تحت مزاعم الحرب في غزة صعدت مليشيا الحوثي المدعومة من إيران هجماتها البحرية على سفن التجارية وناقلات النفط في البحر الأحمر، حيث أعلنت القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم" في منشور لها على موقع "إكس" أن صاروخا أطلقه الحوثيون أصاب ناقلة النفط النرويجية "ستريندا" أثناء إبحارها قبالة اليمن، مشيرة إلى أنه لم ترد في الحال أنباء عن وقوع ضحايا من جراء هذه الضربة.

وأشارت "سنتكوم" إلى أن السفينة أبلغت عن وقوع "أضرار تسبّبت في نشوب حريق على متنها"، وأكدت أن مدمّرة تابعة للبحرية الأمريكية لبّت نداء استغاثة أطلقته السفينة ومدّت لها يد العون. 

ومن جانبها، قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، أنها تلقت تقريرا عن وقوع حادث في محيط باب المندب في الساعات الأولى من فجر اليوم الثلاثاء عقب انفجار عنيف.

واضافت الهيئة البريطانية أن الحادث وقع على بعد 15 ميلا بحريا غرب ميناء المخا اليمني، وأشارت إلى أن السلطات ما زالت تحقق، ونصحت الهيئة في بلاغها السفن التي تمر من المنطقة بتوخي الحذر.

وقالت شركة "موينكل كيميكال تانكرز" المالكة للناقلة النرويجية "ستريندا"، لـ"رويترز"، إن الناقلة تتجه الآن إلى "ميناء آمن".

وأوضح رئيس الشركة أن طاقم الناقلة المؤلف من 22 شخصا من الهند، ولم يصب أحد منهم بأذى.

في المقابل، أعلنت ميليشيا الحوثي، مسؤوليتها عن تنفيذ الهجوم الذي استهدف ناقلة النفط النرويجية "ستريندا"، في البحر الأحمر.

وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع في بيان، إن الجماعة استهدفت الناقلة بصاروخ بحري بعد أن رفض طاقمها الاستجابة للنداءات التحذيرية.

وأضاف أن الجماعة منعت، خلال اليومين الماضيين، مرور عدة سفن استجابت لتحذيرات، و"لم تلجأ لاستهداف السفينة النرويجية المحملة بالنفط إلا بعد رفض طاقمها كافة النداءات التحذيرية".

وجددت الجماعة التعهد بأنها "ستواصل منع كافة السفن من كل الجنسيات من التوجه للموانئ الإسرائيلية، حتى إدخال ما يحتاجه إخواننا الصامدون في قطاع غزة من غذاء ودواء".

وكانت ميليشيا الحوثي هددت السبت 9 ديسمبر بمهاجمة أي سفينة تتجه نحو الموانئ في إسرائيل، عبر خليج عدن ومضيق باب المندب والبحر الأحمر، بغض النظر عن الدولة التي تنتمي إليها السفينة.

وقالت ميليشيا الحوثي على لسان منتحل منصب وزير الدفاع في حكومة صنعاء غير المعترف بها دوليا، أنهم سيمنعون مرور السفن المتوجهة إلى الموانئ الإسرائيلية، عبر البحر الأحمر ما لم يتم إدخال الأغذية والأدوية إلى غزة، ردا على حرب إسرائيل على القطاع الفلسطيني المحاصر.

وسبق وهدد الميليشيا الجمعة 8 ديسمبر، إحدى السفن التجارية لتغيير مسارها في البحر الاحمر، في محاولة فاشلة لاختطافها.

وأعلنت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، أنها تلقت بلاغات بـ"صدور أمر لسفينة جنوبي البحر الأحمر بتغيير مسارها".

وقالت الهيئة في بيان، إن الأمر صدر عن "كيان يصف نفسه بأنه السلطات اليمنية"- في إشارة إلى مليشيا الحوثي-، وأضافت أنها نصحت السفن الموجودة في المنطقة المحيطة بتوخي الحذر، والإبلاغ عن أي نشاط مريب.

وردًا على التهديد الحوثي نفذت القوات البحرية الفرنسية، الأحد 10 ديسمبر، أول عملية عسكرية ضد المليشيات الحوثية، ونجحت في تكبيدها خسائر عسكرية بسفينة حربية سريعة، بعد 24 ساعة من تهديد المتمردين باستهداف اي سفينة في البحر الاحمر.

جاء ذلك في إعلان هيئة أركان الجيوش الفرنسية، الذي أكدت فيه ان فرقاطة فرنسية أسقطت مسيرتين في البحر الأحمر كانتا متجهتين نحوها انطلاقا من سواحل اليمن.

وقالت الهيئة في بيان إن الفرقاطة المتعددة المهام “لانغدوك” العاملة في البحر الأحمر “اعترضت هذين التهديدين ودمرتهما”، ليل السبت الأحد.

وأضافت الهيئة أن الطائرتين المسيرتين أُطلقتا من منطقة يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، بالقرب من مدينة الحديدة الساحلية.

وبينت هيئة أركان الجيوش الفرنسية أنه تم اعتراضهما على بعد حوالي 110 كيلومترات من الساحل، بحسب البحرية.

وبحسب بيان الهيئة، فقد تم إطلاق أول طائرة مسيرة على السفينة حوالي الساعة 11:30 مساء بتوقيت اليمن، فيما تم إطلاق المسيرة الثانية عند الساعة 01:30 بعد منتصف ليل السبت الأحد.

وتم نشر لانغدوك بالمحيط الهندي منذ أغسطس، ورافقت مؤخرا حاملة الطائرات الأمريكية “يو أس أس دوايت دي أيزنهاور” التي عبرت مضيق هرمز إلى الخليج العربي، وفقا لما أعلنته “سنتكوم” في نوفمبر الماضي.

وكانت الولايات المتحدة، أعلنت الخميس 7 ديسمبر، عن سعيها لتشكيل قوة دولية لحماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر، عقب أعمال القرصنة الحوثية على سفن الشحن التجارية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.