكة لبريطانيا وتديرها اليابان في جنوب البحر الأحمر، ووصفت الحادث بأنه "عمل إرهابي إيراني" يترتب عليه عواقب على الأمن البحري الدولي.
وأكد الحوثيون أنهم استولوا على سفينة في تلك المنطقة لكنهم وصفوها بأنها إسرائيلية.
وعلق كبير المتحدثين باسم الحكومة اليابانية اليوم الإثنين على الاستيلاء على السفينة "جالاكسي ليدر" التي تديرها شركة "نيبون يوسين"، قائلا إن "اليابان تناشد الحوثيين الإفراج عن السفينة".
وقالت أمبري البريطانية للأمن البحري، اليوم الإثنين، إن سفينتين أخريين مدرجتين أيضا على أنهما تحت إدارة شركة راي كار كاريارز، وهما السفينة جلوفيز ستار وهيرميس ليدر، حولتا مساري إبحارهما أمس الأحد.
وكانت السفينة هيرميس قد حددت مسارا للإبحار إلى الجنوب من ميناء نشطون في اليمن قبل أن تحول رحلتها.
وأضافت أمبري أن "السفينة واصلت الإبحار عائدة من حيث أتت، مما أظهر وجهة جديدة على نظام تعقب السفن وهذه الوجهة هي هامبانتوتا في سريلانكا"، مشيرة إلى أن السفينة تعرضت لتعطيل عمل لمدة 4 أيام على الأقل وأبحرت مسافة 1876 ميلا بحريا إضافيا".
ولم ترد شركة جالاكسي ماريتايم، المدرجة في سجلات الشحن، باعتبارها المالك المستفيد لجالاكسي ليدر، على الفور على طلب التعليق.
وقالت قيادة الحوثيين الأسبوع الماضي إن قواتها ستشن مزيدا من الهجمات على إسرائيل وإنها قد تستهدف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب بسبب الحرب على غزة.
من جانبها، قالت الشركة المالكة للسفينة جالاكسي اليوم الإثنين "عسكريين صعدوا على متنها بشكل غير قانوني عبر طائرة هليكوبتر" أمس الأحد، مشيرة إلى أن السفينة موجودة الآن في ميناء الحديدة باليمن.
وأضافت شركة جالاكسي ماريتايم المسجلة في جزيرة آيل أوف مان والمالكة للسفينة في بيان اليوم الإثنين "لقد فُقدت جميع الاتصالات مع السفينة".
وتابعت الشركة قائلة "باعتبارنا شركة شحن، فلن نعلق أكثر على الوضع السياسي أو الجيوسياسي".
وبثت مليشيات الحوثي لقطات مصورة اليوم الإثنين تظهر مسلحين ينزلون من طائرة هليكوبتر ويسيطرون على سفينة شحن في جنوب البحر الأحمر.
وقالت الشركة إن طاقم السفينة التي ترفع علم جزر الباهاما يضم مواطنين من بلغاريا وأوكرانيا والفلبين والمكسيك ورومانيا.
وأضافت "أهم ما يقلقنا في هذا الوقت هو سلامة وأمن أفراد الطاقم البالغ عددهم 25 الذين يحتجزهم مرتكبو هذا العمل الإجرامي".
من جهته، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنه "لا يوجد أي اتصال بين تل أبيب وطاقم السفينة المختطفة في البحر الأحمر".
تنديد أمريكي
ونددت الولايات المتحدة اليوم الإثنين باحتجاز مليشيا الحوثي سفينة "جالاكسي ليدر" ووصفت ذلك بأنه انتهاك للقانون الدولي وطالبت بالإفراج الفوري عن السفينة وطاقمها.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر في مؤتمر صحفي "احتجاز الحوثيين للسفينة جالاكسي ليدر في البحر الأحمر يمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي".
وأضاف "نطالب بالإفراج الفوري عن السفينة وطاقمها وسنتشاور مع حلفائنا وشركائنا في الأمم المتحدة بشأن الخطوات التالية المناسبة".
الحوثيون يسلبون براءة أطفال اليمن في يومهم العالمي
أحيى اليمن اليوم العالمي للطفل، الذي يصادف 20 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام، في ظل واقع مؤلم تمر به الطفولة في بلد أنهكته الحرب.
وبحسب التقارير الصادرة عن المنظمات اليمنية المعنية بالطفولة، فإن الطفل اليمني لا يعيش أفضل أيامه، نتيجة الانتهاكات التي تطاله بسبب حرب الحوثيين.
وخلال سنوات الحرب ما فتئت مليشيات الحوثي تُجنّد أطفال اليمن وتزج بهم في أتون المعارك وجبهات القتال، وهي بذلك تغتال حاضر هؤلاء الصغار وتقتل مستقبل البلاد، وفق التقارير الحقوقية.
قتل واختطاف وتجنيد
وفي هذا الصدد، نفذت كيانات حقوقية ورسمية في اليمن فعاليات عديدة للتذكير بما يتعرض له أطفال اليمن من انتهاكات بسبب حرب الحوثيين، وأبرزها التجنيد والقتل والتشريد.
حيث حضرت "العين الإخبارية"، اليوم الإثنين، ندوةً نقاشية نظمتها اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان، حول دور اللجان والمؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني في حماية حقوق الطفل باليمن.
رئيس اللجنة الوطنية للتحقيق القاضي أحمد المفلحي، تحدث خلال الندوة عن أنواع الانتهاكات التي مست حق الطفل في اليمن، ووثقتها اللجنة الوطنية عبر فرقها الميدانية في كافة المحافظات.
وأشار القاضي المفلحي إلى أن اللجنة الوطنية وثقت خلال فترة عملها (3697) حالة قتل وتشويه للأطفال، و(503) وقائع اختطاف، و(909) حالات تجنيد، إضافة إلى (28) واقعة عنف جنسي، و(106) هجمات تعرضت لها مدارس ومستشفيات.
جانب من فعاليات الندوة
مناصرة أطفال اليمن
ومساء اليوم الإثنين، تطلق منظمة ميون لحقوق الإنسان حملة إعلامية لمناصرة أطفال اليمن ضحايا الانتهاكات الجسيمة، تزامنا مع اليوم العالمي للطفل، داعيةً ووجهت منظمات حقوق الإنسان والناشطين والصحفيين للمشاركة في الحملة.
وقال رئيس منظمة ميون عبده الحذيفي، لـ"العين الإخبارية"، إن الحملة تهدف إلى مناصرة أطفال اليمن الذين يتعرضون لانتهاكات جسيمة منذ سنوات، مؤكدا أهمية المشاركة في الحملة من قادة منظمات المجتمع المدني والناشطين.
ودعا الحذيفي إلى ضرورة تفاعل وسائل الإعلام في الحملة المتزامنة مع إحياء اليوم العالمي للطفل في 20 نوفمبر/تشرين الثاني.
وقال إن أطفال اليمن ومنذ اندلاع الحرب يتعرضون لانتهاكات جسيمة لا سيما التجنيد واستخدامهم كجنود وتعرضهم للقتل والتشويه، وكذا عدم حصولهم على الغذاء، وعدم تمكنهم من الحصول على الرعاية الصحية والتعليم في المدارس.
وأضاف أن منظمة ميون منذ تأسيسها تولي أهمية كبيرة بالدفاع عن حقوق الأطفال ومناصرة الضحايا، مشيرا إلى أن هذه الحملة في سياق مسؤوليتها الإنسانية تجاههم.
جانب من فعاليات الندوة
حياة مهددة
ويأتي يوم الطفل العالمي في اليمن في ظل تصنيف منظمة اليونيسف الأممية، المهتمة بالطفولة، لليمن بأنها واحدة من أسوأ البلدان التي يمكن أن يعيش فيها الأطفال، لما تواجهه من نزاع مستمر منذ سنوات.
وقالت اليونيسف، في تقرير سابق، إن الآلاف من الأطفال في اليمن يتعرضون إما للقتل وإما الإصابة في حرب ليست من صنع أيديهم، وفي ظل خطر مشترك ناجم عن النزاع المسلح والمرض وسوء التغذية، والذي يعد واقعا يوميا يعيشه هؤلاء الأطفال.
وخلال الأسبوع الماضي كشفت اليونيسيف أن أطفالا باليمن يكابدون العبء المزدوج المتمثل في ندرة المياه المرتفعة وانخفاض مستويات الحصول على مياه الشرب النظيفة، بواقع 8 أطفال من أصل 10 لا يحصلون على مياه شرب نظيفة.
وأكدت المنظمة أن هذا الواقع يعرض حياة الأطفال للخطر، كأحد الأسباب الرئيسية لكثرة الوفيات بين الأطفال دون سن الخامسة، نتيجة الأمراض التي يمكن الوقاية منها.
أعباء الحياة تتضاعف.. تربح «الحوثي» من الوقود يعمق مآسي اليمنيين
معاناة مريرة يكابدها المواطن اليمني فكري الحرازي، إثر ارتفاع أسعار الوقود في صنعاء، عقب رفع المليشيات الحوثية زيادة جديدة ما عمق مأساة اليمنيين.
ويقول الحرازي (43 عاماً) لـ"العين الإخبارية" إن ارتفاع أسعار الوقود تسبب له أعباء في عمله كسائق حافلة ركاب، حيث إنه يواجه صعوبة في توفير احتياجات أسرته من المواد الغذائية والأساسية، لأن مردود العمل يذهب كله للوقود، ويضعف مصدر دخله اليومي.
وتُعد أسعار الوقود في مناطق مليشيات الحوثي هي الأغلى في المنطقة، ما فاقم تكلفة المواطنين المعيشية الذين يعيشون أوضاعا اقتصادية صعبة، في ظل انقطاع الرواتب، وعدم توفر الخدمات، إضافة إلى ذلك نهب موارد الدولة وفرض جبايات عالية من قبل الحوثيين.
ويعد سوق مشتقات الوقود مربحا للغاية لمليشيات الحوثي وقياداتها، والتي غالبًا ما تتلاعب بإمدادات الوقود عبر ميناء الحديدة بغية تحقيق عوائد أعلى في السوق السوداء.
وكانت مليشيات الحوثي أقدمت في 11 نوفمبر/تشرين الثاني على فرض زيادة جديدة في أسعار الوقود من (ديزل، وبترول)، والذي بدوره عمّق من معاناة اليمنيين المعيشية.
وأقرت مليشيات الحوثي تكلفة غالون (20 لتر) بنزين بسعر 9,500 ريال (18 دولارًا أمريكيًا)، و(20 لتر) ديزل بسعر 9,500 ريال"، أي بزيادة 500 ريال عن السعر السابق.
وزعمت مليشيات الحوثي أن الزيادة الجديدة تأتي إثر "احتساب تكاليف سفن الوقود الواصلة مؤخراً إلى موانئ الحديدة عبر مستوردي المشتقات النفطية".
معاناة مريرة
بالنسبة للحرازي فإن زيادة مليشيات الحوثي الجديدة في أسعار الوقود ضاعف أعباء الحياة على المواطنين بمختلف القطاعات، في مناطق سيطرة المليشيات لا سيما صنعاء.
ويضيف المواطن اليمني، الذي يبدأ يومه باكرا، على أمل أن يظفر بدخل يغطي نفقات عيش أطفاله أن الزيادة المستمرة بين الحين والآخر في أسعار الوقود، تعد تكلفة باهظة يدفعها المواطنون البسطاء في ظل عدم توفير المليشيات الحوثية لأي من الخدمات العامة.
والحرازي ليس الوحيد من طالته تبعات الزيادة في أسعار الوقود في مناطق سيطرة المليشيات، بل إن مثله العشرات والآلاف ممن يعملون في عدة مجالات كالأجر اليومي، والتجار، والنقل، وطلبة الجامعات، والمرضى، وغيرهم الكثير.
ويشابه حال الحرازي مصير الطالب الجامعي اليمني مرتضى منصور (21 عاماً)، والذي اضطر لدفع أضعاف ما كان يدفعه كأجرة لتنقله عند ذهابه إلى جامعة إب وسط البلاد، للدراسة في قسم المحاسبة؟
ويقول الطالب الجامعي لـ"العين الإخبارية"، إن الزيادة الأخيرة في أسعار المشتقات النفطية تسببت برفع أجرة التنقل والمواصلات بزيادة 40% عما كانت عليه في السابق، والتي لم تكن أفضل حال من الآن، كما يؤكده فكري منصور.
ويشير إلى أن أسعار الوقود سواء بعد الزيادة الأخيرة، أو التي سبقتها بعدّة أشهر، ظالمة بحق المواطنين، والتي يفترض أن تكون أقل من ذلك، خاصة بعد دخول المشتقات النفطية عبر ميناء الحديدة بشكل متواصل، ولم يلمس فائدتها المواطن، أو خففت من معاناته، إثر الارتفاع المستمر للوقود.
حرب اقتصادية مستمرة
وتأتي الجرعة الحوثية في وقت سجل فيه سعر النفط انخفاضاً عالمياً بمقدار 6 دولارات للبرميل الواحد، حيث أصبح سعره 75 دولارا، بعد أن كان سعره 81.18 دولار للبرميل.
ويحذر خبراء اقتصاديون من استمرار ارتفاع أسعار الوقود في مناطق الحوثيين، كونها سوف تسهم بخلق معاناة جديدة للمواطنين في ظل ظروفهم المادية الصعبة، نتيجة الحرب المستعرة من قبل المليشيات على أبناء الشعب اليمني.
وبحسب الخبراء فإن المواطن في مناطق مليشيات الحوثي يعاني من تبعات الحرب الحوثية الاقتصادية، وفرضها الجبايات والاتاوات الهائلة على التجار والقطاع الخاص، ونهبها مدخرات المواطنين، فهو غير قادر على زيادة جديدة في أسعار الوقود والتي تعد من أساسيات الحياة المعيشية.
كما يأتي عقب السماح بدخول سفن المشتقات النفطية بشكل مستمر منذ بدء سريان الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة إلى موانئ الحديدة، وفي ظل أوضاع اقتصادية صعبة يعيشها السكان في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي.
وبحسب تقارير أممية فإن إجمالي كمية الوقود المستوردة عبر موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى بلغت 1.22 مليون طن متري خلال النصف الأول من عام 2023.
ويشير آخر تقرير لخبراء الأمم المتحدة المعنيين باليمن إن الوقود يعد أحد 7 مصادر لتمويل مليشيات الحوثي، إلى جانب رسوم الجمارك والضرائب والزكاة، ومصادرة الأراضي والممتلكات، والرسوم غير القانونية المتأتية من استيراد الوقود والتجارة المحلية والأنشطة التجارية الأخرى؛ مصادرة الودائع المصرفية؛ التمويل من مصادر أجنبية.
الشرق الأوسط: الحوثيون ينزفون عسكرياً رغم التهدئة على خطوط التماس
أفادت مصادر يمنية مطلعة في صنعاء، بأن الجماعة الحوثية تكبّدت خلال الأسابيع الأخيرة العشرات من عناصرها الذين قضوا في مختلف الجبهات على الرغم من التهدئة الهشة القائمة، حيث تتواصل عمليات التشييع والدفن بشكل يومي مع أعمال توسعة للمقابر التي كانت الجماعة استحدثتها.
ومثّلت جبهات غرب تعز، والضالع ومأرب - بحسب المصادر - أكثر الجبهات التي تكبّدت فيها الجماعة الحوثية عناصرها؛ بفعل تصعيدها المستمر، وقيام قوات الجيش الحكومي بالرد على الاعتداءات.
وكانت آخر تلك الخسائر في صفوف الجماعة قبل أيام؛ إذ قُتل وأُصيب 10 من مسلحيها إثر اندلاع مواجهات مع قوات الجيش اليمني في شمال محافظة مأرب وغربها، وهي المحافظة التي لا تزال تشهد منذ مطلع العام الحالي تصعيداً عسكرياً غير مسبوق لم تحقق الجماعة من خلاله أي تقدم ميداني.
وأفادت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، بأن قتلى الجماعة الحوثية ينحدرون من محافظة إب؛ إذ شيعت جثامين 4 منهم في مديريات متفرقة، بينما نقلت 6 آخرين إلى مشافٍ حكومية بالمحافظة لتلقي العلاج جراء إصابتهم.
وسبق ذلك بيوم إقرار الجماعة بمصرع أربعة من مشرفيها الميدانيين يحملون رتباً عسكرية مختلفة، بعضهم سقط في جبهات بمحافظة الضالع بعد سلسلة اعتداءات وخروق ارتكبتها الجماعة.
وتحدثت المصادر عن أن ثلاجات الموتى في مشافٍ عدة بصنعاء ومدن أخرى تحت السيطرة الحوثية لا تزال تكتظّ بأعداد من جثث قتلى الجماعة المنقولين من جبهات عدة، لافتة إلى أن الكثير من القتلى هم من شريحة عمرية تقل عن 18 سنة.
وتوالياً للخسائر المتلاحقة في صفوف الجماعة، كشفت عمليات التشييع والدفن التي تبثها وسائل إعلامها عن أنها تكبّدت خلال أول خمسة أيام من هذا الشهر ما يزيد على 16 قتيلاً، بينهم قادة ومشرفون ميدانيون، حيث تم تشييع جثامينهم في صنعاء وريفها، والمحويت، وذمار، وحجة، والجوف وتعز.
تكتم انقلابي
ذكرت المصادر اليمنية، أن الجماعة الحوثية تدفن يومياً أضعاف ما تُعلِن عنه في وسائل إعلامها، وسط تكتم شديد خشية تصدع صفوفها، عقب فرار عشرات العناصر من الجبهات.
ويتهم ناشطون يمنيون الجماعة بمواصلة تحركاتها العسكرية في محافظتَي مأرب وتعز وغيرهما، حيث عززت خلال الأسابيع الماضية عناصرها في تلك المناطق، في محاولة تصعيد جديد، بالتزامن مع حملات تجنيد إلى صفوفها في عدد من المناطق تحت سيطرتها.
وفي هذا السياق، رصد تقرير لوكالة «خبر» اليمنية اعترافات بثتها وسائل إعلام حوثية تفيد بمصرع ما لا يقل عن 13 من مقاتلي الجماعة خلال الأيام الثلاثة الأخيرة من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، دون الإفصاح عن الجبهات القتالية التي سقطوا فيها.
وأشار التقرير إلى وجود جرحى آخرين في صفوف الجماعة تم نقلهم إلى مشافٍ في صنعاء، بينما القتلى تم تشييعهم في صنعاء ومحافظات حجة، وذمار، والجوف وتعز.
وبحسب التقرير، فإن من بين القتلى الذين شيّعت الجماعة جثامينهم في تلك الفترة قتيلاً ينتحل رتبة عميد، وآخر ينتحل رتبة عقيد، وقتيلين ينتحلان رتبة مقدم، و3 قتلى ينتحلون رتب نقيب، وقتيلاً ينتحل رتبة رائد، و3 ينتحلون رتب ملازم أول، وآخر ينتحل رتبة مساعد.
ملاك «غالاكسي ليدر»: السفينة محتجزة بشكل غير قانوني في الحديدة
قالت الشركة المالكة للسفينة «غالاكسي ليدر» التي أعلنت جماعة الحوثي اليمنية احتجازها، إن عسكريين صعدوا على متنها بشكل غير قانوني عبر طائرة هليكوبتر، الأحد، وهي الآن موجودة في ميناء الحديدة باليمن، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.
وأضافت شركة «غالاكسي ماريتايم» المسجلة في جزيرة «آيل أوف مان» والمالكة للسفينة، في بيان: «لقد فُقدت جميع الاتصالات مع السفينة». وأردفت: «بصفتنا شركة شحن، فلن نعلّق أكثر على الوضع السياسي أو الجيوسياسي».
وبثت جماعة الحوثي المدعومة من إيران لقطات مصورة، الاثنين، تُظهر رجالاً مسلحين ينزلون من طائرة هليكوبتر ويسيطرون على سفينة شحن في جنوب البحر الأحمر.
«القرصنة الحوثية» تثير استياءً يمنياً وتعزّز المخاوف في البحر الأحمر
أثارت حادثة قرصنة الجماعة الحوثية لإحدى السفن التجارية الدولية في البحر الأحمر استياءً واسعاً في الأوساط اليمنية؛ لجهة ما يمكن أن يجلبه هذا السلوك من مخاطر على اليمن والجوار الإقليمي، بما في ذلك استغلال هذه التطورات من قِبل الجماعة للتهرب من استحقاقات مساعي السلام.
وإلى جانب انعكاسات الحادثة المتوقعة على الصعيد الاقتصادي، وربما الأمني في البحر الأحمر؛ يعزز المراقبون اليمنيون الاتهامات لإيران بالوقوف خلف سلوك الحوثيين الذي تزعم الجماعة أنه يأتي نصرةً للفلسطينيين في غزة، وهو الشعار الذي يتهكم منه الشارع اليمني لجهة الخراب الذي تسببت فيه الجماعة منذ انقلابها بما في ذلك مقتل نحو 300 ألف يمني.
وكانت الجماعة الحوثية تبنّت الأحد قيامها بقرصنة سفينة «غلاكسي ليدر» المتجهة من تركيا إلى شرق آسيا، وهي تقلّ شحنة سيارات، واقتادتها إلى ميناء الصليف الخاضع لسيطرتها على البحر الأحمر، وهدّدت بعمليات مماثلة قالت: إنها ستستهدف السفن الإسرائيلية أو أي سفينة على صلة بتل أبيب.
وزعمت الجماعة أنها ستعامل طاقم السفينة وفقاً لتعاليم الإسلام، في حين نفت إسرائيل ملكيتها للسفينة، وقالت: إن ملكيتها بريطانية وإدارتها يابانية، كما نفت وجود أي فرد من مواطنيها على متنها، مع تحذيرها من خطورة الخطوة الحوثية على سلامة الملاحة الدولية في البحر الأحمر.
وضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بالتحذيرات من تهور الحوثيين، مع بيان المخاطر في حال تحول البحر الأحمر ساحةً للصراع المسلح، بما في ذلك الأثر الإنساني المتوقع على تدفق السلع والشحن وارتفاع التأمين، وانعكاس كل ذلك على معيشة اليمنيين المتدهورة في الأساس جراء الصراع الداخلي الذي فجّره الحوثيون.
«شوشرة» متوقعة
تعليقاً على الحادثة، يرى الباحث والمحلل السياسي اليمني عبد الستار الشميري، أنها كانت خطوة طبيعية ومتوقعة؛ لأن إيران لا تريد أن تورّط نفسها مباشرة في الدخول في عمليات حقيقية لدعم غزة.
وانطلاقاً من ذلك، يضيف الشميري في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن إيران تحرّك بعض مصداتها في العراق واليمن وغيرها لإحداث «شوشرة» لإسقاط الحجة بأنها تشارك في دعم غزة.
ويشير الشميري إلى ما يصفه بـ«الشوشرة» التي يقوم بها «حزب الله» اللبناني والحوثيون من إطلاق مسيّرات أو صواريخ معظمها وقعت في الأراضي المصرية، ويعتقد أنها ستُكرر، لكنه يجزم أنها «لا تقدم ولا تؤخر في القضية الفلسطينية، بل ستسهم ربما في الإضرار بها» ويؤكد أنها مجرد «رادار للسياسة الإيرانية التي تريد أن تقول إنها موجودة من خلال أذرعها».
ولا يستبعد أن تكون لهذا السلوك الحوثي نتائج سلبية على الصعيدين المحلي والإقليمي، ويقلل من أهمية عملية اختطاف السفينة، ويقول: «ماذا سيؤثر أن تقرصن سفينة أو سفينتين؛ فقد سبق للقراصنة الصوماليين أن اختطفوا عشرات السفن الغربية والأوروبية».
ويتهم إيران بأنها أرادت أن تدفع بالحوثيين للتنفيس عن الغضب المتصاعد ضد طهران، حيث إنها ورّطت «حماس» في هذه المعركة وأنها تخلت عنها، ويتوقع أن تدفع بالجماعة الحوثية للقيام بعمليات أخرى، سواء خطف سفن أو إطلاق صواريخ أومسيّرات أو تفجير ألغام بحرية، من باب حفظ ماء وجه إيران لا أقل ولا أكثر.
ويتوقع الشميري أن يكون للسلوك الحوثي انعكاسات على أمن البحر الأحمر والمصالح العربية واليمنية، أكثر منه على إسرائيل، التي لا يستبعد أن تستغل مثل هذه الحوادث لتستفيد منها من حيث تعزيز الخطاب القائل بأنها تواجه خطراً وجودياً.
تذكير بخطر الحوثيين
حادثة قرصنة السفينة التجارية من المياه الدولية في البحر الأحمر، يعتقد الباحث والأكاديمي اليمني فارس البيل، أنها جاءت لتذكر بخطر الجماعة الحوثية وتهديدها الملاحة منذ استيلائها على الحديدة، حيث تعاطى المجتمع الدولي مع هذه الحالة بشكل غير مسؤول، بل حالت أطراف دولية - وفق قوله - دون تحرير الحديدة والساحل كله عندما كانت القوات الشرعية قاب قوسين من تحريرها.
أما البعد الآخر، فهو بعد درامي؛ كما يقول البيل في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، حيث تريد إيران بعد أن انكشفت في أحداث غزة، وبانت عورة شعاراتها ضد إسرائيل ومع القضية الفلسطينية، القيام «بمناوشات عديمة الجدوى» عبر أذرعها، حيث إنها تتخذ من قضية فلسطين مطية للضحك على الشعوب العربية والمسلمة لتمرير مشروعها التوسعي.
ويضيف البيل: «كلما كانت أذرع إيران أبعد عن مسرح الحدث رفعت وتيرة الدراما أكثر، حيث يقوم الحوثي بهذا الدور بينما من يحيطون بإسرائيل من أذرع إيراني يبقى مستوى مناوشاتهم أقل».
هذه الحادثة يرى الأكاديمي اليمني، أنها يفترض أن تلفت المجتمع الدولي من جديد لخطر الحوثي على الأمن الدولي، أما ردات الفعل من قِبل إسرائيل أو أميركا فلن تكون عنيفة؛ لأنهما تدركان طبيعة هذا الفعل الإيراني وغاياته.
ويختتم حديثه بالقول: «ربما تحاول ميليشيا الحوثي بتوجيه من إيران أن تزيد من بعض الدراما العسكرية لتكسب الرأي العام، لكنها مكشوفة داخلياً وخارجياً، ولن يغسل جرائمها أي فعل تقوم به، فكيف وهو عديم الفائدة لفلسطين».
تهاون أميركي
في سياق حادثة قرصنة الحوثيين للسفينة الدولية، يرى الصحافي والمحلل السياسي اليمني محمود الطاهر، أنه أمر ليس بجديد سوى أنهم هذه المرة يتحدثون بذريعة حرب إسرائيل على غزة. ويقول الطاهر لـ«الشرق الأوسط»: «سبق وأن قرصن الحوثيون سفينة إماراتية، وسفناً أخرى، وستطال قرصنتهم سفناً لدول أخرى بسبب تهاون الولايات المتحدة الأميركية مع الحوثي، حيث ترى أنه يمكن أن يكون شريكاً في حكم اليمن رغم استحالة ذلك».
عملية القرصنة - يؤكد الطاهر - أنها تعبر عن حقيقة الجماعة الإرهابية، وأنها لا يمكن أن تلتزم بقوانين دولية أو محلية، ولا يمكن أن تندمج ضمن محيطها العربي، وأنها ستمضي قدماً لتنفيذ خطط إيرانية لإقلاق السلم والأمن الدوليين.
ولا يتوقع الطاهر أن يكون هناك أي تداعيات دولية إزاء الحادثة، لسبب بسيط وهو - وفق قوله - «أن الولايات المتحدة لا تريد ذلك بحجة أنها تسعى لإحلال السلام، وإحلال نظام بايدن للسلام في اليمن بحسب زعمه يتطلب مهادنة الحوثيين وعدم إزعاجهم أو معاداتهم؛ لذا ما يقوم به الحوثيون هو بتشجيع من نظام بايدن».
وفي حين يتوقع الطاهر أن تستمر جماعة الحوثي وبتوجيهات إيرانية في ارتكاب العمليات الإرهابية في البحر الأحمر وساحل الحديدة، يؤكد أن هذا يتطلب تحركاً من القيادة اليمنية لتحرير الشريط الساحلي بشكل كامل، ويحذّر من أنها إن لم تفعل ذلك «ستجد الحوثيين في باب المندب»، وفق تعبيره.