في سياق تصاعد وتيرة عمليات القرصنة الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، وتداعيات تلك العمليات الكارثية على جهود التهدئة وإحلال السلام، وانتهاكها لجميع القوانين والمواثيق الدولية وقرارات مجلس الأمن، والذي لا يشكل خطراً على اليمن فحسب بل على سلامة السفن التجارية وناقلات النفط وأمن خطوط الملاحة الدولية.

كشفت الإدارة المركزية الأمريكية في بيان لها الأحد وقوع أربع هجمات على ثلاث سفن تجارية منفصلة تعمل في المياه الدولية جنوب البحر الأحمر، ترتبط هذه السفن الثلاث بـ14 دولة منفصلة، واستجابت المدمرة آرلي بيرك يو إس إس كارني لنداءات الاستغاثة من السفن وقامت بتقديم المساعدة.

وأفاد البيان أنه في حوالي الساعة 9:15 صباحًا بتوقيت صنعاء استشعرت السفينة كارني هجومًا صاروخيًا باليستيًا مضادًا للسفن تم إطلاقه من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن باتجاه السفينة ام/في يونتي اكسبلورر ؛ مما أثر على المنطقة القريبة من السفينة. ويونتي اكسبلورر هي سفينة شحن ترفع علم جزر البهامًا، وتملكها وتديرها المملكة المتحدة ويعمل بها بحارة من دولتين، وكانت السفينة كارني تقوم بدورية في البحر الأحمر عند لحظة استشعار الهجوم على سفينة يونتي اكسبلورر.

في حوالي الساعة 12 ظهرًا وأثناء وجودها في المياه الدولية؛ استشعرت المدمرة كارني وجود طائرة بدون طيار أطلقت من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن واستطاعت من اسقاطها. وكانت الطائرة بدون طيار متجهة نحو المدمرة كارني رغم أن هدفها النهائي غير واضح. وأفادت القيادة المركزية أنه لا يمكن في الوقت الحالي تقييم ما إذا كانت المدمرة كارني هدفًا للطائرات بدون طيار. ولم تقع اي أضرار بالسفينة الأمريكية أو إصابات بين أفرادها.

وأوضح البيان أنه في هجوم منفصل في حوالي الساعة 12:35 ظهرًا افادت السفينة يونتي اكسبلورر انها قد أصيبت بصاروخ أطلق من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن. استجابت المدمرة كارني لنداء الاستغاثة. وأثناء المساعدة في تقييم الأضرار استشعرت كارني هجوم لطائرة بدون طيار أخرى، مما أدى إلى تدمير الطائرة بدون طيار دون أي ضرر أو إصابات على متن كارني أو سفينة يونتي اكسبلورر. وأبلغت يونتي اكسبلورر عن حدوث أضرار طفيفة ناجمة عن الهجوم الصاروخي.

وفي حوالي الساعة 3:30 مساءً أصيبت السفينة أم/في رقم 9 بصاروخ تم إطلاقه من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن أثناء عملها في ممرات الشحن الدولية في البحر الأحمر. وأبلغت ناقلة البضائع التي ترفع علم بنما والمملوكة والمدارة من قبل برمودا والمملكة المتحدة عن وقوع أضرار ولم تقع إصابات.

وبحسب بيان القيادة المركزية الأمريكية في حوالي الساعة 4:30 مساءً؛ أرسلت السفينة أم/في سوفي نداء استغاثة يفيد بتعرضها لهجوم بصاروخ. استجابت المدمرة كارني مرة أخرى لنداء الاستغاثة ولم يبلغ عن وقوع أضرار جسيمة.

وبينما كانت كارني في طريقها لتقديم الدعم، قامت بأسقاط طائرة بدون طيار كانت متجهة نحوها. وسوفي هي سفينة نقل بضائع ترفع علم بنماء ويتكون طاقمها من بحارة من ثماني دول.

وقالت القيادة المركزية أن "هذه الهجمات تمثل تهديدًا مباشرًا للتجارة الدولية والأمن البحري. حيث عرّضوا حياة الطواقم الدولية التي تمثل بلدانًا متعددة حول العالم للخطر.ولدينا أيضًا كل الأسباب للاعتقاد بأن هذه الهجمات؛ على الرغم من شنها من قبل الحوثيين في اليمن؛ تم تمكينها بالكامل من قبل إيران، وستنظر الولايات المتحدة في عدة اشكال للاستجابة المناسبة بالتنسيق الكامل مع حلفائها وشركائها الدوليين".

في وقت سابق، الأحد، أعلنت مليشيات الحوثي في بيان لناطقها العسكري، أنها "استهدفت سفينتين إسرائيليتين في بابِ المندب وهما سفينة "يونِتي إكسبلورر" وسفينة "نمبر ناين"، حيثُ تم استهدافُ السفينةِ الأولى بصاروخِ بحري والسفينةِ الثانيةِ بطائرةٍ مسيرةٍ بحرية، تنفيذاً لتوجيهاتِ قائدها عبدِالملك بدرِالدين الحوثي.

وقالت الميليشيا أن عمليةُ الاستهدافِ جاءتْ بعدَ رفضِ السفينتينِ الرسائلَ التحذيريةَ من القواتِ البحريةِ اليمنيةِ، وأضافت "أن القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ مستمرةٌ في منعِ السفنِ الإسرائيليةِ من الملاحةِ في البحرينِ الأحمرِ والعربي حتى يتوقفَ العُدوانُ الإسرائيليُّ على إخوانِنا الصامدين في قطاعِ غزة".

وجددت الحوثي تحذيرَها لكافةِ السُّفُنِ الإسرائيليةِ أوِ المرتبطةِ بإسرائيليين بِأنَّها سوفَ تصبحُ هدفاً مشروعاً في حالِ مخالفتِها لما جاءَ في هذا البيانِ والبياناتِ السابقةِ الصادرة عنها.

وسبق وأدان أعضاء مجلس الأمن الدولي بأشد العبارات الهجمات الأخيرة التي قام بها الحوثيون ضد سفينة تجارية في البحر الأحمر.

وأشار أعضاء مجلس الأمن، إلى التهديدات المستمرة والهجمات السابقة ضد محطات النفط الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية. وطالبوا بوقف جميع هذه الهجمات والإجراءات على الفور. 

ودعوا إلى الإفراج الفوري عن السفينة MV Galaxy Leader  وطاقمها. وشدد أعضاء المجلس على أهمية الحقوق والحريات الملاحية لجميع السفن في خليج عدن والبحر الأحمر، وفقا للقانون الدولي.

وأشار أعضاء مجلس الأمن إلى أهمية تعزيز التعاون الدولي والإقليمي لمواجهة التهديدات التي يتعرض لها السلام والأمن في المنطقة.

كما طالبت الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والامم المتحدة بالبدء بتصنيف مليشيا الحوثي منظمة إرهابية وادراجهم في قوائم الإرهاب الدولية، وتجفيف المنابع المالية والسياسية والإعلامية للحركة، وسن القوانين التي تفرض العقوبات على قياداتها وتجميد اصولهم ومنع سفرهم، والتحرك بحزم والقيام بمسئولياتهم القانونية في صون السلم والامن الدوليين، وعدم السماح للسلوك الضار للنظام الإيراني ان يمر دون رادع، ومواجهة الإرهاب الممنهج والتهديد الذي تشكله طهران وميليشياتها -وفي المقدمة الحوثيين- والذي تدفع دول وشعوب المنطقة ثمنه فادحا.