تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات) اليوم 15 يناير 2024.
البيان: غارات جديدة تستهدف موقعاً للحوثيين شمالي الحديدة
ذكرت مصادر يمنية أن قصفاً استهدف موقعاً للحوثيين، أمس، في مديرية اللحية شمالي الحديدة المطلة على البحر الأحمر غربي البلاد، لكن مسؤولاً عسكرياً أمريكياً أكد أن بلاده وحلفاءها لم ينفذوا أي ضربة، في حين حذرت بريطانيا، من أنها مستعدة للتحرك مجدداً ضد الحوثيين إذا واصلوا هجماتهم على السفن العسكرية والتجارية في البحر الأحمر، بينما رفضت الصين استخدام القوة العسكرية ضد اليمن.
وذكرت تقارير إعلامية يمنية أن مديرية اللحية الساحلية بمحافظة الحديدة تعرضت أمس، لقصف أمريكي بريطاني. وأفادت التقارير بأن قصفاً أمريكياً بريطانياً استهدف جبل جدع بمديرية اللحية. لكن مسؤولاً عسكرياً أمريكياً أكد لوكالة فرانس برس أن الولايات المتحدة وحلفاءها لم ينفذوا أي ضربة أمس على ميناء الحديدة في غرب اليمن. وقال المسؤول الذي لم يشأ كشف هويته «لم تنفذ أي ضربة أمريكية أو للتحالف».
وخلافاً للآمال التي تشكلت لدى ملايين اليمنيين بانتهاء الحرب مع إعلان مبعوث الأمم المتحدة هانس غروندبورغ التوافق على خريطة طريق للسلام، أظهرت تصرفات الحوثيين خلال الأيام الثلاثة الماضية أن الجماعة تتجه نحو التصعيد في البحر الأحمر بدلاً عن التهدئة.
إضعاف القدرات
وفي سياق متصل، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين في الإدارة الأمريكية أن الضربات التي شنت ضد الحوثيين أدت إلى خفض قدراتهم الهجومية بما لا يزيد على 30 %، حيث استهدفت الضربات مواقع لتخزين وإطلاق الصواريخ وطائرات مسيّرة. وأشارت إلى أن معظم أسلحة الحوثيين «تعتمد على منصات متحركة ويمكن نقلها أو إخفاؤها بسهولة»، كما أكدت أن وكالات الاستخبارات الغربية واجهت صعوبات في العثور على الأهداف، حيث لم تخصص في السنوات الأخيرة موارد كبيرة لتحديد مواقع مراكز القيادة، ومواقع تخزين وإنتاج الطائرات المسيرة وذخائر الحوثيين.
تحذير بريطاني
إلى ذلك، حذر وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، أمس، من أن المملكة المتحدة مستعدة للتحرك مجدداً ضد المتمردين الحوثيين إذا واصلوا هجماتهم على السفن العسكرية والتجارية في البحر الأحمر. وفي مقال نشرته صحيفة «صنداي تلغراف»، كتب كاميرون: «لقد وجهنا رسالة لا لبس فيها مفادها أن تصرفات الحوثيين مرفوضة، ونحن مصممون على وضع حد لها، سندافع دائماً عن حرية الملاحة. وقبل كل شيء، سنكون مستعدين لتنفيذ أقوالنا». وأكد وزير الخارجية أن «إبقاء الممرات البحرية مفتوحة هو مصلحة وطنية حيوية».
وفي وقت سابق، نفى كاميرون أن تؤدي ضربات القوات الجوية الملكية في اليمن إلى تصعيد الصورة في الشرق الأوسط، محذراً من أن العالم يواجه فترة خطر شديد. وأفادت وكالة أنباء «بي إيه ميديا» البريطانية بأن كاميرون أصر على أن الحوثيين هم الذين اتخذوا خطوات لتصعيد الصراع في المنطقة، من خلال هجماتهم على سفن الشحن التي تمر عبر البحر الأحمر.
رفض صيني
من جهته، أكد وزير خارجية الصين وانغ يي، أمس، رفض استخدام القوة العسكرية ضد اليمن، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي لم يفوض أية دولة لشن ضربات في اليمن. ونقلت قناة «القاهرة» الإخبارية عن الوزير يي قوله، في مؤتمر صحافي بالقاهرة مع نظيره المصري سامح شكري، إن بلاده تولي اهتماماً لما يجري في البحر الأحمر، داعياً لـ«وقف الاعتداء على السفن والتصعيد الذي يحدث في البحر الأحمر الذي يهدد النظام الدولي».
الخليج: البنتاغون: أسقطنا صاروخاً أطلق من اليمن باتجاه مدمّرة أمريكية
أعلنت القيادة العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط (سنتكوم) فجر الاثنين، أنّها أسقطت عصر الأحد صاروخ كروز أطلقه الحوثيون في اليمن باتّجاه مدمّرة أمريكية في جنوب البحر الأحمر.
وقالت سنتكوم في بيان:«إنّ صاروخ كروز مضادّاً للسفن أُطلِق من مناطق الحوثيين في اليمن باتجاه السفينة يو إس إس لابون التي كانت تعمل في جنوب البحر الأحمر».
وأضافت «أُسقِط الصاروخ قرب ساحل الحُديدة من جانب مقاتلة أمريكية، ولم يبلّغ عن وقوع إصابات أو أضرار».
وهذا أول هجوم يستهدف مدمّرة أمريكية منذ أن شنّت الولايات المتّحدة وبريطانيا ضربات مكثّفة ضدّ مواقع للحوثيين الذين يشنّون هجمات في البحر الأحمر ضدّ سفن تجارية وحربية.
وفجر السبت، استهدفت الولايات المتحدة قاعدة جوية في صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وقال الجيش الأمريكي إنه ضرب «موقع رادار في اليمن».
وأتت الضربات الأمريكية والبريطانية رداً على هجمات نفّذها الحوثيون في الأسابيع الماضية واستهدفت سفناً تجاريّة يشتبهون في أنّها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئ إسرائيلية، قرب مضيق باب المندب عند الطرف الجنوبي للبحر الأحمر.
العربية نت: بريطانيا: سننتظر قبل أن نضرب الحوثيين ثانية
فيما أكدت الولايات المتحدة أنها سائرة في تنفيذ المزيد من الضربات على الحوثيين في اليمن، إذا ما استمروا في عرقلة حرية الملاحة بالبحر الأحمر، يبدو أن بريطانيا أكثر حذراً.
فقد أوضح وزير الدفاع البريطاني، غرانس شابس، اليوم الاثنين، أن بلاده ما زالت تترقب وتقيم أثر الضربات المشتركة التي وجهتها سابقاً مع أميركا إلى مواقع حوثية، قبل تنفيذ ضربات جديدة.
سنرى ما سيحدث
وقال في مقابلة تلفزيونية عند سؤاله عن احتمال شن بلاده ضربات أخرى ضد الحوثيين: سننتظر ونرى ما سيحدث.
كما أشار إلى أن بريطانيا لا تريد التوغل في العمليات بالبحر الأحمر، إلا أنها تسعى في الوقت عينه إلى حماية الملاحة، مؤكداً أن حرية الملاحة حق دولي.
أتت تلك التصريحات بعدما أكد وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، أمس الأحد، أن المملكة المتحدة مستعدة للتحرك مجدداً ضد الحوثيين إذا واصلوا هجماتهم على السفن العسكرية والتجارية، متهماً إيران بلعب دور خبيث للغاية في تلك الهجمات.
وكانت القوات الأميركية والبريطانية شنت فجر الجمعة (12 يناير الحالي) عشرات الغارات المشتركة على مواقع عسكرية عدة تابعة للحوثيين في العاصمة صنعاء ومحافظات الحديدة وتعز وحجة وصعدة.
وفجر السبت، (13 يناير) أيضا استهدفت الولايات المتحدة مجدّدا قاعدة جوية في صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين منذ عام 2014. وقال الجيش الأميركي إنه ضرب "موقع رادار حوثي".
يذكر أنه منذ 19 نوفمبر الماضي (2023) بعد أكثر من شهر على تفجر الحرب الإسرائيلية الفلسطينية في غزة يوم السابع من أكتوبر، شن الحوثيون أكثر من 27 هجوماً على السفن التجارية المبحرة في البحر الأحمر، تحت ذريعة توجهها إلى إسرائيل التي تحاصر القطاع الفلسطيني.
كما تعهدوا بمواصلة تلك الهجمات إلى أن توقف إسرائيل غاراتها العنيفة على غزة، وحذروا من أنهم سيهاجمون السفن الحربية الأميركية إذا تعرضوا للاستهداف.
في حين عمدت الولايات المتحدة إلى الإعلان يوم 18 ديسمبر المنصرم، عن تأسيس تحالف عسكري بحري متعدد الجنسيات، تحت اسم "حارس الازدهار"، بهدف التصدي لأي هجمات تستهدف سلامة الملاحة البحرية الدولية.
أول هجوم على مدمرة أميركية.. هل تتصاعد هجمات الحوثي؟
أعلنت القيادة المركزية الأميركية، فجر اليوم الاثنين، أن مقاتلات أميركية أسقطت صاروخ كروز حوثياً أطلق باتجاه حاملة الطائرات يو إس إس لابون (DDG 58)، التي كانت تعمل في جنوب البحر الأحمر، بالقرب من ساحل الحديدة
ولعل اللافت في هذا الإعلان أنه كشف تنفيذ أول هجوم يستهدف مدمّرة أميركية منذ أن شنّت الولايات المتّحدة وبريطانيا ضربات مكثّفة أواخر الأسبوع الماضي، ضدّ مواقع للحوثيين المدعومين من إيران الذين يشنّون هجمات في البحر الأحمر على سفن تجارية وحربية.
ما يفتح باب التوقعات بحصول هجمات لاحقة.
لم يرتدعوا
إذ رأى العديد من المراقبين أن الحوثيين لم يرتدعوا بعد جراء الضربات الأميركية البريطانية المشتركة الأخيرة.
لاسيما أن الجماعة كانت أكدت في بيانات سابقة لها أن استهداف مواقعها يعني فتح الباب لها لضرب سفن أميركية.
سيواجه بالرد
ففي العاشر من الشهر الحالي، أكد الناطق باسم الحوثيين، محمد عبد السلام، أن كل "من يعترض عمليات الحوثيين سيواجه بالرد".
كما أكد أن "الملاحة الدولية في البحر الأحمر والبحر العربي آمنة"، متهماً أميركا بـ "عسكرة البحر الأحمر خدمة لإسرائيل وتشجيعا لها لمواصلة عدوانها على قطاع غزة".
بدورها توقعت واشنطن عبر تصريحات مسؤوليها أن تواجه مزيدا من الهجمات الحوثية، مؤكدة في الوقت عينه استعدادها للرد.
إذا تشي كل المعطيات الحالية حتى الآنب أن التوترات في البحر الأحمر لن تهدأ قريباً.
يذكر أن القوات الأميركية والبريطانية كانت شنت فجر الجمعة (12 يناير الحالي) عشرات الغارات على مواقع عسكرية عدة تابعة للحوثيين في العاصمة صنعاء ومحافظات الحديدة وتعز وحجة وصعدة. فيما
أعلنت الجماعة اليمنية أن الضربات أدت إلى مقتل خمسة عناصر في صفوفها.
وفجر السبت، (13 يناير) أيضا استهدفت الولايات المتحدة مجدّدا قاعدة جوية في صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين منذ عام 2014. وقال الجيش الأميركي إنه ضرب "موقع رادار حوثي".
أتت تلك الضربات الأميركية والبريطانية رداً على هجمات نفّذها الحوثيون في الأسابيع الماضية واستهدفت سفنا تجاريّة يشتبهون في أنّها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانٍ إسرائيلية، قرب مضيق باب المندب الاستراتيجي عند الطرف الجنوبي للبحر الأحمر.
العين الإخبارية: الحوثي والبحر الأحمر.. اليمن إلى سيناريو لبنان أم الجحيم؟
يقف اليمن على مفترق طرق بين "السيناريو اللبناني" أو الحرب المفتوحة التي تتبخر معها آمال السلام في بلد يكتوي منذ 2014 بالنار.
ويرى مراقبون تحدثوا لـ"العين الإخبارية" أن اليمن في أعقاب قرار الولايات المتحدة وبريطانيا توجيه رسالة بالنار لمليشيات الحوثي تقف أمام سيناريو من اثنين؛ أولهما النموذج اللبناني في نسخته الأخيرة خلال الحرب في غزة.
ومنذ فجر الجمعة الماضي وجهت واشنطن ولندن عشرات الضربات لمواقع حوثية، قدر عسكريون أمريكيون أن تكون قوضت 30% من قدرات الحوثي الصاروخية.
وإذا ما اعتمد الحوثيون التجربة اللبنانية ستبقى الأزمة تحت سقف جرعات محددة من النار تؤلم لكن يمكن احتمالها.
هذا السيناريو يرجحه المحلل السياسي اليمني باسم الحكيمي معربا عن اعتقاده بأن "التصعيد بين الأمريكان والحوثي سيظل ضمن المستويات المسموح بها وسوف يتراوح بين ضربات هنا وهناك لكن لن يتجاوز إلى مدى أوسع".
ومنذ بدء الحرب في غزة قبل 100 يوم فتح حزب الله اللبناني جبهة الجنوب تحت سقف قواعد الاشتباك الضمنية والمستقرة مع إسرائيل منذ 2006.
ويدلل الحكيمي على صحة ترجيحه قائلا إن فاعلية الضربات الأمريكية البريطانية محدودة بالنظر إلى أن غالبية أهداف المليشيات متنقلة وغير ثابتة بما فيها الصواريخ والمسيرات التي يمكن إطلاقها من أي مكان.
وأكد أن "هذه الضربات تكتيكية لن تغير في ميزان القوى"، معتبرا أن الأجدى دعم الحكومة اليمنية لتتولى تحرير محافظة الحديدة وإسقاط اتفاق ستوكهولم الذي بات يمثل غطاء لتهديد حرية الملاحة العالمية.
الخبير العسكري والأمني اليمني المقدم أحمد العاقل، يذهب إلى أبعد من ذلك قائلا لـ"العين الإخبارية" إن الضربات الأمريكية البريطانية لن تستطيع حماية الملاحة البحرية وأن دعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة "بات ضرورة لوقف قرصنة وهجمات المليشيات البحرية".
ولفت إلى أن "الضربات الأمريكية البريطانية، فتحت بابا آخر للتصعيد من دون القدرة على الحسم إذا سوف تستمر المليشيات في استهداف السفن وقرصنتها وستذهب إلى توسيع قائمة الرد الانتقامي".
وأكد أنه "لا أحد يستطيع تصور المخرج من هكذا وضع معقد لكنه يتعين أن تتبع الضربات ضغوطا غربية على إيران لضبط الوضع".
من جانبه، رأى المحلل السياسي اليمني عمار القدسي أن ضربات يومي الجمعة والسبت الماضيين كانت محدودة، قائلا إنها "شكل من أشكال الدبلوماسية الخشنة"، تحمل رسالة مفادها "أننا نستطيع تقويض قدرات الحوثي"، وأن "لكل فعل رد فعل".
وأوضح في حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن "الوضع باليمن انقلب رأسا على عقب بعد الضربات، وأن مليشيات الحوثي التي هددت الملاحة الدولية هي من استدعت القوى العظمى المعنية بإدارة أمن الممرات المائية للرد".
وأضاف أن "مليشيات الحوثي لم تستجب للتحذيرات الأمريكية التي وجهت عبر وسطاء إقليميين وذهبت إلى الاشتباك مع بارجة أمريكية باستهدافها بـ18 مسيرة و4 صواريخ باليستية وهو ما استدعى ضرب أهدافها".
وأشار إلى أن الضربات الأمريكية البريطانية "تدشن مرحلة جديدة، وفي حال استمر الحوثيون في هجماتهم في البحر الأحمر سيتم ضرب مزيد من الأهداف".
لكنه حذر من سيناريو الجحيم في حال تسببت الهجمات الحوثية في مقتل جنود أمريكيين أو بريطانيين، معتبرا أن تصعيد من هذا النوع سيضع قادة الحوثي ضمن أهداف الولايات المتحدة.
بدوره، يعتقد الخبير الإعلامي اليمني إبراهيم مجور أن أي "تصعيد حوثي عسكري مضاعف في البحر الأحمر أو البر باستهداف القواعد الأمريكية سيقابله بالتأكيد رد أكثر حزما باستهداف قياداتهم البارزة إلى جانب منشآتهم العسكرية" وهذا ما كشفته الضربة المشتركة يوم الجمعة.
وعن تداعيات الضربة الأمريكية البريطانية، قال مجور لـ"العين الإخبارية"، إنها "سوف تؤثر بالفعل على خارطة الطريق الأممية ومسار السلام في اليمن بشكل عام".
وأوضح أن "الحوثيين سوف يستمرون في تهديد السلم والأمن القومي الإقليمي والدولي في البحر الأحمر وخليج عدن، لامتلاكهم ترسانة عسكرية تشمل صواريخ بعيدة المدى وطائرات مسيرة هجومية وقارب".
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد تعهد، في تصريحات للصحفيين الجمعة الماضي، بأن بلاده سترد على مليشيات الحوثي إذا واصلت هذا السلوك (استهداف الملاحة الدولية في البحر الأحمر) المثير للغضب، واصفا المليشيات بـ"الإرهابية".
وكان مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ قد حث جميع الأطراف المعنية بالتطورات في البلاد على التحلي بأقصى درجات ضبط النفس، محذرا من تزايد عدم اليقين إزاء الوضع في المنطقة.
الشرق الأوسط: الحوثيون يهربون من أزماتهم الداخلية إلى التصعيد بحرياً
فيما يعاني أكثر من 17 مليون يمني من انعدام الأمن الغذائي الحاد خلال هذا العام، يعتقد قطاع عريض من السكان في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون أن الجماعة تهرب من مواجهة التزاماتها تجاه صرف رواتبهم المقطوعة منذ ثمانية أعوام وتحسين مستوى معيشتهم، بتصعيد هجماتها على السفن في جنوب البحر الأحمر.
وكان اليمنيون ينتظرون التوقيع على خريطة الطريق للسلام التي أعلن عنها مبعوث الأمم المتحدة هانس غروندبرغ والتي من ضمن بنودها صرف رواتب الموظفين وفتح الطرقات وما سيترتب على ذلك من تحسن في الأوضاع المعيشية والتخفيف من قاعدة الفقر التي طالت 80 في المائة من السكان.
غير أن الهجمات التي شنها الحوثيون على السفن في جنوب البحر الأحمر والرد الأميركي والبريطاني عليها، جاءت لتزيد من مخاوف إفشال جهود السلام، كما اتخذتها الجماعة وسيلة للتهرب من التزاماتها وقمع المطالبين برواتبهم.
ومع تزايد حدة التصعيد وتوجيه الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات جوية على عدد من معسكرات الحوثيين، تراجع صوت احتجاجات المعلمين الذين قادوا انتفاضة المطالبين بصرف رواتبهم، واعتقل قادة ناديهم واتسعت دائرة القمع لتشمل كل من ينتقد إدخال الحوثيين اليمن في أتون صراع دولي لا طائل منه.
بطون خاوية
يؤكد أنيس وهو موظف حكومي في صنعاء أنه من المعيب أن تحدث جائعا عن البطولات والمعجزات الوهمية، لأنه لا قيمة لهذا الخطاب لدى البطون الخاوية، ويقول إنه لا يمكن لأي جهة تحكم أن تدعي تحقيق منجز في مجتمع الجوعى، لأن أهم المنجزات هو تمكينهم وأسرهم من الحصول على الطعام، ويضيف أنه لا مجال لأي شعارات وطنية أو قومية في مجتمع يعيش وسط الجهل والفقر والبطالة وتحاصره الأمراض والأوبئة.
ويرى عبد القادر وهو موظف آخر في مناطق سيطرة الحوثيين أن الجماعة ستتخذ من التصعيد في جنوب البحر الأحمر والضربات الأميركية وسيلة لقمع كل من يطالب برواتبه أو تحسين معيشته، أو من ينتقد فساد مسؤوليها، حيث إن تهمة الخيانة والعمالة توجه لكل من لا يتفق مع توجه الحوثيين.
ويجزم الرجل أن الجماعة وجدت في الحرب الإسرائيلية على غزة وسيلة للهروب من الاحتجاجات الشعبية المطالبة بصرف رواتب الموظفين أسوة بمسؤولي الحوثيين ومقاتليهم.
ويعتقد الموظف الحكومي أن الإضراب الذي قاده المعلمون والمعلمات للمطالبة بصرف رواتبهم وتضامن النقابات العمالية معهم «حشر سلطة الحوثيين في زاوية ضيقة» بعد أن تبين للناس أنهم ينفقون عائدات الدولة لصالح قادتهم وأعضاء الحكومة التي لا يعترف بها أحد و أعضاء ما يسمى مجلسي النواب والشورى وكذا مقاتليهم، فيما يعيش ثلثا السكان في أوضاع شبيهه بالمجاعة.
تأجيل النقمة
يؤكد الصحافي والمحلل السياسي اليمني غمدان اليوسفي أن هروب الحوثي من التزاماته تجاه الناس الذين يحكمهم بالقوة صوب شماعة إسرائيل «مجرد محاولة لتأجيل النقمة في مناطقه»، ويرى أن تهربه من دفع رواتب الناس وتوفير مستلزمات الحياة للسكان في تلك المناطق الذين أنهكهم بالجبايات والمشرفين اللصوص والسجون والإخفاء القسري والتعذيب حتى الموت، لن يجنبه المواجهة.
وتوقع اليوسفي أن تعيد الأيام الحوثي إلى مربع الواقع، وتعمده كمسؤول عن موت الناس جوعا وسجنا وقتلا وحصارا.
أما الباحث اليمني صادق الوصابي فيرى أن الحوثي سيحول اليمن إلى معسكر كبير، للتجنيد والتجييش والتطييف، ويبين أن حملات التعبئة التي كان يقوم بها لترغيب الأهالي لتجنيد أطفالهم وأبنائهم ستتحول إلى حملات ترهيب لإجبار الأهالي للزج بأبنائهم في الجبهات تحت مبرر «مواجهة العدوان الأميركي والبريطاني»، فيما أعين الحوثي متجهة صوب مأرب وتعز والساحل الغربي وشبوة وغيرها من المحافظات.
ووفق ما يراه الوصابي فإن الحوثي سيجعل اليمن، وليس غيره، محرقة كبيرة وسيقحمه في حروب دموية لا طاقة لهم بها، والضحية في الأخير هو الشعب اليمني الذي عانى الويلات من «حماقات» الحوثي التي لا تنتهي.
ويقر القيادي الحوثي عبد القادر المرتضى بأن تصعيد جماعته في البحر الأحمر سيلحق بهم خسائر مادية وبشرية، ويقول إنهم سيعرضون اليمن للخطر وللقصف، لكنه يبرر ذلك بأنه ليس لديهم طريقة أخرى للقيام بما أسماه واجبهم تجاه فلسطين، من دون أن يلحق بهم أي أضرار، لأن «الشجب والتنديد والإدانة الجوفاء التي لا يرافقها أي تحرك جدي وفاعل، ليست في قواميسهم» بحسب زعمه.
انعدام الغذاء
بحسب بيانات الأمم المتحدة فإن نحو 17.3 مليون شخص في اليمن يعانون من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد خلال العام الحالي وأن أكثر من 227.228 طفلا أدخلوا العام المنتهي إلى مراكز التغذية العلاجية وهم يعانون من الهزال، في حين أن 50 في المائة فقط من المرافق الصحية تعمل، وذلك يترك 20.3 مليون شخص دون الحصول على الرعاية الصحية الكافية.
البيانات الأممية أكدت أن اليمن لا يزال عرضة لتفشي الأمراض، إذ إنه وخلال الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى سبتمبر (أيلول) 2023، تم الإبلاغ عن 42452 حالة يشتبه بإصابتها بالحصبة والحصبة الألمانية و514 حالة وفاة مرتبطة بها، بالإضافة إلى 1772 حالة مؤكدة مختبريا.
يأتي ذلك، في حين لا يزال الحوثيون يحظرون التطعيمات في المحافظات الخاضعة لسيطرتهم، وهو ما تسبب في زيادة التردد في تلقي اللقاح بين السكان.
وبحسب بيانات المنظمة الأممية فإن 15.3 مليون شخص يفتقرون إلى إمكانية الوصول إلى المياه وخدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية الآمنة، بما في ذلك 7.8 مليون طفل.