تقرير امريكي " داعش " انتقمت من ذكري سليماني في قبره
برر تقرير امريكي نشره معهد واشنطن لسياسات الشرق الادني تبنى "داعش خراسان" التفجيران اللذان وقعا في الطريق لقبر قاسم سليماني بمعاداة تنظيم "داعش" بشكل جذري للشيعة، و بالخلافات مع سليماني على وجه التحديد. فكونه قائداً لـ "فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري الإسلامي الإيراني" كان مسؤولاً عن الجهود الإيرانية لدعم نظام بشار الأسد في الحرب الأهلية السورية التي بدأت في عام 2013 تقريباً، وشملت حملته حشد جيش دولي من الميليشيات الشيعية الخاضعة لإشراف ضباط إيرانيين، وحتى إقناع روسيا بدخول الحرب. كما قاد سليماني في الوقت نفسه الحملة المشتركة بين الميليشيات و"فيلق القدس" ضد تنظيم "داعش" في العراق بين عامي 2011 و2017 .وقال المحلل المتخصص في الشؤون الأمنية والدفاعية المتعلقة بإيران ومنطقة الخليج.فرزين نديمي في تقريره انه على الرغم من أن فرعاً من تنظيم "داعش" تبنى التفجيرات القاتلة بالقرب من منطقة حدودية مضطربة، إلّا أن طهران سارعت إلى اتهام إسرائيل والولايات المتحدة، ووعدت "بالانتقام الشديد" على غرار ما حدث في أعقاب مقتل قاسم سليماني في عام 2020.
واضاف في 3 يناير2024، هزّ انفجاران قويان الطرق المؤدية إلى قبر اللواء الإيراني قاسم سليماني في مدينة كرمان وسط إيران، وذلك بعد أربع سنوات بالضبط من اغتياله في غارة جوية أمريكية بطائرة بدون طيار في بغداد. وقد أسفر الانفجاران عن مقتل تسعة وثمانين شخصاً على الأقل أثناء تجمّعهم في المنطقة للمشاركة في مراسم الذكرى السنوية، فضلاً عن مئات الجرحى.
واضاف نديمي قائلا الجدير بالذكر أن ضحايا الانفجارَين كانوا من المشاركين والمارة المتواجدين على مسافة بعيدة من أي من كبار الشخصيات الحاضرين. ووفقاً لبعض التقارير، تم تنفيذ المذبحة باستخدام قنبلتَين شديدتَي الانفجار من الدرجة العسكرية تم تفجيرهما عن بعد ومُلئتا بحبيبات معدنية ومسامير بهدف إيقاع أكبر عدد من الضحايا. وقد نفذ انتحاريان كلا الانفجارَين.
وسارعت وسائل الإعلام الإيرانية والمسؤولون الإيرانيون إلى توجيه أصابع الاتهام إلى إسرائيل والولايات المتحدة. واستمروا بذلك حتى بعد أن تبنى "تنظيم داعش - ولاية خراسان" في أفغانستان الهجوم رسمياً في اليوم التالي وأعلن اسمَي الانتحاريَين. ووفقاً للمنطق الإيراني، من المفترض أن الولايات المتحدة هي التي أسست تنظيم "داعش "، الجماعة الأم لـ"تنظيم داعش - ولاية خراسان"، ولا تزال مسؤولة عن عملياته.
لماذا تم استهداف إيران حالياً؟
ويجيب التقرير "فضلاً عن معاداة تنظيم "داعش" بشكل جذري للشيعة، يحفل تاريخه بالخلافات مع سليماني على وجه التحديد. فكونه قائداً لـ "فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري الإسلامي الإيراني" كان مسؤولاً عن الجهود الإيرانية لدعم نظام بشار الأسد في الحرب الأهلية السورية التي بدأت في عام 2013 تقريباً، وشملت حملته حشد جيش دولي من الميليشيات الشيعية الخاضعة لإشراف ضباط إيرانيين، وحتى إقناع روسيا بدخول الحرب. كما قاد سليماني في الوقت نفسه الحملة المشتركة بين الميليشيات و"فيلق القدس" ضد تنظيم "داعش" في العراق بين عامي 2011 و2017.
ومنذ تلك الحملتَين، قام "داعش - ولاية خراسان" وعناصر سنّية متطرفة أخرى بتهديد إيران بشكل متكرر أو تنفيذ هجمات إرهابية فيها. وقد تبنى التنظيم في سبتمبر 2018 المسؤولية عن حادث اقتحم فيه مسلحون عرضاً عسكرياً في مدينة الأحواز جنوب غرب البلاد، مما أدى إلى مقتل 25 شخصاً. كما اعتُبرت هذه العناصر مسؤولة عن هجوم الطعن في أحد مزارات مشهد في 5 أبريل 2022، وعن اقتحام البرلمان الإيراني وضريح الخميني في /يونيو 2017 (الذي أسفر عن مقتل سبعة عشر شخصاً)، وإطلاق النار الجماعي في مرقد في شيراز في 2 /أكتوبر 2022 و13 أغسطس 2023.
وتجدر الإشارة إلى أن الهجوم الأخير وقع في محافظة كرمان، مسقط رأس سليماني، المتاخمة لمحافظة سيستان وبلوشستان الفقيرة. وتتشارك المحافظة الأخيرة حدوداً مع باكستان وأفغانستان تمتد على 1100 كيلومتر وتتضمن شريطاً ساحلياً بطول 300 كيلومتر على خليج عُمان، مما يجعل المنطقة ممراً دولياً رئيسياً لتهريب المخدرات. ولذلك تشهد المحافظتان بشكل متكرر معارك مسلحة دامية بين القوات الإيرانية ومهربي المخدرات والمتمردين المدججين بالسلاح.
وعن الردود إلايرانية المحتملة قال نديمي
عندما اعتُبر تنظيم "داعش" مسؤولاً عن الهجمات السابقة، رد "الحرس الثوري الإسلامي الإيراني" بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات بدون طيار بعيدة المدى ضد أهداف تابعة للتنظيم في محافظة دير الزور السورية، مرة في يونيو 2017 بعد الهجمات التي استهدفت البرلمان والضريح، ومرة أخرى في أكتوبر 2018 بعد الهجوم على العرض العسكري في الأهواز. واستغرق تخطيط وتنفيذ كل ردّ حوالي عشرة أيام.
إذا قررت إيران الوفاء بوعدها بـ "الانتقام الشديد" واستهداف تنظيم "داعش "، فقد تشهد الأيام المقبلة موجة أو أكثر من الصواريخ والطائرات المسيّرة التي تضرب معاقل "تنظيم داعش - ولاية خراسان" في أجزاء من شرق أفغانستان على الحدود مع باكستان. ولكي تحقق هذه الضربات تأثيراً بالغاً من الضروري أن تحصل إيران على معلومات استخباراتية دقيقة وآنية مع تعاون محتمل من جانب حكومة طالبان التي أدانت علناً هجوم كرمان وأعربت عن تعاطفها مع الحكومة والشعب الإيرانيين.
ولكن في الوقت نفسه، يواصل المرشد الأعلى علي خامنئي وقادة "الحرس الثوري الإسلامي الإيراني" وشخصيات إيرانية بارزة أخرى بتحميل إسرائيل والولايات المتحدة مسؤولية التفجيرَين. ولذلك من المتوقع أن يضاعف "الحرس الثوري" هجماته غير المباشرة في العراق وسوريا ومنهما، وربما يأمر ميليشياته الوكيلة بشن المزيد من الهجمات بالطائرات المسيّرة أو بالصواريخ على أهداف إسرائيلية وأمريكية بحلول 8 يناير، أي الذكرى السنوية للهجوم الصاروخي الباليستي الإيراني على "قاعدة عين الأسد الجوية" في العراق بعد مقتل سليماني في عام 2020. وقد يشن النظام أيضاً المزيد من الضربات البحرية على غرار الهجوم الصاروخي الذي وقع في 24 /ديسمبر على ناقلة النفط "كيم بلوتو". وأخيراً، قد تصدر إيران أوامر بارتكاب أعمال إرهابية ضد المواطنين الإسرائيليين في المنطقة أو خارجها.